جريدة الجرائد

جولة بيلوسي‏..‏ في خدمة السيد الرئيس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


رحاب جودة خليفة

هل قامت نانسي بيلوسي زعيمة مجلس النواب الأمريكي بدورها كمبعوث دبلوماسي إلي الشرق الأوسط بشكل أفضل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس؟ سؤال طرحه الرئيس الأمريكي السابق والدبلوماسي البارز حاليا جيمي كارتر عقب زيارة بيلوسي الأخيرة إلي عدة دول بالشرق الأوسطrlm;.rlm; وقد يكون سؤال كارتر بسيطا لكنه أصاب جرحا صعبا لم يندمل بعد داخل البيت الأبيضrlm;.rlm; فهل تستحق زيارة بيلوسي كل هذه الثورة بالإدارة الأمريكية أم أنها مجرد مهاترات لإهدار الوقت المتبقي من مباراة حكومة بوش مع السياسة الداخلية والخارجية؟

تعد زعيمة مجلس النواب ثالث أرفع مسئول منتخب في الولايات المتحدة أي أنها تلي رئيس البلاد ونائبهrlm;,rlm; وبالتالي فإن بيلوسي هي أرفع مسئول سياسي أمريكي يزور سوريا منذ أن ساءت العلاقات تماما بين واشنطن ودمشق في عامrlm;2003,rlm; ومن هنا اكتسبت جولتها أهمية كبري لدي الجانبين وسلطت عليها الأضواء بشكل كبير باعتبار أن بيلوسي ممثلا شرعيا ومحركا رئيسيا للسياسة الخارجية الأمريكيةrlm;.rlm; ووفقا للقانون فإن أعضاء الكونجرس يجب ألا يتدخلوا في الشئون الدبلوماسيةrlm;.rlm; ولكن وفقا للتاريخ فإن رؤساء مجلس النواب وأعضاءه السابقين تخطوا هذه القاعدة منذ أمد بعيد سواء بموافقة الرئيس الأمريكي أو ضد رغبتهrlm;.rlm; ويري خبراء السياسة الخارجية أن زيارة بيلوسي لم تكن أهم من أي زيارة قام بها أي وفد آخر من الكونجرس لكن في دولة أصبحت منقسمة بشدة حول الدور الأمريكي في العالم فإن أي تحرك من جانب الكونجرس الذي هيمن عليه الديمقراطيون نحو السياسة الخارجية يثير رد فعل شرس من جانب الرئيس الجمهوري جورج بوش وإدارته الجريحة حفاظا علي ماتبقي لهم قبل انقضاء مهمتهم في البيت الأبيض العام المقبلrlm;.rlm;

لكن من ناحية أخريrlm;,rlm; جولة بيلوسي شأنها شأن أي زيارة أخري من سلسلة الزيارات التي قام بها العديد من النواب الأمريكيين إلي سوريا في الشهور الأخيرة بعد إصدار لجنة دراسة العراق التي أوصت بالتعامل الدبلوماسي وإجراء محادثات مع سوريا وإيران والقيام بجهود مكثفة لتهدئة الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية وجاءت هذه الزيارات أيضا مع تجدد الاهتمام الأوروبي بسوريا بما في ذلك الزيارة التي قام بها مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في مارس الماضي إلي سورياrlm;,rlm; وحتي مع رفض بوش لتوصيات لجنة دراسة العراق فقد انضمت إدارته في فبراير الماضي مع دبلوماسيين سوريين وإيرانيين للمشاركة في مؤتمر حول العراقrlm;.rlm;

ويبدو أن حقيقة الأمر هي كما صورتها بيلوسي نفسها عندما أكدت أن مهمتها لم تكن مخالفة لرسالة الرئيس الأمريكي بل ساعدته علي توضيح مدي اتفاق حكومة الولايات المتحدة بكل أعضائها وبجميع اتجاهاتها علي مواجهة الإرهاب رغم انقسامها حول العراقrlm;,rlm; وصحيح أنها جاءت وفي يديها غصن الزيتون الأمريكي لكنها أوضحت للرئيس الأسد أنه رغم مطالبة الديمقراطيين باستئناف الحوار مع دمشق لكنهم مؤمنون أيضا بأن سوريا داعمة للإرهابrlm;.rlm; ومارست هي أيضا ضغوطا جديدة مطالبة الأسد في رسالة واضحة وحاسمةrlm;,rlm; كما أكد مساعدوها بوقف كل صلاته مع أي عناصر متطرفة بل ومن سخرية القدر أن تلك الزيارة التي مازالت تؤجج غضب الإدارة الأمريكية قد كان لها تأثير أكبر من جولات رايس وبقية نواب الكونجرس والعديد من الضغوط الأخيرةrlm;,rlm; وذلك وبكل بساطة بسبب الاهتمامrlm;.rlm;

وتسليط الأضواء علي المستويين المحلي أو الدولي علي هذه الجولةrlm;,rlm; ورغم كل هذه الضجةrlm;,rlm; ففي واقع الأمر لم تسع بيلوسي إلي تخطي أي حدود قانونية أو حاولت عقد اتفاقات حتي لو كانت غير ملزمة بل إن الأمر اقتصرrlm;,rlm; كما جاء علي لسانها علي تقويم للحقيقة الواقعة لوضعها في الاعتبار عند اتخاذ قرارات داخل الكونجرس فيما بعدrlm;,rlm; وبعودة بسيطة إلي الوراء فلم تكن بيلوسي صاحبة سياسة معادية علي طول الطريق مع الرئيس الأمريكيrlm;,rlm; فقد رفضت من قبل الانضمام إلي دعاوي عدد من أعضاء حزبها بعزل بوشrlm;,rlm; ورغم أنها انضمت إلي التصويت برفض التدخل العسكري في العراق عامrlm;2002rlm; لكنها عادت وصوتت بعد الحرب لمصلحة تمويلها وتوفير جميع الدعم المالي لهاrlm;.rlm;

إذن فكما يقال فإن الخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضيةrlm;.rlm; وإذا ثارت ثائرة الإدارة الأمريكية علي الزيارة فحقيقة الخلاف هي كما شرحها في جملتين نيوت جينجريتش الذي كان زعيما لمجلس النواب بعد فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد عامrlm;1994,rlm; وهيrlm;:rlm; هناك فارق نفسي هائل بين رئيس المجلس والنواب العاديين لأنه أقوي عضو بالكونجرس والثالث في الأهمية بعد رئيس الدولةrlm;,rlm; لذا فإنه يجب علي رؤساء مجلس النواب أن يتوخوا الحرص في كل خطواتهم خاصة في الخارجrlm;!rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف