جريدة الجرائد

لا يُعقل أن تتخلي اسرائيل عن انجازاتها في الجولان والضفة الغربية مقابل سلام مع السوريين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اليكيم هعتسني ـ يديعوت احرونوت
مستوطن وكاتب رأي يميني


المسار السوري و ثمنه (الجولان) مفتوحان دائما. وعندما تتسلح سورية، فان قيادة الجيش خاصة تخرج الي الاعلام للتضييق علي الحكومة من اجل الخضوع لمطالب العدو، علي رغم أن الكشف عن الوهن يُقرب الحرب (أنظروا نصيب الجنرالات الفرنسيين في انهيار فرنسا في 1940).
لكن للجولان ثمن يخصه: فسيصبح عشرون ألف مواطن آخر لاجئين، وعاطلين عن العمل، يشعرون بالمرارة، وخراب 33 بلدة فيها مدينة كتسرين، ودمار اقتصادي يُقدر بالمليارات، في ضمنه 38 في المئة من تصدير النبيذ، و40 في المئة من لحم البقر، و50 في المئة من الكرز، و50 في المئة من المياه المعدنية، وفقدان مصادر مياه، والقضاء علي مواقع طبيعية وسياحية، وتوديع جبل الشيخ، وشبه جدار عازل عن أكثر الضفة الشرقية لبحيرة طبرية وترك عشرات الكُنس من فترة المثناة والتلمود،، والكشف عن ضحل جذورنا: الغاء 40 سنة من الحكم اليهودي بازاء 19 سنة من الحكم السوري،، والنتيجة الخطرة أن اسرائيل لن يُسمح لها أبدا أن تنتصر وأن تستولي علي ما احتلت في حرب دفاعية عادلة وبدم كثير.
يتمسك معسكر السلام الآن بهذاء جديد هو القوات الدولية.
يريدون أن يضيفوا الي الموجودين في الشمال قوات في الجنوب، وفي الشرق ايضا في المستقبل، للدفاع عن تل ابيب في وجه صواريخ الكاتيوشا من جبال الضفة،
أثقلت أعراض الثمن ايضا علي الاحتفالات بمرور اربعين سنة علي الانتصار في حرب الايام الستة. فهؤلاء رأوها شرا فحسب: فالمعارضة الدولية، والارهاب، والمشكلة السكانية، وحكم شعب اجنبي - وهؤلاء يُجيبونهم أن الأحمق فقط يختار الفقر للخلاص من اهتمامات المستثمرين، والورثة واللصوص.
يحتفل الشعب السليم العقل بأكبر انتصاراته ولا يحد ببلوغه قمة أحلامه: القدس التاريخية، ومغارة الماكفيلا، والخليل وغوش عصيون، وجبل جرزيم وجبل عيبال، وشيلو وبيت ايل، وعيمق أيلون وعيمق دوتان وغيرها. أي أكثر الذكريات دفئا في الوعي القومي والديني التي أصبحت واقعا. في 1948 احتللنا رأس جسر والآن بلغنا الي صهيون نفسها، وأقام نحو من نصف مليون يهودي - نحو 300 ألف في الضفة الغربية، ونحو 200 ألف في القدس - أقاموا فيها نحوا من 400 مستوطنة.
هل يوجد شعب في العالم يشتهي بعد كل ذلك أن يهدم هذا المشروع - التربية، والعلوم، والنظرية، والصناعة، والزراعة، والبنية التحتية العظيمة - الذي كلف مليارات؟ أين هو الأحمق الذي يطرح عن نفسه جميع أملاكه تخوفا من أن من يكثر ماله يكثر قلقه ؟.
ولما كانوا في معسكر السلام ليسوا حمقي جميعا، فانه يُخلص الي استنتاج أن هذا الشعب يجتاز مفارقة عظيمة في التصور الأساسي لغاية وجوده هنا: فهؤلاء يرون الغاية في احراز ارض اسرائيل المادية مع معانيها الروحانية، واولئك يرونها وسيلة فقط لغاية خارجية: الليبرالية، والاشتراكية، و الحياة الحسنة ، والملجأ من المطاردة. هذه هي المأساة التي مُنعنا من اجلها من الفرح في عيدنا كسائر الشعوب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف