جريدة الجرائد

رشيدة داتي ونجاة بلقاسم تكرسان واقع التعدد في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نجحتا في مسيرتهما التعليمية والمهنية لتتوليا دوراً أساسياً في حملة الانتخابات الرئاسية ...

باريس - آرليت خوري

لم يتمكن اي من الفرنسيين من أصول عربية من اجتياز استحقاق المجلس الدستوري الذي يلزم كل مرشح الى الرئاسة الحصول على تواقيع 500 عضو منتخب تساند ترشيحه. لكن فرنسيين آخرين من اصل عربي سجلوا حضوراً بارزاً في إطار الحملة الرئاسية الحالية حيث احتلوا مواقع قريبة من المرشحين الاكثر حظا في الوصول الى قصر الاليزيه. ويتمثل هذا الحضور، اساسا، بسيدتين هما: رشيدة داتي (41 عاماً) الناطقة باسم مرشح اليمين الحاكم نيكولا ساركوزي ونجاة بلقاسم (29 عاماً) الناطقة باسم المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال.

ورغم الفارق في السن الذي يجعل من داتي سيدة ناجحة، في حين ان بلقاسم لا تزال في مقتبل العمر، فإن ما يجمع بينهما هو الجرأة الفائقة والإرادة الراسخة، والجمال المميز الذي تتسمان به.

وشكل تعيين داتي ناطقة باسم حملة ساركوزي الى جانب الوزير السابق كزافييه برتران، نوعاً من الاستمرار المنطقي لسيرتها المهنية اللامعة. فهي قاضية وموظفة سابقة تدرجت في كبريات الشركات الفرنسية مثل "الف" النفطية و "لا غاردير" الصناعية، والتحقت بساركوزي لدى توليه وزارة الداخلية العام 2002، وتعمل الى جانبه منذ ذلك الحين.

وفي اعقاب انتفاضة الضواحي الفرنسية سنة 2005، والتي كانت من بين اسبابها استخدام ساركوزي لعبارة "الرعاع" في حديثه عن بعض شباب هذه المناطق، تولت داتي مهمة بدت آنذاك شبه مستحيلة، وهي تحسين صورة وزير الداخلية في أوساط هؤلاء الشباب. ونظمت في هذا الإطار "يوما مفتوحا" لابناء الضواحي، أقيم في مقر حزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" الذي يتزعمه ساركوزي. كما رعت انشاء جمعية "بلو بلان روج" (ازرق ابيض احمر، وهي الوان العلم الفرنسي) التي تضم شباباً مؤيدين للحزب في ضاحية ارجانتوي.

لكن نشأتها في ضاحية شالون سور سين ومعرفتها بمشكلات سكان هذه المناطق ومزاجهم، لم تمكناها حتى الآن من تجاوز الاشكالات التي تحول دون قيام ساركوزي بجولة انتخابية على إحدى الضواحي الباريسية.


في المقابل، لم تكن تربط بلقاسم التي انضمت الى الحزب الاشتراكي العام 2003، أي معرفة بالمرشحة رويال قبل الخريف الماضي، بعدما لفت رئيس بلدية ليون جيرار كولومب، الى الدور الذي يمكنها ان تلعبه الى جانب الناطقين باسم المرشحة الاشتراكية ارنو مونتبورغ وفانسان بييون.

وبلقاسم عضو في مجلس رون آلب الاقليمي ومتخرجة من معهد العلوم السياسية الراقي الذي يتدرج على مقاعده أرفع كوادر الإدارة الفرنسية. وهي شابة لامعة وناجحة في حياتها المهنية، ووافقت رويال على انضمامها الى فريق الناطقين باسمها.

وبخلاف داتي المولودة في فرنسا، فإن بلقاسم كانت في الرابعة من العمر عند انتقالها من الريف المغربي الى منطقة اميان الفرنسية برفقة والدتها وشقيقتها، للانضمام الى والدها عامل البناء. وسرعان ما أدركت بلقاسم وشقيقتها البكر، ان الترقي والصعود في إطار المجتمع الفرنسي ممكن من خلال التحصيل العلمي. ورغم انها ترفض ان تعرّف بأنها تمثل الضواحي في إطار فريق رويال الانتخابي، فإنها تفخر بأصلها المغربي واسلامها، وبالطريق الذي قطعته بنجاح منذ وصولها الى فرنسا قبل 25 عاما.

وبالإصغاء الى أداء داتي وبلقاسم عبر مداخلاتهما التلفزيونية في إطار الحملة الانتخابية، يتأكد ان وجودهما الى جانب المرشحين الأوفر حظاً بالفوز بالرئاسة، شكل من أشكال التعبير عن الواقع التعددي الذي بات واقع فرنسا.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف