الحريري يطالب الجامعة بالحماية أو مقاطعة دمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نجله ومرافقاه ومدنيون بين ضحايا التفجير
الجيش يفتح طريق الجنوب بعد إغلاقها وتوتر في بيروت ... لبنان مجدداً تحت سيف الإرهاب: النائب وليد عيدو في قافلة الشهداء
ضربت يد الإجرام الأعمى مجدداً في لبنان أمس، فأسقطت النائب وليد عيدو، أحد اكثر النواب نشاطاً في تيار "المستقبل" الذي يتزعمه النائب سعد الحريري في الأكثرية النيابية، شهيداً الى جانب نجله البكر خالد، وذلك بانفجار سيارة مفخخة عند مروره بسيارة الأخير من أمامها في محلة المنارة على شاطئ بيروت عصراً.
وانضم النائب عيدو الى قافلة الشهداء اللبنانيين من نواب وسياسيين وإعلاميين، في مقدمهم الزعيم الذي أحب الرئيس رفيق الحريري، حين هز انفجار ضخم العاصمة بيروت بعيد الخامسة والنصف بعد الظهر، فيما كان خارجاً من نادي ومسبح "سبورتنغ كلوب"، فقضى ونجله خالد ومرافقاه وعدد من المدنيين قالت مصادر انهم عشرة فيما قالت مصادر أخرى انهم سبعة، وسقط عدد من الجرحى الذين كانوا في طريق داخلي يشكل مخرجاً وحيداً من منطقة تعج بالناس الذين يرتادون مسبحي "سبورتنغ" و "لونغ بيتش" وملعب نادي "النجمة" الرياضي ومقهى "الغلاييني" ومقهى الروضة الشعبي ومدينة الملاهي الشعبية وكلها تبعد بضعة أمتار عن مكان الانفجار، فيما يبعد السور الخلفي للحمام العسكري عنه زهاء مئة متر.
واعتبر رئيس الوزراء فؤاد السنيورة النائب عيدو من شهداء "الاستقلال الثاني"، واعلن في كلمة وجهها الى اللبنانيين اليوم الخميس يوم حداد وطني. ودعا الجامعة العربية الى اجتماع عاجل لبحث ما يتعرض له لبنان كما دعا الامم المتحدة الى تقديم المساعدة التقنية لكشف الجناة.
وتوجه السنيورة الى المعارضة اللبنانية متسائلاً "الى متى يبقى المجلس النيابي مقفلا ولماذا يبقى الاعتصام قائما في قلب بيروت".
وأثارت الجريمة المزدوجة التي استهدفت الى عيدو نجله المحامي خالد الذي لم يمض اسبوعان على اختياره شريكة حياته فعقد خطوبته عليها، سخطاً كبيراً في لبنان سياسياً وشعبياً، لا سيما في بيروت حيث نزل عدد من مؤيدي تيار "المستقبل" وأحرقوا إطارات السيارات في الشوارع وهتفوا للحريري وضد سورية، كما قطع بعض المواطنين الطريق الدولية الجنوبية بالإطارات المشتعلة، لكن الجيش عمل على فتحها في سرعة. ونعى النائب عيدو الذي تولى رئاسة لجنة الدفاع النيابية والذي كان كثر ينادونه بـ "الريس" لأنه استقال من السلك القضائي عام 2000 ليترشح الى جانب الرئيس الحريري للانتخابات ويدخل الندوة النيابية في كتلته ثم الى جانب نجله سعد عام 2005، رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب الحريري، واستنكر الجريمة رئيس الجمهورية اميل لحود وزعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون اللذين اتصلا بالحريري معزيين، و "حزب الله" وسائر القوى السياسية، فيما عقد قادة قوى 14 آذار اجتماعاً في دارة الحريري، اصدروا بعده بياناً تلاه الحريري وجاء فيه: "بقلب المؤمن، وتسليماً بارادة الله سبحانه وتعالى، أنعي الى اللبنانيين والعرب والعالم شهيداً جديداً على طريق الحرية والاستقلال والكرامة الوطنية، وبطلاً من أبطال ثورة الأرز وحركة 14 آذار رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات في المجلس النيابي اللبناني النائب القاضي الشهيد وليد عيدو الذي تعرض ونجله الشاب المحامي خالد عيدو، واثنان من مرافقيه وعدد من المواطنين لاعتداء ارهابي جبان اودى بحياتهم جميعاً". وأضاف: "اننا في تيار "المستقبل" وفي كتلة "المستقبل النيابية" نخسر في هذا اليوم كما يخسر لبنان وبيروت التي مثلها النائب الشهيد وليد عيدو في الندوة البرلمانية، مشرعاً فذاً ونائباً شجاعاً".
وتابع الحريري: ان النائب عيدو "كان صوتاً قوياً في الدفاع عن قضية السيادة والاستقلال والحقيقة والعدالة والحرية لأجل لبنان، وباستشهاد النائب القاضي عيدو يخسر المستقبل رفيقاً وفياً جديداً من رفاق الرئيس الشهيد الرئيس الحريري، ينضم الى قافلة الشهداء الأبرار الذين صنعوا بدمهم طريق الكرامة الوطنية والعزة والشرف، ويخسر المجلس النيابي رجلاً خامساً من رجاله الرجال بعد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان والنائب الشهيد جبران تويني، والنائب الوزير الشهيد بيار الجميل، لتتوالى من خلال الجريمة الإرهابية الجديدة حلقات التخريب التي يتعرض لها لبنان، ومخططات تخريب المؤسسات الدستورية وتعطيلها بكل الوسائل التي يعتمدها المجرمون القتلة. لقد قضى النائب الشهيد ومعه زهرة عمره المحامي الشاب خالد والشهداء الذين انضموا معهما الى قافلة شهداء الحرية في مواجهة مشروع تطويع لبنان ومحاولة القضاء على قراره الوطني المستقل. انها الأصابع نفسها التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الحرية، أصابع الشر وأجهزة الشر التي تزرع الرعب في كل لبنان هي نفسها التي ارتكبت جريمة اغتيال وليد عيدو. انهم لا يريدون للبنان أن يرتاح ولا يريدون للدولة اللبنانية ان تقوم ولا يريدون للجيش والقوى الأمنية ان تؤدي دورها دفاعاً عن السيادة والنظام العام".
واستدرك: "لن نترك لهم الساحة مهما سقط منا، ولن نخلي لهم بيروت، ولن نسلم قرارها لأحد، وبيروت ستبقى عاصمة الحرية والوطنية والعروبة في وجه عبيد الظلام والقتل والإرهاب. انها ايضاً الجريمة الإرهابية الأولى التي ترتكب بحق لبنان وبيروت بعد دخول المحكمة الدولية حيز التنفيذ، والمجتمع الدولي كما اخواننا اخوان وليد عيدو في العالم العربي والإسلامي مدعوون لتحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه صانعي الإرهاب المجرم الجبان الذي يقف خلف هذه الجريمة". وحض جامعة الدول العربية خصوصاً على "تحمل مسؤولياتها تجاه النظام الإرهابي الذي ينتهك سيادة لبنان ويخل بأمنه ويقتل رجال الفكر والسياسة وينكل بمواطنيه الابرياء، فإما ان تتمكن الجامعة من حماية لبنان البلد العربي المؤسس فيها وإما ان تقاطع نظام الإرهاب الذي يعتدي على لبنان في شكل متواصل وبلا هوادة امام أعين العرب والمسلمين والعالم جميعاً".
وقال الحريري: "اننا على العهد يا وليد وخالد، عهد رفيق الحريري لبيروت ولبنان، بأن مسيرة الحرية لن تتوقف وأن المجرمين القتلة سيساقون مكبلين الى المحكمة الدولية وأن العدالة والحقيقة ستبقيان اقوى من الإرهاب وأن الحياة ستتغلب على الموت". وأضاف: "غداً سنودع الشهيدين وليد وخالد وباقي الشهداء، غداً ستكون بيروت في وداع ابنها والوداع يجب ان يكون في مستوى الشهادة، كما ودعنا الشهيد رفيق الحريري بهدوء ومسؤولية وحضارة وأن نقطع الطريق على أعداء الاستقرار، غداً سيكون يوماً للبنان وللدولة في لبنان وللحرية في لبنان يوماً يليق بالشهداء وببيروت وبأهلها وبوطننا الذي لن نتركه للإرهاب والمخربين".
وفيما ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجتماعاً وزارياً استثنائياً أعلن فيه اليوم يوم حداد وطني، تابع قادة 14 آذار اجتماعهم في دارة آل الحريري. وعلمت "الحياة" ان أركان الأكثرية بحثوا في القيام بتحرك عربي ودولي للمطالبة بحماية لبنان واللبنانيين من الاغتيالات.
وعلم ان البحث تركز على وجوب الدعوة الى إجراء انتخابات نيابية فرعية لملء المقعد الشاغر بوفاة عيدو وقبله بوفاة الوزير والنائب الشهيد بيار الجميل، والتي كان لحود رفض التوقيع على مرسوم إجرائها. وقال احد أقطاب الأكثرية ان البحث يجري في ضرورة إجراء هذه الانتخابات لحماية الناس، لئلا يستمر مسلسل الاغتيالات لإنقاص عدد نواب الأكثرية وتحويلها الى أقلية.
جنبلاط وحمادة
وعلمت "الحياة" ان رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط أدلى بمداخلة أثناء الاجتماع قال فيها: "يجب ان نرد بقوة سياسياً وألا نخاف كما فعلنا حين اغتالوا رفيق الحريري إذ وقفنا، لكن علينا ان نتجنب المشاكل وجر الجيش الى مشاكل داخلية لأن هدفهم منع الجيش من الانتصار في مخيم نهر البارد".
ودعا جنبلاط الى "معرفة التعاطي في الشارع وبالتنسيق مع الرئيس بري حتى لا نقع في فخ المخطط الذي يسعون إليه بجرنا الى الحساسيات المذهبية".
واعتبر "حزب الله" في بيان "استشهاد النائب وليد عيدو وولده ومرافقيه وعدد من المواطنين جزءاً من مسلسل الإرهاب المتنقل الذي يستهدف لبنان واستقراره ويكون الرد عليه بمزيد من الإصرار والسعي لتكاتف الأيدي من اجل تيئيس العابثين بأمن البلاد والعباد، والعمل بجد ومسؤولية لكشف الفاعلين ومعاقبتهم".
الى ذلك، اتهم وزير الاتصالات مروان حمادة "النظام السوري" باغتيال النائب عيدو، وأدرج التفجير في إطار سلسلة التفجيرات التي استهدفت منذ العام 2005 شخصيات مناوئة لسورية. وقال حمادة لوكالة "فرانس برس: "انه مسلسل تصفية جسدية للغالبية النيابية من قبل النظام السوري". وأضاف: "انه القاتل نفسه الذي استشرس قبل قيام المحكمة الدولية وبعدها ليغير المعطيات ويقضي على ثورة الأرز ويمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
تفاصيل عن التفجير
ووضعت العبوة التي أودت بحياة النائب عيدو ونجله والشهداء الآخرين في سيارة مفخخة وقُدّرت زنتها بما بين 60و80 كلغ من المتفجرات، ورجّحت التحقيقات ان يكون تفجيرها تم من بعد، في المنطقة المطلة على الطريق العتيقة التي يسلكها رواد المقاهي والنوادي القريبة بضعة امتار من السيارة المفخخة. وذكرت مصادر امنية لـ "الحياة" ان السيارة رُكنت عند جدار مدينة الملاهي على الجهة المقابلة لجدار ملعب النجمة وأن العبوة كانت موجهة بدقة في اتجاه سيارة عيدو كي يتركز عصف التفجير عليها، وهذا ما ادى الى تدمير جدار ملعب النجمة وقذف جثة الشهيد خالد عيدو الى داخله وإلى تحول جثة والده الى اشلاء تناثرت على بعد 20 متراً. ووُجدت اشلاء كثيرة في مكان الانفجار عملت الأدلة الجنائية على جمعها. ولم تُرفع الأشلاء والجثث إلا بعد التاسعة ليلاً لاستكمال جمع الأدلة. وقضى مرافقا عيدو والمجنّد سعيد شومان والرقيب أول ديب حرقاً، واستُشهد شاب جامعي كان ماراً من هناك يدعى غسان داود.
وأدى الدمار في جدار ملعب "النجمة" ومدينة الملاهي الى طمر الحفرة الكبيرة التي أحدثها الانفجار في وسط المسافة بين مفترق الخروج من مجمع المقاهي والنوادي نحو كورنيش المنارة وعمل خبراء على رفع الحطام، واستمع المحققون الى إفادات عمال في مبنى قيد الإنشاء مجاور لمكان التفجير.
وقال عضو مجلس إدارة النجمة أسعد سبليني ان لاعبين من النادي قتلا في الانفجار هما حسين نعيم وحسين دقماق، اللذان كانا يتمرنان في الملعب بعد مغادرة زملائهم الذين أنهوا تدريبهم.
وأوضحت المصادر الأمنية، انه تم التعرف الى هويات سبع جثث وأن البحث جار عن هوية اصحاب الجثث الأخرى. وعُلم انه نُقل 11 جريحاً الى مستشفى الجامعة الأميركية، بقي منهم 4 هم: كمال عزنوني، منى درزي، حسن نور الدين الرفاعي، وخالد القاسم (سوداني). فيما غادره 7 جرحى هم: بسّام نور الدين الرفاعي، ايمن عبدالمحسن كرشت، ماريا جولجيان، مروان سراج، طلال سوبرة، لينا البدوي ورمزي المصري. وحضر الى مكان الانفجار المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وقاضي التحقيق العسكري سميح الحاج.
واعتاد النائب عيدو الذي تميّز بجرأة مواقفه ووضوحها تجاه سورية والمعارضة والرئيس لحود منذ سنتين، ارتياد نادي "سبورتنغ كلوب" حيث يمارس المشي او السباحة ويجلس مع اصدقاء له، يتسامرون بعض الوقت، قبل ان يغادر النادي بعد الظهر. كما ان نجله خالد وشقيقه الأصغر اعتادا ارتياد النادي نفسه منذ سنوات. وأمس شوهد النائب عيدو يخرج من المسبح حيث كانت تنتظره سيارته من نوع مرسيدس مع مرافقيه في الخارج وكذلك نجله خالد في سيارته من نوع رانج روفر وتردد ان الأخير استعجل والده لمغادرة النادي للقيام بواجب تعزية في بيروت، واستقل الاثنان سيارة المرسيدس بناء لإلحاح الأب
وأعرب البيت الأبيض عن "اسفه" لاغتيال عيدو وقال الناطق باسمه غوردن جوندرو ان "الولايات المتحدة تأسف للاعتداء الأخير في بيروت والذي تسبب في وفاة النائب في البرلمان وليد عيدو ونجله". وزاد: "نحن الى جانب الشعب اللبناني وحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في معركتهما ضد المتطرفين الذين يحاولون تعطيل مسيرة لبنان نحو السلام والازدهار وديموقراطية دائمة".
واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه "يدين بكل حزم جريمة الاغتيال البشعة" التي استهدفت النائب عيدو، بحسب ما جاء في بيان صادر عن قصر الاليزيه.
وفي نيويورك، طلبت الحكومة اللبنانية من مجلس الأمن إصدار بيان رئاسي يدين "العمل الإرهابي" الذي أودى بحياة النائب وليد عيدو، واستعدت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا للتقدم مشروع بيان أمس كان متوقعاً لمجلس الأمن أن يتبناه بالاجماع ليلا (بتوقيت نيويورك)، كما جرت العادة كلما وقع اغتيال سياسي في لبنان.
ومضت أربع ساعات على الحادث من دون أن يصدر الأمين العام بان كي - مون موقفاً من التطورات، واكتفى مكتب الناطقة باسمه بالقول إن لا بيان بعد، وذلك بعد مضي 4 ساعات والتأكد من اغتيال نائب في البرلمان اللبناني.
وكان مجلس الأمن اتخذ خطوتين بعد اغتيال النائب بيار الجميل الخريف الماضي، إحداهما تمثلت في بيان رئاسي صنف الاغتيال عملية إرهابية، والثانية في تلبية طلب الحكومة اللبنانية أن تمد إليها المساعدة في التحقيق "اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في العمل الإرهابي" الذي أودى بحياة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه. وتوقعت المصادر أن تُطبق الاجراءات ذاتها على النائب عيدو كما على النائب الجميل.
وفي القاهرة، اعرب وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط عن أسفه لحادث التفجير، معتبرا انه عمل "غادر".
وقال في بيان "اعرب عن استنكاري وأسفي العميق ازاء الانفجار الغادر الذي أودى بحياة النائب في البرلمان وليد عيدو في لبنان". ودعا القوى السياسية اللبنانية الى "التوحد والاتفاق سياسياً على معالجة قضاياها في اطار من الوحدة الوطنية"، وذلك "حتى لا تتدهور الامور الى مرحلة تصعب فيها السيطرة على التطورات على الساحتين اللبنانية والاقليمية".
وفي لندن، دانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت بشدة الاعتداء وقالت في بيان "هذا الهجوم الدنيء ضد لبنان وشعبه قتل العديد من الابرياء بينهم النائب وليد عيدو ونجله. ان افكاري ومشاعري مع عائلات القتلى والجرحى". واكدت "سنواصل مع المجتمع الدولي دعم الحكومة اللبنانية وندعو كل الاطراف الى معالجة خلافاتهم عبر حوار سلمي".