الصدر يبدأ تطهير «جيش المهدي» من «ضالعين في الصراع الطائفي»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اتصل بتنظيمات سنية لاستعادة صفة "المقاوم" ويدرس الانسحاب من "الائتلاف" الشيعي ..
بغداد
أطلق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المتواري عن الأنظار خطة "الاصلاح والمصالحة" لاستعادة تياره "الصفة الوطنية الجامعة"، تتضمن إبعاد قياديين في "جيش المهدي" ومسؤولين سياسيين "استخدموا في الصراع الطائفي".
وتحدث قياديون في التيار الى" الحياة" أمس عن اتجاهه الى الانسحاب من كتلة "الائتلاف" الشيعية بسبب خلافات "مع أقطاب الكتلة في قضايا جوهرية" بينها "إصرار الائتلاف على تعيين وزراء بدلاً من وزراء الصدر المستقيلين محسوبين على أحزابه".
وقالت مصادر مقربة من الصدر انه ينوي اجراء تغييرات في قيادات التيار على المستويين السياسي والعسكري "لعزل العناصر المتمردة وتلك الخارجة عن القانون". وأكدت المصادر أن قياديي الصف الأول يتداولون معه في مشروع "الاصلاح والتصالح".
وأشار أحد قياديي "جيش المهدي" الشيخ ابو جعفر العبادي الى أن "عدداً من القياديين، خصوصاً الموجودين خارج العراق دعوا الى غربلة لعناصر التيار على المستويين السياسي والعسكري". وقال لـ "الحياة" ان "العملية تهدف الى عزل العناصر المسيئة وتلك التي سعت الى استغلال موقعها داخل التيار من قياديين وأفراد". وأوضح ان بعض القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين المحسوبين على التيار "استأثروا بالمناصب الحكومية فيما استسلم البعض الآخر الى تأثيرات وضغوط أحزاب عراقية وواجهات استخبارات خارجية لخدمة أجندتها الخاصة".
ولا يعرف على وجه الدقة مكان وجود الصدر الذي توارى عن الأنظار اثر تلقيه معلومات تفيد بأن القوات الاميركية تسعى الى اعتقاله او قتله، على ما يقول المقربون منه، مؤكدين ادارته شؤون التيار من داخل العراق، فيما تشير مصادر أخرى الى أنه في ايران.
ويربط مراقبون بين اجراءات الصدر في الاصلاح الداخلي وإرساله مبعوثين عنه للقاء زعماء عشائر وتنظيمات سياسية سنية خارج العراق، في نطاق استراتيجية جديدة لاستعادة تياره صفة "التنظيم المقاوم" بدلاً من وصمه بالطائفي.
وأكد النائب عن الكتلة الصدرية ناصر الساعدي لـ "الحياة" أن "هناك خلافات جذرية ومبدئية بين الكتلة وباقي مكونات "الائتلاف" أهمها الموقف من جدولة انسحاب القوات الاميركية". وقال ان "آخر هذه الخلافات كان حول عملية استبدال وزراء الكتلة المستقيلين من الحكومة، وكانت الغاية من استقالتهم ترك المجال لرئيس الوزراء لتعيين وزراء أكفاء وتكنوقراط مستقلين فيما كان "الائتلاف" يريد ان يكون الوزراء إما من الائتلاف او من المحسوبين عليه ما سبب حركة داخل التيار حصلت خلالها تصفيات بين عناصر جيش المهدي". ولفت الحاج ابو كرار، أحد قياديي "جيش المهدي" الى ان الصدر "أصدر أوامر الى بعض سرايا "الجيش" بالتصدي للخارجين عن القانون أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى". واكد لـ "الحياة" ان "الجماعات التي لا تعمل بأمر الصدر قويت شوكتها وباتت تمتلك الكثير من الاموال والاسلحة ولها القدرة على خوض مواجهات مسلحة مع اي جهة تسعى الى مجابهتها". وشدد على ان الصدر يسعى الى التفاوض مع قيادات هذه الجماعات وتخييرها بين إعلان ولائها الكامل له أو عزلها.
من جهة أخرى، نشبت حديثاً مواجهات بين أنصار الصدر وعناصر "فيلق بدر" التابع لـ "المجلس الاعلى" على خلفية صراع شيعي - شيعي يزداد حدة. ويتهم مقربون من الصدر أحزاباً شيعية باستقطاب عناصر "جيش المهدي" لتنفيذ "عمليات انتقامية تشوه سمعة التيار".