ولي عهد البحرين: هناك تصرفات تهدد الحريات الفردية..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من لم يعرف حجم تأثيرنا عليه أن يعرفه الآن.. ومن وقفوا ضدنا عليهم أن ينتبهوا
حوار - عيسى الشايجي
في طريق العودة من سنغافورة الى البحرين على متن الطيران الملكي، كانت فرصة سانحة لـ "الأيام" ان تلتقي مع القائد الشاب وتستمع الى أفكاره وتطلعاته بالنسبة الى البحرين وما بذله من جهود مضنية على مدى سنوات من أجل إرساء أسس علمية لقطاعات مختلفة شملت التعليم وسوق العمل والشركات والقطاع المصرفي والسياحي والتخطيط والكهرباء والاتصالات وغيرها من القطاعات التي وضعها ضمن اجندته الممنهجة.
صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع لم يتردد في الاستجابة لـ "الأيام" رغم البرنامج الحافل والمضني في سنغافورة وقبلها زيارته المثمرة للهند والولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كان لدى سمو ولي العهد ما يود قوله أيضاً بعد انطباعات وقناعات خرج بها من زيارته الأخيرة لسنغافورة والهند، لذلك فقد بادر سموه لعقد هذا اللقاء الذي تميز بالصراحة والجرأة وفي أجواء مفتوحة وعلى ارتفاع ٠٤ ألف قدم.
وقبل ان نشرع في الحديث، لا بد من قول كلمة حق في هذا القائد الشاب الذي يحمل على أكتافه هموم الوطن في جولاته بين الغرب والشرق حيث يمكن ان نلاحظ بوضوح نظرات الاعجاب وكلمات الإطراء لشخصية سموه من قبل المسؤولين في الدول الأخرى وذلك لأفكار سموه المتقدمة الى الحد الذي جعل أحد المسؤولين في سنغافورة يقف وراء الميكرفون خلال إحدى المحاضرات ليتوجه الى سموه بالحديث قائلاً "سموكم ليس خير من يمثل البحرين فقط.. أنتم خير من يمثل العرب".
وفي كل لقاءات ومحاضرات سموه الخارجية كانت كلماته لا تنقصها الصراحة والوضوح وهو يجيب عن كل سؤال بلا تردد ولا تلعثم وبلا غموض أو التفاف على الموضوع المعني، وكل ذلك نظراً لما يتحلى به من ثقة بالنفس ووضوح في الرؤى والأفكار.
ان سمو ولي العهد لا ينقل تجارب الاخرين بحرفيتها ولا يصنع قوالب جاهزة لتطبيقها في البحرين، بل تراه دائما يحاور ويناقش ويوجه الاسئلة والاستفسارات التي تغيب عن بالنا نحن اهل الصحافة وذلك بهدف الحصول على افضل النتائج. ان البحرين يحق لها ان تفتخر برجل شاب مثل سموه، فهو يمثل العقلية الحضارية المنفتحة والمتنورة وما يحمله من أفكار يسابق بها الزمن وفق نظرة علمية متقدمة.
والإنجازات التي حققها سموه على مدى السنوات القليلة الماضية لا يمكن ان تخفى على احد ولكن الطموحات لدى سلمان بن حمد هي أكبر وأعلى سقفاً مما هو موجود، ويمكن لأي فرد ان يلاحظ ذلك بدقة عند الجلوس والحديث معه.
ورغم هذه الإنجازات فان المرء يمكن ان يلاحظ أيضاً ذلك الشعور بعدم الرضا لدى سموه من العقبات التي تعترض الطريق والبطء في تنفيذ المشروعات والتجاوب معها.
ان ما يقلق سموه فعلاً هو مرحلة السكون فهو يرفض ذلك بشدة وبحدة أيضاً انطلاقاً من خوفه على مستقبل البحرين، فإذا أردتموني ان أكون مطمئناً - كما يقول سموه - فانه لا بد ان نتحرك منذ الآن لكي نستطيع التغلب على التحديات.
الشراكة هي ما يؤمن بها سلمان بن حمد، فهو يريد من كل بحريني وبحرينية ان يقفوا الى جانبه في رسم خريطة المستقبل، ليتحملوا مسؤولياتهم بقناعة لا بالفرض، ومن خلال حوار جاد قد تختلف وقد تلتقي فيه الآراء، وفي كل الاحوال هو مستعد للاستماع برحابة صدر وعقل مفتوح لان الهدف واحد وهو مصلحة البحرين.
ففي كل المشروعات التي تبناها سموه، حرص على اشراك كافة قطاعات المجتمع ومؤسساته، لم ينفرد بالرأي ولم يحاول فرضه على الآخرين، وهذه هي سمات القائد الديمقراطي. انه صوت بحريني شاب مخلص لوطنه وأرضه وشعبه ويمثل جيلاً يكّون الشريحة الأكبر من المواطنين، ولذلك فانه من الواجب علينا ان نسمعه جيداً:
] صاحب السمو: ما هي طبيعة ما يمكن ان نسميه تحولات في التوجهات البحرينية الخارجية من الغرب الى الشرق؟
- ان من الواجب علينا كدولة صغيرة ان نبني علاقات مع العالم، ونستخدم شبكة المعارف سواء في الشرق أو الغرب لمصلحة الاقتصاد البحريني، طبعاً انا قبل زيارتي الى الهند وسنغافورة قمت بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وانا أعتبر اهتمامنا بالشرق هو إضافة على اهتمامنا بالغرب وليس بديلاً عنه.
إغلاق معهد المعلمين خطأ
] لماذا الاستفادة بالذات من التجربة السنغافورية في مجال تدريب المعلمين؟ وفي هذا الصدد فقد كان عندنا معهد للمعلمين وتم إغلاقه، فلماذا العودة اليه الآن؟
- من المفروض ان البحرين لا تنغلق على نفسها، علينا الاستفادة من الخبرات الناجحة في العالم، كما ان توقيع مذكرة التفاهم مع سنغافورة في مجالات التعليم والتدريب تم بعد دراسة مستفيضة مع الدول الأخرى كبريطانيا واستراليا ووجدنا النهج السنغافوري مناسب للبحرين بحكم اختيارهم السليم للكفاءات المناسبة وبحكم مقدرتهم على رفع الإنتاجية في هذا المجال بعدد صغير من المواطنين، والحقيقة اننا وجدنا ذلك مناسباً لنا كثيراً، وللعلم فان ابوظبي سبقتنا في ذلك بسنتين وبالتحديد مع هذا المعهد.
وفيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك فأنا لست مسؤولاً عن إغلاق معهد المعلمين السابق، وانا اعتقد ان بعض القرارات التي اتخذت سابقاً بالنسبة الى التعليم كانت خاطئة وتحتاج الى المراجعة.
وزيادة على السؤال فانه ليس معهد المعلمين الذي تم إغلاقه فقط وانما ايضاً كلية الخليج للتكنولوجيا التي تم تحويلها الى جامعة وهذا خطاً، فنحن بحاجة الى جامعة ونحن بحاجة ايضاً الى كلية تقنية، فالجهتان تخدمان قطاعات مختلفة، الجامعة تخدم القطاع الأكاديمي والكلية تخدم القطاع العملي التطبيقي.
] نهتم بتطوير قدرات المعلمين، ولكن ماذا عن تحسين وضعهم الوظيفي؟
- يجب علينا ان نجعل وظيفة المعلم في البحرين وظيفة مرغوبة، واتوقع ان الوزارة سوف تعمل على تطوير وضع المعلم.
] ماذا وجدتم من خلال جولتكم العالمية؟ وهل يمكن تطبيق التجربة السنغافورية على البحرين مثلاً؟
- اسمح لي ان أبيّن شيئاً، انه بعد زيارتي الى الهند والى الولايات المتحدة والى سنغافورة تحديداً وجدت ان اولويات البحرين في هذا الوقت لا تكفي لتأمين مستقبلنا، ان كان ذلك في التطبيق فنحن متأخرون أو في الطموح فنحن محليون، في حين ان دولة كسنغافورة تنظر الى العالم وتتطلع معه الى المشاركة في تنمية الاقتصاد.
ونجد اليوم في مملكة البحرين تصرفات تهدد الحريات الفردية والكل يعلم ان دولة صغيرة كمملكة البحرين لن تستطيع ان تزدهر إلا بالتعاون مع أفضل الخبرات في العالم ولو نريد ان نغطي الحاجة بالمواطنين فإن ذلك لن يكفي، ومعنى ذلك ان من الواجب ان نجلب أفضل العقول في المنطقة وفي العالم اذا حاولنا ان نطور قطاعاً معيناً، وعلى سبيل المثال القطاع المصرفي، هذا القطاع يوفر في اقتصاد البحرين حوالي ٥.١ مليار دينار، فكيف نهدد العاملين في هذا القطاع مواطنين وأجانب والذين يحتاجون الى بيئة عمل وبيئة معيشية صالحة من خلال فكر غير مسؤول وسياسات ضيقة النظر تخدم فئة معينة فقط، ان هذه التصرفات تهدد مستقبل أبنائنا وتفرح منافسينا.
وأنا أنبه كل مسؤول وكل عاقل في البلد، ولأول مرة فإن عدد المؤسسات المصرفية التي تفتتح في الدول الأخرى تنافس اذا لم تفق البحرين، فمثلاً اذا تم افتتاح خمسة بنوك في هذه الدولة أو تلك فانه يتم افتتاح ثلاثة بنوك في البحرين.
وأنا هنا أخاطب البحرين ككل، فعلى الجميع تكثيف الجهود.
موقف غير مسؤول للوزراء
] في مسألة "ربيع الثقافة"، لماذا لا نرى الدولة تدافع عن مواقفها، ولماذا هذا التراجع في توجهات الدولة التنويرية؟
- بالنسبة الى "ربيع الثقافة" فانه اذا حدثت ثغرات كبيرة أخلت بالمبادئ العامة، فان هذه ثغرة يمكن سدها في العام القادم، ونحن ندافع عن الدين وكلنا مسلمون ونحترم رأي الآخرين، لكن هذه الهجمة انا لا اعتبرها في صالح الوطن ولا في صالح المواطن الذي يريد حياة أفضل لأبنائه.
وأنا أشكر القائمين على "ربيع الثقافة" وأقدم لهم دعمي التام وثقتي التامة في انهم سيقومون بسد الثغرات وتطوير البرنامج الى الأفضل العام القادم.
] ولكن لم نسمع أو نرى أحداً من الوزراء دافع عن "ربيع الثقافة"؟
- هذا صحيح، فلا أحد قال كلمة طيبة، وللأسف فان الوزراء كان موقفهم غير مسؤول، وانا مستاء جداً وموقفي هذا نابع من حرصي على المستقبل، لان هذا النفط والخير الذي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى لن يدوم، فماذا بعد النفط؟! اذا لم نستثمر الثروة النفطية في بناء اقتصاد رديف للاقتصاد النفطي فإننا سنمر بما مرت به مثلاً أسبانيا التي اكتشفت الذهب في جنوب أمريكا وازدهرت ٠٠١ سنة وبعدها عادت الى وضعها السابق.
أنبه من وقفوا ضدنا في تطبيق المشاريع
] لا نرى حضورا فاعلا للجمعيات السياسية والمهنية في الشأن الاقتصادي، وإشراكهم في التخطيط الاقتصادي لكي تتحمل هذه الجمعيات دورها؟
- نحن نتعاون مع الجمعيات السياسية عن طريق مجلس التنمية الاقتصادية وطبعاً نشركها في كل القرارات وفي مشروع العمل بالذات اجتمعنا مرات كثيرة مع الجمعيات السياسية ونحن نأخذ برأيهم وأفكارهم ونحن مع الحوار في المجال الاقتصادي مع أي كان سواء الجمعيات أو غيرها وهناك دائماً تقارب في الآراء.
كما ان المجلس الاقتصادي استطاع ان يكون منتجاً بحكم المواجهات الشديدة، وسوف اذكر لك بعض الأمور التي يمكن ان تكون غابت عن الأذهان:
١. انشاء جهاز رقابي موحد للقطاع المصرفي البحريني.
٢. تنمية القطاع التأميني في البلد.
٣. حررنا سوق الاتصالات وتضاعف السوق مرتين وخفف على المواطنين في استخدام هذه التقنية في حدود ٠٥٪ وتقديم خدمات أكبر.
٤. انشاء الشركة القابضة.
٥. وضعنا مسودة التخطيط الطبيعي.
٦. وضعنا الهيكل الجديد لسوق العمل.
٧. خصصنا توليد الكهرباء.
٨. بدء نظام العمل لإصلاح التعليم.
٩. قدمنا مسودة كاملة عن السياحة لمجلس النواب وتم تأجيلها.
وبالرغم من كل هذه الأمور، فإننا نريد ان نركز على القطاعات التي نجحنا فيها بحفظها وتنميتها، اننا ننشغل في هذا الوقت بإصلاح شركة طيران الخليج وشركة البا وشركة بابكو والقطاع المصرفي ككل، وعلى من لم يعرف حجم تأثيرنا ان يعرفه الآن.
وانا اشكر كل العاملين في مجلس التنمية وكل من ساهم معنا من الوزارات المعنية التي فعلاً أنتجت او ساعدتنا، وأنبه الذين وقفوا ضدنا في تطبيق هذه المشاريع بان التاريخ لن يتذكرهم بخير.
] هل سموكم تؤيدون ان تكون شركة طيران الخليج بحرينية بالكامل؟
- نعم هذا اتجاهنا والشركة القابضة تعمل حالياً على ان تتملك البحرين شركة طيران الخليج وأتمنى ان يتم ذلك في أسرع وقت ممكن.
] نشكر لسموكم مساعيكم من أجل تنمية البحرين في الداخل والخارج ولكن ماذا عن المشاغلات التي تجري بين الحين والآخر التي يمكن أن تؤثر على هذه المساعي بالسير في عكس الاتجاه؟
- اني أتوجه بنداء شخصي لكل مواطن أياً كان حتى وان كان عمل ضدنا في السابق ان ينتمي الى حركة جديدة إصلاحية تريد الازدهار والتنمية ويتركوا عنهم الأمور التي تشغلنا عن الهدف الرئيسي.
] البعد الطائفي بدأ يأخذ مدى أكبر في المنطقة، فما هي انعكاسات ذلك على البحرين؟
- هل من المعقول ان تشغلنا الطائفية في البحرين في مثل هذا الوقت؟! نحن يجب ان نبني على الهوية البحرينية والمواطن، وأنا أتمنى ان تحسب قيمة الفرد حسب الكفاءة وليس بمذهبه أو شكله أو أصله.
في سنغافورة مثلاً هناك ثلاثة أديان وثلاثة أجناس وثلاث لغات، وهم متعاونون، متجانسون، واستطاعوا ان يتغلبوا على ظروفهم الموجودة، احترموها وصنعوا بلد جميلاً ومحترماً، وأنا أهنئهم على نجاحهم هذا.
الفورمولا خلقت أضعافها على الاقتصاد
] ونحن في سنغافورة، سمعنا من المسؤولين كلمات الإطراء والإعجاب بمشروع الفورمولا ١ الذي أكسب البحرين سمعة عالمية كبيرة، فيما يريد البعض هنا عندنا بيع مشروع الفورمولا ١ أو اغلاقه، فما هو رأيكم؟
- ان الفورمولا خلقت أضعاف تكلفتها على الاقتصاد البحريني، وفي المرة الوحيدة التي سبقنا فيها جيراننا وبل سبقنا دولة متقدمة مثل سنغافوة تبرز لنا تداعيات لإغلاق مثل هذا الإنجاز، اذا كانت هناك ثغرات إدارية في الفورمولا فيجب إصلاحها، وكل هذا الحديث مبني على تقرير ديوان الرقابة المالية.
دعني أبين لك الواقع "فهل من المنصف ان نحسب تكلفة بناء هذه الحلبة على ربحيتها"؟!
وكمثال هل مطار البحرين اليوم يحسب على ربحية المطار أو عدم ربحية تكلفة الإنشاء، هذا شارع وهذا مطار وهذا ميناء وهذه حلبة، هذه بنية تحتية لها تكلفة، فهل قيمة الاتفاقية الترويجية لهذا الحدث الرياضي الكبير تحسب من ربحية أو خسارة هذه المؤسسة اذا كان هدفنا هو ترويج البحرين في الوقت الذي يصرف فيه جيراننا عشرات أو مئات وأكثر من الملايين لترويج دولهم، حدث العاقل بما يعقل.
لم أتخل عن مسؤوليتي في التنبيه والتوجيه
] هل أضعفت بعض المشاغبات والاضطرابات التي تحدث بين الحين والآخر في البحرين ايمانكم بالديمقراطية؟
- أبداً لا فان ما يحدث في البحرين لم يؤثر في إيماني بالديمقراطية، انا مسؤوليتي ان ارعى كل مواطن بحريني، كل توجه بحريني، واحترم كل طائفة، ولكن ايضاً علي ان أنبه وذلك انطلاقاً من واجبي على ما أظن انه الطريق الصحيح بعد اطلاعي على العالم والمشاورة مع عدد كبير من المفكرين المحليين والعالميين.
ان العملية الديمقراطية تحتاج فقط الى الحوار المستمر والمشاركة والشجاعة، انا لا أظن اني تخليت عن مسؤوليتي في التنبيه او التوجيه العلني، حتى لو كانت هذه المسائل مثيرة للجدل، وأتمنى من رجال ونساء البحرين ان يشاركوني بهذه المسيرة.
تحرير قطاع الإعلام
] هل هناك توجهات لتطوير الإعلام؟
- ان الاعلام من اهم واخطر القطاعات وهو وسيلة لتوصيل الافكار ولتثقيف المواطن ، ونحن نعتقد انه حان الوقت من اجل ارساء نهج جديد للاعلام وطرح افكار ورؤى جريئة وحديثة تتناسب مع التطور الاعلامي الذي يشهده العالم ومع حركة الاصلاح والديمقراطية التي تتطور يوما بعد الاخر في البحرين والتي لابد من الاعلام ان يواكبها بنفس السرعة وعلى نفس المستوى.
وارى ان الاعلام يحتاج اليوم مزيدا من الانفتاح ضمن منهج مستنير يأخذ في الاعتبار تاريخ البحرين الثقافي والحضاري المتنور وتقاليدها واعرافها ومكتسباتها ومجمل ماينفرد ويتميز به هذا الوطن بكونه فنارا ثقافيا في المشرق العربي.
ونحن نعتز بالكوادر الاعلامية البحرينية التي اثبتت حضورها وندعو الى ان تكون مساحتها اكبر في الساحة الاعلامية، واقول بكل فخر ان هذه الكوادر تحملت المسؤولية بجدارة في مواقف كثيرة.
لابد ان يتطور الإعلام ، وهذا ضروري ، ونحن الآن منشغلين بأوضاعنا الداخلية المفتعلة في الوقت نفسه فان الأجيال القادمة لن تسامحنا على ذلك، نحن نضيع مستقبلنا، فقد أتتنا الطفرة النفطية في السنين الأخيرة وغطت على بعض الثغرات .. ولكن ماذا بعدها ؟
] وماذا عن تحرير قطاع الإعلام؟
- نحن يدنا ممتلئة بالمشاريع التي نتابعها الآن، ومادام هذا الخوف موجود وهذه النظرة الانعزالية موجودة، الله يعيننا على تكملة الموجود بنجاح، أنا أريد شركاء، فلا أحد يستطيع ان ينتج كل شيء بنفسه، ومؤسسة واحدة لا تستطيع ان تلبي كل طموحات المواطن البحريني، فالوزارات يجب عليها ان تتعاون معنا.
] ما هي نظرة سموكم لمسألة البطالة، وكيفية الحد منها؟
- طبعاً، الآن أغلب البطالة ينهض بها المشروع الوطني للتوظيف في المدى القصير ولكن هذا مشروع واحد ولفترة زمنية واحدة وما سيأتي اكثر، وما يشغل بالي أكثر الآن هو ما يمكن ان نطلق عليه التوظيف تحت التوقعات أو تحت التأهيلات، فكلنا يعرف ان ٠٥٪ ممن يعملون في القطاع الخاص رواتبهم غير مرضية ولكنها مرتبطة بإنتاجية هذا القطاع ونحن يجب علينا رفع إنتاجية هذا القطاع الأهلي على أساس ان يكون العمل في القطاع الخاص لجميع القطاعات المنتجة، من ناحية أخرى القطاع المصرفي على سبيل المثال انتاجيته ترتفع وهناك مسؤولون وشباب كثيرون يستفيدون من هذا القطاع وحياتهم أصبحت أفضل، هذا القطاع الذي تحاول بعض الجماعات تهديده الآن وهذا أمر لا يمكنني استيعابه، قطاع الاتصالات كذلك هو قطاع ينمو جيداً وأخذ يستقطب أفضل عقول البـــلد ويمنـــحهم حـــياة كريمة، ولكن المشكلة اذا أهملناها فإننا سنجد ان هناك عندنا اقتصادين في البلد، اقتصاد مرتبط بالعالم، منتج ومثمر، واقتصاد مبعثر لا يخدم المواطن ولا المجتمع بل يؤخر عملية التنمية.
برنامج سمو ولي العهد للبعثات
] ماذا عن برنامج سمو ولي العهد للبعثات ومعايير الاختيار؟
- هذا البرنامج انا فخور به جداً، فنحن وضعنا لهذا البرنامج نظاماً منصفاً يعتمد فقط على النتائج المدرسية والامتحانات التحليلية والأفضل يفوز، فهم يختارون أنفسهم.
وانا أتمنى من سياسة الدولة ان تتبع هذا النظام في قطاعات نريد ان ننمي فيها عقولاً وإرسال مواطنين ليس فقط على أساس ان يصبحوا معلمين بل على أساس ان ينتموا الى قطاع ما ويساهموا في نمو البلد.
هذا البرنامج يتبنى عشرة طلبة في السنة وبعد ٠١ سنين يكون هناك ٠٠١ شخص وثمرات هذا البرنامج في المستقبل ستكون في خدمة البحرين.
] هل هناك ما تودون قوله سموكم؟
- نهاية أود ان أقول مرة أخرى، اننا اذا تحركنا الآن فأنا مطمئن اننا نستطيع ان نتغلب على التحديات، ولكن عدم الحركة في هذا الوقت مرفوض مني على الأقل، وادعو كل شخص يريد ان يساهم في هذا العمل ان نسمع صوته، تعبنا من السياسات الانقسامية، التشكيكية والهدامة.
وكمثل لجيل الشباب الذي يكوّن أغلبية مواطني البحرين اعتقد ان لنا حقاً في ان يكون هناك من يسمعنا. وأيضاً انا وجدت شيئاً في سنغافورة وهو ان الوزراء ينزلون الى المواطن ولا ينشغلون فقط في مكاتبهم وفي المجلس الوطني، فهم يزورون المواطنين في مجالسهم وفي بيوتهم ويستمعون الى مشاكلهم الــيومية ولم أر هـــذا عند وزرائنا!! فوزراؤنا لا أراهم يتحدثون حتى مع الصحافة، وفي اغلب الاحوال فان الاخبار تنسب الى مصدر او الى مسؤول، فلماذا لايذكر من ادلى بالتصريح او الحديث اسمه؟!! ان المسؤول له اسم وانا لي اسم وعندما اتحدث اقول انا سلمان بن حمد.