جريدة الجرائد

السنيورة يحذر من عواقب اللاحسم.. والتصويت على المحكمة غداً «حتمي»

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قتيلان في بيروت واشتباكات حول مخيم نهر البارد ...

بيروت ـ باريس، رندة تقي الدين، الحياة

حبس الانتظار أنفاس اللبنانيين بين الوضع الأمني المتوتر في محيط مخيم نهر البارد وترقب الجهود لتسليم مسلحي "فتح الاسلام" المتحصنين بداخله، أو اعتماد الخيار العسكري ضدهم، وبين توقع تصويت مجلس الأمن بالأكثرية على قرار بإقامة المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي يفترض ان يتم غداً الأربعاء في نيويورك.

وفيما تقض المخاوف من التفجيرات الأمنية المتنقلة مضاجع اللبنانيين، كما حصل ليل أول من أمس بانفجار قنبلة صوتية امام جسر منطقة البربير في بيروت، تابعت الوحدات العسكرية للجيش "إحكام الطوق حول المجموعات المسلحة التي تتمادى في عدوانها باستهداف المواقع العسكرية بالنيران وأعمال القنص وإقامة تحصينات" في مخيم نهر البارد، كما جاء في بيان للجيش ظهر أمس. وإذ توتر الوضع في محيط المخيم فجر أمس وصباحاً فإن قيادة الجيش أكدت في بيانها انها ردت "بحزم على مصادر النيران" التي انطلقت من مواقع مسلحي "فتح الاسلام" في المخيم "لإسكاتها وتدمير التحصينات المستحدثة وإحباط محاولات التسلل". وشدد الجيش على ان "الشعب الفلسطيني أمانة في عنق كل عسكري"، وأصيب مجند برصاص "فتح الاسلام"، فيما سقط جرحى في صفوفها، بعد صد محاولة مجموعة منها التسلل الى أحد مواقع الجيش.

وتكثفت عمليات الاغاثة ونقل المساعدات الى المدنيين النازحين من المخيم، وانضمت جهات دولية جديدة إليها، فيما تميز أمس بكثافة السجال على تصريحات الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله التي قال فيها ان الجيش خط أحمر ومخيم نهر البارد خط أحمر، فرد عليه مجدداً رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، فيما دافع عن نصر الله الوزيران السابقان سليمان فرنجية وطلال ارسلان (غادر أمس الى طهران).

وتواصل الاهتمام الدولي والعربي بتطورات الوضع اللبناني بفعل صدامات الجيش مع مقاتلي "فتح الاسلام"، وقال رئيس الحكومة الايطالي رومانو برودي خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه امس ان لبنان مشكلة أساسية في الشرق الاوسط، مؤكداً انه والرئيس الفرنسي متفقان في الرأي حول الوضع في هذا البلد.

وأشار ساركوزي الى انه وبرودي طرحا فكرة عقد اجتماع لدول المتوسط، في ايطاليا او فرنسا وان مثل هذا التعاون قد يكون مفتوحاً مستقبلاً على دول اخرى في جنوب المتوسط.

وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اتصالات بالرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ورئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وعرض لهم التطورات في لبنان والأجواء في الأمم المتحدة ووجهة نظر الحكومة اللبنانية في صددها. واستقبل السنيورة امس السفراء العرب المعتمدين في لبنان ثم سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلي المنظمات الانسانية وشرح لهم تطورات المواجهة مع "فتح الاسلام"، وقدم لهؤلاء مذكرة من أربع صفحات وزعت على وسائل الاعلام تشرح بدء الاشتباكات مع مسلحي الجماعة منذ 20 أيار (مايو) وهجومهم على مواقع الجيش وقتلهم 32 جندياً كان معظمهم خارج الخدمة.

وأكد السنيورة في مذكرته ان "فتح الاسلام" تقف وراء التفجيرين اللذين استهدفا منطقة عين علق في 13 شباط (فبراير) وأديا الى مقتل عدد من المدنيين، ووراء عدد من السرقات. وشدد على ان "هذه الحرب ليست بين لبنان والفلسطينيين بل هي حرب ضد اللبنانيين والفلسطينيين"، مشيراً الى ادانة السلطة الفلسطينية وبقية الفصائل لـ "فتح الاسلام" وعدم صلتها بها". وذكر بما صدر عن الجامعة العربية ومجلس الامن دعماً لجهود الحكومة. وقال: "طلبنا بمساعدة المجموعات الفلسطينية المحلية من "فتح الاسلام" الاستسلام ليمثلوا امام القضاء العادل بدل المزيد من المواجهات والعنف".

وقال السنيورة: "نحن نحارب الارهابيين لحماية لبنان وتأمين سلامة وأمن كل قاطنيه من لبنانيين وفلسطينيين ولا يمكن لأي دولة في العالم ان تسمح باستهداف جيشها ومواطنيها بهجمات لا يمكن وصفها الا بالبربرية على يد مقاتلين أجانب دخلوا البلاد خلسة... وكل خيار بديل من الحسم ستكون له تبعات خيرة جداً على لبنان والمنطقة".


عون وكوشنر

في باريس استقبل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في مقر وزارته امس رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون الذي يقوم بأول زيارة لفرنسا، حيث كان منفياً، منذ عودته الى لبنان. ووصفت مصادر فرنسية وأخرى قريبة من عون اللقاء بأنه "جيد وودي". وذكرت مصادر فرنسية انه استغرق 45 دقيقة غادر على اثرها كوشنر لارتباطه بموعد آخر وبقي عون ومستشاراه سيمون أبي رميا وايلي حداد ممثل التكتل في فرنسا، مع مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية جان فيليكس باغانون ومستشاره الديبلوماسي كريستوف بيغو ومعاون الناطق الرسمي دونيه سيمونو.

وأشارت المصادر الى ان كوشنر يعرف عون منذ كان قائداً للجيش اللبناني، وان استقباله اياه يندرج في اطار الاتصالات التي يريدها مع الجميع في لبنان من اجل الحض على عودة المسار السياسي والوفاق في هذا البلد.

وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان كوشنر قال لعون انه بما ان اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي اصبح حتمياً ينبغي ان يكون وسيلة للعودة الى المسار السياسي والحوار والى وفاق حول الانتخابات الرئاسية في لبنان.

وقالت المصادر ان عون عرض التطورات في لبنان، قائلاً انه ينبغي ان تكون هناك انتخابات اشتراعية جديدة لتؤدي الى حكومة شرعية وطنية حقيقية. وأضاف عون انه يمثل 70 في المئة من مسيحيي لبنان وانه غير ممثل في أجهزة الحكم الحالية في شكل يساوي وزنه. ورأى انه المرشح الأفضل للرئاسة كونه "مرشح السيادة والاستقلال".

وذكرت المصادر ان كوشنر سأل عما إذا كان من الأفضل ان تعمل الهيئات المسيحية على تحديد مرشح وفاق بدلاً من ان يعمل كل طرف لفرض مرشحه. وعلمت "الحياة" ان كوشنر عبر عن استغرابه لبعض مواقف عون القريبة من الموقف السوري، في حين يمكنه الاستفادة من علاقته مع "حزب الله" للتقريب في وجهات النظر والعمل من أجل الحوار بين كل الأطراف.

وقال مستشار عون، سيمون أبي رميا لـ "الحياة" ان الاجتماع كان ودياً جداً، تخلله عرض للوضع في لبنان منذ سنتين وان كوشنر ذكّر خلاله بموقف فرنسا من استقلال لبنان وسيادته وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإقرار المحكمة الدولية. وذكر ان عون خرج مسروراً من اللقاء، خصوصاً انه جرى التطرق خلاله الى كل المواضيع المرتبطة بالوضع الحالي، وستكون هناك متابعة لكل ما بحثه الجانبان. ولفت الى ان عون لم يدخل في صميم المواضيع الداخلية، قائلاً ان موضوع رئاسة الجمهورية طرح من زاوية ان يكون هدفه حل الأزمة وليس ادارتها.

ويلتقي عون اليوم رئيس لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في مجلس الشيوخ ادريان غوتيرون، ويعقد مؤتمراً صحافياً في مركز الصحافة الأجنبية في باريس.

وعلمت "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع على أعمال مجلس الأمن ان إقرار المحكمة الدولية اصبح حتمياً الأربعاء بعدما بات أكيداً حصول مشروع القرار على 10 أصوات مؤيدة له في غياب أي "فيتو".

وذكرت مصادر مطلعة ان فرنسا مستعدة للتحاور مع إيران حول تهدئة الأمور في لبنان، وهي بدأت بذلك، ومقتنعة بأن إقرار المحكمة ينبغي ان يتبعه حوار بين الأطراف. وكشفت عن زيارة لفرنسا قام بها مساعد لأمين سر مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الاسبوع الماضي، لتبادل الآراء حول لبنان.


حادث طريق المطار

وشهدت طريق مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت أمس حادثاً أمنياً باطلاق حاجر للجيش النار على سيارة لم تمتثل لأوامر بالتوقف. وقالت مصادر أمنية ان حاجزاً للجيش تابعاً لجهاز أمن المطار، أوقف سيارة "مرسيدس" لونها أبيض تحمل لوحة عمومية، وطلب من راكب في المقعد الخلفي النزول لتفتيشه، وأوعز الى سائقها والراكب الذي كان الى جانبه بايقاف السيارة على جانب الطريق لاخضاعها للتفتيش أيضاً.

وفيما بدأ أحد عناصر الجيش تفتيش الراكب الذي كان يجلس في المقعد الخلفي، ويدعى علي جمال موسى (لبناني) فوجئ عناصر الحاجز، بعدم امتثال السائق للأوامر، وبانطلاق السيارة بدل ركنها جانباً فأطلقوا في الهواء طلقات تحذيرية لكن السيارة تابعت سيرها فما كان من عناصر الحاجز الا ان اطلقوا النار على السيارة، فأصيب السائق ويدعى حسن علي كركي (لبناني) اصابات قاتلة، بينما أصيب الآخر وهو سوري يدعى حمادي علي أحمد اصابات بليغة ونقل الى مستشفى "الرسول الأعظم" القريب من الحاجز، لكنه ما لبِث ان فارق الحياة.

كما أصيب خطأ شخصان، احدهما في بطنه والآخر في يده، وأوقف الراكب موسى الذي كان يجلس في المقعد الخلفي.

وفي دمشق (الحياة)، شدد الوزير وليد المعلم أثناء استقباله وفداً برلمانياً بريطانياً من حزبي العمال والمحافظين على "أهمية التوافق اللبناني إزاء مختلف القضايا التي تواجه لبنان، وبما يحقق الأمن والاستقرار فيه"، محذراً من "فرض أي خيارات يمكن ان تزيد الانقسام داخل المجتمع اللبناني". وأكد المعلم للوفد "ضرورة انسحاب اسرائيل الى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وتطبيق قرارات الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سلمية عادلة وشاملة في المنطقة وتفعيل مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف