أبوعمرو: أولمرت يضع العربة أمام الحصان بمطالبة العرب باستقباله بدلاً من قبوله بالمبادرة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
التقى نظيره الفرنسي ودعا الأوروبيين الى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ...
باريس - رندة تقي الدين
قال وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو في حديث الى "الحياة" في باريس، ان رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت طرح على العرب استقباله لأنه يناور ويتهرب من قبول مبادرة عربية وتنفيذها وافق عليها الجميع. وهي تحترم الشرعية الدولية وقراراتها. واتهم أبو عمرو رئيس الوزراء الاسرائيلي بالمناورة "التي لن تجدي نفعاً". وقال ان من الواضح ان الطرف غير المستعد أو الجاهز للسلام هو الجانب الاسرائيلي وان الإدارة الاميركية أصبحت تدرك ذلك.
وكان أبو عمرو يتحدث الى "الحياة" بعد لقائه أمس وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي وقبل لقائه صباح اليوم رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان.
وأكد أبو عمرو في حديثه عن مجموعة "فتح الاسلام" في نهر البارد: "نحن ضد أي جماعة تحمل اسم فلسطين وتخرج عن سياستنا الواضحة والمعلنة". وتابع ان الجانب الفلسطيني لا يريد ان يجد نفسه في تجاذبات لا شأن له بها في لبنان.
وقال أبو عمرو لـ "الحياة": "فرنسا كانت أول دولة تهنئ ووزير خارجيتها كان أول وزير أوروبي يبعث برسالة تهنئة يعبر فيها عن الدعم لحكومة الوحدة الوطنية ويوجه فيه دعوة للقائه، واعتبرت انه عمل مهم لأن دعوتي هي شكل دعم للحكومة الوطنية وللشعب الفلسطيني، ورأيت ان أحضر الى فرنسا لأضع زميلي الفرنسي في صورة وتفاصيل التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الوطنية وايضاً ما جرى في القمة العربية في الرياض لأن باستطاعة فرنسا ان تلعب دوراً مؤثراً داخل الاتحاد الأوروبي ولها وزنها في المنطقة وفي الموضوع العربي - الاسرائيلي".
واضاف: "كان من المهم ان تكون فرنسا من خلال رئيس وزرائها ووزير خارجياتها على علم بتفاصيل ما جرى من تطور مهم لتشكيل حكومة وطنية حتى نستطيع (بمساعدة) اصدقائنا الأوروبيين انهاء الحصار والتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية وتطبيع العلاقات واستئناف المساعدات. وقد جئت لتحقيق هذه الأهداف وأوضحت للوزير (دوست بلازي) ان حكومة الوحدة الوطنية استجابت لمطالب المجتمع الدولي وللأسرة الدولية وان الحصار لم يعد مبرراً وأننا نتطلع الى الدعم للحكومة الفلسطينية بكاملها من دون تمييز لأن العالم رحب ودعم حكومة الوحدة الوطنية من دون تمييز".
وعن العمل مع "حماس" قال ابو عمرو: "هناك حكومة وحدة وطنية فلسطينية وانا وزير خارجية هذه الحكومة وانا شخصياً لست من حماس أو من فتح. المعادلة على الارض تغيرت. الآن هناك شراكة فعلية استراتيجية، خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، لفتح وحماس. كل الوسائل الأخرى جربت ولم تنجح. السبيل الوحيد الذي أخرجنا هو الشراكة السياسية وهي حكومة الجميع (وبرنامجها) ليس برنامج "حماس" ولا "فتح" ولكن برنامج وطني وأؤكد هنا ان هناك خيار الحكومة الوطنية لا نستطيع ان نتراجع عنه لأنه إذا تم ذلك سيلحق الضرر بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".
وعن نتائج زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للاراضي الفلسطينية قال أبو عمرو: "يعنينا ان يكون موقفنا قوياً وسليماً لتعمل حكومة الوحدة الوطنية وتسعى لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتواصل عملها وتلقى قبول الدولة وعلى مستوى آخر وفي خط مواز نكون مستعدين لأي احتمالات في ما يتعلق بالعملية السياسية. ومن هنا جاء دعمنا وتشديدنا على مبادرة السلام العربية، والرسالة التي أرسلناها للعالم بأننا جاهزون ومستعدون. وواضح أن الطرف غير المستعد وغير الجاهز هو الجانب الاسرائيلي. الادارة الاميركية أصبحت تدرك ذلك ونحن نشعر أنه لا يوجد شريك لنا كفلسطينيين، كعرب، في مبادرة بمقدورها أن تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة. الموقف الأميركي متردد ومتخبط، والموقف الاسرائيلي غير مفهوم وغير منطقي. اعتقد بأن على الولايات المتحدة واسرائيل أن تلتقطا اللحظة التاريخية والمبادرة التي بمقدورها أن تشكل أساساً لتحقيق السلام في المنطقة التي تعبر عن إجماع عربي. اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي في محاولة من التهرب من التحرك العربي في القمة لتفعيل المبادرة طرح اشياء غير منطقية إذ طالب العرب باستقباله فهو بذلك يضع العربة أمام الحصان، لأن المطلوب منه أن يعلن عن قبوله وعن قبول اسرائيل لمبادرة السلام العربية التي تقضي بإنهاء احتلال جميع الأراضي العربية مقابل اعتراف عربي واسلامي باسرائيل. هو (اولمرت) يتهرب من ذلك ويناور ولكن هذه المناورة لن تجدي نفعاً إن أراد فعلاً أن يكون هناك حل ولقاء له مع زعماء عرب، عليه أن يعلن قبول اسرائيل الكامل والواضح والصريح للمبادرة العربية كما هي، ويعلن عن استعداد اسرائيل للدخول في مفاوضات من أجل تنفيذ المبادرة وليس مفاوضات على المبادرة".
وعن مجموعة "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد في لبنان قال أبو عمرو لـ "الحياة": "يعرف الجميع الأسس التي يقوم عليها الوجود الفلسطيني في لبنان. نحن ضيوف لا نتدخل في الشؤون الداخلية ولا نريد ن نكون جزءاً من أي تجاذبات في لبنان أكانت داخلية أم اقليمية، وبالتالي نحن ضد أي جماعة تحمل اسم فلسطين وتخرج عن هذه السياسة الواضحة والمعلنة. نحن نحتفظ بعلاقات طيبة مع لبنان وسورية ومع جميع الأطراف اللبنانية ولا نريد أن نجد أنفسنا في تجاذبات لا شأن لنا بها. هناك تفاهمات مع الحكومة اللبنانية من أجل حماية الوجود الفلسطيني في لبنان".
وبشأن عدم تمكن الحكومة اللبنانية من الدخول الى مخيمات اللاجئين للتصدي لهذه المجموعة قال أبو عمرو: "وجودنا في لبنان في اطار الشرعية اللبنانية ولا نريد لهذه المخيمات أن تصبح كيانات مستقلة. صحيح أن هذا الوجود الفلسطيني بحاجة الى حماية وتوفير عيش كريم في اطار "الوجود الموقت في لبنان، ولكن في الوقت نفسه نحن نقر بسيادة لبنان على أراضيه ولا نريد أن ينشأ أي سوء فهم في ما يتعلق بأسس وجودنا فيه. نحترم الشرعية والقانون ونبني علاقات جيدة مع الأشقاء في لبنان".
دوست بلازي
وكان دوست بلازي عبر عن ارتياحه لأنشاء حكومة الوحدة الوطنية التي "تفتح الطريق امام نهج نتمنى نجاحه". وقال ان تشكيل الحكومة الذي يعقب توقيع اتفاق مكة، يمثل من وجهة نظر فرنسا "تطوراً ايجابياً ينبغي على الاسرة الدولية مواكبته وتشجيعه" خصوصاً في ما يتعلق بالتزام الحكومة الفلسطينية احترام اتفاقات اوسلو والشرعية الدولية، والعمل على انشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 والتزام الحكومة الجديدة مبادرة بيروت العربية التي أعيد تأكيدها خلال قمة الرياض الأخيرة.
وقال دوست بلازي إن فرنسا تريد إقامة علاقات أفضل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولكنه أضاف ان من السابق لأوانه بالنسبة الى أوروبا ان تعيد دفع المعونات بشكل مفتوح.
وقال الوزير الفرنسي ان من بين الشروط المسبقة لتطبيع العلاقات إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، كما دعا الحكومة الفلسطينية الى الحفاظ على النظام والقانون في المناطق الخاضعة لها، مشيراً الى ان الهدنة المعلنة في غزة ينبغي ان تكون من أولوياتها لأنها تسمح بتوسيع الهدنة الى الضفة الغربية بما يؤدي الى تهدئة الوضع في المنطقة.
وأضاف دوست بلازي ان على اسرائيل ايضاً ان تحترم القانون الدولي والتزاماتها في إطار خريطة الطريق، بحيث تعمل على وقف الاستيطان وتحترم الوضع القائم على الأرض في القدس وتفكك الحواجز الأمنية القائمة داخل الأراضي الفلسطينية، معتبراً ان تحقيق ذلك يساعد على التوصل الى انشاء دولتين تتعايشان بسلام جنباً الى جنب.
ووصف إعادة قمة الرياض تأكيد مبادرة بيروت "باليد العربية الممدودة باتجاه اسرائيل" داعياً الاخيرة للتجاوب معها بإيجابية.