جريدة الجرائد

ريغان في مذكراته: القذافي المجنون قتل السادات .. وكنت على استعداد لخطف الخميني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الرئيس الأميركي الراحل أكد أن تدمير المفاعل النووي العراقي كان خيارا خاطئا

واشنطن - يو بي أي

كشفت مذكرات الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان أنه لم يكن مقتنعاً بمسوغات رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل مناحيم بيغن لاجتياح لبنان عام 1982, كما إنه لم يكن على علم مسبق بالغارة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مفاعل تموز النووي في العراق, مشيراً إلى أنه كان "خياراً خاطئاً".
كما وصف ريغان في مذكراته التي كتبها بخط يده خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض بين العامين 1981 و 1989 الرئيس الليبي معمر القذافي بأنه "رجل مجنون" ووجه له اتهامات مبطنة بانه يقف وراء اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات, وأنه شعر بغضب شديد بعد اعتقال الإيرانيين مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" في طهران واتهامه بأنه جاسوس صهيوني لدرجة أن الرئيس الأميركي الراحل كان على استعداد لخطف الخميني المرشد الراحل للثورة الإسلامية في إيران.
ونشرت مجلة "فانيتي فير" الأميركية امس مقتطفات من مذكرات ريغان التي من المقرر أن تنشرها دار "هاربر كولينز" في وقت لاحق من الشهر الجاري بعنوان "مذكرات ريغان" والتي أشرف على صياغتها المؤرخ الأميركي الشهير دوغلاس برينكلي.
وقالت المجلة إن معظم الصفات التي جعلت من ريغان أكثر الرؤساء الأميركيين شعبية في التاريخ الأميركي الحديث, تعكسها المذكرات التي ظهر من خلالها وهو فاقداً لأعصابه مع السوفيات, ومطلقاً النكات حول الزعيم الكوبي فيدل كاسترو, ومواسياً الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن في حادثة تفجير مقر المارينز في العاصمة اللبنانية بيروت.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الراحل لم يفكر يوماً بكتابة مذكراته , غير أن المسألة تغيرت مذ أدى يمين القسم لتولي الرئاسة الأميركية في 20 يناير 1980, وأنه تابع وضع ملاحظاته اليومية طيلة السنوات التي قضاها في البيت الأبيض ولم يتوقف عن ذلك سوى في الفترة التي دخل فيها إلى المستشفى بعد محاولة اغتياله.
واستناداً لنانسي ريغان زوجة الرئيس الراحل التي تملك الحق الحصري بالمذكرات, فإن الرئيس الأربعين للولايات المتحدة كان يصطحب مذكراته معه أثناء سفره وغالباً ما كان يسجل ملاحظاته على متن الطائرة الرئاسية.
وكتب ريغان في 15 مايو 1981 إنه بدأ يومه باجتماع في مجلس الأمن القومي والموضوع الرئيسي على طاولة البحث كان لبنان "والرسالة الأحدث من المبعوث الأميركي الخاص فيليب حبيب لا تبدو جيدة على الرغم من أنه قال بعدم اتخاذ أي قرار قبل عدة أيام".
وأضاف "يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن أكثر مرونة من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد المدعوم من السوفيات..سيتوجه حبيب إلى المملكة العربية السعودية لرؤية ما إذا كان بإمكانهم الضغط على الأسد..في بعض الأحيان أتساءل ما إذا كان مقدراً لنا أن نشهد (الحرب اليونانية الأسطورية بين الشر والخير) هرمجيدون".
وأضاف ريغان في 18 مايو 1981 "قد نكون أمام فرصة جيدة في لبنان لتجنب الحرب..لقد أوفد السعوديون مبعوثاً إلى الأسد..مشكلتنا الآن هي بوجود زعيمين سياسيين الأسد وبيغن, وإيجاد طريقة تنقذ ماء وجه كليهما, ولا يبدو أن الأميركيين كان لهم دوراً في ذلك".
* في الأول من يونيو من العام نفسه كتب ريغان "لقد وافقت على مناورات بحرية في مياه البحر المتوسط الذي زعم القذافي أنها مياه إقليمية ليبية..لست متهوراً لكنه (القذافي) رجل مجنون.. لقد كان يضيق على طائراتنا التي تحلق فوق المياه الدولية وحان الوقت لكي نظهر للدول الأخرى هناك, مصر والمغرب, بأنه توجد طريقة مختلفة لإدارة هذه المسألة".
وقال ريغان في 7 يونيو 1981 "وصلتنا معلومات عن القصف الإسرائيلي للمفاعل العراقي..أقسم أني أعتقد أن هرمجيدون قريبة..عدت في الساعة الثالثة بعد الظهر إلى البيت الأبيض..أبلغني رئيس الحكومة بيغن بمسألة القصف بعد وقوعها".
وأضاف في 9 يونيو أمام اجتماع مجلس الأمن القومي الذي كان يدرس مسألة القصف الإسرائيلي لمفاعل تموز "أصر بيغن أن المفاعل كان يستعد لإنتاج أسلحة نووية لاستخدامها ضد إسرائيل, لو أنه انتظر حتى وصول الشحنة الفرنسية من اليورانيوم "الحامي" لم يكن بإمكانه شن الغارة لأن الإشعاعات كانت ستصل إلى سماء بغداد..يمكنني أن أتفهم مخاوفه لكني أشعر أنه اتخذ الموقف الخاطئ..كان يجب عليه أن يقول لنا وكان الفرنسيون سيقومون بشيء لإزالة الخطر".
وقال "غير أننا لن ندير ظهرنا لإسرائيل لأن ذلك سيكون بمثابة دعوة للعرب للهجوم..لقد حان الوقت للدفع باتجاه الوصول إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط..ما حدث كان نتيجة للخوف والشكوك من الجانبين..نحتاج حقاً للدفع باتجاه سلام راسخ".
وفي 6 فبراير 1982 قال ريغان "اتصل بيل كلارك (نائب وزير الخارجية الأميركية في حينها) ويبدو أن المشاكل تختمر في الشرق الأوسط.. إسرائيل على أهبة اجتياح بسبب بناء القدرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية.. نحاول إقناع الإسرائيليين بعدم القيام بأية خطوة ما لم يكن هناك استفزاز من نوع معين.. سوف يعترف العالم حينها بحق إسرائيل بالرد.. لكن الآن, فقدت إسرائيل الكثير من التعاطف العالمي".
وفي 14 يونيو قال ريغان إن اجتماع مجلس الأمن القومي كان حول الوضع في لبنان "هناك احتمال بأن تتمكن الفصائل اللبنانية المختلفة من التوحد وإخراج السوريين والإسرائيليين من البلاد ونزع سلاح منظمة التحرير الفلسطينية.. لقد قدم (وزير الخارجية الأميركية حينها) ألكسندر هيغ منطقاً جيداً حول المسألة برمتها.. من المدهش كيف يمكنه أن يكون مقنعاً في المسائل الدولية المعقدة في حين يكون مشككاً مهووساً فيما يتعلق بالأشخاص الذين عليه التعامل معهم".
وفي 21 يونيو 1982 كتب ريغان "مهما حدث من أمور أخرى فهذا كان يوم بيغن.. اجتمعت إليه ساعات طويلة بوجود سفيرينا في البداية.. وكنت شديد اللهجة وواضحاً فيما إذا كانت محاولة اغتيال وحشية والتي قد تبدو ناجحة فيما بعد (أصيب السفير الإسرائيلي في لندن بالشلل نتيجتها) كانت تبرر الرد الذي حصد حياة الكثيرين في لبنان".
وقال ريغان في 12 أغسطس 1982 أنه بعدما تلقى أنباء القصف الإسرائيلي الوحشي لبيروت الغربية الذي استمر 14 ساعة متواصلة اتصل به الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز "وتوسل إلي القيام بشيء لوقف هذه الوحشية".
وأضاف " اتصلت فوراً برئيس الوزراء بيغن وكنت غاضباً جداً وقلت له إن عليه أن يتوقف أو أن مصير مستقبل علاقتنا بالكامل معرض للخطر.. استعملت عمداً كلمة محرقة وقلت له إن رمز هذه الحرب أصحبت صورة لطفل يبلغ من العمر سبعة أشهر وقد تقطعت يداه.. قال لي إنه أمر بوقف القصف.. وبعد 20 دقيقة اتصل بي مجدداً ليقول لي إنه أمر بوقف الحصار على بيروت وتعهد باستمرار صداقة بلدينا".
وفي 18 سبتمبر 1982 كتب ريغان عن مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت عقب اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب بشير الجميل "في بيروت, دخل الرائد الراحل سعد حداد وميليشيا الكتائب المسيحية إلى مخيم لاجئين فلسطينيين وذبحوا الرجال والنساء والأطفال.. لم يقم الإسرائيليون بأي شيء لوقفهم.. التقيت أنا (ووزير الخارجية الأميركية السابق) جورج شولتز واتفقنا على إصدار بيان قاس سلم إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن قلنا فيه إنه يوم حزين وقد يعرض جهودنا لإحلال السلام للخطر".
وفي 22 و23 أكتوبر 1982 قال ريغان "حوالي الساعة الثانية والنصف فجراً استيقظت على أنباء تراجيدية حول مقتل أكثر من 100 جندي من قوات المارينز في بيروت بعد أن اقتحم سائق شاحنة مفخخة مقرهم.. لقد تغيرت جميع خططنا".
وعن إيران قال ريغان إنه علم من كولن باول (رئيس هيئة الأركان السابق) أن الإيرانيين أقدموا في طهران على اعتقال صحافي أميركي ومصادرة جواز سفره واتهامه بأنه عميل صهيوني "وألقوا به في السجن.. إنه كاثوليكي.. أنا على استعداد لخطف الخميني".
ولم يستثن ريغان في مذكراته موضع الكولونيل في الجيش الأميركي أوليفر نورث ومسألة "إيران كونترا" التي اتهم فيها بأنه كان على استعداد لتزويد الإيرانيين بأسلحة والمساعدة على هزيمة العراق.
وقال "المسألة كلها خيالية.. لقد قال نورث للإيرانيين إنه اجتمع بي في كامب دافيد وأني على استعداد لتسليمهم الأسلحة من أجل استعادة رهائننا وأني كنت أريد أن تربح إيران في الحرب مع العراق, وأني وافقت على تزويد الإيرانيين بالستراتيجية والمعلومات الاستخبارية لمساعدتهم على هزيمة العراق".
وأضاف "التقيت في اليوم التالي بالمستشار الخاص للبيت الأبيض دافيد أبشاير وقلت له إن هذه المعلومات خيالية بالكامل.. لم يعقد اجتماع واحد مع أوليفر نورث في كامب دافيد منذ وصولي إلى البيت الأبيض".
وتناول ريغان علاقته بالرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي وصفه بأنه "رجل عظيم محب ولديه حس الفكاهة".
وقال "من الصعب وصف الشعور الصاعق والأسى الذي تملكني لدى سماعي نبأ اغتياله.. على الرغم من أن زيارته كانت قصيرة إلا أني اكتشفت بأن لدينا صداقة عميقة تربطنا".
وأضاف "أحاول ألا أحمل ضغينة للذين اغتالوه لكني لا أقدر.. ظهر القذافي مرتاحاً على شاشة التلفزيون فيما سار شعبه محتفلاً في شوارع ليبيا بموت السادات.. وأذاع بياناً من الإذاعة الليبية دعا فيه لقيام حرب جهادية قبل تأكيد نبأ مقتل السادات.. لا بد أن هذا البيان أعد سلفاً.. بكلمات أخرى كان يعلم أن الاغتيال سيقع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف