إلاّ إذا تجاوبوا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زيّان
لا جديد على صعيد "أم الأزمات". ورغم كل المساعي التي بذلت لبنانياً وعربيّاً ودولياً وكونياً، فالحل المنشود لا يزال أثراً بعد عين. ولا يزال المأزق الكبير باركاً في ساحة رياض الصلح وساحة النجمة وساحة الثلث المعطِّل...
لا داعي للنقزة ووضع الأيدي على القلوب. هذه هي الحقيقة، وهذه هي الصورة بالألوان الطبيعيَّة، وهذا هو الواقع بكل وطأته وتشعّباته واضراره التي لا تحصى. وما ورد في كلام الرئيس نبيه بري، وكلام النائب سعد الحريري، وكلام المطارنة الموارنة يشرح الأمور بتفاصيلها.
وما لم يتخذ قرار لبناني مدعوم عربيَّاً بالتوافق على "سلة الحلول"، وفي مقدمها حل الأزمة الرئاسيَّة، فان الوضع سيبقى يراوح مكانه. فلا عجائب ولا معجزات، ولا حلول على شكل هدايا تلقى من الفضاء.
هذا اذا لم يتعرَّض البلد الواقف على شوار دائما وابداً لعواصف وأعاصير غير متوقّعة، قد تقلب الطاولات وما عليها وما تحتها، وفوق رؤوس الجميع.
ليس من قبيل التشاؤم، أو التفاؤل، أو دعوة الناس الى تجرّع المزيد من اليأس. بل لمصارحتهم ولمكاشفتهم بواقع الحال كما هو، وبلا ورقة تين.
وهذا يعني اننا ما زلنا مطرحك يا واقف. و"الانجاز" الوحيد الذي تحقَّق منذ الاعتصام في الساحات يتمثل في تعطيل البلد والمؤسسات، وتهجير الرساميل والمستثمرين واللبنانييّن.
فكل الكلام الذي يُقال في هذه المرحلة، وبلسان كبار المعارضين وكبار الموالين وكبار الوسطاء، لا يختلف في الجوهر والمضمون عن الكلام الذي قيل في المرحلة السابقة، ومنذ نشوب حروب التعطيل والتجميد.
بالطبع، في الحركة بركة. وكل الترحيب بالمحاولات والمبادرات والمساعي الحميدة. وعلى الرحب والسعة الأمين العام لجامعة الدول العربيَّة، والمبادرة العربيَّة، والقمة العربية وكل ما فعلته المملكة العربية السعودية وما بذلته من جهود.
الا ان المأزق يزداد تعقيداً في هذا الوقت، وتزداد المخاطر والمخاوف من ان يكون الآتي أعظم.
في هذا المجال يمكن القول أن اللاحل واللاتقدّم في المعالجات لا يعني ان البلد ذاهب الى مواجهات وحروب أهلية أو مذهبيَّة. كما لا يعني ان في امكان هذا الفريق أو ذاك فرط الصيغة اللبنانية ودفع الشعوب والقبائل والطوائف الى أبغض الحلال. كلا، لا شيء من هذا القبيل وارد ولو بعد حين.
إنما يعني بوضوح ان الحل ليس جاهزاً بعد ولا بد من انتظار غودو.
... غير ان هذا الواقع السياسي يتغيّر برمته، وتتغير معه الصورة السياسية القاتمة المرسومة أعلاه، وينفتح الوضع على احتمالات ايجابية وانفراجات عاجلة، اذا تجاوب الرئيس نبيه بري وفريق الثامن من آذار مع نداء سعد الحريري، وترحيبه بكل مبادرة في اتجاه المملكة العربية السعودية ورعايتها لأي لقاء لبناني - لبناني.