جريدة الجرائد

وفد عسكري بريطاني ما زال في طهران يفاوض حول «النفوذ» البحري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


الأسرى المحررون يؤكدون تعرضهم لضغوط خلال احتجازهم ولندن تعلق عمليات تفتيش السفن ...


طهران , لندن - حسن فحص

أبلغت مصادر مطلعة في طهران "الحياة" أمس، ان الوفد العسكري البريطاني الذي جاء إلى العاصمة الإيرانية للتفاوض على إطلاق البحارة الـ15، لم يغادر معهم لدى عودتهم إلى بلادهم، بل بقي لإبرام تفاهمات حول أساليب التعاون بين الطرفين، وحدود نفوذ كل منهما في المياه الإقليمية بين إيران والعراق.

في الوقت ذاته، أعلنت البحرية البريطانية تعليق عملياتها لمراقبة السفن وتفتيشها في شمال الخليج، إلى حين مراجعة قواعد الاشتباك في المنطقة واستكمال التحقيق في ملابسات اعتقال البحارة الـ15.

وقال الكابتن كريس آر أحد البحارة الذين احتجزهم "الحرس الثوري" الإيراني، إن خاطفيهم الإيرانيين أبقوهم معصوبي العيون مقيدي الأيدي، وهددوهم بالسجن سبع سنوات، في حين أكد رفاقه في مؤتمر صحافي عقدوه في قاعدة شيفينور قرب ديفون شرق بريطانيا، انهم كانوا على بعد 1.7 ميل بحري (3148 متراً) خارج المياه الإقليمية الإيرانية حين اعتقلوا.

ودافعت القيادة العسكرية البريطانية عن قرار البحارة عدم الاشتباك مع الإيرانيين قبل توقيفهم، كما دافعت عن تعاونهم مع محققي "الحرس الثوري"، ما أدى إلى إدلائهم باعترافات شفوية ومكتوبة بثتها أجهزة الإعلام الإيرانية.

وقال قائد البحرية البريطانية جوناثون باند لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي): "لا أعتقد، استنادا الى التصريحات التي أدلى بها بعضهم وبالتأكيد أيضاً الرسائل، بأن هناك أدنى شك في أنهم (البحارة) كانوا تحت مقدار من الضغط النفسي وسنكتشف المزيد". وأضاف ان "الرسائل التي كتبتها البحارة فايي تيرني (التي كانت المرأة الوحيدة بين الأسرى) والبيانين اللذين أدلوا بهما، صيغت بأسلوب لا اعتقد بأنه كان طبيعياً تماماً".

وذكر الكابتن كريس آر انه ورفاقه وجدوا أنفسهم محاصرين من زوارق "الحرس الثوري" على رغم ان تحديد موقعهم كان يتم "في شكل متواصل" بفضل نظام "جي بي اس". وأضاف انهم اتخذوا قراراً حكيماً بعدم الاشتباك مع الجنود الإيرانيين الذين أبدوا "عدائية شديدة"، ما كان سيسفر عن "معركة كبيرة لم يكن في مقدورنا ربحها".

وفي طهران، أبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان سبب بقاء الوفد العسكري البريطاني في إيران هو مناقشة تفاصيل البنود الـ13 في الرسالة التي وجهتها لندن الى طهران اثر اعتقال البحارة. وأضافت ان الوفد سيجري محادثات مفصلة مع المسؤولين العسكريين الإيرانيين لوضع أسس تفاهم والاتفاق على أساليب التعامل بين الطرفين، وتحديد صلاحيات كل طرف وحدود نفوذه في المياه الإقليمية بين إيران والعراق.

ورفضت هذه المصادر كشف مضمون تلك البنود، لكنها أشارت الى انها مهمة وقد تتوضح آثارها في المستقبل القريب. وقالت: "لن تقتصر آثار تلك البنود على توضيح أسس التعاون بين الجانبين الإيراني والبريطاني في المستقبل، بل من الممكن ان تشمل وضع أسس تفاهمات تتعدى الجانب البريطاني في حال تم التوافق حولها، لتشمل قوى أخرى دولية في المنطقة"، في إشارة الى الجانب الأميركي وملفات إقليمية أخرى.

في غضون ذلك، رجحت تقارير إيرانية ان تكون الإدارة الأميركية اتخذت قراراً بشن هجوم على إيران. لكن "ساعة الصفر" تأجلت الى ما بعد 26 الشهر الجاري، في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع المرتقب لوزراء دول الجوار العراقي، وإمكان ان يتخلله لقاء مباشر بين وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس.

ولم تستبعد التقارير دخول واشنطن وطهران في مرحلة مساومات وتنازلات متبادلة، على رغم مواقف توحي بالتصعيد تسربت من مضمون المحادثات الهاتفية أخيراً بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وسكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني. وأفيد ان لاريجاني اكد لسولانا ان اي محادثات مستقبلية لن تتطرق الى الحقوق النووية لإيران، بل ستركز على ضمانات بعدم انحراف برنامجها عن أهدافه السلمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف