السنيورة يرد على بري بالأرقام وعون يتهم «نواب العريضة» بالخيانة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
... خوجة: نأمل بحل قبل استحقاق الرئاسة - الحريري: اتفاقنا ينبغي أن يكون في لبنان
بيروتـ الحياة
تصاعدت مجدداً حدة السجال السياسي بين فريقي الأزمة اللبنانية امس، في ردود فعل متنوعة من رموزهما، على إرسال الأكثرية النيابية (قوى 14 آذار) عريضة وقّعها 70 نائباً الى الأمانة العامة للأمم المتحدة، تطالبها بإجراءات بديلة لإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بسبب تعطيل المجلس النيابي لإقرارها، وتعليقاً على بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي حذر من تعطيل انتخابات الرئاسة وشدد على إقرار المحكمة، رافضاً ان يأخذ أي حزب أو مذهب أو فئة حق الفيتو. كما طاولت ردود الفعل الحديث المتلفز لرئيس البرلمان نبيه بري ليل الأربعاء والذي دعا فيه الى حوار بينه وبين رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري برعاية سعودية. ورد كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري على تصريحات بري.
وأدى إعلان الحريري ليل أول من أمس ان إرسال الأكثرية العريضة هي "فرصتهم الأخيرة" (المعارضة) لنناقشها في مجلس النواب ولن نسمح بعرقلة المحكمة وهم توابع لمصالح نظام سوري..." بالرئيس بري الى تبديل موقفه من لقاء الحريري. وبعدما اثار كلام الحريري حفيظته اقترح بري في اتصالات أجراها مع السفير السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة ان يجرى حوار بالواسطة بين النائب علي حسن خليل ممثلا عنه والنائب السابق غطاس خوري بالنيابة عن الحريري.
وعلمت "الحياة" ان السفير خوجة لم يبد حماسة للفكرة لأنها قد تبدو دعوة الى الوراء "والأفضل ان تجلسوا وتتحاوروا فيستمع كل واحد الى مآخذ الواحد تجاه الآخر فتكون كل الأمور على الطاولة". وعلمت "الحياة" ان خوجة اتصل بالجانبين ويواصل مساعيه كي يلتقيا.
وعن اقتراح بري أول من امس الحوار بينهما في المملكة، قال السفير عبد العزيز خوجة لـ "الحياة": "إن أبواب المملكة كانت ولا تزال مفتوحة أمام جميع الأخوة اللبنانيين وأهلا وسهلاً بهم في أي وقت يريدون التوجه إليها، لكنها تفضل في الوقت الحاضر أن تأتي اليها القيادات اللبنانية وهي متفقة على نقاط الاختلاف الأساسية، ومن جهتنا نبارك هذا الاتفاق بينهم... "ليس من مصلحة لأحد من القادة اللبنانيين التوجه الى المملكة حاملين معهم خلافاتهم بدلاً من أن يأتوا بكل ترحاب وهم متفقون على النقاط الرئيسية بما يسهل الوصول الى اتفاق ناجز، ونحن نقدم كل مساعدة ومؤازرة للتقريب في وجهات النظر بينهم في حال بقيت هناك أمور تحتاج الى تدخل منا، لكن الأساس أن يأتوا باتفاق. وأظن أن لا بديل من الحوار بين الرئيس بري والشيخ سعد وكنا أول من دعا إليه ورحب به". وأكد خوجة رداً على سؤال أن "لا نية للمملكة في إطلاق مبادرة والأمر متروك للبنانيين ولسنا في وارد الدخول كطرف الى جانب هذا الفريق او ذاك".وأمل بأن "يتوصلا الى تفاهم قبل انتهاء الدورة العادية الحالية للبرلمان اللبناني ليكون في وسعهما بدعم من حلفائهما، الذهاب الى المجلس النيابي لاقرار الآلية التنفيذية للاتفاق وفق الأصول الدستورية". وتابع خوجة: "بعد ذلك يكون في وسع الجميع الاستعداد لمواجهة استحقاق رئاسة الجمهورية على قاعدة الاتفاق المنجز بينهما حول الأمور التي تناقش، ما يزيد الأمل بالوصول الى تفاهم في هذا الموضوع". وتمنى على الجميع "النظر الى هذا الموضوع ببصيرة كبيرة والتعاطي معه بمسؤولية عالية لإنقاذ بلدهم ومنع الوصول بلبنان مع دخول الاستحقاق الرئاسي الى فراغ لا تحمد عقباه خصوصاً بعد البيان الصادر عن مجلس المطارنة الموارنة الذي دق فيه ناقوس الخطر حول هذا الموضوع بالذات (الانتخابات الرئاسية) ومواضيع أخرى. لهذا اتمنى على الجميع ومن موقع الأخوّة والصداقة التي تربطني بهم، أن يدركوا دقة الوضع وخطورته وأن يتعاونوا لإنقاذ بلدهم قبل ان يدهمه الوقت".
في غضون ذلك اتهم زعيم "تكتل التغيير والإصلاح" النيابي العماد ميشال عون نواب الأكثرية بالتنازل، بسبب العريضة التي أرسلوها الى الأمم المتحدة "عن السيادة اللبنانية" وبـ "الخيانة العظمى" وطالب بحل مجلس النواب، فيما رأى أحد اركان المعارضة النائب السابق سليمان فرنجية ان مجلس المطارنة الموارنة اصبح مثل "ورقة النعوة". وزاد: "سنبدأ معركة الاستقلال"، متهماً الأكثرية بـ "إلغاء الدولة اللبنانية".
ودخلت رئاسة الحكومة على خط السجال، فرد المكتب الإعلامي للسنيورة على بعض ما جاء على لسان بري في حديثه المتلفز، معتبراً ان اقتراح الأخير "ألا نبحث كلمة حكومة قبل ان ننتهي من موضوع المحكمة مسألة جيدة نرحب بها لأنها بداية لإخراج المحكمة من التسييس".
ورداً على اتهام بري الحكومة بأنها لم تدفع للقرى التي حصل فيها تدمير شيئاً للتعويض عن اضرار العدوان الإسرائيلي، وإشارته الى "120 قرية فيها تصليح زجاج"، أكد المكتب الإعلامي للسنيورة ان في هذا "الكثير من التجني والظلم". وأورد رد السنيورة ارقاماً أشارت الى تقديم التعويضات في 623 قرية وأن عدد الملفات التي تلقى اصحابها تعويضات بلغ 61820 ملف وحدة سكنية في الجنوب لوحده توزعت على 59318 ملفاً لوحدات اضرارها متفرقة و1887 ملفاً لوحدات هدمت كلياً و615 ملفاً لوحدات هدمت جزئياً. وأوضح مكتب السنيورة ان عدد الوحدات السكنية التي لم يستكمل اصحابها معاملاتهم 16 ألف وحدة موزعة كالآتي: 627 ملف هدم جزئي، 10070 ملف ترميم و5290 ملف هدم كلي. وأضاف: "بات واضحاً ان ما أنجز في الجنوب يتعدى تصليح زجاج كما حاول ان يصور رئيس مجلس النواب". وأشار الى جهود "إنجاز طرق الجنوب وجسوره ومدارسه ومستشفياته اضافة الى الكهرباء والمياه والهاتف التي اعيد ترميم وإصلاح أغلبها وما تبقى هو القليل يبدو ان الرئيس بري لا يريد ان يراه". وأكد مكتب السنيورة ان هذه الأشغال تُنفذ إما مباشرة من الدولة أو من الأساليب الناجحة التي اعتمدت من طريق التبني من الأفراد والدول والمؤسسات المانحة ما ساعد في الإنجاز السريع، إزاء الخسائر والتدمير الفادح. وتطرق السنيورة الى التعويضات في ضاحية بيروت الجنوبية مؤكداً إنجاز ملفات 103 أبنية تضم 1744 وحدة سكنية و465 متجراً ومستودعاً وأن مضاعفة الأرقام يعيقها غياب الوثائق والأوراق الثبوتية لأصحابها. وأكد تلزيم ترميم وتدعيم اكثر من 235 مبنى في الضاحية، وصرف شيكات لأكثر من ألف مستفيد.
ونفى السنيورة صحة قول بري ان الحكومة عندما شكّلت كان فيها الثلث المعطل وإعلانه ان في الوضع الحالي ليس معروفاً من هو الوزير الأصيل أو "البدل عن ضائع". وأكد ان وزراء حركة "أمل" يمارسون عملهم في وزاراتهم والرئيس بري "لم يوضح للرأي العام اذا كان وزراء "أمل" استقالوا فعلاً أم أنهم يمارسون عندما يحلو لهم ويعتبرون انفسهم مستقيلين عندما يريدون".
...ورد الحريري
وليلاً رد الحريري على طلب بري الحوار برعاية السعودية فرحب به "تحت سقف الموقف السعودي الرسمي المعلن على لسان السفير خوجة وعدد من المسؤولين السعوديين، والمتمثل في استعداد المملكة لاستضافة الإعلان عن أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون في لبنان، من دون أي تدخل خارجي أو وصاية من أحد، وترحيب المملكة برعاية الإعلان عن هذا الإتفاق بصفتها الضامنة له ولحسن تنفيذه".
وتابع الحريري: "إننا مستعدون للتوجه إلى المملكة في أي لحظة بصفتها بيت جميع اللبنانيين. كما أننا لسنا بحاجة للتذكير بما يكنه اللبنانيون وما يكنه تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته في شكل خاص، من احترام ووفاء للمملكة العربية السعودية ولشعبها وحكومتها وقيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز".
وأكد الحريري "الالتزام بعروبة لبنان وقضيته وبالإجماع العربي في شكل مطلق، وسعينا الأمس واليوم وغداً إلى حل الأزمة السياسية في لبنان بين اللبنانيين، لنستجيب إلى أي دعوة يشرّفنا بها خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة لإعلان اتفاق سياسي شامل برعايتها الأخوية هو التزام مطلق أيضاً". وأضاف: "هذه التزامات تنطلق من فهمنا العميق لضرورة تحصين إنجازات استعادة السيادة العربية على قضية فلسطين واستعادة قرار العرب للعرب، ومن التزامنا الموقف الرسمي الصادر عن الحكومة السعودية في جهودها التي يمثلها السفير خوجة لحل الأزمة في لبنان". واعتبر ان المملكة "أرض لتلاقي اللبنانيين وليس افتراقهم، ولاعلان اتفاقهم وليس اختلافهم، ورعاية ما يجمعون عليه وليس ملاحظة غياب اجماعهم، وضمان تنفيذ إرادتهم ودعمها وليس تشرذمها وشللها".
بان وازمة المحكمة
وفي نيويورك (ا ف ب)، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الرئيس بري طلب من السعودية تنظيم مؤتمر للاطراف اللبنانية لايجاد مخرج لازمة المحكمة. وقال بان للصحافيين انه اطلع مجلس الامن على مبادرة بري، موضحا ان الاخير اقترح مشاركة مستشار الامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال في المؤتمر. واضاف ان بري "طلب من السعودية تنظيم اجتماع تشاوري، كما طلب ان يشارك فيه ميشال لتقديم خبرته"، مضيفا "اذا ما وافق الاطراف، فانني مستعد لارسال ميشال الى هذا المؤتمر". ولم يوضح بان اي تاريخ ومكان محتمل لعقد المؤتمر.
واعرب عن امله "ان يتيح هذا الاجتماع للحكومة وللشعب اللبناني اتخاذ الاجراءات الدستورية الضرورية" لانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي . وشدد على ان "تشكيل هذه المحكمة بدون ابطاء طبقا لما طلبه مجلس الامن امر بغاية الاهمية".
وقال المندوب الاميركي بالوكالة في الامم المتحدة اليخاندو وولف، ردا على اسئلة الصحافيين عن موقفه من اقتراح بري، ان واشنطن تود "النظر في هذا الاقتراح والاطلاع على رأي رئيس الوزراء اللبناني السنيورة في شأنه".