نفق بين المغرب وإسبانيا عبر جبل طارق يبدأ تنفيذه بعد سنتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كلفته ستة بلايين دولار ...
أبو ظبيـ شفيق الأسدي، الحياة
أعلنت دوائر اقتصادية إسبانية - مغربية ان مشروع شق نفق للسكك الحديد عبر مضيق جبل طارق، سيبدأ تنفيذه في غضون عامين. وأكدت ان الدراسات الخاصة بهذا المشروع الاستراتيجي ستنتهي في عام 2008.
وكشفت المصادر في ندوة مشتركة عقدت في أبو ظبي امس ونظمها المكتب الإعلامي لنائب رئيس الوزراء في دولة الإمارات الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ان كلفة المشروع تقدر بستة بلايين دولار، ويستفيد المشروع من تجربة النفق تحت المانش بين إنكلترا وفرنسا.
وأكد الكاتب العام للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق شفيق الجيل في رده على سؤال لـ "الحياة"، ان العائد الاقتصادي لهذا المشروع سيبلغ 13 في المئة سنوياً من الكلفة الإجمالية، لافتاً الى ان هذا العائد المناسب سيكون حافزاً للشركات الإقليمية والعالمية للمساهمة في تنفيذ هذا المشروع الاقتصادي الاستراتيجي.
وقال ان طول النفق يقدر بـ42 كيلومتراً منها نحو 28 كيلومتراً تحت مياه البحر.
وأكد ان الدراسات أظهرت الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروع، مشيراً الى ان النفق الذي سيربط بين أوروبا والقارة الافريقية سيسمح بانتقال 9 ملايين راكب سنوياً من اصل 30 مليون شخص ينتقلون بين القارتين، كما يسهم في نقل ثمانية ملايين طن من البضائع سنوياً.
ولفت الى ان مشروع النفق عبر مضيق هرمز سيكون خارج النقط المتنازع عليها في جبل طارق بين إسبانيا وإنكلترا والى ان المشروع يحظى بتأييد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وكل المنظمات الإقليمية والعالمية المختصة، إضافة الى الدعم الذي يلقاه من حكومتي البلدين.
وأوضح الجيلالي ان مشروع الربط بين المغرب وإسبانيا حلقة ضرورية في تصميم شبكة النقل البرية بين أوروبا وأفريقيا، خصوصاً المنطقة الغربية المتوسطية. وأشار الى وجود مجموعة من الأشغال الجارية في هذه الشبكة ضمن انشطة اللجنة الأوروبية لتنمية النقل في منطقة المتوسط، وأن هذا المشروع سيلعب دوراً هاماً في رواج البضائع والمسافرين بين ضفتي المتوسط وتدعيم الخطوط البريدية والشبكة الحديد المرتبطتين بالمشروع. وكشف ان دراسات كثيرة أُجريت منذ 1979 للمشروع وبدائله الأخرى، ومنها إقامة نفق بين نقطتين على طرفي المضيق يمتد لمسافة 14 كيلومتراً، أو جسر معلق في هذه المنطقة أو إقامة جسر في المنطقة التي اختيرت لإقامة النفق. وأكد ان جميع هذه الدراسات استبعدت لأسباب جيولوجية وبيئية، وبسبب كلفتها الباهظة.
وقال إن الدراسات التقنية لهذا النفق إضافة الى الدراسات البيئية والاقتصادية والقانونية اثبتت جدوى المشروع بين نقطة "مالاباطا" في المغرب ونقطة "بالوما" في إسبانيا، مؤكداً ان تقريراً شاملاً سيرفع الى السلطات المعنية في البلدين عام 2008 لتأمين الإمكانات المالية لإنجاز المشروع.
وأوضح المهندس "فرانسيسكو روكا باناتش" المسؤول عن برنامج العلاقات الخارجية، وبرنامج الهندسة في الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق، ان الحكومتين المغربية والإسبانية تعملان حثيثاً من اجل ربط أوروبا وأفريقيا من خلال إنشاء قناة عبر مضيق جبل طارق للتغلب على المسافة الفاصلة بين القارتين والبالغة 14 كيلومتراً... وقال ان المشروع يكمن في بناء نفق وتشغيله عبر مراحل تتمثل الأولى في بناء نفق للسكك الحديد اضافة الى نفق للخدمة، فيما تتضمن المرحلة الثانية بناء نفق ثان للسكة الحديد.
ولفت الى ان تكاليف المشروع ستكون اقل من تكاليف نفق المانش لأن الاستثمارات ستوزع عبر فترة زمنية أطول... وأنه سيتمكن من شحن السيارات بواسطة القطارات اضافة الى الركاب والبضائع.
وأضاف ان هذا المشروع يستند، إضافة الى الدراسات الاقتصادية ودراسات الهندسة والبيئة، الى تطوير قاعدة بيانات حول المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وحركة المرور بين الاتحاد الأوروبي ودول اتحاد المغرب العربي، وتطوير برنامج لدراسة حركة المرور تشمل 11 دولة أوروبية على الشاطئ الشمالي للمتوسط اضافة الى دول الشاطئ الجنوبي.
وأكد مدير المكتب الإعلامي لنائب رئيس الوزراء في دولة الإمارات محمد خليفة في تقديمه الندوة، ان طرح هذا المشروع في ابو ظبي سيسهم في استقطاب اهتمام الشركات الاستثمارية الخليجية في المنطقة وشركات التطوير العقاري لدراسة المشروع وإمكان المساهمة في تنفيذه وتمويله.