ماذا يعدّ حزب الله للبنان واللبنانيين هذا الصيف؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خيرالله خيرالله
هناك محاولة جديدة لضرب الموسم السياحي في لبنان وذلك بهدف تعميم البؤس وتهجير مزيد من اللبنانيين من الوطن الصغير. في الصيف الماضي، تولّى "حزب الله" الذي خطف الطائفة الشيعية الكريمة وحولها ألى رهينة تمهيداً لخطف لبنان كله وتحويله "دولة مواجهة"، ضرب الموسم السياحي وأبعاد الأخوة العرب عن لبنان، أضافة ألى أيجاد أجواء تنفّر المستثمرين. الآن، بعد فشل "حزب الله" في خلق فراغ سياسي في لبنان نتيجة صمود الحكومة والمواطنين والتصدي للفتنة المذهبية، يبدو واضحاً أنه ينوي معاودة الكرّة. سيعاود الكرّة من أجل تنفير العرب وأبعاد السياح عن لبنان ومنع المستثمرين من الأقتراب من البلد وتهجير مزيد من الشبان الى الخارج. من أجل تحقيق هذا الهدف، يبدو كل شيء مشروعاً، من وجهة نظر الحزب، بما في ذلك أستخدام كلّ الأدوات المستأجرة من أميل لحّود ألى وئاب وهَام وبينهما ميشال عون بغية أطلاق التهديدات والتحذيرات التي لا هدف منها سوى أظهار الوضع اللبناني بأنه غير طبيعي وأن على أي عاقل أكان عربياً أو أجنبياً الأبتعاد عن هذا البلد غير المستقر.
لعلّ أفضل دليل على أن الحملة على لبنان مستمرة، وأن بشكل جديد، الحديث الصريح للنائب ميشال عون عن نيته تعطيل أنتخابات الرئاسة في حال عدم القبول به رئيساً. أنه تهديد صريح بألأنقلاب على دستور الطائف في حال أصرت الأكثرية النيابية على أنتخاب رئيس جديد بهدف البحث عن مخرج من الأزمة التي يعاني منها البلد منذ التمديد القسري لأميل لحود في أيلول - سبتمبر من العام 2004.
في النهاية، لا يشكل ميشال عون كعادته سوى أداة في لعبة أكبر منه. أنه يستخدم مرة أخرى في عملية يقودها المحور الأيراني- السوري هدفها القضاء على لبنان. اللاعب الأساسي في هذا المجال هو "حزب الله" الذي تصرّف مجدداً بطريقة تؤكد أنه ينفذ الرغبات السورية التي تتلخص بأن الوطن الصغير أما يكون تحت وصاية النظام القائم في دمشق وأما يكون عرضة للقلاقل اليومية التي تراوح بين التفجيرات والأغتيالات.
لو لم بكن "حزب الله" راضياً بهذا الدور ومكرّساً نفسه له لما كان باشر محاولاته الهادفة ألى تغطية جريمة أغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الأخرى التي تلتها منذ يوم الثامن من آذار- مارس 2005 ، أي بعد ثلاثة أسابيع من التفجير الذي أستهدف باني لبنان الحديث ورمز نهضته من جهة ومهندس أعادته ألى خريطة الشرق الأوسط والعالم من جهة أخرى.
متى نظرنا ألى كلّ تصرفات "حزب لله" منذ يوم الرابع عشر من شباط- فبراير 2005، لوجدنا أن هناك خيطا سميكاً يربط بينها هو تنفيذ رغبات النظام السوري بتدمير البلد على رؤوس أبنائه وذلك ليس من أجل منع قيام المحكمة ذات الطابع الدولي فحسب، بل لأظهار أن لبنان ليس قابلاً للحياة من دون نظام الوصاية أيضاً.
كلما زادت مقاومة اللبنانيين لمشروع "حزب الله" الأيراني- السوري، كلما تصاعدت الهجمة على المواطنين والبلد في آن. ولهذا السبب المرتبط بالمقاومة اللبنانية وليس بغيره، أستمرت عمليات الأغتيال والتفجير في لبنان. ولهذا السبب وليس لغيره أنسحب وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" من الحكومة. ولهذا السبب وليس لغيره، جاء أفتعال حرب الصيف الماضي، بما سمح للعدو الأسرائيلي بممارسة كلّ همجيته في مختلف الأراضي اللبنانية. وقد أستكملت الحرب الأسرائيلية بأحتلال قسم من الوسط التجاري في بيروت وكأن الطريق ألى القدس تمر بمنطقة "سوليدير" وبأسقاط حكومة فؤاد السنيورة. ولهذا السبب وليس لغيره أيضاً، يرفض "حزب الله" هذه الأيّام النقاط السبع التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية بما ساهم في وقف العدوان الأسرائيلي على البلد ويدفع في الوقت نفسه بميشال عون ألى التهديد بتعطيل أنتخابات رئاسة الجمهورية.
قاوم لبنان مشروع "حزب الله" وسيستمر في مقاومته على الرغم من كل الوسائل المستخدمة لحماية هذا المشروع المستورد، بما في ذلك الأعتراض الذي يبديه المسؤولون السوريون على أحتمال وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة. وكان أفضل تعبير عن الأعتراض السوري الهلع الذي ظهر على أميل لحود وهو يتحدث عن أمكان أسترداد المزارع وأكتشافه فجأة أن أرضها تختزن كميات كبيرة من المياه!
لبنان يقاوم. حكومته لا تزال صامدة. المحكمة ذات الطابع الدولي ستشكل عاجلاً أم آجلاً، والمرجح أنها ستكون جاهزة قريباً. هذا لا يمنع التساؤل ماذا يعدّ "حزب الله" للبنان واللبنانيين كي يضرب موسم الصيف ويلغيه وكي تتكرر تجربة الصيف الماضي. كان لبنان يستعد وقتذاك لأستقبال مليون سائح وأكثر فأذا به يتحول ألى بلد المليون نازح. هذه المرة سيتوجب على "حزب الله" التركيز على الداخل نظراً ألى أن جبهة الجنوب مغلقة بفضل القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هل يكفيه الداخل أم أن هجمته على النقاط السبع التي تتمسك بها الحكومة اللبنانية تعتبر بمثابة تمهيد لبدء حملة على القرار 1701 الذي تحول ضمانة للبنان ولأهله في الجنوب خصوصاً؟