جريدة الجرائد

الشرطة البريطانية تتعامل مع المتطرفين المسلمين بالأساليب نفسها التي تتبعها في مطاردة الشاذين جنسياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن - إلياس نصرالله، الراي

كشف أمس أن الخطر الذي تواجهه بريطانيا من المتطرفين المسلمين تصاعد في شكل كبير لدرجة دفعت جهاز الاستخبارات البريطاني الداخلي "إم آي 5" لأن يتبع في مطاردته للأصوليين المتهمين بالإرهاب الأساليب نفسها التي يتبعها في مطاردة الشاذين جنسياً وبالأخص ذلك النوع من الشواذ الذين يعتدون على الأطفال، الأمر الذي ساعد الجهاز "إم آي 5" على تأسيس بنك معلومات هائل عن المتطرفين وأنشطتهم.
وكتبت صحيفة "التايمز" أمس، أن جهاز "إم آي 5" وجد، نتيجة للضغط الواقع عليه من أجل مواجهة الخطر الأصولي، أنه بحاجة للاستعانة برجال الشرطة الذين يعملون في الأحياء السكنية وذلك للمحافظة على مراقبة مستمرة للأصوليين والمتهمين بالإرهاب. نتيجة لذلك فإن رجال الشرطة في الأحياء السكنية بدأوا يتعاملون مع الأصوليين بالأساليب التقليدية نفسها التي يتعاملون بها مع الشواذ وذلك بمراقبة تحركاتهم والأماكن التي يرتادونها أو يتجمعون فيها. وقالت الصحيفة أن الآلاف من رجال الشرطة منبثين في الأحياء التي تقطنها الجاليات الاسلامية الكبيرة مثل الجالية الباكستانية في لندن وبيرمنغهام وليدز، حيث العيون مفتوحة وتراقب أي حركة بين الشبان المتطرفين داخل هذه الجاليات.
ووفقاً لمصادر الشرطة يفتقر الأمن البريطاني إلى المعلومات عن الآلاف من الشبان المسلمين المتطرفين من باكستان ودول شمال أفريقيا والصومال الذين بسبب انعدام المعلومات عنهم وعن اتصالاتهم مع التنظيمات الإرهابية ليسوا مدرجين على قوائم الأشخاص المطلوبين أو الذين تتابعهم أجهزة الأمن. لذلك يُنظر إلى المتابعة التي يقوم بها رجال الشرطة في الأحياء للأصوليين على أنها الوسيلة الوحيدة في بناء أرشيف معلومات أولي عن هؤلاء المتطرفين من شأنه أن يسهم في فتح ملفات لهم تساعد على مواجهة الأخطار الناجمة عن نشاطهم في المستقبل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن أجهزة الاستخبارات بدأت تعترف أن التطرف لدى الشبان المسلمين من أصل باكستاني هو ظاهرة بريطانية صرف، مؤكدة صحة ما قاله عدد من الخبراء في الماضي بأن الإرهاب الأصولي في بريطانيا "نبتة محلية". وقالت المصادر ذاتها أن أجهزة الأمن البريطاني ركزت جُل اهتمامها في السنوات الماضية على متابعة الإرهاب الآتي من الجزائر والمغرب وشمال أفريقيا، لتكتشف في السابع من يوليو عام 2005 بأن الضربة جاءت من مكان آخر كان غائباً عن أذهان المسؤولين الأمنيين، وبالذات من أشخاص ولدوا في بريطانيا وتربوا في أحيائها ومدارسها.
وترى المصادر ذاتها أنه إلى جانب النشاط الاستخباراتي الجاري لمواجهة خطر الأصولية ومكافحة الإرهاب ينبغي على الحكومة تخصيص ميزانيات الهدف منها تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها الشبان الباكستانيين واستيعابهم في مجالات عمل تبعدهم عن الأصولية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف