جريدة الجرائد

تشيكيا المنفتحة على العالم الخارجي تقدم سحر التاريخ... والعلاج الطبيعي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



براغ - حسام فتحي أبو جبارة



إنها دولة تقع وسط القارة الأوروبية، لا تطل على أي من البحار، ولكنها تمتلك ثراءً طبيعياً وثقافياً غير معهود، يعوضها كل نقص. إذ تعتبر ملتقى لتأثيرات الحضارات الأوروبية المختلفة، وتركز لجذب الانتباه إليها على عدد كبير من المعالم السياحية والأثرية الرائعة الجمال.

تبلغ مساحة تشيكيا حوالي 79 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها حوالي 10 ملايين وخمسمائة ألف نسمة، وتتوزع أراضيها على مجموعة من المقاطعات التي تقدم كل منها تشكيلة متنوعة من العروض والأحداث المدهشة، إضافة إلى العادات المتباينة التي تجمع سكان كل مقاطعة.

تاريخ قوي الجذور

تراث تشيكيا الثقافي والتاريخي يتمثل في صورة العشرات من القلاع والقصور والأماكن الأثرية، فعدد هائل من القطع المعمارية الصغيرة تتناثر في الطبيعة الريفية بصورة رومانسية، ليقدم شهادة حية على ماضي البلاد المشرق.

وقد خلّفت الإمبراطورية المورافية الكبرى - أول دولة تقوم في بلاد التشيك - عددا كبيراً من الآثار التي تتمثل بشكل خاص في القلاع القوية التحصين. وترك حكم أهم ملوك سلالة لوكمسبورغ، كارل الرابع قيصر روما وملك تشيكيا، أثراً إيجابياً لا مثيل له في التاريخ التشيكي القديم، ويرجع إليه الفضل في تشييد أقدم جامعة في ما وراء شمال شرق سلسلة جبال الألب (عام 1348) وهي الجامعة التي تحمل اسمه اليوم.

تأثرت تشيكيا بعصر النهضة الإيطالي الذي تتجلى معالمه بشكل خاص في مباني العاصمة براغ. أما تأثير عصر النهضة التشيكية فيظهر بوضوح في البيوت والمباني المزخرفة ببعض فنون تلك الفترة. ونظراً الى عمل وإقامة بعض الفنانين والمعماريين المشهورين في تشيكيا خلال عصر "الباروك"، فإن آثارهم لا تزال ماثلة حتى اليوم من خلال الحدائق والبساتين الشاسعة، والغابات الكثيفة، والممرات المسقوفة ذات الأشجار الرائعة المصفوفة. ويعود شق منظومة البحيرات الفريدة في جنوب تشيكيا إلى تلك الحقبة تحديداً.

العاصمة الذهبية

"أم المدن"، "المدينة الذهبية"، "ذات المائة برج"... هذه بعض من ألقاب براغ الواقعة على ضفتي نهر "فلتافا"، وهي المحطة الأولى لكل القادمين إلى الجمهورية، ليس لكونها العاصمة فحسب وإنما لجمالها الذي يسلب الأنظار: أبنية ذات طراز معماري ساحر، ضيافة تقليدية ودودة اختلاط الثقافات، طبيعة غنّاء تحيط بالمدينة، شبكة النقل والمواصلات المتطورة، المسارح والمتاحف والمعارض والفعاليات الثقافية... باختصار كل شيء في براغ يجذب زوار المدينة وأهلها.

أجمل نزهة في العاصمة التشيكية تكون على جسر كارل الذي يحنضم عدداً كبيراً من فناني وموسيقيي الشوارع. أما أبرز الآثار التاريخية فيها، فتلك الموروثة عن عصر الملك كارل الرابع، في القرن الرابع عشر.

القلاع والقصور

تعتبر القلاع والقصور التاريخية ثروة ثقافية ضخمة في الجمهورية التشيكية، وأشهر قلاعها "كارلشتاين" التي أمر بتشييدها على مسافة غير بعيدة من العاصمة براغ الملك كارل الرابع كخزنة لحفظ مجوهرات التاج القيصري، ومكان لأداء الطقوس والشعائر الدينية القيصرية. ولكن أهم القلاع التشيكية هي قلعة "زفيكوف" في جنوب البلاد، وهناك قلعة "كرشيفوكلات" الملكية التي تحتضنها وتخفيها عن الأنظار مساحة كبيرة من الغابات الكثيفة. أما أقدم قلاعها فهي قلعة "لوكيت" الواقعة على مقربة من مدينة "كارلوف فاري". وتعتبر قلعة "بيرنشتاين" في مدينة "مورافيا" أحد أجمل المباني التي تجمع بين الطراز المعماري القوطي ومدرسة عهد النهضة المعمارية.

ويعد قصر "ليتوميشل" المدرج على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي أهم جوهرة موروثة عن عصر النهضة في تشيكيا، وهناك قصر "هلوبوكا ناد فلتافو" القريب من مدينة "تشيسكي بودييوفيتسه" في جنوب البلاد، وتصميمه مقتبس عن الطراز المعماري لقصر "وديندسور" الإنجليزي. أما قصر "ليدنتيسه" في جنوب "مورافيا" على الحدود مع سلوفاكيا والنمسا، فهو محاط بمساحة هائلة من البحيرات والبساتين وعدد من المباني الأثرية الصغيرة الرائعة الجمال.

ويشهد معظم هذه القلاع والقصور أحداثاً وفعاليات ذات طابع تاريخي، ومهرجانات، ومعارض يوفر بعضها السكن والطعام للسياح والزوار.

العلاج الطبيعي

في تشيكيا 36 مصحاً للعلاج الطبيعي الذي يستفيد من ثراء المصادر الطبيعية في الدولة، بدءاً من المياه المعدنية والجوفية وصولاً إلى المستنقعات الشافية. وفضلاً عن النتائج العلاجية الممتازة لهذه المصحّات في علاج مختلف الأمراض مثل إصابات الأطراف وأعضاء الحركة وأمراض الجهاز العصبي والأمراض الجلدية، فإن هذه المصحات توفر عدداً من فرص الراحة وتحسين اللياقة البدنية والصحة النفسية.

وتعتبر مصحات "كارلوفي فاري" بينابيعها الـ12 للمياه الساخنة أكبر وأشهر مصحات العلاج الطبيعي في تشيكيا، وهي تشتهر بسمعتها الطيبة منذ تأسيسها في القرن الرابع عشر بأمر من الملك كارل الرابع في وادي نهر "تيبلا".

وتشيكيا اليوم هي الخيار الأمثل للراغبين في إثراء معارفهم ومعايشتهم الثقافية والتاريخية، وأيضاً للراغبين بالتمتع بسحر الطبيعة وتنوعها، حيث تفتح أمام زوارها عدداً لا يحصى من الأماكن التاريخية والطبيعية والثقافية والعلاجية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف