جريدة الجرائد

فرصة مواتية لوفاق عراقي يسبق جدولة الانسحاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ستيف نيغوسـ فايننشال تايمز

كان موعد آخر أيار (مايو) الذي ضربه العراقيون لإتمام مصالحتهم الوطنية، سعياً في كسب رضا الأميركيين، عشوائياً بعض الشيء. فمحاولات إنهاء الحرب الأهلية بالوسائل السياسية، عوض الطرق العسكرية، لم تحقق نجاحاً ميدانياً.

ولكن الجدل في واشنطن على جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق عظم مكانة حل سياسي وطني. ويفهم العراقيون أنهم إذا لم ينجزوا تقدماً فقد يباغتهم انسحاب أميركي أحادي ينجم عنه فراغ أمني عــظيم. وتقر جماعات عراقيــة تناوئ الأميركــيين أن انسحاباً عـلى هــذه الشــاكـــلة ينـــذر بكــارثــة.

وعلى رغم سقوط الحكومة العراقية في الفوضى، لا تزال هي محور مساعي السلام الأميركية. ويعود شطر من هذه السياسة إلى اضطلاع الحكومة نفسها - ويسيطر عليها شيعة تربطهم روابط قوية بالميليشيات - بدور في تغذية العنف الدائر. وعلى هذا، فحملها على تغيير سياساتها جزء من الجهود المبذولة في سبيل انطلاق الحوار الوطني. ويرى بعض الخبراء الفرصة سانحة. فثمة قرائن على اقتراب العراق، اليوم، من تسوية سياسية تقلل التوتر بين فرق السنية والشيعة. ويبدو أن السنة تخطوا ضيقهم السابق بالمشاركة في نظام سياسي يحكمه الشيعة. وعلى رغم انقضاء الاقتتال الطائفي، حافظ النواب السنة على مقاعدهم في البرلمان، وفي حكومة الوحدة الوطنية.

والتمرد نفسه ينقسم على نفسه، على وقع اشتباك بعض الجماعات المحلية مع المتطرفين المرتبطين بـ "القاعدة". ويعترف أكثر السياسيين تطرفاً في الأحزاب الشيعية بضرورة صوغ حل سياسي. وهم يبدون الاستعداد للمفاوضة على توقيف بعض المتمردين السابقين وكفهم. وتندرج ثلاث مسائل في برنامج المصالحة، تعالج الواحدة منها خلافاً بارزاً بين الجماعات الإثنية والطائفية العراقية. وهذه المسائل هي قطاع النفط والغاز، ومراجعة النظام الفيديرالي واللامركزي في دستور 2005، ومراجعة قانون اجتثاث البعث وإقصائه عن الحياة العامة. وإلى اليوم، لم يعرض أي من هذه القوانين على البرلمان. ومعنى هذا أن السياسيين يتوسلون المواقف المتطرفة والحادة إلى استمالة ولاء جمهور أوسع من الناخبين.

وفي الأثناء جهر الأميركيون نفاد صبرهم. ويبعث تهاوي الحكومة الكتل السياسية، مثل الصدريين والسنة وأنصار إياد علاوي العلمانيين، على نسج أحلاف بديلة، لعلها تكسب ود الولايات المتحدة الغارقة في يأسها.

والحق أن معظم الكتل هذه تربط بينها قواسم مشتركة فوق تلك التي تجمع كتل الحكومة بعضها إلى بعض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف