جريدة الجرائد

رسالة إلى جمال مبارك

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



مجدي مهنا

أخي جمال مبارك..
هذا خطاب أسطره والله من القلب لك. ولا أهدف من ورائه أي تشكيك في النوايا أو إعادة طرح ملف التوريث بطريقة أخري.
هي كلمة خالصة لوجه الله.. لك أن تقبلها أو ترفضها.. أن تصدقها أو لا تصدقها.. لكنها صادقة وكتاب الله.


يا أخي .. فكر قليلاً لو راودتك الرغبة في أن تصبح حاكماً ورئيساً لمصر.. وهذا من حقك.. كما أنه من حق أي مصري، طبقاً للقانون والدستور.. وإن كان الدستور قد سد الطريق - كما تعلم وبتدخل منك - بنسبة ١٠٠% تقريباً علي كل الشعب المصري.. لكي يفتحه علي مرشح واحد ووحيد للحزب الوطني.. سواء كنت أنت هذا المرشح أو أحداً غيرك.


أسألك: ما قيمة الكرسي الذي ستجلس عليه؟ قد تتعجب: أمجنون هذا؟!
كيف لا يعرف قيمة كرسي رئيس الجمهورية؟ وكيف لا يعرف أن ٩٠% من السلطات في الدولة وباقي السلطات الأخري هي رهن إرادة ومشيئة الحاكم الفرد.. الديكتاتور؟
وهي تساؤلات معك كل الحق فيها.. لكنني قصدت من سؤالي: ما معني أن تصبح حاكماً علي رأس نظام فاسد؟


أنت تعرف، وكل الشعب المصري يعرف، أنه نظام فاسد.. وأنه فاسد قبل أن يصل الرئيس مبارك إلي السلطة.. ثم أكبر وأكثر فساداً بعد أن تولاها.. وبصورة غير مسبوقة في كل تاريخ مصر.
أنت تعرف أيضاً أن نواياك الإصلاحية، حتي لو كانت خالصة لوجه الله، لن تستطيع أن تغير من هذا النظام الفاسد في شيء.. فالفساد تمكن من هذا النظام، بحيث لم يعد ينفع معه الإصلاح بالترقيع.. أو ما يسمي سياسة الإصلاح التدريجي.


هذا النظام يحتاج إلي النسف.. مثل حمامك القديم.. فقد تبذل جهداً ومالاً كبيراً علي إصلاحه وترميمه.. لكنه يبقي في النهاية علي حاله.. وكل ما فعلته هو أنك أجريت عليه بعض التحسينات.. بينما كانت المصلحة تقتضي أن تنسفه تماماً.. وأن تنزل به علي الأرض.. ثم تقيم مكانه حمامك الجديد.. بأفكار جديدة وفلسفة جديدة.


لماذا يا أخي جمال.. تتحمل أنت مساوئ هذا النظام، إذا كانت مشيئة الله هي أن تصبح حاكماً علي مصر.. دون رغبة من المصريين؟
بل.. سأفترض جدلاً أن الشعب يريدك.. فلماذا تتحمل أوزاراً وخطايا وجرائم هذا النظام الفاسد؟
إنني مشفق عليك.. ونصيحتي لك إذا ما وصلت يوماً إلي مقعد الحاكم أن تقتل ضميرك.. لكي لا يعذبك.. وأن تقنع نفسك بأن هذا النظام الفاسد هو جنة الله علي الأرض.. وأن الشعب يموت حباً في النظام.. ولا يرضي عنه بديلاً.. حتي تفاجأ بأنه سقط من تلقاء نفسه.. مثل عصا سيدنا داوود التي أكلها الدود.


** انتحر ثلاثة شبان من محافظة واحدة هي القليوبية.. لفشلهم في إيجاد فرصة عمل وعجزهم عن تدبير معيشتهم.. متي نسمع عن انتحار ثلاثة من قيادات الحزب الحاكم.. لأنهم تسببوا في انتحار هؤلاء الشباب؟
أترك للقارئ الكريم تحديد المسؤولين.. الذين يرغب في انتحارهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف