السنيورة يصافح الأسد مرة ولحود مرتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس اللبناني واصل سعيه الى إسقاط ذكر "الحكومة"...
و رئيسها اعتبر حضورها القمة تثبيتاً لشرعيتها ودستوريتها ...
الرياض - وليد شقير
سُجّلت ليل الاربعاء على هامش الجلسة المغلقة التي عقدها القادة العرب المشاركون في القمة العربية في الرياض مصافحة يتيمة بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، كما سُجّلت مصافحة عابرة بين السنيورة والرئيس اللبناني اميل لحود وهما اللذان يشاركان بوفدين منفصلين في اعمال القمة التي اختتمت أعمالها أمس.
وكان الرؤساء العرب يتجمعون في صالون مجاور لقاعة الاجتماعات العامة للقمة حيث تصافح الأسد والسنيورة واقتصرت المصافحة على تبادل السلام.
وشهد اليوم الثاني والأخير لأعمال القمة تداخلاً وتجاوراً لمواعيد ومواكب كل من لحود والسنيورة، لكن الأمر بقي عند هذه الحدود، خصوصاً ان ليل اليوم الأول للقمة شهد محاولات حثيثة من الرئيس لحود لإدخال تعديلات على مشروع قرارات القمة في ما يتعلق بالبند اللبناني لاسقاط كل ذكر لـ"الحكومة اللبنانية"، حتى ان محاولاته لم تتوقف حتى بعد إقرار القرارات.
وتفادي التلاقي بين لحود والسنيورة كان أكثر وضوحاً لدى لقاء امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إذ ان الموعد الذي اعطي للسنيورة للقاء الأمير حمد بن خليفة جاء بعد موعد لحود معه مباشرة، إلا ان السنيورة لم يقصد مقر إقامة امير قطر إلا بعدما تأكد ان اللقاء مع لحود انتهى وعلى رغم ذلك تلاقى الموكبان اثناء دخول الأول ومغادرة الثاني، والشيء نفسه حصل لدى انتهاء اعمال القمة اذ خرج السنيورة أولا ثم خرج لحود لكن الإثنين تجاورا في انتظار وصول سيارة كل منهما فأمضيا الوقت في الحديث الى الوفود المنتظرة بدورها.
تصادف الرئيسان لحود والسنيورة مرة أخرى قبل ظهر أمس، في مركز القمة وتصافحا. وعقد السنيورة في قاعة الجلسة الختامية، وقبل عقدها، محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ومدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان (كان الرئيس المصري حسني مبارك التقى صباحاً الرئيس بشار الأسد) وعدد آخر من القادة العرب.
وكان كل من لحود والسنيورة أجرياً على هامش اعمال القمة المزيد من اللقاءات مع القادة العرب تمحورت حول الدعم العربي للبنان والأزمة السياسية الداخلية.
والتقى لحود أمير قطر ورافقه في الزيارة الوزيران المستقيلان فوزي صلوخ ويعقوب الصراف، وأبلغ لحود الشيخ حمد بن خليفة "أهمية استئناف الحوار بين الأطراف اللبنانيين وصولاً الى تحقيق المشاركة الوطنية المطلوبة في ظل توافق وطني على مختلف المواضيع التي تتباين اراء اللبنانيين حيالها". وجدد أمير قطر دعم بلاده "لكل ما يجمع بين اللبنانيين ويوحد كلمتهم"، معتبراً "ان لبنان لا يعيش إلا على توافق ابنائه ومشاركة جميع طوائفه في عيش مشترك كان وسيبقى موضع اهتمام الدول كافة".
وشدّد لحود على عدم تعديل المبادرة العربية "لا سيما في البند المتعلق بحق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه"، معتبراً أن توطين الفلسطينيين أمر مرفوض، فضلاً عن انه مادة اساس في ميثاق العيش المشترك ومقدمة الدستور التي تنص على عدم التجزئة أو التقسيم أو التوطين".
واتفق الرئيس لحود وأمير قطر، بحسب الرسالة التي وزعها المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية على "ان المرحلة دقيقة وتتطلب تعاون جميع الأطراف اللبنانيين لتغليب المصلحة الوطنية، وان الشيخ حمد أكد دعم بلاده وحدة لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات، وتطرق البحث الى التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اللبنانية، وكان الرأي متفقاً على ضرورة تجنيب لبنان مثل هذا التدخل ومواجهة المخططات الإسرائيلية المعادية وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بكامل بنوده، ونوّه أمير قطر بصمود الشعب اللبناني عموماً وأهل الجنوب خصوصاً، معتبراً ان ما يلمسه فريق العمل القطري في الجنوب من تمسك أبناء المنطقة بارضهم ودفاعهم عنها هو موضع اعتزاز وفخر".
وناقش لحود مع أمير قطر ورقة العمل اللبنانية، التي قال لحود إنه حرص على ادخال تعديلات عليها من أجل ان تعبّر عن وجهة نظر جميع اللبنانيين وتعكس توافقهم خصوصاً في هذه المرحلة حتى لا تبدو القمة وكأنها تلتزم مواقف لا تلقى الإجماع الوطني المطلوب.
والتقى لحود رئيس الدولة الموريتانية العقيد اعلي محمد ولد فال وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.
السنيورة: نبحث عن انتصار للبنان
وحضر لقاء السنيورة مع أمير قطر وزير الخارجية بالوكالة طارق متري، ووزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد، أما عن الجانب القطري فحضر وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد المحمود وزير المالية يوسف كمال ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ حمد بن تامر.
وقال السنيورة بعد الاجتماع: "إن اللقاء اتسم بالود الكبير والرغبة الدائمة في المساعدة، وهذه المرة ككل مرة نجد لديه كل الصدر الرحب والرغبة في مساعدة لبنان".
ووصف السنيورة اعلان الرياض بأنه "جيد جداً ومهم للغاية في جوانب عدّة بما له علاقة بتحصين الصمود العربي ونظرة مستقبلية الى دور العرب، ودور المسؤولين العرب في تطوير المؤسسات العربية والإنسان العربي. كما أن له علاقة بكلمة واضحة وصريحة ولا تنازل فيها هي التمسك بالمبادرة العربية للسلام".
وعما اذا كان يعتبر أن فريقاً لبنانياً خسر، وآخر ربح في موضوع التعديلات التي طرحها لبنان، قال السنيورة:" كنت دائماً أقول إنه حين نتحدث عن فريق لبناني منتصر وآخر منهزم فإن هذا يعني أن الكل هزم والبلد هزم. نحن نبحث عن انتصار للبنان. كما أن الكل يعلم أن مجيئنا إلى هنا والمشاركة هي في معنى آخر كلام واضح وصريح للجميع، لبنانيين وعرب ومجتمعاً دوليا، أن المجتمع العربي والقمة العربية يعترفان بأن هذه الحكومة شرعية ودستورية مائة في المئة".
والتقى السنيورة أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين أوغلو معه الأوضاع العامة في لبنان والعالم الإسلامي.
واستقبل السنيورة نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف الذي قال إنه ناقش معه "شؤون قمة الرياض وما تم التوصل إليه في هذه القمة، كما تحدثنا كثيراً عن الأوضاع في لبنان، ونحن في روسيا نتمنى للشعب اللبناني الصديق أن يخرج في أسرع وقت ممكن من هذا الوضع الصعب والخطير، عن طريق الحوار وإيجاد الطرق لتثبيت الوفاق الوطني ولكي يعود لبنان إلى حياته الطبيعية والازدهار والتطور".
وعن موضوع المحكمة الدولية قال سلطانوف: "نحن نريد المحكمة الدولية ونعتبر أن الحقائق في الجريمة التي أدت إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا بد من أن تصل إلى نتائج، ونحن نؤيد التحقيق في هذا الشأن".
كما التقى السنيورة نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا، وعرض معه الأوضاع اللبنانية والدولية.
وكان السنيورة التقى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في حضور وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.