جريدة الجرائد

خليفة بن سلمان: أحضروا أموالكم للبحرين.. فهي آمنة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


البحرين - أحمد الجارالله

في مجلسه المفتوح الذي ينعقد في البحرين كل احد من كل أسبوع, والذي تلتقي فيه المجاميع الشعبية من كل مكونات المجتمع, منهم من يشكو له همومه, ومنهم من يضعه أمام قضايا قد لا تتعامل معها القوانين السارية برحمة, في مجلسه المفتوح هذا, سألنا الشيخ خليفة بن سلمان رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين عن العدة التي اتخذتها بلاده, وهل احتاطت لاستيعاب تداعيات أي ضربة عسكرية قد تتلقاها إيران, كما تردد وكالات الأنباء هذه الأيام?

رد الشيخ خليفة على سؤالنا بالقول: لا نتمنى ان يحدث هذا الأمر, لا, لا نريد ان تضرب ايران, ان هذه المنطقة الحيوية من العالم, اقصد منطقة الخليج, تبحث عن الاستقرار والراحة وتريدهما, خصوصا في جو الفوائض النقدية المتأتية عن ارتفاع اسعار النفط, والمفروض ان تذهب للشعوب, ولبرامج التنمية, بدلا من ان تذهب على شراء المدافع. كل المنطقة لا تريد ان تضرب ايران, اما الحديث عن برنامجها النووي فحديث مباح إذا تعلق الأمر بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية, وبالمناسبة كلنا نلتفت الى حيازة هذه الطاقة واستخدامها سلميا, ويهمني في هذه الناحية ان يكون البرنامج الايراني سلميا, لان استخداماته ستكون مفيدة في المستقبل, خاصة للاستجابة الى متطلبات التقدم والرفاه, والتي تزيد يوما بعد يوم, وتحتاج إلى الكثير الكثير من الاستهلاك للطاقة.

الاستخدام السلمي للطاقة مشروع, ونتمنى ان تكون ايران واعية على هذه النقطة, وساعتها لن يسجل عليها احد أي مأخذ, ومن جانبنا نحن كأطراف خليجية, فان من المفترض ان تكون مواقفنا موحدة ودون املاءات تصدر من خارج قراراتنا الذاتية. أكرر هنا لا نريد أن تضرب إيران, وأيضاً لا نريد الأضرار بمنطقتنا جراء تصادم مع متطلبات المجتمع الدولي.

واعود واؤكد لك بأننا لا نريد الحرب على ايران وكذلك اخوتنا في الخليج, لا يريدون ذلك ما دامت إيران ستلتزم بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية وهذا التزام له شروطه, وتبتعد عن استخدامها في اغراض اخرى تؤذي المنطقة, وتسفر عن نتائج لا تحمد عقباها, وكما قلت لك نحن نعيش الآن جو توافر فوائض نقدية المفروض ان تذهب في مجالات تغذية برامج التنمية, وتعزيز فرص الازدهار الاقتصادي, وربط مصالح دول الخليج ربطاً مصلحياً, والعيش مع الجيران بشكل أفضل, وعبر علاقات متكافئة, فالمراد أكل العنب لا قتل النواطير.

سمو الرئيس.. معروف انك أنت من عمل وهندس من أجل جعل البحرين مركزاً مالياً مرموقاً, ولقد شهد الناس في عهدك ظهور بنوك الاوفشور, فهل مازلت على قناعاتك بأن البحرين ممكن ان تصبح مركزاً ماليا ببروز دول لديها فوائض نقدية, وقوانين مرنة, وهل تعتقد ان وجود هذه الدول لن يؤثر على خططكم وأحلامكم?

البحرين لن تتأثر ببروز هذه الدول, فنحن هنا نشهد سنوياً تقدم الكثيرين بطلبات لانشاء بنوك, وهناك حركة تشييد مبانٍ تنسجم مع تطلعات البلاد لكي تصبح مركزاً مالياً, بعض هذه المباني انجز, وبعضها على طريق الانجاز.

ليس لدينا في البحرين فوائض نقدية كما هو الحال في دول أخرى شقيقة, كما ان الافكار التي عملت بها بعض الدول من حولنا قد لا يصلح بعضها لنا, ولكن في امكاننا ان نأخذ من هذه الأفكار الجانب الايجابي, أي الجانب الذي يناسبنا, ويناسب البيئة الاجتماعية هنا. اننا معجبون بالتقدم الذي حققه إخواننا في دول مجلس التعاون سواء كان نتيجة فوائض بترولية أو نتيجة خطط نجحت في جلب المستثمر المحلي والخارجي.

بلدنا اليوم فيها تشريعات, وفيها استقرار سياسي, لقد واجهنا في الماضي مصاعب سياسية كثيرة يعلم الله كم كانت عاصفة ورياحها عاتية, إلا أننا بالتعاون مع ابناء شعبنا ومع فعالياتنا استطعنا ان نجتاز هذه المصاعب, لقد كان البلد مهدداً, ورياح التهديد تهب عليه من نواح كثيرة, ولكن شعب البحرين, كعهدنا به, وقف مع نظامه وشرعيته ومع حكومته, وبالتعاون والمحبة اجتزنا تلك المخاطر.

الآن البلد مستقر وفيه تشريعات وقوانين على أعلى مستوى, ويمكن تعديلها نحو مرونة أفضل كلما دعت الحاجة, وكل المطلوب ان تتوجه شركات وفعاليات الاقتصاد في دول الفوائض النقدية الينا ونحو فرصنا الاستثمارية المتوافرة, وستجد ان الاستثمار في هذه البقعة الجميلة ووسط شعبها الطيب استثمار مجد وبعوائد مرتفعة, كما ستجد هذه الدول ايضاً ملاذاً آمناً لاستثماراتها وسط شعب متكاتف يضمن لها المردودات الجيدة, ويمارس التعاون معها بكل الأمانة والاخلاص.

هناك صناديق كويتية تعمل في المنطقة وهي موفقة في أعمالها, ولم تتعرض للتراجع, بامكانها العمل في بلادنا المفتوحة والتي تتواجد فيها صناديق استثمارية اخرى, كذلك هناك الشركات السعودية الضخمة صاحبة القيمة السوقية والارقام العالية في سوق الأوراق المالية, هذه الشركات قد تضيق عليها المجالات الاستثمارية في المملكة, وستجد في البحرين المجالات الأوسع المطلوبة, وما يهمنا من كل هذا الكلام هو التشديد على ضرورة ان تتوطن الفوائض النقدية الخليجية في المنطقة, وعلى ان تكون دول مجلس التعاون الخليجي دولاً جاذبة للمال وليست مصدرة له, خاصة وان اجواءها السياسية المستقرة تساعدها على ذلك, المنطقة جيدة, فيها أموال, فيها استقرار وكل ما نريده ان تواكب هذه الخاصية حركة استثمارية شاملة لا تتركز في بلد خليجي دون آخر وان تكون دول المنطقة مفتوحة على بعضها البعض واهلها يتنقلون فيها بحرية واجتماعات القمة فيها تنعقد اكثر من مرة في السنة وكذلك اللقاءات والاجتماعات الثنائية من اجل ان يتعرف هؤلاء الاهل على متطلباتهم ويتعرف القادة على متطلبات شعوبهم. نريد تكاملاً اقتصادياً وصناعياً يجعل منا طرفاً دولياً متحداً, إذا تحركنا تحركنا سوياً ويكون مردود تحركنا متكافئاً.

سمو الرئيس.. في السابق لم تكن الجبهة البحرينية الداخلية مرتاحة, وكان هناك شغب امني, اليوم اذا استثنينا المظاهرات الاعتيادية فلم يعد هناك ما يلفت النظر ياترى ما سر ذلك هل تفهم النظام متطلبات الناس ام تفهم الناس متطلبات النظام?

عندنا قناعة بالعمل الديمقراطي فهو وسيلة لاي انجاز قانوني وسياسي مدروس بدل ان يكون هذا الانجاز وليد فكر واوامر القيادة.. الانجاز بالوسيلة الديمقراطية يتم بموافقة المواطنين الذين نثق بهم بلا حدود, وعراقيل الديمقراطية بنظرنا لا تعيق اي اعمال تفرض عليها وتتطلب الموافقة... الاعاقة هذه نتلافاها الان وبدأنا نشعر ان الحاكم وهو يدعو شعبه الى اعانته والتعاون معه في التشاور والحكم قد بدأ بالديمقراطية, القفز فوق العراقيل التقليدية وهذه امور حميدة ولن نتأخر عن المبادرة اليها. أبناؤنا الذين يمارسون العمل السياسي ضمن استحقاقات الديمقراطية, يحبون بلدهم بلا حدود, ويعرفون مسؤولياتهم بوعي وإدراك, وهذا هو المراد.

واقول لك بالمناسبة ان اجواء الحرية النسبية اعطتنا اعلاما اتمنى منه ان يكون نقياً يوحد ولا يفرق ويمارس الحرية بامانة وبنقاء وطني ويسعى الى توحيد مكونات المجتمع البحريني على الرغم من محاولات بعض الذين جربوا التفريق فيما بينها وفشلوا. الإعلام دوره عظيم, وأريده, من خلال هذا الدور, ان ينتقد أخطاء الدولة, ويلفت نظرها إلى ما يجب أن يعمل كما هو الحال في الدول ذات الإعلام الحر, فهو يد الدولة المساعد في كشف الأخطاء واقتراح البدائل.

شعبنا متماسك شيعة وسنة والمهم عندنا ان يتعزز حب البحرين في النفوس وهو معزز وهذا ما يجب ان نعمقه كقيمة وندافع عنه كلنا حكاما وشعباً.. تعزيز حب البحرين هو الموضوع الذي نطلبه دائما ونتحادث فيه مع ابناء شعبنا. حب أهلنا لبلادهم ليس له حدود, وهذا شيء مفرح, لأن الناس تلتقي عند نقطة واحدة ولا يختلفون أو يتفرقون حولها.

البحرين تستحق منا كل حب وكل مشاعر الالفة فلا يكون فيها فرقة ولا متفرقون.

اننا هنا بتعاون مجلسي الشورى والبرلمان نرسخ هذه المفاهيم ونزيل العراقيل المحتمل ان يفرضها العمل الديمقراطي, والذي يسمح, في جو الحرية, بان تكون كلمة من هنا وكلمة من هناك, وقد يظن الناس ان لا تلاقي لا من هنا ولا من هناك, وتنشأ بالتالي الإعاقة للأعمال الطموحة. وحتى الآن لا نشعر أن هناك اعاقة أو عراقيل بالمعنى الموجود في دول ديمقراطية أخرى, وإن وجدت اعاقة ففي عملية اصدار بعض القوانين, لكن عندما تصدر تشعر أنها قوانين متماسكة, متناسقة, دقيقة, وراقية بسبب عناية المجلسين وحرصهما على التشريع المتوازن, وعلى التأني بدل طبخ القوانين بسرعة وتعريضها للشوائب.

سمو الرئيس.. ما المطلوب من دول الخليج تجاه البحرين, وماذا حققت زيارتك الأخيرة للكويت في هذا السياق?

نشكر الاخوة في الخليج على ما فعلوه لنا, ونعترف لهم بالفضل على هذا البلد, وما حصل ويحصل من تعامل أخوي محمود ناتج عن العلاقة الطيبة التي تربط الأسر الحاكمة في هذه المنطقة التي أبعدها الله عن شرور الخلافات التي حاول إشعالها من لا يريدون لها الخير, ولا يريدون لشعوبها الانشغال بالتنمية والنمو.

نعم... هناك فوائض نقدية, دعوا هذه الفوائض تتوطن في دول مجلس التعاون الخليجي, وفي بلدان خليجية امتازت بوجود فرص الاستثمار فيها, وبوجود الاستقرار السياسي, ووجود المؤسسات الدستورية والقوانين الجيدة.

اثناء زيارتي الأخيرة للكويت فقد وجدت الحفاوة التي اعتدت عليها, والاخوة هناك لديهم صناديق استثمارية, وقد وعدونا بأن تنشط هذه الصناديق أكثر عندنا.

ان كل المطلوب من دول الفوائض النقدية ان يتوجهوا الى العمل عندنا في البحرين, فالفرص كثيرة, إلى جانب أننا في وضع نمو مستمر. أوضاعنا الحالية متقدمة, ونتطلع إلى بناء احتياطات لهذا البلد تضع الدولة في حالة مريحة حتى لو تراجعت معدلات النمو, وهو تراجع غير منظور في الوقت الحاضر, خصوصا وإن البحرين من ضمن منظومة دول التعاون, وان الفوائض النقدية ستزداد في هذه الدول لأن اسعار النفط لن تتراجع أمام النمو الذي يشهده العالم ويفرض زيادة مستمرة على الطلب لحاجته للبترول.

اذا ما توحدت الصناعات والخدمات في المنطقة, وأصبح هناك تكامل في هذا المجال, ستكون أمامنا فترة نمو طويلة ستكون مريحة لشعب البحرين الذي عانى في السابق من التراجع, ومن المخاطر التي حدثناك عنها.

الاقتصاد البحريني ينمو, والاقبال على البحرين يزداد ويرتفع, ولا ننسى ان بلادنا جزء من المنظومة الخليجية التي تتمتع دولها بفوائض نقدية كبيرة ندعو الى توطينها في المنطقة كما قلت لك. المستقبل واعد ولا نقول غير ذلك, لأن كل المؤشرات تدل على اننا أمام حالة نمو سيكون زمنها طويل بإذن الله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف