جريدة الجرائد

من ناهد مصطفى حافظ إلى «نوني درويش»

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


رجاءالنقاش

هل تريدون نموذجا حيا لما نسميه باسم "غسيل المخ"؟ إن هذا النموذج الصارخ موجود وله اسم وعنوان، وهو واسع النشاط في خدمة الأفكار الجديدة التي آمن بها بعد أن تمت عملية غسيل المخ على خير وجه، وهذا النموذج تمثله سيدة مصرية اسمها الأصلي "ناهد مصطفى حافظ"، وعندما نقرأ هذا الاسم لأول مرة فسوف نعرف أنها ابنة الضابط المصري البطل مصطفى حافظ، والذي كان يتولى قيادة الفدائيين في غزة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وقد ظل الاسرائيليون يراقبون هذا الضابط الوطني الشجاع حتى تمكنوا أخيرا من اغتياله برسالة بريدية مفخخة، ولعل هذه الرسالة كانت أول رسالة من نوعها يسمع بها الناس، فلم يكن معروفا قبلها ان الرسائل البريدية يمكن ان تكون وسيلة للقتل والاغتيال، وقد أصبحت هذه الوسيلة مألوفة بعد ان استخدمها الاسرائيليون وغيرهم في العمليات التي لا مفر من وصفها بأنها عمليات قذرة، وقد أصبح الضابط مصطفى حافظ بطلا وطنيا في مصر والعالم العربي، وتحدث عنه عبدالناصر في أكثر من خطاب عام، ضاربا به المثل في الشجاعة والوطنية والتضحية بالنفس من أجل ما هو حق وعدل.

السيدة ناهد مصطفى حافظ، هي ابنة ذلك البطل، ولكنها سافرت إلى أميركا منذ عدة سنوات، واستقرت هناك وخضعت لعملية غسيل للمخ، فأصبحت تتكلم وتتصرف بصورة عجيبة مثيرة للدهشة والاستنكار، وقد فضحت هذه السيدة نفسها فضيحة كاملة في الحديث الذكي الذي أجراه معها على شاشة "العربية" الأستاذ حسن معوض في برنامجه "نقطة نظام"، وما قالته هذه السيدة في البرنامج يؤكد أنها قد تغيرت تماما، وأصبحت في صف اسرائيل، وأصبحت تدافع عنها وتقول إنها على حق في خوفها منا وان العرب ارهابيون، وقد سافرت هذه السيدة إلى اسرائيل واستقبلوها هناك استقبال النجوم والأبطال، والتقى بها الرئيس الاسرائيلي "موشيه كاتساف"، قبل ان يتم ابعاده عن منصبه بسبب فضائحه الجنسية ..

وفي اسرائيل قالت السيدة ناهد ابنة البطل العربي مصطفى حافظ ".. أنا جئت إليكم لأعلن أنني أسامحكم على دم والدي واطلب منكم المغفرة والسماح على الارهاب والقتل من جانبنا" ثم تقول هذه السيدة ان الاسرائيليين اعتذروا لها أيضا وقالوا لها "نحن نحب العرب، وعايزين نعمل سلام، ولما لقيت عندهم هذه النظرة في التسامح لازم نديهم فرصة إنهم يعيشوا في سلام" وعندما ذكرها المذيع حسن معوض ببعض مذابح الاسرائيليين ضد العرب قالت السيدة ناهد "لو حنقعد نعد لبعض مين قتل مين مش هنخلص، مش هتنتهي المشكلة أبدا"، وقالت السيدة التي تم "غسل مخها" "إن بث الكراهية والدعوة للعنف في المساجد المنتشرة في الولايات المتحدة دفعني للذهاب إلى الكنيسة بدلا من الجوامع بحثا عن الحب".!

هذه صورة حية ونموذجية لغسيل المخ، فقد ذهبت هذه السيدة إلى أميركا منذ عدة سنوات وهي تعلم انها ابنة شهيد من شهداء القضية الفلسطينية وان الاسرائيليين هم الذين قتلوه، وكانت تؤمن بما نؤمن به جميعا من عدالة القضية الفلسطينية، ولكنها عندما وصلت إلى أميركا تولاها من تولاها فغسل مخها على خير وجه، فغيرت اسمها من ناهد مصطفى حافظ إلى "نوني درويش" وأصبحت تدافع عن الاسرائيليين وتدعو لهم لأنهم مظلومون يقاومون عدوان العرب عليهم، ولعلها اقتنعت بما يقوله الاسرائيليون عن والدها البطل من أنه لم يكن فدائيا بل كان ارهابيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف