جمال مبارك وحبس هويدا طه والمجهول الذي يحب مصر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سليم عزوز
مرة أخري سيداتي انساتي سادتي يطل علينا جمال مبارك من الشاشة الصغيرة، وهذه المرة كانت إطلالته من قناة الصفوة، حيث كان المضيف هو جمال عنايات أحد أركان دولة عماد أديب الإعلامية، وصاحب الثلاثية الشهيرة، التي تمثلت في الحوار التلفزيوني الذي اجراه مع الرئيس مبارك، واذاعه تلفزيون الريادة الإعلامية علي ثلاث حلقات، والذي جاء وسط زفة إعلامية هائلة، وافتقد للتلقائية، فكان خصما من رصيد الرئيس والمحاور، الذي كان مرشحا لان يصبح وزيرا للإعلام في المحروسة، وزاد وغطي ان الصحف السيارة، وعلي رأسها صحيفة (الأهرام) الرسمية نشرت بالبنط العريض ان الحوار يتضمن مفاجأة، وغني عن البيان انه تبين انه لم تكن هناك مفاجأة ولا يحزنون!
لقد كانت مقابلة جمال عنايات رسمية اكثر من اللازم، والأسئلة طرحت علي طريقة المذيع الرسمي عندما يكون في حضرة رئيس الدولة. وعندما قال جمال مبارك انه يلتقي بالناس ويتحدث معهم بشكل صريح وواضح، ويعرف مشاكلهم، كان السؤال: هل تكون هذه اللقاءات مرتبة ويحضرون لك مجموعة منتقاة من الناس لعرض مشاكلهم؟!.. كما لو كان حضرة السائل ينتظر من جناب المسؤول ان تكون إجابته ان هذه اللقاءات تكون مرتبة، مع ان طاقم الإعداد ببرنامج قناة الصفوة، لو اطلع علي ما كتب عن هذه اللقاءات في بعض الصحف الخاصة، لتمت صياغة السؤال علي غير هذا النحو، لكن ربما قام المعدون بما يلزم، غير ان رهبة المقابلة حالت دون ان تكون صيغة السؤال بشكل قد يخالف التقاليد العتيقة، في الأسئلة التي تطرح علي رؤساء الدول، ومن في حكمهم!
جمال مبارك نفي كما هي العادة ان يكون في نيته ان يترشح لرئاسة الجمهورية، او ان يكون متطلعا لرئاسة الوزراء. وهو الأمر الذي أكده في كل لقاءاته التلفزيونية والصحافية تقريبا، وفي كل مرة فان ما يقوله لا يصدقه أحد، وهو ـ لهذا ـ يظهر في صورة الضحية للظن السيئ للرأي العام المصري، وللمتربصين به من المعارضين، فكل طموحه السياسي يتلخص في العمل الحزبي، لكن لا أحد يريد ان يصدقه. ومن أبدع ما قرأت تعليقا علي ذلك (أننا أخذنا جمال مبارك دوما بالتوقع والظن والاستباق، فلماذا لا نأخذه هذه المرة بالمضمون والموضوع ثم نحاسبه)؟!
ولم يقل لنا الكاتب كيف تكون الية الحساب، اذا ما استيقظنا ذات صباح علي ان الحزب الحاكم قرر بالإجماع ان يكون مرشحه للرئاسة هو جمال مبارك؟!.. وإذا ما خالف سيادته كل التصريحات التي أطلقها عشرات المرات، والخاصة بنفيه الترشح لموقع رئيس الجمهورية، ومبارك الاب نفسه وعد نقيب الصحافيين المصريين بإلغاء الحبس في قضايا النشر، وبعد الوعد بأكثر من ثلاث سنوات، صدر القانون متضمنا 34 مادة تنص علي الحبس كعقوبة. ولماذا نذهب بعيدا وسيادته وعد القضاة بأنه لن يمد في سن الإحالة للتقاعد، ثم فوجئنا بالبرلمان يسلق قانونا بالمد، وكان الوعد مثل كلام الليل المدهون بالزبدة!
فعمليا لا نملك حيال مبارك الابن شيئا ان فاجأنا بأنه اصبح رئيسا للبلاد علي الرغم من النفي المتكرر. والمشكلة من وجهة نظري لا ترجع الي ان الشعب المصري يهوي اللت والفت، وانما لان دور جمال مبارك يتجاوز دور رئيس اللجنة الحزبية عندما كان يشغل موقع رئيس لجنة السياسات في الحزب الحاكم، كما يتجاوز دور الامين العام المساعد لهذا الحزب الان، الي دور رئيس الدولة، وذلك في تعامله مع الوزراء ومع رئيس الحكومة ذاته!
عن نفسي فأنا لا زلت عند موقفي من ان التوريث لن يتم في هذا العام، او في العام المقبل، وفي ظني انه ان كان هناك تفكير في ذلك فسيكون عندما توشك دورة الرئيس مبارك الحالية علي الانتهاء، وان كان عقلي الباطن يدفعني لان اصدق الرئيس عندما صرح انه باق ما دام هناك قلب ينبض ونفس يخرج!
السجن للجدعان
تم (هبد) الزميلة هويدا طه 6 اشهر وتغريمها 20 الف جنيه وكفالة 10 الاف جنيه، بتهمة الإساءة الي سمعة مصر، بإعدادها فيلما وثائقيا بثته قناة الجزيرة، يتعرض للتعذيب في أقسام الشرطة المصرية!
وقد علمت بأمر الحبس من محاميها، فلم انزعج، ليس لان الحكم قابل للاستئناف، لانه صادر من محكمة اول درجة، وليس لان المتهمة مقيمة الان في الدوحة، ففي الواقع لا اعرف ما إذا كانت بين مصر وقطر اتفاقية لتسليم المجرمين ام لا، فالشهور الستة أمرها بسيط، والسجن ـ كما ورد في الأثرـ للجدعان، لكن الذي أفزعني حقا هو ان الزميلة سيكون مطلوبا منها ان تدفع عدا ونقدا لخزانة الدولة ثلاثين الف جنيه، وهو الأمر الذي علمته وأنا استمع الي تقرير لينا الغضبان، مراسلة الجزيرة في القاهرة، في نشرة الرابعة صباح الخميس بتوقيت القاهرة (ما ينام الا خالي القلب)!
لينا توسعت في تقريرها وبثت صورة أرشيفية لهويدا طه، وهي خارجة من النيابة، بعد ليلة قضتها علي البُرش، في حجز بأحد أقسام الشرطة في عز شهر طوبة، وهي ليلة كفيلة بان تصيبها بكل انواع الروماتيزم ما ظهر منها وما بطن. وكان بجوارها في المشهد حسين عبد الغني مدير مكتب الجزيرة في القاهرة مع اثنين اخرين، وفجأة ـ يا قراء ـ انقطع الإرسال حتي ظننت ان الرئيس بوش نفذ خطته بقصف قناة الجزيرة، وعزز من هذا الظن ان كل القنوات الأخري علي ذات القمر (نايل سات) تبث إرسالها في أمان الله، وهنا انتقلت الي القمر (عرب سات) فوجدت (الجزيرة) مستمرة في البث، الي درجة انني خشيت ان يكون ما جري هو حركة (نصف كم) من القائمين علي قمرنا الرائد في المنطقة، او انه تقرر قطع البث تماما، وهو امر وان كان يمثل خسارة لنا وليس للجزيرة، الا أنني اعلم ان سياسة (كيد النساء) أحيانا ما تكون الباعث لكثير من القرارات.
في الصباح وجدت الجزيرة مستمرة في بث إرسالها علي القمر (نايل سات)، وهناك تقرير حول الاحتفال بيوم الحمار في المكسيك، واكتفيت بهذا القدر، وذهبت اكتب هذه السطور، وأنا علي نفس حالتي من الانزعاج ليس لان هويدا طه معرضة لدخول السجن، ولكن لأنها مضطرة لان تدفع من لحم الحي هذا المبلغ سالف الرصد ما بين غرامة وكفالة، وتفتق ذهني عن حل عبقري لهذا، فمن حق زميلتنا الا تدفع شريطة ان (تقضيها مصاريف) ـ حسب فقه السوابق من معتادي الإجرام ـ فتختار حضرتها أحد أقسام الشرطة وتقوم بمسح بلاطه كل يوم، وقد طمأنني محاميها احمد حلمي بأن أقصي مدة للمصاريف ثلاثة اشهر، مضيفا انه من الممكن توفير فرصة لها للعمل بمصاريف كحاجب أمام مكتب رئيس النيابة، تقوم بإدخال الأوراق والطلبات وما الي ذلك إليه، لكني لم أحبذ هذا العرض، فعمل هويدا طه في أحد أقسام الشرطة سيمكنها من إعداد الحلقة الثالثة من برنامجها (وراء الشمس)، وبالتالي تضمن عدم فصلها من (الجزيرة) لانقطاعها عن العمل، فضلا عن انها ستكون هنا شاهد عيان!
الجنين الذي يحب الرئيس
مدهش تامر أمين، نجل أمين بسيوني رئيس القمر المصري (نايل سات)، وأحد ملاك تلفزيون الريادة الإعلامية. ففي الوقت الذي يشكو فيه كثير من المذيعين والمذيعات من البطالة، فان الفتي المذكور يقدم العديد من البرامج، في الكثير من القنوات، ومن بينها برنامج يومي هو (البيت بيتك) وكان طبيعيا بعد هذا ان يقول أمام النيابة انه مذيع ومقدم برامج باتحاد الإذاعة والتلفزيون.. كل الاتحاد، مع ان المذيع يكون ملحقا بقناة بعينها، لكن لا بأس فما هو الفارق بينه وبين المذيعين من عامة الشعب اذن، وما الذي يميز بينه وبين مذيع اخر والده ليس هو امين بسيوني.. مدد!
وفي الواقع فان هذا ليس هو ما جعلني اصف المذكور بأنه مدهش، فالفتي بث في برنامج (البيت بيتك) فقرات من برنامج هويدا طه (وراء الشمس) طبعا بهدف الإساءة الي موقفها، وذلك قبل ان تبث الجزيرة الفيلم.. ايضا لا بأس فالصحف الحكومية في مصر اساءت للزميلة والي أفراد عائلتها من لدن ادم الي قيام الساعة، ولكن المشكلة ان في هذا اعتداء علي حق الملكية الفكرية من ناحية، ومن ناحية أخري فان البرنامج لا يوجد منه سوي نسختين، واحدة صادرتها الأجهزة المعنية، والثانية سربتها الزميلة الي القناة القطرية، وهذا يلقي بأصابع الاتهام علي الجهات التي قامت بالضبط والمصادرة وهي انها لم تحرز المضبوطات فور العثور عليها وانما عبثت بها!
النيابة سألت تامر ثلاث مرات وبطرق مختلفة عن كيفية حصوله علي الشريط، فقال في ثقة ان الشريط جاء له من مجهول في مظروف، وانه لا يعرف ان البرنامج ملك لهويدا طه!
حدوتة ان الشريط جاء إليه من مجهول لا تقنع أي صريخ ابن يومين، ولا حتي الجنين في بطن أمه، الذي نطق في الانتخابات الرئاسية الماضية وقال انه يؤيد الرئيس مبارك، حسب اللافتات التي ملأت شوارع القاهرة!
ولكن سنسلم بأن ما قاله تامر أمين بسيوني صحيح، وان مجهولا كان يتسكع في الطرقات فرأي حقيبة ملقاة، فظن أن بها قنبلة، وبعد ان قرر التضحية بنفسه من اجل إنقاذ الأمة، اكتشف أنها ليست قنبلة ولكنه شريط به مشاهد ملفقة لعمليات تعذيب، (تامر قال في التحقيقات أنها ملفقة)، فقام العاثر بإرساله الي برنامج (البيت بيتك) ليخلي مسؤوليته الوطنية، فهل هذا مبرر لان يقوم المذيع الهمام ببثه، وهل لو جاءته قطعة حشيش من الصنف المعتبر من مجهول فهل يبيح له هذا ان يتعاطاها بالهناء والشفاء، وهل وصولها اليه من مجهول يعفيه من عقوبة تعاطي مواد مخدرة؟!
انني من منبري هذا أناشد الأخ المجهول ان يفصح عن نفسه حتي يتسني لي المطالبة بتكريمه علي وطنيته الصادقة!
أرض ـ جو
مني الحسيني كانت تقدم برنامج حوار صريح جدا جدا في شهر رمضان من كل عام، وذلك عبر تلفزيون الريادة الإعلامية، وكان المثير للدهشة ان الكاميرا تركز عليها من الخلف، ونادرا ما تظهر وجهها، ومؤخرا شاهدت المذكورة عبر قناة دريم الخاصة وهي تقدم برنامجا بوجهها، أتمني ان تعود الي أيام القفا!