جريدة الجرائد

تحذير للمؤسسة العسكرية في تركيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أصداء فوز "ساركوزي" في الانتخابات الفرنسية، والصراع على السلطة في حزب "العمال" البريطاني، والمجابهة بين العلمانية والإسلام السياسي في تركيا، واحتمالات صعود "اليسار" مرة أخرى في أوروبا... موضوعات نعرض لها، ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية.

"مهمة ساركوزي توحيد فرنسا بعد أن ساهم في انقسامها":

كان هذا هو العنوان الذي اختارته "الإندبندنت" لافتتاحيتها الاثنين الماضي، والتي بدأتها بالقول إن مهمة "نيكولا ساركوزي" بعد اختياره رئيساً هي أن يعمل على توحيد فرنسا بعد أن ساهم في انقسامها من خلال بعض المواقف والدعاوى، ومنها على سبيل المثال دعوته إلى سياسة السوق الواقعية، وزيادة ساعات العمل، ومراجعة قائمة المزايا الممنوحة لموظفي القطاع العام، وزيادة مستوى الرقابة على الإنفاق في مجالي الصحة والتعليم وسياساته المتشددة بشأن المهاجرين. ودعت الصحيفة "ساركوزي" إلى أن يستفيد من الفرصة التي أتيحت له في إعادة المهاجرين المستائين إلى التيار العام في المجتمع بدلاً من حصرهم في الضواحي المقامة والتخلي عن اللهجة العنيفة التي استخدمها في الحملات التي شنها ضدهم عندما كان وزيراً للداخلية لأن هذه الفئات على وجه التحديد هي الفئات الأكثر حاجة إلى مساعدته، لأن مهمة الرئيس الفرنسي في المقام الأول كانت -تقليدياً- هي أن يكون قوة توحيد لا أداة انقسام للمجتمع.

"فرصة براون":

في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي تحت هذا العنوان رأت "الديلى تلغراف" أنه مهما كانت المشكلات التي سيواجهها حزب "العمال" في الانتخابات القادمة، فإن الشيء الذي لا خلاف عليه هو أن قبضة "جوردون براون" على الحزب قد أصبحت مطلقة، وخصوصاً بعد خروج "جون ريد"، الذي سيساهم في حل العديد من المشكلات التي يواجهها نظام "براون" حيث يوفر الفرصة لتقليص درجة استياء الإنجليز من سيطرة الاسكتلنديين على المراكز العليا في الحزب، كما يفتح الباب لإجراء "تغيير للأجيال" داخله وأن "براون" مطالب في سياق محاولته للنأي بنفسه عن تركة "توني بلير" أن يعمل على تجديد دماء الحزب، والدفع بوجوه جديدة إلى صفوفه، وكذلك استحداث سياسات ومناهج جديدة للعمل، مع رسم السياسات الكفيلة بمعالجة بعض الموضوع ومنها مقدار السلطة التي يجب أن يتمتع بها رئيس الحزب، وكيف يمكن إنفاق عوائد الضرائب بطريقة أفضل، وكيف يمكن إصلاح نظام الخدمات العام وإعادة الفعالية لها. الصحيفة ترى أنه إذا لم يقم "براون" بطرح مثل هذه الأسئلة في مسار حملته الانتخابية، فإنه يجب أن يطرحها داخل الحكومة، وأن يعمل على تشجيع الساسة الجدد في الحزب، وخصوصاً الموهوبين منهم كي يحلوا محل الوجوه التقليدية التي ظلت في مواقعها طويلاً، وأنه إذا لم يفعل ذلك، فإنه لن يكون في صالحه ولا في صالح بريطانيا، وأن الفرصة متاحة أمامه للبدء في كل ذلك ويجب عليه ألا يفوتها.

"تحذير لتركيا":

هكذا عنونت "فيكتوريا بريتين" مقالها المنشور بصحيفة "الجارديان" في عددها الصادر أول من أمس الثلاثاء، والتي حذرت فيها تركيا من التعرض لتجربة مماثلة لتلك التي تعرضت لها الجزائر عندما دخلت الدولة في صراع دام مع قوى الإسلام السياسي بعد انتخابات يونيو 1990 التي فازت بها "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، مما شكل مفاجأة غير متوقعة للنظام الجزائري آنذاك وهدد الاستقرار والهيمنة اللذين حظي بهما منذ استقلال الجزائر، وهو ما أدى إلى تقدم العسكر للعمل والسيطرة على مقاليد الأمور بقسوة وفظاظة، وشن حملة دموية ضد الإسلاميين. وتربط الكاتبة بين ما حدث في الجزائر وما يتوقع أن يحدث في تركيا، وترى أن المحافظة على العلمانية يجب ألا تكون مبرراً لتدخل المؤسسة العسكرية حتى عندما تكون هذه العلمانية مهددة وأن يتم ترك ذلك لآليات الديمقراطية، وأي نهج آخر للتعامل مع الإسلام السياسي كفيل بتكرار ما حدث في الجزائر، والذي كان بكل المقاييس كارثة محققة حلت بذلك البلد.

"لا تنخدعوا بمزاج أوروبا الحالي فاليسار يستيقظ مجدداً":

في عدد "الجارديان" الصادر أمس الأربعاء يرى "جوناثان فريدلاند" أنه على الرغم من أن الكثيرين قد يعتقدون أن الأسبوع الحالي، لم يكن أسبوعاً سعيداً بالنسبة لـ"اليسار" وخصوصاً الفرنسي بعد هزيمة "سيجولين رويال" اليسارية أمام ساركوزي، إلا أن إمعان النظر ومحاولة استشفاف ما يكمن وراء الظواهر سيقود إلى العثور على بعض العلامات المشجعة التي تدل على أن "اليسار" قد يعود إلى الواجهة مرة أخرى، وأن بشائر ذلك قد بدأت من أماكن، لم تكن متوقعة على الإطلاق منها اسكتلندا التي تعرض فيها حزب "العمال" المسيطر على سدة السلطة منذ 50 عاماً هناك، إلا أن الفائز الحزب القومي الاسكتلندي، لم يكن يحمل أجندة "يمينية"، وإنما هو في الحقيقة يقف على يسار حزب "العمال" الاسكتلندي، الذي يقف بدوره على يسار حزب "العمال"، الذي يقوده بلير، وأن الحقيقة هي أن الاسكتلنديين كان مطلوباً منهم أن يختاروا بين ظلين من ظلال "اليسار" في الانتخابات الأخيرة، فقاموا باختيار الظل الأكثر احمراراً. ويقول الكاتب إن القصة نفسها تكررت في "ويلز" حيث كانت إدارة "رودري مورجان" التي تعتبر أكثر "يسارية" من حكومة بلير في لندن. ويذهب الكاتب إلى أن ذلك لا يقتصر على بريطانيا بل يشمل فرنسا أيضاً. فعلى الرغم من "يمينية" ساركوزي، فإن قوة "اليسار" الفرنسي دفعته لتبني بعض مواقف، بدليل تصريحه الذي قال فيه: "إنني أريد من أوروبا أن تحمينا من العولمة، ولا أريد للعولمة أن تكون بمثابة حصان طروادة". ولم يقتصر الأمر على ذلك، فبدلاً من قيامه بفتح الأبواب على مصراعيها أمام رياح حرية التجارة كي تهب على فرنسا، فإنه يقترح إقامة المزيد من الحواجز على الواردات القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي من أجل حماية وظائف الفرنسيين، وهي كلها سياسات ومواقف لا تمت لليمين بصلة.

إعداد: سعيد كامل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف