الرهان على ما بعد بوش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حازم عبدالرحمن
لم تكن مصادفة أبدا أن تقرر ايران اطلاق سراح البحارة البريطانيين الـrlm;15rlm; في ذات يوم وجود نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي في دمشقrlm;.rlm; فالرسالة الواضحة من ذلك تقولrlm;:rlm; اهلا بالتعامل السياسي والدبلوماسيrlm;,rlm; اما الاعمال العسكرية فلها شأن آخرrlm;.rlm;
rlm;(1)rlm;
صحيح ان السيدة بيلوسي ذهبت في زيارتها للمنطقة الي اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا والسعوديةrlm;,rlm; ولكن الصحيح أيضا ان زيارتها لسوريا كانت هي بؤرة هذه الجولة وأهم محطة فيهاrlm;,rlm; فمن ناحية كانت هي ذروة الرحلة وهدفها الجوهري من وجهة نظر الديمقراطيين الذين اصبحوا يسيطرون علي مجلسي الكونجرس الأمريكي وكانت ايضا هي سبب كل الانتقادات التي وجهتها ادارة بوش لهذه الرحلةrlm;,rlm; فمن اول لحظة ولدي اعلان نتائج الانتخابات الامريكية قالت بيلوسي بالفاظ واضحة ان الشعب الامريكي يريد احداث تغيير في السياسة الخارجية الامريكية وأن هذا التغيير يجب ان ينصب علي استخدام سياسة ودبلوماسية اكثر وقوات مسلحة ووسائل عسكرية اقلrlm;.rlm; وأن هذا يشمل الانفتاح والتعامل مع جميع الاطراف المؤثرة في الوضع داخل العراقrlm;,rlm; ولايغيب عن بال الفطن الذكي ان سوريا وايران من اهم الاطراف ذات التأثير في الموقف بالعراقrlm;,rlm; فضلا عن لبنان والاراضي الفلسطينيةrlm;,rlm; وعلي الرغم من ان تقرير لجنة بيكر ـ هاميلتون اوصي الادارة الامريكية بأن تتبع اسلوبا مغايرا لما أتبعته حتي الان في العراق وأن تزيد من استخدامها للدبلوماسية وأن تنفتح علي سوريا وايران بالذاتrlm;,rlm; الا ان الادارة تجاهلت ذلك تماماrlm;.rlm;
ولكن مع ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الامريكية اختلف الوضع فقد جاءت ارادة الشعب الامريكي مؤيدة لهذا الاتجاهrlm;,rlm; وإذن فعندما قالت نانسي بيلوسي في دمشق انها جاءت الي سوريا من اجل خدمة مصالح الامن القومي الامريكي كانت تعبر عن حقيقة نزولها علي الارادة الشعبية الامريكيةrlm;.rlm;
فالغالبية العظمي من الامريكيين يرغبون حاليا في وضع حد لنزيف الارواح المستمر في العراق سواء بين الامريكيين او العراقيين وانهاء ذلك الفشل المستمر في كل الخطط العسكرية والسياسية الامريكية في العراق والتي لايبدو ان امامها اي افق للنجاحrlm;,rlm; كما لايبدو ان هناك املا لإفساح الطريق امام امكانية ايجاد مخرج كريم للاطراف المختلفة وأولها الامريكيون في العراقrlm;.rlm;
rlm;(2)rlm;
لايسع المرء امام هذا الموقف الا ان يمتدح القرار الايراني الخاص باطلاق سراح الرهائن الـrlm;15rlm; البحارة البريطانيينrlm;,rlm; فلم يشغل الايرانيون في هذه اللحظة انفسهم كثيرا بأن هؤلاء البحارة قد انتهكوا المياه الاقليمية الايرانية ام لا وأنهم يجب ان يعاقبوا ليدفعوا الثمن لذلك وحتي يكونوا عبرة لغيرهم ولكي يعلم الجميع ان اي عدوان علي ارض ايرانية او مياه ايرانية لايمكن ان يمر دون ثمن لم يشغلوا انفسهم بذلك كله لقد وجدوا امامهم فرصة ذهبية فزعيمة تيار الأغلبية في الشعب الأمريكي الذي يري أن العمل السياسي والدبلوماسي أفضل من العمل العسكري في حل مختلف المشكلات الدولية مهما كانت معقدة موجودة في دمشقrlm;.rlm; وأن ذلك يأتي في لحظة تصل فيها العلاقات السورية ـ الإيرانية إلي أوج تناغمها في الأهداف والمصالحrlm;,rlm; فهل هناك شيء أفضل من إعطائها هدية تعود بها إلي أوروبا وأمريكا لكي تقول وهي تشعر بالزهو من احتفاء الإيرانيين بهاrlm;:rlm; لقد وجدت أناسا علي أتم الاستعداد لكي يجلسوا معنا ويتناقشوا في مختلف المشكلات؟ وهم لا يقلون عنا في الترحيب بالوسائل السياسية والدبلوماسية ولا في الرغبة في الابتعاد عن الأعمال العسكرية والعدوانية؟
باختصارrlm;,rlm; لقد راهن الإيرانيون بهذا القرار علي مخاطبة هذا التيار الغالب حاليا بين الأمريكيين وأغلب الظن أن هذا الاسلوب في الخطاب سيكون له صدي بالغ القوة في المجتمع الأمريكي في الفترة المقبلةrlm;.rlm;
صحيح ان إيران أخلت سبيل بحارة بريطانيينrlm;,rlm; وليسوا أمريكيينrlm;,rlm; لكن الصحيح أن الرسالة واضحة جداrlm;.rlm; فلم يكن منتظرا منها أن تصل إلي طهرانrlm;.rlm; أما وقد وصلت في تحديها للبيت الأبيض حد الوصول إلي دمشقrlm;,rlm; والجلوس مع بشار الأسدrlm;,rlm; فلم يكن بوسع إيران أن تتجاهل ذلكrlm;,rlm; والحق أنها فاجأت الجميع بهذا القرار الذي كشف ايضا عن عمق العلاقات الإيرانية ـ السوريةrlm;.rlm;
rlm;(3)rlm;
هل سيكون لهذا القرار ما بعده؟ إيران وسوريا تراهنان حاليا علي أن هذا القرار سيزيد من شعبية التيار المؤيد للعمل الدبلوماسي والسياسي بين الشعب الأمريكيrlm;.rlm; وقد تؤدي هذه الشعبية بمضي الأيام إلي فوز رئيس جديد يؤيد ذات الاتجاه بالبيت الأبيض مع تعزيز أوضاع الديمقراطيين في الكونجرسrlm;,rlm; ويجب ألا يغرب عن البال هنا أن الإيرانيين والسوريين في هذا المجال قد يستعينون بالتجربة الفيتنامية في التعامل مع الشارع الأمريكيrlm;,rlm; إلي جانب أن هناك تجربة سابقة لإيرانrlm;,rlm; فقد راهنت إيران علي رونالد ريجان في عامrlm;1980,rlm; ولم تطلق سراح رهائن السفارة الأمريكية في طهران إلا بعد أن تأكدت تماما من هزيمة الرئيس الأسبق جيمي كارترrlm;,rlm; ولاجدال في أن رهائن السفارة الذين أمضواrlm;444rlm; يوما لعبوا دورا جوهريا في الهزيمة الكاسحة التي لقيها كارتر علي يدي ريجانrlm;.rlm; ويتردد أنه كانت هناك اتصالات بين مستشاري الحملة الانتخابية لريجان ومستشاري الامام الخميني بعدم اخلاء سبيل رهائن السفارة إلا بعد انتهاء الانتخابات الأمريكيةrlm;.rlm; وهو أمر لم يؤكده أحد إلا أن أحدا لم ينفه بشكل مقنع أو قاطعrlm;.rlm;
المهمrlm;,rlm; أنه ليس من المستبعد أن يكون قرار اطلاق سراح البحارة هو نوع من سياسة تتجه نحو المستقبل تستهدف الاتيان بتيار سياسي يؤيد التفاهم والحوار بعيدا عن القوة العسكرية لتسوية المشكلات وعلي طول الطريق من الآنrlm;,rlm; وحتي عامrlm;2008rlm; يتم اضعاف واستنزاف بوش بحيث لايستطيع أن يحسم أي قضيةrlm;,rlm; سواء في العراق أو في البرنامج النوويrlm;,rlm; وتظل الأمور معلقة حتي يأتي الرئيس الجديد الذي لم يتضح حتي الآن من هوrlm;..rlm; فهل هذا هو ما سوف نراه؟