نواب لبنانيون: تقرير فينوغراد خدم سورية وحزب الله في الهجوم على الأكثرية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كيف تقرأ الموالاة والمعارضة التطورات في المنطقة?
أكدوا أن نتائج حرب تموز طرحت علامات استفهام حول تركيبة الجيش الإسرائيلي وستراتيجية "حزب الله"
بيروت - صبحي الدبيسي
ما زال احتمال نشوب عدوان اسرائيلي على لبنان واردا بالرغم من كل الاراء التي تقول عكس ذلك, لا سيما منها بعض المحللين العسكريين الذين يرون استحالة قيام اسرائيل بهجوم على لبنان في اطار اعادة هيبتها العسكرية لدى المجتمع الدولي, كدولة متفوقة عسكريا ولا توجد قوة لا عربية ولا اسلامية قادرة ان تنتزع منها هذا الدور في المنطقة الشرق اوسطية.
الا ان نتائج الحرب المدمّرة التي قامت بها اسرائيل على لبنان في 12يوليو الماضي وتمكن "حزب الله" من توجيه ضربات موجعة في العمق الاسرائيلي حتى ولو لم تكن بحجم النتائج التي خلّفها العدوان الاسرائيلي طرحت اكثر من علامة استفهام حول تركيبة الجيش الاسرائيلي في مواجهة الستراتيجية الدفاعية لmacr;"حزب الله" والتي تميز بها ليس فقط ضد الهجوم الاسرائيلي واطلاق المقاومة عشرات الصواريخ الى العمق الاسرائيلي وصولا الى حيفا وما بعد حيفا على حد تعبير امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله.. بل في قدرة المقاومة اجبار اسرائيل على اعادة حساباتها بدقة اذا ما فكّرت بقيام عدوان ثانٍ من اراضيها باتجاه الداخل اللبناني.
واذا كان الانتصار السياسي الذي سجله لبنان على اسرائيل يوازي باهميته انتصار المقاومة من خلال القرار الدولي "1701" الذي مكن الجيش اللبناني ولاول مرة من الانتشار على طول الحدود الدولية مع اسرائيل باستثناء مزارع شبعا التي يجري البحث حول امكانية وضعها تحت السيطرة الدولية لقطع الحجة على المطالبين ببقاء سلاح المقاومة بوجود اراضٍ ما زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي واذا كان تقرير لجنة فينوغراد قد اسدى خدمة كبيرة لmacr; "حزب الله" ومن ورائه سورية لجهة اتهام الحكومة الاسرائيلية بالتقصير وعدم رؤيتها الواضحة والجلية في نتائج عدوانها على لبنان فان التقارير المغلوطة حول حجم القوة العسكرية لmacr;"حزب الله" قد هزّ اركان حكومة اولمرت وادى الى استقالة عدد من الوزراء والقادة العسكريين. ولهذا فان "حزب الله" والنظام السوري رايا في هذا التقرير متنفسا بعد حال الاغماء والاختناق التي قد يواجهان فيها موضوع المحكمة الدولية حتى ولو انهما نجحا في ابعاد المصادقة عليها في مجلس النواب اللبناني الى اقرارها تحت الفصل السابع, ولقد وجدا في هذا التقرير مادة دسمة لاعادة تاكيد الهجوم على الاكثرية على خلفية انحيازها للشرعية الدولية واتهامها بالتآمر على المقاومة واعطاء معلومات عن امكنة تواجد قيادتها في فترة العدوان.
وفي الوقت الذي تتهيّأ اسرائيل لاعادة بناء ترسانتها العسكرية والقيام بكافة التدريبات والجهوزية العسكرية استعدادا للقيام بعمل عسكري جديد على لبنان قد يعيد اليها مكانتها كقوة فريدة في المنطقة, فان "حزب الله" من جهته الذي اعلن اكثر من مرة وعلى لسان امينه العام حسن نصر الله بانه اصبح لديه اكثر من 20 الف صاروخ قد تطال حيفا وما بعد بعد حيفا.
وبعد ان بدأ التحضير في اسرائيل لخلافة اولمرت من قبل خصمه اللدود نتنياهو وخصم خصمه ايهودا باراك, فان اولمرت على ما يبدو قد نجح في اقناع وزيرة خارجيته سيلفي ليفني المرشّحة ايضا لخلافة اولمرت بالبقاء في الحكومة لان شيئا ما يحضّر في المنطقة ولا بد من ان يكون لاسرائيل دور كبير في حال حصول هجوم اميركي ضد ايران ولان "حزب الله" لن يقف مكتوف اليدين فلهذا يجب ان تكون اسرائيل على جهوزية تامة للتدخل اما على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية او على جبهة الجولان السورية, لان ايران بدورها تضغط على سورية من فترة لتحريك موضوع الجولان, لان جمود الجبهة هناك يعطي انطباعا وكان ثمة اتفاق سرّي بين اسرائيل وسورية لعدم تحريك هذه الجبهة منذ 40 سنة. وعلى هذا فان قادة اسرائيل يقدرون الدور العسكري لاسرائيل على خلفية ما قد يحصل على الجبهة الايرانية واذا كانت التصريحات السياسية تشير الى تقدم سياسي بعد موافقة كل من الولايات المتحدة وايران اجراء محادثات ثنائية بخصوص العراق, فان احتمال قيام الولايات المتحدة توجيه ضربة ضد ايران يبقى واردا لا سيما بعد ورود معلومات عن وصول حاملات طائرات اميركية جديدة الى منطقة الخليج واستقدام عدد كبير من قوات المارينز الى خوزستان.
حول احتمال اسرائيل القيام بعدوان جديد على لبنان سالت "السياسة" عددا من النواب, خلصت الى المواقف التالية:
* وزير الرياضة والشباب د. احمد فتفت رأى ان لا دخل لتقرير فينوغراد بموضوع العدوان على لبنان, فهذا موضوع تريد المعارضة ان تقرأ فيه ما تريد تماما, فاذا كانت للمعارضة صدقية في ما تقول, يجب ان تقرأ كل تقرير فينوغراد وهو نفسه عمليا يرفض اي تدخل لبعض الجهات لدفع اسرائيل للاعتداء على لبنان وهذا تكذيب لما كانت تقوله المعارضة, والاهم من كل ذلك ان عدوان تموز كان ردة فعل على اختطاف الجنديين التي قام بها "حزب الله" وليس محضرا سابقا وبالتالي لا يمكن اعتبار تقرير فينوغراد مؤشر حرب على لبنان, لا التقرير ولا المناورات العسكرية التي تقوم بها اسرائيل لاعادة الاعتبار لجنودها لدراسة نوعية الاسلحة المتطورة التي وصلت اليها.
* اما النائب انطوان اندراوس فاستبعد امكانية قيام حرب اسرائيلية على لبنان في الوقت الراهن, لا سيما وان لبنان بموجب القرار الدولي 1701 ينتشر في جنوبه اكثر من 15 الف جندي من قوات "اليونيفيل" بموازاة نفس العدد من الجيش اللبناني الذي انتشر لاول مرة على طول الحدود الدولية مع اسرائيل.
وفي موضوع تقرير فينوغراد تمنى اندراوس لو كان في لبنان تقرير مثل فينوغراد لكنّا تمكنا من ان نحاكم ونحاسب الذين افتعلوا الحرب في لبنان واوقعوا البلد في هذه الكارثة التي لا نعرف متى يمكننا الانتهاء من نتائجها المدمّرة التي تتطلّب تضحيات كثيرة لاعادة بناء ما تهدّم واعادة اللحمة التي كانت قائمة بين اللبنانيين بحدها الادنى قبل هذه الحرب بحيث كل كان الوضع افضل من اليوم بكثير اذ لم يكن هناك اعتصامات ولا تهديدات بتخريب صيغة العيش المشترك والالتفاف على اتفاق "الطائف".
* من جهته رأى امين سر حركة "اليسار الديمقراطي" الياس عطا الله ان لا مؤشرات دقيقة حول قيام اسرائيل بعدوان على لبنان ولكن الاسرئيليين كعادتهم يؤمنون الجهوزية للقيام باعتداء ساعة يرون الوقت المناسب للقيام به.
ولا اعتقد في الوقت الحاضر ان هناك مشروعا اخذ قرارا بالحرب.
* اما النائب ميشال عون الذي ما فتئ ينفخ في بوق الحرب والعدوان على لبنان راى من جهته ان سلاح المقاومة باقٍ حتى تحرير اخر شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة والوصول الى هدنة دائمة مع اسرائيل وكانه بذلك لا يريد ان يجاري النائب وليد جنبلاط بتمسكه في اتفاق الهدنة الذي كان قائما بين لبنان واسرائيل منذ سنة 1948. في حين كل القيادات الشيعية المؤتمرة باوامر قيادتي "حزب الله" وحركة "امل" يدقون طبول الحرب وامكانية حصول عدوان اسرائيلي على لبنان مع تاكيدهم في القدرة على الصمود والمواجهة وتحقيق النصر.. الذي قد يؤدي الى اعادة انشاء طبقة سياسية جديدة نتيجة لهذا النصر الذي سوف يتحقق تكون مخالفة تماما للطبقة السياسية الحالية ويصبح بالتالي امكانية عودة لبنان الى تحالفه الطبيعي مع سورية مع اعادة رسم سياسة سورية جديدة للبنان يتولى "حزب الله" وامينه العام حسن نصر الله مهمة الاشراف عليها في حال تعذر اعادة اعطاء سورية دور جديد لها في لبنان على غرار ما كانت تتمتّع به في السابق, لان المتغيرات الدولية لا تسمح باعادة منح سورية فرصة كتلك التي اعطيت لها في اعقاب مؤتمر "الطائف". وما وصف بالتوافق العربي الاميركي انذاك.. ولكن من المؤكد فان الثمن الذي قد يدفعه لبنان ثمرة هذا التغيير الجديد يتمثل باتفاق "الطائف" نفسه في حال استطاعت المعارضة تعطيل الاستحقاق الرئاسي مع انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود, ليل الرابع والعشرين من نوفمبر المقبل.
واذا كان التهويل بعدوان اسرائيلي جديد على لبنان يترافق مع تصعيد مبرمج للمعارضة ضد قوى الاكثرية, فان قوى الرابع عشر من اذار تحاول التخفيف من حدة خطابها السياسي على قاعدة ان البطريرك صفير تولّى شخصيا دور الاطفائي ونزع فتيل التفجير الداخلي المتاتي من المناكفات حول الاستحقاق الرئاسي والمرتبط اصلا بالمناخ السياسي العام في المنطقة وهو يعتبر الخطر ليس على مقام الرئاسة فحسب بل على مستقبل كل مسيحيي الشرق وبصورة خاصة مسيحيي لبنان. وعليه فان قوى الاكثرية ستقدم في الايام القليلة مشروعها للحل.
* قائد الاركان السابق في الجيش اللبناني اللواء رياض تقي الدين اكد ان الوضع في لبنان مرتبط بالوضع في ايران وما يجري حولها من استعدادات عسكرية قد تنتهي بالتهويل عليها او قد تؤدي في المستقبل الى مغامرة عسكرية ضدها لمنعها التوصل الى صنع السلاح النووي وعلى هذا تجري الاستعدادات المترافقة مع جهد ديبلوماسي لنزع فتيل التفجير في المنطقة, لان تجربة الولايات المتحدة في العراق غير مشجعة ولذلك نجد ان المجتمع الدولي يميل الى معالجة الموضوع بالديبلوماسية, لكننا لا نستطيع ان نسقط الخيار العسكري, لان مصالح الدول تبقى خارج اطار التحليل السياسي. وعلى هذا فانا استبعد قيام اسرائيل بضربة عسكرية جديدة ضد "حزب الله" اذا لم تعط الضوء الاخضر من الولايات المتحدة الاميركية وكل ما يجري على الساحة الداخلية يبقى باطار التهويل حتى ان التلويح بفتنة مذهبية اصبح مستبعدا ولو ان كل المؤشرات تدل على ان "حزب الله" اتخذ خياره ولا رجوع عنه وكل ما يجري من مناورات ليس سوى محاولة لكسب الوقت.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف