الطالباني يسعى إلى تهدئة تركيا بعد تهديداتها رداً على تصريحات البرزاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأربعاء 11 أبريل 2007
الأكراد يعتبرون الاستفتاء حول كركوك شرطاً للاستمرار في العملية السياسية
بغداد - انقرة، زيدان الربيعي
أعرب الرئيس العراقي جلال الطالباني خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عن الأسف للتهديدات التي صدرت عن رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ضد انقرة، لكن مسؤولا كبيرا في الاقليم اعتبر تصريحات المسؤولين الاتراك ردا على اقوال البرزاني بأنها ldquo;عدائية وغير مسؤولة ولا تنم عن اسس حسن الجوارrdquo;، فيما اكد مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى امس الثلاثاء ان تطبيق المادة الدستورية 140 التي تنص على اجراء استفتاء حول كركوك هو ldquo;الشرط الاساسيrdquo; لاستمرار المشاركة الكردية في العملية السياسية.
وقال محمد عاكف باقي المتحدث باسم رئيس الوزراء التركي اردوغان ان ldquo;الطالباني اوضح انه يأسف لتصريحات البرزاني وشدد على اهمية العلاقات مع تركياrdquo;. وأضاف المتحدث ان اردوغان حث الرئيس العراقي خلال الاتصال الهاتفي معه على التحرك بسرعة ضد قواعد حزب العمال الكردستاني التركي المحظور الواقعة في شمال العراق والتي يتسلل منها المتمردون الى الاراضي التركية للقيام بهجمات. ورد الطالباني معربا عن استعداد العراق لمقاتلة حزب العمال الكردستاني ldquo;في اطار خطة مشتركةrdquo; بين البلدين.
وكان البرزاني الذي يتزعم ايضا الحزب الديمقراطي الكردستاني هدد قبل ايام في حديث صحافي بالتدخل في مسألة الاقلية الكردية في تركيا في حال واصلت تركيا معارضتها لضم مدينة كركوك العراقية الى اقليم كردستان. واعتبر اردوغان ان البرزاني ldquo;تخطى الحدودrdquo; ونصح الاكراد في العراق ldquo;الا يتفوهوا بكلام لا يستطيعون تحمل عواقبه وان يدركوا حجمهم لانهم قد يسحقون جراء هذا الكلامrdquo;. وتتخوف انقرة من ان يؤدي الحاق كركوك بالاقليم الكردي الى منحه الموارد المالية الكافية لاعلان استقلاله الامر الذي يمكن ان يشجع الحركة الانفصالية الكردية داخل اراضيها.
وانتقد رئيس ديوان الرئاسة في كردستان العراق فؤاد حسين التصريحات التركية العدائية غير المسؤولة والتي لا تنم عن اسس حسن الجوار.واشار الى ان المسؤولين في كردستان حاولوا منذ وقت ليس بالقصير الاتصال بالقادة الاتراك من اجل ايجاد حلول عاجلة وناجحة لكل المسائل العالقة بين الطرفين،لكن الاتراك رفضوا من دون توضيح الاسباب.وشدد على ان اقليم كردستان ليس مسؤولا عن اي سوء فهم لتصريحات البرزاني من قبل الاتراك لأن مواقف حكومة كردستان واضحة وثابتة ولا تتغير.
واعتبرت الولايات المتحدة تهديدات البرزاني ldquo;مؤسفةrdquo;. كما اعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اتصلت بنظيرها التركي عبدالله جول وبحثت معه هذه المسألة.
من جهة اخرى (ا.ف.ب)، قال نائب رئيس الوزراء برهم صالح للصحافيين ldquo;على الجميع ان يعلم ان تنفيذ قرارات المادة 140 ورفع الظلم التاريخي الحاصل على كركوك والمناطق الاخرى هو الشرط الاساسي لمشاركتنا كتحالف كردستاني (53 نائبا) بالعملية السياسية وتشكيل الحكومةrdquo;. وتنص المادة 140 من الدستور على ldquo;تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 ديسمبر/ كانون الاول 2007rdquo;.
وتابع ان ldquo;قرارات لجنة تنفيذ المادة 140 هي التزام قانوني ودستوري للحكومة العراقية وتأجيلها او وضع العراقيل امام تنفيذها غير مقبول بأي شكل من الاشكالrdquo; موضحا ان ldquo;تنفيذ هذا الالتزام سيكون مقياسنا الرئيسي لتقييم المسائلrdquo;.
من جهتها، ذكرت نرمين عثمان وزير البيئة في الحكومة ان ldquo;المالكي قرر احالة قرارات لجنة تنفيذ المادة 140 الى مجلس الرئاسة ومجلس النواب للمصادقة عليها قبل يومينrdquo;. ووصفت عثمان وهي نائبة رئيس اللجنة العليا لتنفيذ المادة 140 إحالة قرارات اللجنة الى البرلمان للمصادقة عليها بأنها ldquo;عرقلة ومشكلة جديدة امام تطبيق هذه المادة الدستوريةrdquo;. وكان مجلس الوزراء صادق بالأغلبية اثر نقاشات مكثفة استغرقت يومين في 29 مارس/ آذار الماضي على قرارات اللجنة.
وكانت اللجنة العليا المعنية بتطبيق المادة 140 قررت أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي ضرورة ldquo;إعادة العرب الوافدين الى كركوك الى مناطقهم الاصلية في وسط وجنوب العراق مع منحهم تعويضات مالية مناسبةrdquo;.