إيران وإدمان دبلوماسية حافة الهاوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد إبراهيم الدسوقي
البراجماتية والدبلوماسية وجهان لعملة واحدةrlm;,rlm; وشروط الحصافة والكياسة تقضي باجتهاد الدول قاطبة لحيازة الأدوات المؤهلة للتخطيط لدبلوماسية تلبي في جوهرها المصالح العليا للوطنrlm;,rlm; وبالذات وقت الأزمات الملتهبة التي قد يتوقف عليها أحيانا تحديد مصير الأمم والشعوبrlm;.rlm;
البراجماتية والدبلوماسية وجهان لعملة واحدةrlm;,rlm; وشروط الحصافة والكياسة تقضي باجتهاد الدول قاطبة لحيازة الأدوات المؤهلة للتخطيط لدبلوماسية تلبي في جوهرها المصالح العليا للوطنrlm;,rlm; وبالذات وقت الأزمات الملتهبة التي قد يتوقف عليها أحيانا تحديد مصير الأمم والشعوبrlm;.rlm;
هذا استهلال كان لابد منه قبل الدخول في صلب الحديث عن اداء الدبلوماسية الإيرانية في مواجهة ملفي الأزمة النوويةrlm;,rlm; واحتجازrlm;15rlm; بحارا بريطانيا اتهمتهم طهران بانتهاك مياهها الاقليمية قبل الافراج عنهم بعد أسبوعين من احتجازهمrlm;,rlm; بينما ظن الجميع ان المشكلة في سبيلها للتعقيد وانها قد تكون شرارة الحرب المنتظرة ضد ايران لتحديها المجتمع الدولي باصرارها علي مواصلة برنامجها النوويrlm;.rlm;
في البدء من المحتم بيان أن طهران تستهويها بشدة دبلوماسية حافة الهاوية ولا نود المبالغة بالقول انها تدمنها لأنها شاعرة بأنها محاصرة داخل ركن ضيق منذ قيام الجمهورية الاسلامية عامrlm;1979,rlm; وما تلاه من حصار اقتصادي وسياسي وعزلة دوليةrlm;.rlm;
عزلتها وشعورها بأن العالم كله يقف صفا واحدا في في وجهها جعلها تحس دائما بأنه لايوجد عندها ماتخسره مما يحمسها للاقتراب من حافة الهاويةrlm;,rlm; فما قد تتعرض له لن يكون أسوأ مما مر عليها في العقود الماضيةrlm;,rlm; كذلك فانها تضع في حساباتها ولو بنسبة بسيطة انها قد تخرج رابحة من لعبة حبس انفاس العالمrlm;.rlm;
يزيد علي ماسلف ان السياسة الخارجية الايرنية كانت ولاتزال ساحة صراع بين جناحي التشدد والاصلاح في مؤسسات الدولة الايرانيةrlm;,rlm; وفي الأغلب كان المتشددون أصحاب الكلمة الفصل الحاسمةrlm;,rlm; باعتبارهم الحراس الأمناء الأوفياء علي ميراث الثورة الإسلامية وتعاليمها الفارضة عدم الرضوخ للغرب واظهار العين الحمراء لهrlm;.rlm;
هذه المعضلة كانت ماثلة في قضية البحارة البريطانيين فالحرس الثوري ارتأي وجوب معاقبة الولايات المتحدة وحليفتها بريطانياrlm;,rlm; عقب اعتقال القوات الأمريكية لخمسة دبلوماسيين ايرانيين في العراقrlm;,rlm; وانتهزوا فرصة وجود الدورية البريطانية لاحتجاز أفرادها في رسالة تحذير لواشنطن بأن الجيش الايراني قادر علي الوصول لعناصر القوات الأجنبية بسهولة وان التفكير في استخدام القوة ضد طهران يجب ان يكون من المستحيلات لأن العاقبة ستكون وخيمة علي أمريكا ومن يساندهاrlm;.rlm;
ولم يكن اشتراط الرئيس أحمدي نجاد حصول بلاده علي اعتذار رسمي من الجانب البريطاني علي انتهاك البريطانيين المياه الاقليمية لبلادهrlm;,rlm; سوي ترجمة لرغبة الحرس الثوري الذي لم يقبل باطلاق سراح البحارة الا بعد ابداء لندن الندم المطلوب علي فعل جنودها الذين ظهروا علي شاشات تليفزيون العالم المقرب من الحرس الثوري للاعتراف بأنهم دخلوا المياه الايرانية بصورة غير شرعيةrlm;.rlm; ويسترعي الانتباه هنا ان الأحداث علمت ايران درسا مهما هوrlm;,rlm; القراءة الجيدة لخريطة الوضع الاقليم والدولي قبل الاندفاع علي طريق المواجهة والتحديrlm;.rlm;
فطهران تعرف علي وجه اليقين الورطة الواقعة فيها ادارة الرئيس جورج بوش في العراقrlm;,rlm; وان واشنطن في أمس الحاجة ليد المساعدة الايرانية لوقف حمامات الدم اليومية في المدن والقري العراقية وانه من الأفضل لأمريكا التوقف عن حربها السرية ضد ايران والتي يظهر منها أقل القليل علي السطح مثل اعتقال مسئولين ايرانيينrlm;,rlm; والإعلان عن العثور علي أسلحة مصدرها ايران عند مداهمة مواقع ومخابئ لجيش المهدي وغيره من التنظيمات الشيعية العراقيةrlm;.rlm;
طهران تعلم أيضا ان الدول المجاورة ومع احساسها بخوف شديد من تزايد قوة ونفوذ ايران في المنطقة فان الاختلاف بدأ يعرف طريقه نحوها مع ادراكها قدر الفشل الذريع للسياسات الأمريكية في العراق وتحويله لنقطة التهاب مزمن للشرق الأوسط كلهrlm;,rlm; وتهديده للاستقرار والأمن في مختلف انحائه مع استنساخ عشرات الجماعات الإرهابية من رحم تنظيم القاعدةrlm;.rlm;
ولذلك فان ايران تحاول ابعاد بعض الدول المهمة في المنطقة عن السير وراء المخططات الأمريكية الجاهزة للمنطقةrlm;,rlm; واللعب بورقة رغبتها الصادقة في تحسين علاقتها المتوترة مع الجيران وفتح صفحة جديدة معهاrlm;,rlm; وتمادت في هذا الاتجاه إلي حد دعوتها الدول العربية للتحالف معها ضد مشاريع أمريكا الموصوفة في الأدبيات الإيرانية بالشيطان الأكبرrlm;.rlm;
وربما ترسخ في الاعتقاد الايراني ان الولايات المتحدة لاتعرف سوي التفاهم بلغة القوةrlm;,rlm; وانها مدعوة لاتباع نفس الخط لردع واشنطن التي لاتكف وسائل اعلامها هذه الأيام عن نشر تقارير تتحدث عن هجوم وشيك علي الجمهورية الإسلامية لاجبارها علي تجميد أنشطتها النووية ورفع يدها عن العراقrlm;.rlm;
كما أن الحكومة الإيرانية تعتقد بأنها مالكة لأوراق ضغط لايستهان بها في صراعها مع أمريكا والغربrlm;,rlm; ليس فقط بحكم أواصر الصلة مع الشيعة العراقيينrlm;,rlm; بل لأنها قوة اقليمية لها اسهاماتها الحضارية علي عالم اليوم والأمسrlm;,rlm; وأنها جديرة بالنظر اليها من هذا المنطلقrlm;,rlm; وأن قوتها العسكرية تجعل باستطاعتها اشعال النيران في منطقة الخليج وما يوجد فيها من قواعد أمريكيةrlm;.rlm;