جريدة الجرائد

«الإخوان» لا يكتبون تاريخهم لاعتبارات أمنية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لماذا لا يكتب "الإخوان المسلمين" تاريخهم?!
الباحث الإسلامي أكد أن التوثيق الإخواني أقرب إلى الذكريات لا إلى الكتابة التاريخية المعتمدة
حسام تمام: "الإخوان" ينتهجون الباطنية طريقا وعقيدة ويرسمون خارطة الاسلام السياسي بلا وثائق لاعتبارات أمنية


سؤال محوري في دراسة مهمة للباحث الإسلامي حسام تمام, وهذه الدراسة التحليلية الموثقة تكشف كتابة "الإخوان" لتاريخهم المتعلق بأحداث شاركت في إعادة رسم خريطة الإسلام السياسي في العالم.
وتطرق الباحث لمؤلفات القيادات التاريخية للجماعة وإلى أي مدى توفرت المعلومات الدقيقة ومواطن الحقيقة في سجل الجماعة.

الدراسة بدأت باستهلال من الباحث حسام تمام, قال فيها: لم تكتب جماعة "الإخوان" تاريخا رسميا لها يمكن أن يعد مرجعا معتمدا للباحثين, على الرغم مما تردد كثيرا في الأوساط "الإخوان"ية عن وجود لجنة شكلتها الجماعة قبل سنوات لجمع تاريخ ومذكرات ووثائق الجماعة وتوثيقها تمهيدا لإصدار موسوعة تاريخية عن "الإخوان".

لذلك ظلت الكتابات "الإخوانية في هذا المجال أقرب للاجتهادات الشخصية التي تأخذ macr; في الغالب macr; طابع المذكرات وربما المقتطفات والذكريات والخواطر الذاتية منها إلى الكتابة التاريخية المعتمدة, وربما لم يشذ عن هذا سوى كتاب( الإخوان المسلمون macr; أحداث صنعت التاريخ) الذي وضعه الراحل محمود عبد الحليم عضو الهيئة التأسيسية للجماعة وأحد قياداتها التاريخية, وصدر في ثلاثة أجزاء تناولت تاريخ الجماعة منذ تأسيسها سنة1928 إلى وقت خروج قادتها من السجون الناصرية في عهد السادات. وعلى الرغم من أن الكتاب صدر في أوائل الثمانينيات بمقدمة مصطفى مشهور وكان نائبا للمرشد وهو تقليد يفهم منه قبول قيادة الجماعة لمضمون الكتاب وتوثيقها له, إلا أن نائب المرشد رفض صراحة في المقدمة إسباغ صفة الرسمية على الكتاب واعتماده من الجماعة معتبرا أنه محاولة فردية من وجهة نظر صاحبها فقط! وذلك على الرغم من أن الكتاب صار المرجع الأول لجميع الباحثين في تاريخ "الإخوان" والأكثر تداولا في الأوساط الإخوانية أيضا.

وأكد الباحث أن الجماعة ترفض أو لا تفضل اعتماد كتاب بعينه يؤرخ لتاريخها على النحو الذي تفعله عادة في الكتب الموجهة لأعضائها في مجالات أخرى غير التاريخ macr; كالدعوة والتربية والانضباط التنظيمي إلخ. حتي لا تكون مسؤولة مباشرة عن كل ما ورد فيه من أحداث ووقائع ويكون أمامها مساحة واسعة للحركة والاختيار تتيح لها التنصل مما لا ترغب في تحمله, فتصبح كل هذه الوقائع والأحداث على عهدة كاتبها فقط ومن وجهة نظره فحسب!!
وباستثناء كتاب محمود عبد الحليم جاءت غالبية كتب "الإخوان" التاريخية أقرب إلى الذكريات وربما الحكايات كما في كتب عباس السيسي خصوصا سلسلته( في قافلة الإخوان المسلمين) التي- على رغم من أهميتها- ضمت في مجملها مجموعة من الحكايات تتحالف جميعها على نقل صورة نموذجية طوباوية لمجتمع "الإخوان" وتحمل دائما مغزا دعويا للعوام وتوجيهيا للصف "الإخواني.

وقد توزعت هذه الكتابات macr; والتي خلا معظمها من الوثائق macr; على موضوعات أو أحداث ووقائع لا ينظمها توجه أو مسار بعينه, فأرخ بعضها لسيرة مؤسسها مثل:( الملهم الموهوب macr; حسن البنا) لعمر التلمساني, و(الشيخ حسن البنا ومدرسة الإخوان المسلمين لرؤوف شلبي, و( الإمام) لأحمد أنس الحجاجي, و(خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه) لجمال البنا, و(لماذا اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا) لعبد المتعال الجبري.

وربما اختصت هذه الكتابات بأحداث بعينها مثل قضية فلسطين التي كان أبرز ما كتب عنها كتاب "الإخوان المسلمين" وحرب فلسطين للقطب الإخواني المصري ثم الأردني كامل الشريف, والسوري مصطفى السباعي, وربما اقتصرت على جانب أو قضية بعينها تتعلق ببناء الجماعة وحركتها ونشاطها ووضعها القانوني أو دورها السياسي, فظهرت كتب عن صحافة الجماعة أهمها( صحافة الإخوان المسلمون) لشعيب الغباشي, وأخري عن الوضع القانوني والسياسي مثل( الإخوان المسلمون macr; أحداث تاريخية) لإبراهيم زهمول, أو التنظيم السري للجماعة مثل( حقيقة التنظيم الخاص ودوره في دعوة "الإخوان" المسلمين) لمحمود الصباغ, و(النقط فوق الحروف: "الإخوان" المسلمون والنظام الخاص) لأحمد عادل كمال, أو تناولت دورهم الاجتماعي مثل( "الإخوان" المسلمون والمجتمع المصري) لمحمد شوقي زكي, أو نشاطهم ورؤيتهم للريف المصري مثل( الإخوان في ريف مصر) لأحمد البس أو نشاطهم في البرلمان: مثل كتاب( الإخوان في البرلمان) لمحمد الطويل, و(الإخوان تحت قبة البرلمان) لمحسن راضي... إضافة إلى عدد قليل من المذكرات الشخصية لبعض قيادات الجماعة أو أعضاء سابقين فيها.

ثورة يوليو

والمفارقة أن ما كتبه "الإخوان" عن علاقتهم بثورة يوليو وما سبقها وتلاها من أحداث وتداعيات يعد قليلا جدا, ولا يتناسب مع ضخامة الحدث وتأثيرهم فيه وتأثير الثورة عموما على الجماعة وهو لا يتجاوز عدة كتب ودراسات محدودة تمت macr; كالعادةmacr; بمبادرة من أصحابها أو جاءت عبارة عن ملاحظات وذكريات مبثوثة في بعض المذكرات و(السير) "الإخوانية, وأهم ما كتب في ذلك مذكرات اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف أحد ضباط "الإخوان" الذين شاركوا تنظيم الضباط الأحرار في الثورة( أرغمت فاروق على التنازل عن العرش), وكتاب زميله حسين حمودة( أسرار الضباط الأحرار والإخوان المسلمون) وكتاب حسن العشماوي( الإخوان والثورة), وكتاب المرشد الثالث عمر التلمساني( قال الناس ولم أقل في عبد الناصر)و ( حقيقة الخلاف بين "الإخوان" المسلمين وعبد الناصر) للمرشد الرابع محمد حامد أبي النصر, والكتابان تجميع لمقالات صحافية إضافة إلى كتب أخرى عالجت موضوعات وأحداث بعينها في علاقة "الإخوان" بالثورة مثل( البوابة السوداء) لأحمد رائف ويتحدث فيه عن محنة "الإخوان" في سجون ناصر, و"الإخوان" وعبد الناصر: القصة الكاملة لتنظيم1965) لأحمد عبد المجيد.. وغير ذلك لا تجد كتبا تعرضت لعلاقة "الإخوان" بالثورة بشيء من التفصيل والتوضيح سوي ما تناثر في الكتب العامة أو المذكرات والذكريات الشخصية مثل( حصاد العمر) لصلاح شادي و( ذكريات لا مذكرات) لعمر التلمساني, و( أيام من حياتي) لزينب الغزالي, و(خمسون عاما من العمل الإسلامي) لتوفيق الشاوي..وغيرها.

الوثائق الغائبة

وانتقل الباحث الإسلامي في تحليله إلى مكمن المشكلة ليقول:تكمن المشكلة الأساسية فيما كتبه "الإخوان" عن تاريخهم مع ثورة يوليو في العمومية التي تعلن مواقف مبدئية تحمل الإدانة بالطبع أكثر مما تقدم معلومات ووقائع تفصيلية, ويغلب عليها صيغة( الحكي) أكثر من تقديم الوثائق وتحقيق الوقائع والتواريخ وهي أقرب إلى رؤوس الموضوعات منها إلى التحليل التفصيلي للأحداث والوقائع والشخصيات المرتبطة بتاريخ علاقة "الإخوان" بالثورة.

فلا نجد في هذه الكتب إجابات محدودة عن أسئلة حقيقية ورئيسية مثل: علاقة "الإخوان" بعبد الناصر وبقية الضباط الأحرار. كيف بدأت تحديدا?

ولم تنكر الدراسة أن غياب المعلومات التفصيلية والكاملة للوقائع والأحداث ليس المعضلة الوحيدة في كتابات "الإخوان" عن علاقتهم بالثورة فهناك مشكلة أكثر خطورة تتعلق بالمنهج نفسه الذي يضفي على تاريخ "الإخوان" طابعا من القداسة المستمدة من كونه macr; بكل عيوبه ومميزاته وإنجازاته وإخفاقاته وخطئه وصوابه macr; نتيجة للعناية الإلهية والتدبير الرباني الذي لا يقدر لدعوة "الإخوان" وجماعتها إلا الخير.

في الوقت نفسه لم تغفل الدراسة التأكيد على أن "الإخوان" يقرون بضآلة ما كتبوه عن تاريخهم خصوصا حينما يقارنونه بما صدر من كتب عن تاريخ تيارات سياسية أخري تعد macr; في رأيهم macr; أقل حجما وتأثيرا من "الإخوان", لكنهم يعزون macr; دائما macr; ذلك لأسباب خارجة عنهم أهمها الملاحقات الأمنية التي استمرت دون انقطاع عبر تاريخ الجماعة وتحولت في بعض الأحيان إلى تصفيات شاملة لها مثلما حدث في سنوات,1949,1954,1965 وهو ما حال- من وجهة النظر "الإخوانية- دون القدرة على التسجيل الدوري لتاريخهم بسبب خطورة الاحتفاظ بالوثائق أو تسجيل اليوميات وتدوين الأحداث التي قد تتحول لوثيقة إدانة لصاحبها في حال وقوعها في يد السلطة, كما يتعللون أحيانا بالخوف من السقوط في فخ المعارك السياسية والأيديولوجية التي قد تستغل فيها بعض الكتابات وتوظف لصالح الهجوم عليهم, كما هو الحال بالنسبة لتاريخ النظام الخاص ثم التنظيم السري حيث يمتنع كثير من قادته ومعاصريه عن الإدلاء بشهادتهم بشأنه خوفا من أن يرسخ الاتهام الموجة للإخوان بمسئوليتهم عن ظهور العنف الديني المسلح واعتبارهم( العباءة) التي خرجت منها كل تنظيمات العنف الإسلامية, ويبدون تخوفهم من أن تستخدم شهادتهم كمخلب قط في الحملة الإعلامية الموجهة للإخوان.

وقد تبدو هذه المبررات معقولة إلى حد ما على الرغم من أن فترات الاستقرار والأمن النسبي التي عاشتها الجماعة طوال العقود الثلاثة الماضية وامتلاك الجماعة لمؤسساتها الإعلامية الخاصة التي يمكن أن تدير معركة الدفاع عن تاريخها يمكن أن يرد على هذا المبرر الذي أوجده تراجع وزن المثقفين في تركيبة الجماعة لمصلحة الحركيين ثم المشايخ مع عدم وعي مثير من القيادات "الإخوانية لخطورة الدور الذي لعبته تاريخيا, وأهمية المساحات التي تحركت فيها, وهو ما أدى إلى وجود حالة من غياب الإحساس بأهمية تسجيل الأحداث وتدوين التاريخ وساعد على ذلك انتماءات الكوادر والقيادات الإخوانية إلى شرائح مهنية واجتماعية كانت متوسطة غالبا ودنيا أحيانا.

وواصل حسام تمام حديثه مشيرا إلى ملاحظة سجلها قائلا: حينما كنت أسجل مذكرات اللواء أبو المكارم عبد الحي قائد تنظيم "الإخوان" بالجيش عشية الثورة, فى حين تطرق حديثه لعبد الحكيم عابدين أكد ما نسب إليه من انحرافات أخلاقية وقدم شهادته عليها ثم تحدث عن انحرافات مماثلة, أخلاقية ومالية وإدارية لعدد من قادة "الإخوان" في المنفى حتي إذا ما أخذ الحديث مجراه توقف طالبا عدم الخوض فيها لأن الجميع( في ذمة الله) ولأن( الستر واجب في هذه الأمور).

ومن الأسباب التي حالت دون كتابة تاريخ "الإخوان" أيضا استمرار المشروع "الإخواني وعدم انتهائه أو التراجع عنه, فكتابة تاريخ للأحداث, والجماعات يأتي غالبا عقب نهايتها أو تجاوزها أو انتقالها إلى مرحلة جديدة, كما حدث مثلا في التنظيمات الشيوعية بينما ما زال "الإخوان" يقدمون مشروعهم الأيديولوجي باعتباره القادر على الاستمرار, ومازالت قيادة الجماعة تؤكد الانتماء لهذا المشروع بكل تفصيلاته التي وضعها مؤسسه الأول حسن البنا قبل أكثر من نصف قرن, فهي لا تنظر إليه كمرحلة تاريخية انتهت ويجب دراستها والاستفادة منها كما لا تعتبر أن المشروع بحاجة إلى إعادة نظر أو تعديل بل تراه رحلة ممتدة لم تنقطع بكل شخوصها وأحداثها وأفكارها وساعد على ذلك أن القيادات الحالية للجماعة تستمد الجزء الأكبر من مشروعيتها من تأكيدها على هذه الاستمرارية ونقل رسالة السلف إلى الخلف بكل تفصيلاتها وأنها شاركت في تأسيس وتعلية هذا البناء وتثبيت أركانه, حتي صارت جزءا من تاريخ الجماعة نفسها, ومن ثم فهي لا تقبل بأي مساس بها حتى ولو بمذكرات أو كتابات تاريخية عن وقائع وأحداث( قد) تفسر لغير صالح الجماعة أو تنتقص منها ولو على مستوى تقييم الأداء والقدرات الشخصية وتحديد المسؤوليات التاريخية.

وربما كان هذا هو السبب نفسه في إحجام قيادات تاريخية لها وزنها ومعروفه بقدرتها على الكتابة عن تسجيل مذكراتها برغم أهميتها مثلما هو الحال بالنسبة لmacr; مصطفى مشهور المرشد الراحل الذي كان يؤهلة عمره قبل رحيله(82 عاما) والدور التاريخي الذي لعبه في الجماعة للكشف عن كثير من الأسرار التاريخية الغامضة, خصوصا تلك المتعلقة بالتنظيم الخاص الذي كان واحدا من رموزه وله معه قضية السيارة الجيب الشهيرة, غير أن هذا لم يحدث ربما بسبب استمراره في قمة القيادة لوقت وفاته.

التنظيم السري

وواصلت دراسة الباحث الإسلامي رصدها مؤكدة أن من الأسباب التي قد تدفع ببعض "الإخوان" إلى( الصمت) فيما يخص تاريخ "الإخوان" أن كثيرا من الأحداث التاريخية لم تنته تداعياتها بعد, ويمكن للفرد أن يدفع ثمنها على الرغم من أنها صارت في ذمة التاريخ كما هو الحال في قضايا العنف والانضمام إلى تنظيمات مسلحة كالنظام الخاص قبل الثورة والذي تحول إلى التنظيم السري بعدها, فبعض أعضائه يخشي من أن تؤدي شهادته بشأنها إلى ملاحقته وآخرين, ليس أيديولوجيا هذه المرة وإنما سياسيا وقانونيا, خصوصا في ظل توجه العداء المتصاعد من الحكومات والأنظمة للجماعات الإسلامية وعلى رأسها "الإخوان", وأذكر أن أحد القيادات التاريخية صارحني في حديث خاص بأنه لا يفضل نشر مذكراته في حياته لهذا السبب, وإمعانا في ضمان ذلك احتفظ بذكرياته المسجلة على أشرطة كاسيت لدي بعض أصدقائه خارج مصر!, كما رفض اللواء أبو المكارم في مذكراته التي سجلها معه ذكر أسماء بعض الضباط الأحرار الذين ساعدوه في الهرب والنجاة من العمليات التي قامت بها أجهزة المخابرات في العهد الناصري للقبض عليه, وأشار إلى أن بعضا منهم مازالت له علاقاته ووجوده في السلطة وربما يطاله الأذي بسبب ذلك!!

لكن, لو فرض وقرر "الإخوان" الإدلاء بشهادتهم كاملة وكتابة تاريخهم, خصوصا فيما يتعلق بعلاقتهم مع الثورة, فهل هناك من يمكنه الإضافة وتقديم شىء جديدا خصوصا وأن الجيل الأول الذي شهد هذه الأحداث أوشك على نهايته ولم يتبق منه سوي أعداد قليلة بعضها يعجزه أرذل العمر عن تذكر ما حدث فضلا عن كتابته?!

المعلومات المتاحة تقول إن هناك شخصيات لديها ما تضيفه بالفعل لو قررت الشهادة ولم تتراجع عن موقفها الرافض للبوح بالتفاصيل. فهناك أشخاص مثل الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد والشيخ عبد المعز عبد الستار يمكن أن تقدم شهادتهم الجانب الغامض حول إخوان الأزهر وموقعهم من الثورة وانحياز قطاع كبير منهم إلى عبد الناصر في صراعه مع قيادات الجماعة, وكذلك د. مصطفى مؤمن الذي يمتلك ثروة من المعلومات فيما يتصل بالشؤون والعلاقات الخارجية للإخوان خصوصا بعد تفرقهم في المنفى في العهد الناصري, وكذلك ما يتعلق بموقف الرافضين من "الإخوان" للتعاون مبدئيا مع الثورة منذ بدايتها, وهناك د.جمال الدين عطية أحد الذين كانوا قريبين من حسن البنا في أواخر أيامه, ويمكنه الحديث عن اتجاهات التجديد الفكري داخل الجماعة والتي كانت تعارض توجهات العنف المسلح للنظام الخاص. وهناك أيضا نفيس حمدي أحد رموز النظام الخاص وشخصياته الغامضة والتي لم تبح بكلمة واحدة عن هذا النظام وكذلك فريد عبد الخالق أحد مهندسي العلاقة بين "الإخوان" وعبد الناصر والذي لم يكتب إلى الآن شيئا تفصيليا ويصر على كتمان المفيد والمهم من معلومات في هذه العلاقة مكتفيا بالعموميات التي لا تشفي غليلا.

كما كشف النقاب أخيرا عن وجود مذكرات شخصية لعدد من القيادات التاريخية الراحلة لم تنشر بعد منها أوراق شخصية للدكتور عبد العزيز كامل أحد أهم القيادات الإخوانية التي انحازت للثورة فعينه عبد الناصر وزيرا للأوقاف, وكذلك عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة وزوج شقيقة حسن البنا وهو شخصية خلافية ومهمة, والمستشار صالح أبو رقيق واحد من الستة الذين احتكروا إدارة ملف العلاقة مع الثورة بالإضافة إلى مذكرات اللواء أبو المكارم عبد الحي قائد تنظيم "الإخوان" بالجيش عشية الثورة والذي ظل هاربا من حكم الإعدام مدة عشرين عاما.

وكل هذه المذكرات تتضمن معلومات جديدة ومهمة للغاية يمكن أن تغير المستقر تاريخيا عن ثورة يوليو ودور "الإخوان" فيها, فهل ينطق "الإخوان" ويكشفون تاريخهم الحقيقي والمسكوت عنه مع ثورة يوليو أم يظل قرار الفرار إلى الصمت?

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف