«القاعدة» تستعيد السيطرة على «مثلث الموت» وديالى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عشرات القتلى في بغداد ونينوى و "دولة العراق الإسلامية" تأسر 3 جنود أميركيين ...
ومحادثات أميركية - إيرانية على مستوى سفراء في بغداد
بغداد-الحياة
يلقي تفاقم الأوضاع الأمنية بظلاله على المسؤولين العراقيين الذين اعترفوا بسيطرة تنظيم "القاعدة" على محافظة ديالى، وعودة نشاطه الى بلدات "مثلث الموت"، ولقي 95 عراقياً حتفهم أمس في أعمال عنف طالت مدناً عدة، كان أكثرها دموية هجوم انتحاري على مقر لحزب كردي في نينوى راح ضحيته أكثر من 67 قتيلا، وأطلقت القوات الاميركية حملة بحث نفذها نحو 5000 جندي للعثور على ثلاثة جنود تبنى تنظيم "القاعدة" خطفهم.
في غضون ذلك، أكدت ايران والولايات المتحدة عزمهما على عقد محادثات على مستوى سفراء في بغداد للبحث في المسألة العراقية. وتزامن هذا الاعلان مع اختتام نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني زيارته للقاهرة وانتقاله الى عمان، حيث يلتقي اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وركز تشيني خلال محادثاته مع الرئيس حسني مبارك على الوضع العراقي والعلاقات مع ايران وأمن الخليج.
أمنياً، أكد دريد كشمولة، محافظ الموصل امس سقوط 67 قتيلا، بينهم مسؤول كردي وجرح 70 آخرين في هجوم استهدف قائمقامية قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى، ومقر "الحزب الديموقراطي الكردستاني" في البلدة.
وتقع بلدة مخمور على الأطراف الشرقية للموصل ضمن مجموعة مدن تسكنها اقليات عرقية وإثنية تطالب سلطات اقليم كردستان بإلحاقها بالاقليم، وتمتد على طول الشريط الغربي المحاذي لمحافظات دهوك واربيل والسليمانية وتشمل كركوك.
وأعلنت الداخلية العراقية سقوط نحو 20 شخصاً في هجومين مفخخين في ساحة الوثبة قرب سوق الصدرية وسط بغداد القديمة، فيما عثرت الشرطة على 17 جثة مجهولة الهوية في أحياء متفرقة من بغداد.
ولم تنجح القوات الاميركية التي حشدت نحو 5000 جندي للبحث عن ثلاثة جنود فقدوا السبت بعد هجوم على دوريتهم أودى أيضاً بحياة خمسة من زملائهم في بلدة المحمودية، في العثور على المفقودين، فيما نفذ مسلحون في البلدة التي تعد أحد اضلاع "مثلث الموت" الشهير فجر امس هجوماً على مطحنة وقتلوا خمسة من عمالها وجرحوا أربعة آخرين.
وقال مؤيد العامري، قائمقام المحمودية في اتصال مع "الحياة" ان "القوات الاميركية حاصرت البلدة وقطعت الطريق الخارجي على امتداد منطقة المثلث الذي يضم بلدات اليوسفية واللطيفية والمدائن، ونفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة للبساتين في مناطق اللطيفية، مؤكداً ان المناطق المذكورة عادت الى سيطرة تنظيم "القاعدة".
واكد الميجور جنرال وليام كالدويل، الناطق باسم الجيش الاميركي، في مؤتمر صحافي عقده امس في بغداد "ان القوانين العسكرية الاميركية تفرض الوفاء للجندي وعدم تركه في الأسر"، و "سنبذل كل ما في وسعنا لانقاذ جنودنا المخطوفين".
لكن تنظيم "القاعدة" في العراق سارع الى تبني "أسر" الجنود الثلاثة، وقال في بيان امس "منَّ الله على إخوانكم في دولة العراق الإسلامية (...) بالاشتباك مع دورية للصليبيين في منطقة المحمودية في جنوب ولاية بغداد، مّا أدّى إلى أسر وقتل عدد منهم".
واطلق التنظيم قبل اشهر مشروع "دولة العراق الاسلامية"، وتضم عدداً من المحافظات السنية بالاضافة الى بغداد ما فجر الصراع مع عشائر ومجموعات مسلحة رفضت مبايعة التنظيم الجديد.
وتتخذ "القاعدة" التي واجهت حرباً عشائرية شرسة في معقلها في الانبار محافظة ديالى مقراً رئيسياً لدولتها، ودعا اعضاء في مجلس المحافظة في تصريحات الى "الحياة" العشائر في المدينة الى "شن حرب قبلية واسعة ضد التنظيمات الارهابية"، معترفين بسيطرة "القاعدة" التي أجرت قبل أيام استعراضاً عسكرياً في بلدة مندلي على الحدود مع ايران.
وأعلن الجيش الاميركي امس انه سيدفع بنحو 3000 جندي اضافي الى بعقوبة لانقاذ الوضع هناك بعد تأكيدات قائد القوات في المدينة الجنرال بنجامين نيكسون أنه في حاجة إلى المزيد من القوات لمواجهة الهجمات التي يشنها المسلحون في المدينة، فيما اشار رئيس الوزراء نوري المالكي الى ارسال "تعزيزات من الجيش والشرطة لتطهير ديالى من الارهابيين".
الى ذلك، تأتي الجهود الاميركية لإشراك الدول الاقليمية في محاصرة أعمال العنف التي بدأت تتصاعد بشكل مضطرد وتطال مدناً سبق ان اعتبرت آمنة. وأعلن البيت الابيض أمس أن الولايات المتحدة وايران ستجريان محادثات في بغداد قريباً للبحث في "دور بناء" لطهران في أمن العراق. وسيمثل السفير الاميركي لدى العراق رايان كروكر واشنطن التي تتهم ايران بمساندة ميليشيات شيعية والسعي لامتلاك قنبلة نووية.
وكانت ايران التي لا تربطها علاقات ديبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ اكثر من ربع قرن أعلنت إجراء المحادثات، وصدر تأكيد للنبأ من الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو الذي قال: "يمكنكم توقع عقد اجتماع في الاسابيع القليلة المقبلة بين السفير كروكر والايرانيين. والهدف هو محاولة التأكد من أن يلعب الايرانيون دوراً بناء في العراق. هذه عملية مستمرة تهدف الى محاولة أن يلعب جيران العراق دوراً بناء. وايران جار كبير بالطبع".
ورحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالمحادثات، وقال إنها مؤشر ايجابي. واضاف ان الولايات المتحدة "لاعب كبير وكذلك ايران وسيكون هناك مجال لبعض المحادثات المهمة من أجل استقرار العراق".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان قرار طهران اجراء محادثات مع خصمها اللدود جاء بعد أسابيع من ضغط مارسته بغداد.