جريدة الجرائد

حمد بن جاسم: واجهت صدام بأنه سبب وجود القاعدة الأميركية في قطر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


نمارس سيادتنا الكاملة حتى داخل القاعدة الأمريكية
معاداة إسرائيل للعرب والمماطلة في رد حقوقهم يهددها بكارثة
علاقتنا التاريخية مع السعودية قادرة علي تجاوز الخلافات القائمة
مطلوب تدخل الحكماء لإطفاء الفتنة في العراق ووقف الحرب الأهلية
توزيع الثروة والمناصب وإعادة النظر في الدستور. . الطريق لحل مشاكل العراق
الجزيرة حققت نقلة نوعية في الإعلام العربي وسببت لي الصداع
لدينا واجب إنساني تجاه المعارضين ولن نسمح لهم بالمعارضة من قطر
اشترطنا حظر أسلحة الدمار في المنطقة قبل التصويت علي قرار إيران



ممدوح عبد العظيم

دبلوماسية نشطة تسير بسرعة فائقة حولت بلداً فتيا إلي مركز استقطاب حيوي علي الصعيد الإقليمي والدولي ومواقف وصفت بالشجاعة حينا وبالغموض حينا أخري، فاستضافة قطر لبعض المعارضين السياسيين العرب وموقفها المساند للبنان منذ اندلاع الحرب الأخيرة وتأييدها للسلطة الفلسطينية ولحكومة حماس ثم تواجد قاعدة أمريكية علي أراضيها واقامة علاقات تجارية مع إسرائيل. . مواقف تعتبرها أطراف عربية ودولية متناقضة..

غير انه لا ينكر أنها جعلت من الدوحة مركزا حيويا علي الخارطة الإقليمية والدولية.. نتساءل الليلة معكم عن مسار الدبلوماسية الدولية ونوعية المكانة التي تحتلها الدوحة في المحافل العربية والدولية وعن صورة قطر في الخارج ثم عن مواقفها من قضايا الساعة كالملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية والحرب علي العراق وتجيبون علي سؤال الحلقة.. والسؤال في هذه الحلقة يقول هل انتم راضون عن صورة قطر وسياستها الخارجية؟

للحديث عن هذه الملفات الساخنة التي طرحها الإعلامي محمد سعدون الكواري مقدم برنامج لكم القرار استضاف البرنامج أمس معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

أكد معالي رئيس مجلس الوزراء ردا عن سؤال تأثير المنصب الجديد لمعاليه - منصب رئاسة مجلس الوزراء - علي منصبه كوزير للخارجية قائلا : منصب وزير الخارجية هناك وزير دولة يقوم بأغلب الأعباء الإدارية والخارجية في بعض المؤتمرات. . هذا طبعا يكون دوره اكبر في هذا المجال وسيكون دوري في بعض القضايا الحساسة لإدارتها بالتعاون مع الدبلوماسية القطرية عبر دول العالم، وبلا شك هناك عبء جديد سأتحمله لكني تعودت علي هذه المسؤوليات من قبل.

المذيع : نبدأ من العلاقات الأمريكية - القطرية التي تعتبر من اكثر العلاقات اثارة للجدل في المنطقة اذ من جانب تتبني قطر قضايا عربية واسلامية ومن جانب اخر توفر قواعد امريكية. . كيف تفسر هذا التناقض؟

معالي رئيس مجلس الوزراء : لا يوجد تناقض. . بداية يجب أن نعرف كيف أتت القواعد الأمريكية. . قطر قبل الاحتلال العراقي للكويت لم يكن بها أي قاعدة أمريكية. . بل كانت هناك قواعد أمريكية في بلد قريب من قطر لا تحتاج اليها بناء علي اتفاقات قديمة يرجع عمرها الي 40 أو 50 سنة، بعد احتلال الكويت وجدنا انه من الضروري في محيطنا الجغرافي قد نحتاج إلي تعاون مع قوي خارجية لحفظ الأمن والأمان في البلد، نحن لا نريد خاصة سمو الأمير وسمو ولي العهد أي تهديدات أو مخاطر محتملة، المسئول يضع كل الاحتمالات في الحسبان، يجب دائما أن تتوقع الأسوأ، ولكي يحدث ذلك يجب أن يكون لديك الاحتياطات الكافية، وان يكون لديك علاقات جيدة علي المستوي الإقليمي والعربي والدولي. . يجب أن نعرف إننا لا ننسق مع أمريكا فقط بل لدينا العديد من الاتفاقيات العسكرية المماثلة مع عدة دول كبري، وذلك ليس جديدا علي العلاقات الدولية. . أوروبا ما تزال بها قواعد أمريكية في ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا تحمي أوروبا بعد الغزو النازي، لذلك لا يمكن أن تعتمد علي الواقع عند تفكيرك في المخاطر المحتملة في المستقبل، فالواقع الدولي ولأهمية قطر. . وأهمية الطاقة في قطر وفي المنطقة تحتاج من صاحب القرار في الدولة أن يضع الاحتياطات اللازمة، هذا لا يعني إن هذه القاعدة موضوعة لتهديد أي دولة مجاورة، هذه السياسة بناء علي اتفاقات مدروسة وتنسيق مع عدة دول صديقة لها وقت ونظام ومهام محددة يتم تجديدها إذا رأت دولة قطر ان ذلك يتفق مع حساباتها ورؤيتها.

المذيع : هذا الوجود العسكري في قطر هل يشكل أي خطر علي سيادة الدولة؟

معالي رئيس الوزراء : لا طبعا لان الاتفاقية الموجودة حددت السيادة حتي داخل القاعدة سيادة قطرية وتواجدهم محدد باتفاقيات، بالطبع لا أستطيع الكشف عن كل بنود الاتفاقية، لكني أستطيع ان أؤكد أننا حرصنا فيها علي ضمان السيادة الكاملة لقطر علي كل شبر من أراضيها.

المذيع : ما هو موقفكم من المخطط الأمريكي بشأن الشرق الأوسط الجديد؟

معالي رئيس الوزراء : هذه لعبة سياسية ظهرت بعد 11 سبتمبر حيث تغيرت الأفكار في أمريكا كثيرا، ظهر تساؤل كبير في أمريكا يقول لماذا نحن مكروهون في المنطقة وكانت الإجابة التي يحصلون عليها هي " لأنكم تدعمون الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة " ولكي تتغير هذه الصورة يجب عليها تصدير الديمقراطية للمنطقة "، بدا هناك تفكير في أمريكا حول كيفية تنفيذ ذلك بدعم الدول التي تتبني الخط الديمقراطي، وتتراجع عن المساعدة والتعاون مع الدول التي لا تتجاوب مع التوجه الديمقراطي.

وأضاف معاليه: نحن في دولة قطر كانت رؤية سمو الأمير واضحة منذ أن تولي مقاليد الحكم، وأتذكر جيداً انه في عام 1996 قال سمو الأمير انه سيكون هناك مشاركة شعبية وبرلمان وانتخابات ومجلس بلدي وحرية إعلام قبل سنوات من أحداث 11 سبتمبر وقبل أن تطرح تلك الأفكار الأمريكية، وبالفعل بدأت انتخابات المجلس البلدي وحرية الإعلام والصحافة، كانت هناك إدارة ضخمة للرقابة علي الصحف انتهت، كانت أي مطبوعات تأتي من الخارج تخضع لهذه الرقابة، والتي كان لها أن تصادر أي مطبوعة، الآن يمكنك أن تحصل علي أي مطبوعة اجنبية حتي لو كانت تنتقد أي أوضاع داخلية، وهذا يحتاج قدرة علي استيعاب تلك الديمقراطية، واعتقد أنها تحقق إضافة جديدة للشعب القطري، فليس هناك داع لان يبحث المواطن عن معلومة تخص بلده علي الإنترنت علي المواقع الأجنبية، أو عبر البحث لدي صديق في بلد أوروبي عما يحدث في بلده، الان يستطيع المواطن أن يشتري أي مطبوعة أجنبية من المكتبات في قطر.. موضوع الديمقراطية نحن لنا خط وطني مستقل وسائرون في الطريق الذي بدأناه بتدرج وبخطي ثابتة، طبعا التوجه الأمريكي ورؤيتها للديمقراطية التي يجب فرضها تراجعت إلي حد كبير، بعد أن أتت الديمقراطية - من وجهة نظر أمريكا - بحكومات لا تصلح للتعامل معها مثل حكومة حماس التي جاءت بإرادة الشعب الفلسطيني، فإذا أنت قبلت الخيار الديمقراطي يجب أن تقبل بتبعاته، وهو ما جعل هناك تردد وتعالي نبرة تقول إن الشرق الأوسط غير جاهز للديمقراطية، ومن وجهة نظري إن الشرق الأوسط جاهز اكثر من أي مكان للديمقراطية، لكن الشعوب بطبيعتها ترفض فرض الديمقراطية من الخارج، لذلك يجب أن نقتنع جميعا من المسئول عن اتخاذ القرار وحتي المواطن العادي بالتوجه الديمقراطي، ونتفق علي أن يكون ذلك بتدرج، لان تجارب الدول التي تحولت فجأة إلي الديمقراطية شهدت مشاكل كبيرة، لذلك يجب أن يكون هناك تدرج في حكم الشعب والديمقراطية، ونحن نحرص عليه في قطر ويضعها سمو الأمير في مقدمة أولوياته.

وقد تم بعد ذلك فتح حوار مفتوح بين الشباب المشاركين في الحلقة ومعالي رئيس مجلس الوزراء حيث تساءلت إحدي الفتيات عن حقيقة اتهام السياسة القطرية بالاستعراضية اكثر منها واقعية في الأمم المتحدة.

معالي رئيس الوزراء: هذا الاتهام للأسف تطلقه بعض الصحف والتلفزيونات العربية، والحقيقة أن سياسة قطر واقعية من منطلق حكمها علي الأمور وتقديرها للواقع، نحن نقول ما نعتقد انه صحيح بشكل علني، غيرنا قد يعتقد بصحة أمر ما لكنه لا يجرؤ علي الإعلان عن مواقفه، ولكي أكون محدداً اكثر فمثلا علاقاتنا مع إسرائيل، فعلاقاتنا معلنة بالأساس احتراما لشعبنا ولا نقوم بشيء سرا، وعندما نقابل مسؤولاً إسرائيلياً نعلن ذلك وغيرنا لا يعلن ذلك، وفيما بعد تظهر تسريبات بشأن هذة الاجتماعات التي يعقدها البعض سرا.

واضاف معاليه: نحن في قطر نعلن عن آرائنا في منطقة لم تكن تعرف مثل هذه السياسة، وكان هناك سياسة تبعية بعض الدول لأخري تعتقد أنها تفعل الأصلح.. نحن نقبل ان نتبني مواقف دولة ما اذا كنا علي قناعة بسلامة تلك السياسة، لكن اذا رأينا ان ذلك خطأ نقول ذلك، وذلك ما لا يقبله البعض الذي يريد أن نكون تابعين بلا وعي، لذلك نحرص علي أن تكون سياستنا واضحة ومعلنة، حتي لو اعتبرها البعض سياسة استعراضية للفت النظر، وبدورنا لا يرهبنا أي نقد او هجوم إعلامي وليس لدينا أي حساسية من الرأي الآخر.. وأتمني أن يملك غيرنا شجاعة الإعلان عن مواقفهم، فالاختلاف في الرأي بين الدول لا يجب أن يكون سببا في اضطراب العلاقات المشتركة.

المذيع : تحدثت معاليك عن بعض الدول التي تريد ان يكون لها القيادة هل نأخذ برأي البعض الذين يصفون السعودية بأنها تريد أن يكون لها الهيمنة علي السياسة العربية في المنطقة.

معالي رئيس الوزراء : دعني أؤكد لك إننا مؤمنون أن السعودية دولة كبيرة ومهمة ونسعي لعلاقات جيدة معها ولا نشكك في حقيقة أن السعودية هي الركيزة المهمة في مجلس التعاون ودورها المهم في المنطقة، لكن هناك خلاف في وجهات النظر، لكن لم يكن معتاداً من قبل أن يظهر مثل هذا الخلاف علي السطح في عالمنا العربي، وأنا اعرف حكمة سمو الأمير واعرف حكمة الملك عبد الله وإذا ظهر أي سوء فهم يحل بين القائدين، وليس لدينا أي حساسية مع السعودية، بل العكس فأي نصر للسعودية نعتبره نصراً لنا، وتذكرون انه حينما وجهت السعودية دعوة لحماس كانت قطر أول دولة رحبت بتلك الدعوة وبالاتفاق الذي حدث، لان ذلك في النهاية يحقق مصلحة عربية والسعودية بادرت بذلك مشكورة فكان علينا أن نشيد بموقفها، وفي المقابل لا يمكن أن نشيد بأي شيء، فمن الممكن أن نختلف في وجهات النظر.

دعاء نعيم - طالبة ثانوية : البعض يعتقد أن هناك تناقضاً في السياسة القطرية بسبب وجود المكتب التجاري الإسرائيلي والعلاقات التجارية مع إسرائيل، وفي نفس الوقت هناك مواقف إنسانية ومادية لقطر مع الشعب الفلسطيني. .فما ردك علي هذا السؤال؟.

معالي رئيس الوزراء : تم افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي بعد مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في أسبانيا، بمشاركة أطراف عربية واتفقوا علي بدء عملية السلام، والتي جاءت بالسلطة الفلسطينية والحكم الذاتي بداية من أريحا ثم غزة والضفة الغربية بتشكيل حكومة فلسطينية، في ذلك الوقت كان يهمنا أن نؤكد للإسرائيليين أن خلافنا معهم بسبب القضية الفلسطينية واحتلال الأراضي العربية، وإذا أعادوا هذه الحقوق فلن يكون هناك خلاف مع إسرائيل كدولة، لذلك كانت البداية بفتح مكتب تجاري وكل مقابلاتنا بعد ذلك كانت معلنة، في الوقت الذي اكتشفنا فيه وجود علاقات غير معلنة بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، ولكي أكون صريحا فان التعاون التجاري مع إسرائيل غير مؤثر اطلاقا في الاقتصاد القطري حيث لا تتجاوز قيمة تلك التجارة 200 ألف دولار.

المذيع : إذا لماذا استمرار ذلك؟

معالي رئيس الوزراء: بعد مدريد كان الاتفاق علي أن يكون المكتب التجاري مجرد بداية وإذا ما تقدمت عملية السلام اكثر نفتح نحن مكتباً تجارياً في إسرائيل، بعدها ننتقل إلي مستوي السفارات، إذا ما تم استعادة جميع الحقوق العربية، وهو ما أقرت به المبادرة العربية التي قالت مثل هذا الكلام، وتكرر هذا الطرح في قمتي بيروت والرياض، ونحن مع هذا التوجه.. إذا تم حل جميع مشاكلنا مع إسرائيل فليس هناك ما يمنع من إقامة علاقات طبيعية، فقد بدأنا خطوة في ظل مناخ يدعو إلي التفاؤل وعندما واجهتنا عثرات تم تجميد الموقف عند هذا الحد انتظارا لحل شامل لن يكون الا بالسلام. . لان الحروب لن تحسم هذا الصراع. . وأنا دائما أقول للإسرائيليين نحن الان نمد أيادينا إليكم بالسلام، لكن بعد 50 سنة من الممكن أن يكون الوضع عكس ذلك، انتم الان في وضع أقوي، فإذا كانت أمريكا تدعمكم اليوم فمن الممكن أن تتخلي عنكم غدا إذا كانت مصلحتهم مع العرب، فعلي إسرائيل أن تعي إن معاداتها للعرب والمماطلة في رد حقوقهم قد تأتي بكارثة علي إسرائيل .

المذيع : ولكن كل مبادرات السلام قد باءت بالفشل وبالتالي كل ذلك تبديد للوقت؟

معالي رئيس الوزراء : في التعامل مع الدول كمعاملة ندية.. إسرائيل يتعامل العرب معها كواقع موجود، فهي مسجلة في الأمم المتحدة كدولة في حين فلسطين ليس معترفاً بها كدولة، وكدولة تؤمن بالسلام نريد حلا سلميا لقضية فلسطين وكافة القضايا العربية مع فلسطين.

محمد خليفة الكبيسي - دراسات عليا جامعة كمبريدج - اتفاقية الدفاع المشترك الخليجية. . لماذا توقفت ولماذا لا تبادر قطر بإعلان مشروع إسلامي- عربي؟

معالي رئيس الوزراء : أولا بالنسبة لاتفاقية الدفاع العربي المشترك وكلنا نعلم أن دول التعاون عندما حدث غزو للكويت عجزت عن الدفاع عن الكويت، او اتخاذ مواقف قوية وسريعة لحين قدوم القوات الغربية للمساعدة، لذلك رأينا أن اكثر من 50 دولة ساعدت في تحرير الكويت، وأولهم السعودية التي قررت استقدام القوات الامريكية والتي لولاها ما تحقق تحرير الكويت، لكني اعتقد ان مجلس التعاون لم يحقق طموح الشعوب الخليجية، حتي الان هناك مجال الشك والنظرة الذاتية وإذا عملت دولة مشروعاً سارعت دولة مجاورة بعمل مشروع مماثل دون تنسيق مشترك، كمثال اقتصادي هناك قضية العملة الخليجية والاتحاد الجمركي. . قضايا كثيرة معلقة. . لكننا نؤمن دائما بأهمية مجلس التعاون ككيان، اليوم هناك تقدم لكنه ليس التقدم الذي تطمح له الشعوب الخليجية وقد يأتي اليوم الذي يكون فيه تحرك أسرع في حسم هذه القضايا ولذلك من المهم الحفاظ علي كيان مجلس التعاون ونقده حتي يعمل بصورة افضل.

وأضاف معاليه: ولنأخذ الكيان الأكبر وهو الجامعة العربية. . الشكوك بين العرب موجودة. . هناك شكوك لها مبررات وأخري بلا مبرر، وهناك حب الزعامة، وفي الغرب غير ذلك فالدول متساوية في الحقوق والواجبات بغض النظر عن أي اعتبارات أخري، ومتي اقتنع العرب بان لهم حقوقاً متساوية وواجبات متساوية وان هناك مصالح يجب أن تصان للكبير والصغير ستحقق النتائج التي نطمح إليها ، ويكفي أن نعرف انه حتي التجارة البينية بين العرب ليست علي المستوي المطلوب، لذلك يجب أن تكون الثقة متبادلة والرؤية موجودة وان يكون مصير الأمة العربية مرتبطاً ببعضه البعض، وان نحسن استغلال الهبة التي منحها الله لكل منا سواء الطاقة أو الموقع الاستراتيجي أو القوي البشرية، فمثلا دولة مثل جزر القمر تفتقد الخدمات الطبية وحينما دعونا إلي إنشاء صندوق لمساعدتها بقيمة 10 ملايين دولار وضعنا منها 2 مليون دولار، فدفعت دولة أو دولتان وباقي الدول لم تقدم أي دعم مادي..

المذيع : بما إنكم تحدثتم عن الجامعة العربية ما هو تقييمكم لنتائج القمة العربية الاخيرة؟

معالي رئيس الوزراء: القمة العربية سادها هدوء كبير وكان هناك تفاؤل كبير عند الزعماء العرب، لا أستطيع أن أقول لك انه كانت هناك قرارات كبيرة لكنه كانت هناك نوايا طيبة، وبلا شك أن كلمة خادم الحرمين الملك عبد الله التي أشاد بها سمو الأمير وكذلك أشدت بها من يومين حدد الهموم العربية وطريقة حلها والمهم أن نساعد جميعا في تحريك المياه الراكدة للقضايا العربية، المهم أن تكون هناك متابعة، فمثلا هناك اقتراح بأن تكون هناك قمة اقتصادية عربية، هذا شيء جيد، ولكن هل هي مجرد عنوان أم ان هناك ضرورة للتجهيز لها بشكل جيد كي تسفر عن قرارات يستفيد منها المواطن العربي؟ هذا سؤال يجب طرحه.

المذيع : قطر أعلنت أنها ترغب في الاستثمار في شركة ايرباص العالمية، رغم أن الشركة تعاني من مشاكل وأخرت تسليم دفعة من الطائرات للخطوط الجوية القطرية، لماذا هذا الاستثمار؟

معالي رئيس الوزراء: نحن قلنا إننا ندرس فرصة هذا الاستثمار، شركة ايرباص كانت قيمةأسهمها ثلاثة اضعاف السعر الحالي بسبب المشاكل التي تعاني منها، طبعا نحن نقيم ذلك بواسطة متخصصين، وحتي الان لم نتفق مع ايرباص لعدم وضوح الرؤية، لكن هناك نقاشاً حول السعر المناسب، وماذا ستجني قطر؟ هل الارباح فقط أم سننقل التكنولوجيا.

إحدي الفتيات المشاركات في الحلقة: معالي الوزير.. أنا طالبة في جامعة جورجتاون واجهت مع غيري من الطالبات انتقاضات شديدة بسبب استقبالنا لمسؤول إسرائيلي أتي لزيارة الجامعة، وكان لابد لنا أن نحسن استقباله حتي لو اختلفنا في وجهات النظر.. كيف نواجه مثل هذه الانتقادات؟

معالي رئيس الوزراء : أنا لست مع رفض مقابلة أي شخص، حتي في أقصي درجات الخلاف يجتمع الخصمان أمام القاضي، مثل هذه اللقاءات مفيدة لكم لتتعرفوا علي مناطق الخلاف، وفي المقابل يسمع المسؤول من جيل الشباب رؤيتهم للعديد من القضايا الهامة، نحن مع العلنية في المواقف والدفاع عنها، اعرف الشخص الذي قابلتموه " بيريز " وقد قابلته اول مرة بعد مؤتمر مدريد وأثار هذا اللقاء ضجة إعلامية في ذلك الوقت. . انه يجيد التحدث لدرجة انك تشعرين انه علي حق..

أحد الشباب المشارك بالحلقة : نعرف دور قطر في فك الحصار عن السلطة الفلسطينية كيف تحملت هذا العبء بمبادرتها الشجاعة، وهل الاستثمار في الخارج له علاقة بالتضخم الحادث في قطر؟

معالي رئيس الوزراء : قطر منذ بداية حصار السلطة الفلسطينية ترفض هذا الحصار رغم أن دولاً عربية أخري سايرت هذا الحصار، وبدورنا حولنا للسلطة الفلسطينية المنتخبة كل التزاماتها التي تعهدنا بها عبر الجامعة العربية لعامين مقبلين، حولنا بأمر من صاحب السمو رواتب المدرسين وقد فعلنا ذلك بدوافع انسانية وبغطاء عربي حيث اقترحنا في جامعة الدول العربية ضرورة كسر هذا الحصار لكن لم تلتزم كل الدول العربية بتحويل مبالغ لصالح السلطة الفلسطينية، وقمة الرياض حثت الدول التي لم تسدد حصتها تجاه فلسطين أن تسددها لان الوضع صعب هناك وسيئ واقل واجب علينا كعرب أن نساعدهم إنسانيا لان الوضع يحتاج إلي إرادة عربية ودولية.

وأضاف معاليه بالنسبة لسؤلك الثاني. . صفقة الايرباص ليس لها علاقة بسحب السيولة من البلد، انتم تعلمون ان هناك جهاز استثمار يرأسه سمو ولي العهد وأنا نائبه، أنشأه سمو الأمير لاستثمار الفوائض المالية التي تأتي لقطر من البترول والغاز، والدولة تستثمر تلك الأموال من اليابان إلي أمريكا اللاتينية، ونحن لا نعلن عن تلك المشروعات وإذا أعلن عنها في الخارج ليس لدينا أي حساسية، وابشركم بان الاقتصاد في قطر قوي ومتين، والسنوات القادمة سوف تشهد فوائض مالية اكبر والتحدي الأكبر هو كيفية استثمار تلك المبالغ للأجيال القادمة بطريقة سليمة ولا ننفقها علي مشاريع غير مجدية، نحن نسعي لاستكمال مسيرة النهضة بمشروعات طموحة، وانتم تشاهدون عمليات التوسعات في الطرق الداخلية والرئيسية، اعرف إن ذلك خلق معاناة لدي البعض ولكن ذلك وضع مؤقت.

وقال : إن السيولة متوفرة في قطر أما التضخم فيرجع إلي إننا لم نكن نتوقع أن تكون النهضة بمثل هذا الحجم، فبعد أن توقفت حركة التنمية لسنوات طويلة بسبب انخفاض أسعار البترول حينها لم تكن هناك مشروعات تنفذ سوي المشروعات الضرورية، تغيرت الصورة بعد تصدير الغاز وارتفاع اسعار النفط حيث وجد المسؤولون إن هناك سيولة ضخمة لدي الدولة تسمح باستكمال المشروعات التي تأخرنا فيها في الماضي من طرق وكهرباء واتصالات وابشركم بأنه قبل آخر العام ستنتهي مشاكل كثيرة.

المذيع : كم تبلغ استثمارات قطر في الخارج؟

معالي رئيس الوزراء : لا نحب أن نعلن حجم هذا المبلغ لكني أؤكد لكم ان طموحات سمو الأمير وسمو ولي العهد كبيرة بحيث تغطي عائدات تلك الاستثمارات نفقات الدولة من رواتب وخدمات صحية وتعليمية. .. لو توقف النفط والغاز في اقل من عشر سنوات. وتعلمون سمو الأمير عمل وقفيات للتعليم والصحة بحيث يكون لهما دخل خاص بهما ولا يعتمدان علي أسعار النفط إذا ارتفعت أو انخفضت.

علي أحمد علي - احد المشاركين بالحلقة - : ما هي أسباب فتور العلاقات بين قطر والسعودية وعدم وجود سفير للسعودية بقطر؟ المذيع : كل دول الخليج ندخلها بالبطاقة الشخصية فضلا عن المعاملة التي يعاني منها المواطنون عند دخولهم السعودية..

معالي رئيس الوزراء : قلت لك إن هناك اختلافاً في وجهات النظر بيننا ولكن هناك أيضا قاعدة قوية من العلاقات التاريخية بين البلدين الكفيلة بحل أي خلاف، ومن المهم الا نجعل من هذا الخلاف ينعكس علي شعبي البلدين، فأنا لي أصدقاء سعوديون افتخر بهم ويفتخرون بي واريدكم كشباب أن تتواصلوا مع إخوانكم السعوديين وكافة الشعوب الأخري، والقطيعة ليست سياسة قطر، حتي لو قاطعنا احد لا نقاطعه، وانتم تشاهدون حرص الأمير علي حضور أي مؤتمر يدعي إليه في السعودية لان ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وهناك مصالح شعوب مشتركة.

المذيع : متي تكون للدوحة والرياض علاقة طبيعية؟

معالي رئيس الوزراء: من جهتنا نحن نتمني ذلك لكن المهم صدق النوايا لدي الطرفين

المذيع : لنتحدث عن الوضع السيئ في العراق. . مئات يموتون يوميا، حرب داخلية وطائفية. . سنة وشيعة.

معالي رئيس الوزراء: منذ البداية نصحنا الأمريكان قبل دخولهم العراق بأن ينتبهوا للخريطة الاجتماعية.. هناك قبائل وعادات وطوائف لديها معتقدات خاصة، للأسف لم يدركوا تلك الأبعاد ولم يستوعبوا نصائحنا ونصائح غيرنا من الدول، فظهرت هذه الفتنة في العراق، ومن المهم الآن أن يتدخل الحكماء من السياسيين ورجال الدين لإطفاء هذه الفتنة التي لو تركت ستظل مئات السنين وليس عشرات السنين، وحل المشكلة الطائفية في العراق هو الطريق لحل مشكلة العراق، يجب أن يكون هناك عدالة في توزيع الثروة والمناصب وإعادة النظر في الدستور العراقي، وهي نقاط تضمنتها قرارات القمة العربية الأخيرة فيما يختص بالعراق.

المذيع : معالي الوزير سبق وان أشدت بالخطة الأمريكية في العراق. . إلي أي حد نجحت في حل تلك المشاكل التي يري البعض إنها للتغطية علي واقع ما يحدث في العراق؟

معالي رئيس الوزراء : أنا أشدت بالجانب الإيجابي للخطة الأمنية التي وضعها الرئيس بوش في العراق قبل عدة أشهر حيث تحدثنا مع الأمريكان حول توزيع الثروة والمناصب وإعادة النظر في الدستور العراقي فكان هناك تفهم من جانب الرئيس بوش لهذه النقاط، واعتقد أن الانسحاب الأمريكي وان كان مطلوبا ولكنه في الوقت الراهن ليس حلا في ظل فتنة قادرة علي خلق بحور من الدماء في حرب أهلية متبادلة بين السنة والشيعة، ولن تحل قضية العراق الا بعد تكوين حكومة قوية لديها جيش قوي وأمن داخلي قوي، ومحاكم عادلة لإنصاف الناس، أنا لا أقول إن الحكومة الحالية لا تقوم بذلك لكننا نطلب منهم اكثر.

عائشة احمد الملا - مدرسة البيان -: ما حقيقة استخدام القاعدة الأمريكية في قطر في عمليات عسكرية ضد العراق؟ وكيف تفسرون التناقض في الديمقراطية الأمريكية التي تنتهك حقوق العراقيين كل يوم؟ وما هو نوع التجارة بين قطر وإسرائيل؟

معالي رئيس الوزراء: أنا قرأت في الصحف إن حجم التبادل التجاري معهم 48 ألف دولار سنويا، وهو مبلغ بسيط لإسرائيل التي تتلقي دعماً مباشراً ومنذ سنوات طويلة من أمريكا، وقد أوضحت ظروف نشأة ذلك المكتب التجاري، وفيما يتعلق بالتناقض الأمريكي في العراق اتفق معك في هذا.

وأضاف معالي رئيس الوزراء: فيما يتعلق بالقاعدة الأمريكية ففي أثناء الغزو الأمريكي للعراق كانت القيادة المركزية في سيلين بقطر، وكل الدول ساهمت بشكل أو بآخر في هذا الغزو أما قطر فقد كانت اقل الدول وربما لم تخرج طائرات أمريكية من قطر. . سمعتم دولاً خليجية قالت إنها لن تسمح بخرج طائرات أمريكية من أراضيها لغزو العراق ورغم ذلك سمحوا لاكثر من ذلك،أنا كنت عند صدام حسين وقال لي " أنا احتليت الكويت ولا ألومهم علي كراهيتهم لي، وانتقامهم مني لانني احتللت دولتهم، لكني لا استوعب خروج طائرات من دولة كذا ودولة كذا. . " وحينما سألني عن حقيقة وجود قواعد أمريكية في قطر قلت له نعم لانك " بهدلت شعبك وبهدلتنا معك " طبعا الرجل توفي واذكروا محاسن موتاكم لكني أقول نحن واضحون وقد قلت له ذلك بشكل مباشر.

المذيع: بما انك ذكرت الرئيس الراحل صدام حسين. . ما رأيكم بالطريقة البشعة التي اعدم بها؟

معالي رئيس الوزراء : أنا لا اتفق مع هذه الطريقة، ولا أوافق علي مبدا الإعدام.. والعفو كان افضل واسلم وكان سيمثل طي لصفحة في تاريخ العراق لكنه في النهاية فهو قرار العراقيين يتخذونه كحكومة وانا أحترم قرارهم، لكني أتحدث كإنسان وليس كمسؤول.

ريم يوسف الحرمي: معالي الوزير.. ما موقف قطر من الملف النووي الإيراني وهل هناك إجراءات احترازية في حالة توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهل سيتم استخدام القاعدة الأمريكية الموجودة لشن هجمات ضد إيران؟

معالي رئيس الوزراء: أنا أعلنت في مناسبتين. . في مؤتمر لندن وقبل يومين في أحد المؤتمرات انه لن يتم توجيه أي ضربة عسكرية لإيران عبر قطر، ونحن نعتبر إيران دولة صديقة.

وأضاف معاليه : نحن لا نريد أن يبدو قرار الحرب أمرا حتميا، هناك مساع لحل هذا الملف سلميا، وليس من الحكمة أن تكون هناك مغامرة عسكرية جديدة في المنطقة، الحروب أخرتنا خلال الثلاثين عاما الماضية اقتصاديا لذلك نسعي لحل هذا الملف سلميا كما تم حل ملف كوريا الشمالية. . طبعا لإيران الحق حسب القوانين الدولية في توليد الطاقة نوويا للأغراض السلمية، وإذا حدث عكس ذلك فنحن نرفض أن تكون المنطقة ساحة للسباق النووي، فضلا عن وجود تناقض من تجاهل التهديدات النووية الإسرائيلية، وفي ظل هذه الأجواء تبدو حكمة سمو الأمير في قيادة سفينة الوطن، فلا يجب الحكم علي المواقف الحالية الا بعد مرور عشرات السنين.

المذيع: ولكن وجود قاعدة أمريكية في قطر يجعل أمريكا لا تفكر في اخذ رأي قطر قبل تنفيذ هجوم ضد إيران؟

معالي رئيس الوزراء: الاتفاقية المشتركة واضحة وتحدد طبيعة العلاقة بين الطرفين، ولذلك تم بحث هذا الموضوع كحكومة قطرية ورأينا أعلناه بأننا لن نشارك بأي شكل في أي ضربة عسكرية ضد إيران.

المذيع : لكنكم صوتم مع فرض العقوبات ضد إيران في مجلس الأمن. . أليس ذلك تناقضاً؟ معالي رئيس الوزراء : في مجلس الأمن يبدو الوضع مثل القط والفأر، هناك 15 عضواً دائمين و10 غير دائمين، حظنا السيئ إننا جئنا في وقت فيه مشاكل في دارفور والعراق وفلسطين ولبنان وإيران وكوريا الشمالية. .علينا التعامل مع الواقع السياسي والجغرافي، ولتتذكروا أن أول قرار ضد إيران كان هناك 14 دولة مع القرار وقطر فقط التي اعترضت علي القرار،لا تتصور حجم الضغوط التي مورست والاتصالات التي تلقيناها علي مدي الأيام التالية ورفضناها كلها، لان إيران كانت قد قالت أن لديها رداً في أغسطس، فكان لابد انتظار ردها وليس اتخاذ قرار ضدها قبل الرد بثلاث أسابيع وإلا كنا كما لو إننا ندفع بالأمور الي طريق مسدود، مندوب إيران فوجئ بتصويتنا ضد القرار وكان يعتقد أننا سنمتنع عن التصويت فقط.. القرارات التي جاءت بعد ذلك تتحدث عن أشياء فنية ونحن دائما نقول للطرفين الإيراني والأمريكي لابد من وضع جدول زمني للمحادثات بحيث لا تكون ممتدة إلي ما لا نهاية، وتتذكرون اتفاقنا مع جنوب أفريقيا علي إدراج الملف النووي في الشرق الأوسط بشأن إسرائيل وحينما اتصل بي إسرائيليون معتبرين ذلك حركة غير ودية قلنا لهم هذا جديد. . نحن مختلفون معكم، ونري أن ما نقوله هو الصحيح وليس من حقكم امتلاك أسلحة نووية، واذا تحدثنا عن إيران فمن الأولي أن نتحدث عنكم حتي لا يكون هناك كيل بمكيالين، وطالبنا اضافة بند فيه ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وقلنا لهم في مجلس الأمن لو رفضتم ذلك فإننا لن نصوت مع القرار فوافقوا علي اضافة هذا البند، ونعتقد أن ذلك اضافة للمنطقة بل لإيران أيضا، فهذه أول مرة يوافق مجلس الأمن علي هذا الكلام، لان إسرائيل في كل قضاياها مع العرب فوق القانون فلا احد يحاسبها عن انتهاكاتها ضد حقوق الإنسان.

المذيع : ألا تعتقد أن استضافة قطر لعدد كبير من المعارضين السياسيين قد اثر علي علاقات قطر بالدول التي ينتمون لها؟

معالي رئيس الوزراء : المعارضون الذين يعيشون في قطر أتوا للعيش والاستقرار ولم نسمح لان تكون قطر قاعدة للهجوم ضد أي دولة، ونحن نعتبر هؤلاء ضيوفاً أتوا لقطر بسبب ظروف إنسانية أو أوضاع سياسية ونحن نستضيفهم لان ذلك جزء من أخلاقنا العربية.

المذيع : موقفكم من اختيار الأمين العام للأمم المتحدة وتصويتكم للمرشح الكوري بان كي مون علي حساب المرشح الأردني؟

معالي رئيس الوزراء : في اجتماع مجلس الجامعة العربية تم الاتفاق علي تأييد المرشح التايلاندي وليس المرشح الكوري، وخرج بيان بهذا الشأن، بعدها زارنا المرشح الكوري وقلنا له إننا نؤيد المرشح التايلاندي وإذا انسحب الأخير

فإننا كدولة قطر التي هي عضو بمجلس الآمن ستؤيدك.. بعدها وقبل التصويت بأسابيع جاءنا الاخوة في الأردن فقلنا لهم أن موقفنا اعلناه في جامعة الدول العربية وملتزمون بذلك ونحن ملتزمون بتنفيذ التزاماتنا ووعودنا التي قطعناها، مع تقديرنا للمرشح الأردني واحترامنا لوجهة النظر القائلة بضرورة إعطاء صوتنا لمرشح الأردن، لكننا أيضا ملتزمون بما نقطعه علي أنفسنا من تعهدات، كما أن الأردن دفعت بمرشحها قبل عدة أسابيع من الترشيح فيما انطلق المرشحون الآخرون في جولة مكوكية قبلها بعامين للحصول علي الدعم المطلوب.

المذيع : هناك بعض الدول تربط علاقتها بقطر بما تبثه قناة الجزيرة. . مثال ذلك خلاف تونس مع الجزيرة الذي تسبب في خلاف مع قطر؟

معالي رئيس الوزراء: الجزيرة سببت لي صداعاً كوزير خارجية، بل إن هناك من يربطني بقناة الجزيرة ويقولون إن لي أسهما فيها، أنا لا أستطيع أن أقول إن كل ما تفعله الجزيرة صحيح لكني أستطيع أن أؤكد إنها أحدثت نقلة نوعية في الإعلام العربي، كانت هناك محرمات لم تكن لتظهر عبر الإعلام العربي، الآن أصبحت تظهر علي الجزيرة، وقبل ذلك كان الناس يتابعون أخبار بلادهم عبر الإذاعات الأجنبية.

وأضاف معاليه: هذا النقد طال قطر أيضا، مثلا سبق وأن بثت الجزيرة نقدا مباشراً لي وجهه احد قيادات القاعدة عبر رسالة مسجلة. .فضلا عن نقد السياسة الخارجية لقطر، وفي النهاية الجزيرة قناة حرة لا تخضع لتوجهات أو ضغوط ونحن متفهمين لدور الإعلام.

خديجة احمد : قلت أن جورج بوش وعد الفلسطينيين بدولة ولم يف بوعده فما يمكن أن نفعله بدلا من الانتظار؟

معالي رئيس الوزراء: الواقع يقول إن أمريكا هي قطب أوحد وقوي عظمي وحيدة ويمكنها إعلان دولة فلسطين، هذه حقيقة حتي لو كنا غير راضين عنها.. وبدورنا نحتاج أولا أن تكون هناك قطر القوية من خلال تكاتف الجميع ومن خلال رأي واحد وصريح.

وفي نهاية الحلقة قام المشاركون بالتصويت عن سؤال الحلقة الذي يقول : " هل أنت راض عن صورة قطر وسياستها الخارجية فكانت النتيجة 89% راضون عن صورة وسياسة قطر الخارجية مقابل 11 % يرون العكس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف