جريدة الجرائد

طهران تعلن زيارة قريبة لسعود الفيصل و «حزب الله» يعتبر الظروف «غير مواتية» للقاء مع الحريري ...

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رصاص "فتح الاسلام" يجرح "الوسيط" ومقتل نجل قيادي في "فتح - ابو نضال"


طهران ـبيروت، حسن فحص

استشهد مسعفان من الصليب الأحمر اللبناني وجرح ثالث بقصف وإطلاق نار من مسلحي تنظيم "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد أمس. وكان المسعفان مع رفاقهما يعملان لإجلاء بعض الجرحى والمدنيين بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وجرح رئيس "رابطة علماء فلسطين" الشيخ محمد الحاج الذي كان داخل المخيم مع عدد من العلماء في إطار الوساطة التي تتولاها الرابطة لإيجاد حل سياسي للمواجهة بين الجيش اللبناني والتنظيم المتشدد الذي ما زال يتحصّن في وسط المخيم ومؤسسة "صامد" وفي عدد من المساجد أو قربها، حيث تمكن الجيش من إحراز مزيد من التقدم ليل أول من أمس، بحيث ضاقت رقعة المنطقة التي يتواجد فيها مسلحو التنظيم.

وفيما واصل الموفد الفرنسي الى لبنان السفير جان كلود كوسران لقاءاته مع الأفرقاء لدعوتهم الى ندوة حوار حول الحلول للأزمة اللبنانية، كشف الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور طهران قريباً. وقال ان الزيارة تندرج في إطار المشاورات الايرانية - السعودية حول الأزمة اللبنانية، وتأتي بعد الرسالة التي سلمها الى الوزير، نائب وزير الخارجية الايرانية محمد رضا باقري في مقر السفارة السعودية في المغرب، والمحادثات بين الطرفين حول العلاقات الثنائية والاقليمية والأزمة اللبنانية.

وأشار حسيني الى ان المحادثات تطرقت الى "المشاورات وتبادل الآراء حول الموضوع اللبناني، واتفق الجانبان على الاستمرار في التشاور لمساعدة الشعب اللبناني على التوصل الى حل لبناني".

أما بالنسبة الى الوضع العسكري في مخيم نهر البارد والذي شهد تصعيداً بعد ظهر أمس إثر هدوء حذر خلال النهار، فقد علمت "الحياة" ان الجيش اللبناني كان أمهل المحاصرين من المدنيين في مربع أمني هو سوق الخضار في المخيم القديم لإخلائه، وبلغ عدد الذين كان مفترضاً ان يغادروا 200 عائلة. وكان 130 مدنياً فقط تمكنوا من مغادرة المخيم عصر الأحد، وأوقف الجيش حوالى 35 شاباً للتحقيق معهم.

وبعدما تعذر خلال النهار إجلاء نازحين نجحت جهود إخراج 150 شخصاً عصراً، وترك النهار للوساطات التي تولاها وفد من "رابطة علماء فلسطين" مع "فتح الاسلام".

وأصيب الشيخ محمد برجله بعدما نقله الهلال الأحمر الفلسطيني من داخل المخيم الى إحدى التلال المتفق عليها مع الصليب الأحمر اللبناني لتسلم الذين يُجلون من داخل المخيم. وأشارت المعلومات الى وجود جثتين في المستشفى الحكومي في طرابلس، نقلتا اول من امس من داخل المخيم، وتبين ان احداهما تعود لابن مسؤول في "فتح - المجلس الثوري" ويدعى شريف، لذلك اعتبرت اوساط فلسطينية ان تنظيم "فتح الاسلام" يحصل على دعم من فصائل فلسطينية أخرى. وأشارت هذه الأوساط الى ان الناطق باسم "فتح الاسلام" شاهين شاهين هو فلسطيني من المقيمين في مخيم اليرموك في دمشق، وكان أحد قادة تنظيم "فتح - المجلس الثوري"، الذي كان يتزعمه صبري البنا (ابو نضال).

وأدى القصف الذي شهده المخيم أمس بحسب ما أفاد "الحياة" بعض السكان من الداخل، الى مقتل ثلاثة مدنيين فلسطينيين من المحاصرين.

وذكر معلومات ان قوة من الجيش اللبناني دهمت منزل قائد التنظيم شاكر العبسي داخل المخيم، وعمدت الى تدميره بعد الاستيلاء على مستندات ووثائق مهمة جداً بداخله.

وتحدثت معلومات اعلامية عن مواجهات عنيفة أدت الى إحباط الجيش محاولة تسلل من قبل 7 مقاتلين من الجهة الجنوبية للمخيم والى مقتلهم جميعاً.

وقال مصدر في الصليب الأحمر اللبناني لـ "الحياة" ان المسعفين اللذين استشهدا أمس، بولس معماري وهيثم سلمان قضيا اثر سقوط قذيفة قربهما، فيما كانا يقفان قرب موقع للجيش في منطقة تل الأخضر، مشيراً الى ان زميلتهما التي كانت معهما لم تصب لكن استشهادهما على مرأى منها سبب صدمة استدعت نقلها الى مستشفى. وتردد ان المسعفين كانا ينتظران لنقل من يمكن ان يخرج من المدنيين او الجرحى من المخيم عن طريق الهلال الأحمر الفلسطيني.

أما على صعيد جهود معالجة الأزمة السياسية الداخلية، وطلب رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري اللقاء مع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، فقد علمت "الحياة" من مصادر المعارضة والأكثرية ان قيادة الحزب ردت على طلبه بأن الظروف السياسية الراهنة "غير مواتية للحوار". وكان الحريري رغب في لقاء نصر الله منذ اكثر من 12 يوماً، لكن الجواب بالرفض أو التريث جاءه امس بذريعة ان الظروف "ليست مشجعة" لاجتماعهما، وأن الأكثرية "لم تحسم أمرها حيال تشكيل حكومة وحدة وطنية وما تطرحه في هذا الصدد ليس الا مناورة، وأن قياداتها لم توحد موقفها فضلاً عن استمرار الخلاف حول أبرز القضايا السياسية بين الجانبين".

واعتبرت مصادر المعارضة ان قيادة الحزب استغربت نشر خبر طلب الحريري لقاء نصر الله قبل ان يتبلغه الأخير، معتبرة ان لا ضرورة له، لأن الأكثرية تعلن القبول بحكومة وحدة وطنية ثم تنسف موافقتها من خلال الضمانات التي تطالب بها. وسألت مصادر المعارضة "اذا كانت دول الوصاية والولايات المتحدة تدعم قيام حكومة وحدة وطنية ام انها تسعى الى كسب الوقت لتحسين صورتها بأنها راغبة في تسوية بخلاف نياتها المبيتة".

واتهمت مصادر المعارضة الأكثرية بالخضوع لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش، في القرارات التي صدرت عن حكومة فؤاد السنيورة "الفاقدة للشرعية بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها"، مشيرة الى ان المشكلة "لم تكن شخصية لتنتهي بمجرد اللقاء بين نصر الله والحريري".

واستغربت أوساط الأكثرية امتناع نصر الله عن لقاء الحريري على رغم اعلانه ان لا شروط مسبقة لديه للحوار وصولاً الى التفاهم وان يده ممدودة لبدء صفحة جديدة بيضاء يحرص على ملئها بالتفاهم لتسريع ولادة حكومة الوحدة.

وقالت اوساط الاكثرية ان "التلطي وراء الحجة القائلة ان الموقف الاميركي رافض لأي تسوية بين الأكثرية والمعارضة لم يعد ينطلي على أحد، لأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتواصل باستمرار مع السفير جيفري فيلتمان ويعرف مدى دعمه لحل الأزمة".

وسألت الاوساط "اذا كان المطلوب من الأكثرية التوقيع على بياض على ما يريده "حزب الله" كشرط للقاء الحريري ونصر الله". ولفتت الى ان الاكثرية تجاوبت مع جهود السفير السعودي عبدالعزيز خوجة، للتوصل الى تسوية بتوسيع حكومة السنيورة بصيغة 11 وزيراً للمعارضة و19 للأكثرية، ومع مساعي عدد من السفراء.

وسألت أوساط الأكثرية: هل يمكن التوافق على الحكومة بالمراسلة، بدلاً من الجلوس الى الطاولة لبحث كل التفاصيل؟ وأكدت الرغبة في قيام حكومة الوحدة لدى الأكثرية لحرصها على تطويق التحذيرات التي أطلقتها دمشق فور إقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن، من تدهور الوضع الأمني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف