كلينتون يقود الحملة الانتخابية لزوجته من وراء الكواليس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبعد نفسه عن الأضواء ليتعرف الناخبون على هيلاري بصورة أفضل
نيويورك: باتريك هيلي - نيويورك تايمز
مع كل ما يمتلكه من أواصر وتزويده بعدد لا متناه من الملاحظات، بدأ الرئيس بيل كلينتون يلعب دورا فريدا في الحملة الرئاسية التي تخوضها زوجته، حسبما قال بعض أصدقاء ومستشاري الزوجين. فهو الآن الاستراتيجي البارع وراء الكواليس، فهو قد أصبح المستشار لربة "الأسرة" مثلما يشير بعض مساعدي هيلاري كلينتون إلى عمليتها؛ كذلك أصبح الزوج كلينتون ماكينة جمع التبرعات للحملة جامعا في كل حفل استقبال 100 ألف دولار أو أكثر.
حتى الآن، لم يتم الكشف عن دوره، لكنه في الجلسات الخاصة يقدم أفكارا إلى زوجته، ويسعى إلى ضمان أن تتحرك بالسرعة المطلوبة، وهو يتصرف كأنه قائد المتبرعين العسكري موجها إياهم بالطريقة التي يجب التحدث بها إلى زوجته هيلاري. لكنه في نهاية المطاف سيظهر علنا بطريقة بارزة: يستطيع مستشارو السيناتور هيلاري كلينتون أن يتصوروا الرئيس السابق في عام 2008 وتحت خدمته طائرة للحملة الانتخابية مع فيلق ضخم من الصحافيين وسلسلة مناسبات مبرمجة في ولايات حاسمة بينما ستكون زوجته في ولايات أخرى.
كذلك تمكن من استقطاب دعم جديد. ففي اللقاء الأخير بمورغان ستانلي، أخذ كلينتون خلال ساعة من المتبرعين أسئلة تتعلق بقضايا كثيرة مثل موقفها من العراق.
وقال جيري لندرغان رئيس الحزب الديمقراطي لولاية كنتاكي الذي استضاف كلينتون في حفل لجمع التبرعات استمر أربع ساعات: "إنه غطاء أمان لحملتها: الديمقراطيون يستمعون إليه بقوة، وهو يستطيع أن يطمئنها ويطمئن موظفيها أنه يستطيع أن يوصل رسالتها إلى الآخرين".
مع ذلك، فهناك مخاوف من الجوانب السلبية لمشاركته في الحملة. فقبل ذلك كان الزوجان كلينتون اتفقا على عدم مشاركة الرئيس السابق في نداءات المساعدين الصحافية وعلى عدم مكالمتهم هاتفيا بشكل مباشر، حسبما قال بعض المستشارين للسيناتور كلينتون. بدلا من ذلك سيقوم بإيصال نصائحه عبر زوجته، وعبر مارك بن، كبير الاستراتيجيين لحملتها الانتخابية، واثنين آخرين. والهدف من ذلك هو الاحتفاظ بخطوط السلطة واضحة ولتجنب الفوضى وتسرب المعلومات، مثلما حدث أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وفي الواقع يعرف المقربون لهيلاري كلينتون نقاط ضعف زوجها فهم في جلساتهم الخاصة صريحون: الم يخيب ظنها في السابق مرارا خصوصا في قضية مونيكا لوينسكي ثم التوبيخ الذي لحقه من الكونغرس. وهو قابل لأن يكون منفلتا وحبه للقتال "الدامي" في السياسة قابل لأن يطلق هذا الجانب، خصوصا إذا هو اقتنع بأن حملتها تمر في مصاعب.
وقال دوغلاس برينكلي، المؤرخ الرئاسي الذي لم ينضم إلى أي حملة انتخابية: "حينما تتعامل مع الزوجين كلينتون في عام 2008 فإنك في الجوهر تتعامل مع مرشحين ـ هي وهو ـ وهذا يعني أن بإمكانه مساعدتها لكنه بإمكانه أن يؤذيها.
وذلك القلق تبلور في سؤال طرح خلال نقاش دار مع مرشحين جمهوريين هذا الشهر: "هل سيكون أمرا جيدا أن يعود بيل كلينتون إلى البيت الأبيض؟" والسؤال يسلط الضوء على الطابع الشاذ للرزمة الكلينتونية المقدمة للناخب.
لكن أصدقاء لهما قالا إن الزوجين تعلما من أخطاء الحملة الانتخابية التي خاضها كلينتون عام 1992 حينما تم الترويج لكليهما. وقال مستشارو الحملة أيضا إن كلينتون مشغول جدا مع عمله الخيري كي يكون بجانب زوجته دائما خلال الحملة.
في الوقت نفسه، قال مستشارون لهيلاري كلينتون إن الرئيس السابق والحملة ينظران إلى عام 2008 باعتباره يتيح الفرصة لتصحيح الخطأ الذي وقع عام 2000 حينما رفض نائب الرئيس السابق آل غور من استخدام كلينتون في حملته الرئاسية.
فعلى سليل المثال قال كلينتون لهم، إن فوزا لزوجته في أركنساس خلال الانتخابات العامة كان مهمة شخصية بالنسبة إليه. (خسر آل غور أركنساس عام 2000 مثلما هو الحال مع جون كيري في انتخابات عام 2004 الرئاسية). وفي مارس (آذار)الماضي، فتح لندرغان بيته في كنتاكي لكلينتون من أجل جمع التبرعات، باعتباره ردا على الجميل الذي قدمه الزوجات له في حملة جمع الأموال لصالحه عامي 2005 و2006. وسبق لكلينتون أن حصل على كنتاكي في انتخابات 1992 و1996 بينما لم يتمكن من تحقيق ذلك كل من آل غور وجون كيري.
وحملة هيلاري كلينتون ليست تكرارا لحملة غور عام 2000 بالنسبة لبيل كلينتون، وفقا لما قاله مستشاروهما، ولكن الزوجين قررا في وقت مبكر ان السيدة كلينتون ستعامل زوجها وسجل ادارته، باعتبارهم مصادر قوة بدلا من أن تبعد نفسها عنه لصالح وقوفها لوحدها.
وقال احد كبار مسؤولي الحملة، متحدثا حول استراتيجية الحملة الداخلية بشرط عدم الاشارة الى اسمه "لا نريد ان نرتكب خطأ آل غور، في محاولة لفصل هيلاري عن الرئيس، أو ابعاد الرئيس لأنكم تعتقدون بأنه غير محبوب أو لأنه قد يكون خطيبا افضل من هيلاري. وسيعتقد الناخبون بأننا لا نتمتع بالصدق والأصالة".
وبالنسبة لكلينتون فإنه يبعد نفسه، على نحو مقصود، عن الأضواء لأنه يعتقد انه من المهم بالنسبة للناخبين أن يتعرفوا على السيدة كلينتون بصورة أفضل، وفقا لما يقوله اصدقاء للزوجين. وهو يعتقد أن الجمهور الأميركي سيحبها بصورة اكبر كلما رأوها كثر. وقالت ميلانين فيرفير، الصديقة الحميمة والمستشارة للسيدة كلينتون "انه لن يكون جالسا فقط يشاهد اللعبة على شاشة التلفزيون ويتصل بجميع من يعملون في الحملة مقدما لهم النصائح. انه يجلب مصادر قوة هائلة، ولكن في اطار دور ثانوي تماما". غير انه يواصل التكيف لذلك الدور الجديد.
وقال مساعد سابق كبير لكلينتون ما يزال يتحدث اليه بصورة منتظمة "انه يكافح في الوقت الحالي في اطار كيفية لعب دور الشخص الثانوي على نحو مناسب. وعمله الأساسي يلفت النظار اليه وهو يريد هذا من أجلها الى حد كبير. ويشعر بأنه مدين لها على كثير من المستويات سواء في اركانساس بداية السبعينات أو تطوير قدراتها المهنية وكل شيء منذئذ".
ويقول مستشارون إن آل كلينتون يتحدثون في معظم الأحيان عن استراتيجية، وليس عن ادارة حملة. فهو يتلقى معلومات عن استفتاء من بن، الذي كان مسؤولا عن استطلاعات الرأي لديه عام 1996، ويتحدث الرجلان بصورة منتظمة. وفي بعض الأحيان يدقق في مسودات الخطابات الرئيسية للسيدة كلينتون، ويعطيها ملاحظات حوا الاداء.
وعندما تمس الحاجة فإنها ايضا تعرف كيفية ايقافه. ففي الاستعداد لمناقشة مجلس الشيوخ طلبت منه، بهذا الشكل او ذاك، أن يكون خارج القاعة عندما بدأ يبالغ في اعطاء التوجيهات، وفقا لما يقوله ديمقراطيون مقربون من كلينتون. وخلال مناقشة السياسة والعودة فترة قصيرة الى قضايا نيويورك، وعندما بدأ كلينتون التحدث بطريقة الوعظ أبلغته بأنه لا يعرف على وجه الدقة ما يتحدث عنه وطلبت منه الهدوء. ويقول مستشارون ان نصيحته لها يمكن أن تتحول الى موضوعات عامة قليلة. فهو يحثها على أن تتذكر أن الشخص الأكبر يحصل على الأصوات الانتخابية (بكلمات أخرى الشخص الذي يترفع على الصغائر السياسية) وأن المرشح الأكثر تفاؤلا هو الذي يحقق الفوز. وهو يشجعها على أن تتحدث عن الناس العاديين الذين يعملون بدأب ويتصرفون وفقا للقواعد حسب لغة كلينتون الكلاسيكية. وقد فعلت ذلك مستخدمة تلك العبارات وموضوعات أخرى في الحديث، مثلا، الأميركيين العاديين ممن هم "غير مرئيين" بالنسبة لادارة بوش.
كما أنه يفضل ايضا المنتديات في المجلس البلدي باعتباره مكانا افضل بالنسبة لها من الخطابات السياسية غير الرسمية، حيث يمكن ان تبدو باردة وعالية الصوت. ونصحها بأن تتحدث خارج المنصات وباستخدام ميكرفون مثبت على ياقتها.
وفي الخطة الحالية للحملة لن يظهر كلينتون بصورة متكررة في الأحداث التي يشارك فيها جمهور واسع حتى الخريف المقبل، على الرغم من ان التوقيت يعتمد الى حد كبير على مستوى جودة ادائها، وفقا لما يقوله المستشارون. ويضيفون انه يلقي مزيدا من الخطابات التي تحقق الدخل اكثر من المألوف في اطار مواعيده الخاصة في الوقت الحالي، ولهذا فإن لديه مزيدا من الوقت في الخريف وفي عام 2008 للمشاركة في الحملة من أجلها. غير انهم ما زالوا يشيرون الى أن بن لم يحدد أية ولايات سيزورها كلينتون خلال حملة الانتخابات العامة اذا ما فازت السيدة كلينتون بالترشيح، ولكن كلا الرجلين يريان أن أركانساس وفلوريدا ولويزيانا وفرجينيا ولايات تميل الى الجمهوريين وقد تخوض فيها السيدة كلينتون منافسة.
وبدلا من ذلك يجمع كلينتون ما يتراوح بين 100 ألف الى 200 ألف دولار، كل ليلة في عملية متواصلة من جمع التبرعات. وقد اقام اثنتين يوم الثلاثاء الماضي في غرينيتش بولاية كونكتيكوت، وفي ضاحية بنيويورك سيتي، ومن المتوقع ان يحضر ما يزيد على 12 فعالية لجمع التبرعات حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل، مما يعنى احتمال جمع ملايين الدولارات من شبكته السياسية.