جريدة الجرائد

رسالة إلى بيلوسي: لو تطلبين من الرئيس الأسد إطلاق سراح ميشال كيلو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جهاد الزين

السيدة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب في كونغرس الولايات المتحدة الاميركية: أود أولا ان اعرب عن تقديري البالغ لشجاعتك وحكمتك السياسيتين - انتِ - وزملائك - على المواقف التي تتخذونها في هذه المرحلة ولاسيما الزيارة التي قمت بها لدمشق خلال جولتك الاخيرة في بعض الشرق الاوسط.
ان هذا الاتجاه الذي تقودينه حيال سوريا تحت شعار ضرورة الحوار مع النظام السياسي الحاكم فيها كان ينبغي ان تلجأ اليه الديبلوماسية الاميركية، ليس في الاشهر الاخيرة فقط، بل تحديدا منذ اللحظة التي اصبح فيها آخر جندي سوري خارج لبنان في 26 نيسان 2005. يومها كان امام واشنطن فرصة فتح حوار مع سوريا (غير موجودة عسكريا في لبنان) حول القضايا الخلافية وفي مقدمها العراق، وبما يسمح بان تقوم السياسة الاميركية باعادة التشجيع على مواصلة المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وهذا تحديدا ما تسعين انت اليه الآن رغم الجواب الرافض الذي صدر عن رئيس الحكومة الاسرائيلية خلال وجودك في المنطقة.
فرصة كهذه كان بامكانها، وهذا ما يؤمن به كثيرون في العالم العربي حتى بين الذين يعترضون على العديد من سياسات القيادة السورية، ان تسمح بنتائج مختلفة عن بعض ما رأيناه لاحقا في العراق وفلسطين وبصورة خاصة بلدي لبنان الذي كان ربما تلافى العديد من المآسي والعنف نتيجة التوتر في العلاقات الاميركية - السورية وتداعياته. كان الخروج العسكري السوري من لبنان على اساس القرار 1559 انجازا سياسيا هاما لا غنى عنه للبنان، لكن الاصرار الاميركي على ابقاء القطيعة بعد هذا الخروج ادخلنا ولا يزال في تعقيدات كثيرة.
السيدة بيلوسي،
أقف عند هذه التقييمات السياسية ليس فقط لتأكيد اهمية الدور الضاغط الذي بات بامكان الكونغرس ان يمارسه لتصحيح هذا المستوى من السياسة الاميركية بعد الانتخابات في تشرين الثاني الماضي وما عبر عنه من "ولادة" قوى واسعة في المجتمع الاميركي ترغب في هذا التصحيح بعد استنفاد وسائل واهداف المرحلة السابقة انطلاقا من العراق (الذي يؤلم كثيرين من العرب انهيار مشروع بنائه الديموقراطي...).
إذ استعيد هذه التقييمات السياسية الآن فللاستفادة المشروعة من الوجه الآخر الايجابي لطاقة الضغط التي اصبحتِ تملكينها بسبب توجهاتكِ هذه في السياسة الخارجية... أعني امكانية ان يكون في مقدورك إقناع الرئيس بشار الأسد باطلاق سراح الكاتب الناشط السياسي ميشال كيلو وبعض زملائه المعتقلين.
ربما انتِ الآن الشخص الوحيد، او الشخص الاكثر مقدرة على مخاطبة الرئيس الاسد بسبب المصداقية التي لا اشك انكِ تتمتعين بها لديه ولدى القيادة السورية عموما، باعتبار ان الخط الذي تنتهجينه يشكل فرصة رئيسية لاطلاق مرحلة جديدة في العلاقات السورية - الاميركية ولو على المدى الابعد.
... إن بامكانكِ، حضرة السيدة بيلوسي، ان تقنعي الرئيس الأسد، رغم حساسيته السياسية حيال التدخلات الخارجية في مواضيع كهذه، ان إطلاق ميشال كيلو وامثاله من المثقفين الذين يمارسون الاعتراض السياسي السلمي والمعلن، لا يؤدي فقط الى تحسين صورة النظام في الخارج... بل الى ما هو اهم من ذلك... اي الى تعزيز مناخ الاعتدال والحوار الايجابي داخل سوريا، وبما يؤدي الى تحصينها اكثر حيال اية مخططات مسيئة.
السيدة بيلوسي،
لم يستطع عديدون، بمن فيهم اصدقاء للنظام في سوريا، ان يقنعوا الرئيس الاسد ان امثال ميشال كيلو قوة للاعتدال في سوريا... وان "البيئة" التي يمثلها ميشال وزملاؤه هي اليوم بيئة تواصل داخلي وقوة رفض للتطرف.
أتمنى ان يكون بالإمكان ان نسمع قريبا عن اهتمامك بهذه المسألة.
مع الاحترام الفائق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف