جريدة الجرائد

دحلان وابوشباك يحاولان امتصاص غضب كوادر فتح وسط دعوات لمحاكمتهما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعرض ورفاقه من قادة غزة لتوبيخ شديد من عمر سليمان


عمان ـ رام الله ـبسام البدارين ووليد عوض، القدس العربي
علمت القدس العربي من بعض كوادر حركة فتح ومسؤولين في الاجهزة الامنية امس بانهم تلقوا اتصالات ودعوات من مقربين لمدير عام الامن الداخلي اللواء رشيد ابو شباك للقائه بهدف وضعهم في تفاصيل ما جري من انهيار سريع للاجهزة الامنية وحركة فتح في قطاع غزة مقابل حركة حماس التي سيطرت علي القطاع في غضون ايام من المواجهات المسلحة.
وحسب مصادر فلسطينية مطلعة فان محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة فتح وابرز قيادات الحركة الذين كانوا في قطاع غزة والمتهم الاول من قبل حماس بالوقوف وراء مجموعات مسلحة من فتح كانت ترتكب التجاوزات في القطاع حسب ادعاء حماس يبرر لكل من يسأله عن الذي جري في غزة بانه كان في الخارج بهدف العلاج.
ومن الجدير بالذكر ان دحلان العدو الاول لحماس اجري عملية جراحية قبل اكثر من شهر في ركبته بالمانيا وتابع علاجه في القاهرة خلال الاسابيع الماضية حيث تمت زراعة مفصل له.
وتقول المصادر بانه كان يعاني من آلام في ركبتيه نتيجة اعتقاله في سجون الاحتلال الاسرائيلي قبل ان يتم ابعاده خارج فلسطين ليعود مع الرئيس عرفات الي ارض الوطن ضمن اتفاق اوسلو.
وخضع أبرز قيادات حركة فتح في قطاع غزة مساء الأربعاء الماضي لحملة توبيخ شرسة في القاهرة قادها مدير المخابرات المصري الجنرال عمر سليمان الذي اجتمع بأهم ثلاثة قادة فتحاويين في غزة ووبخهم بشكل عنيف، كما كشف لـ القدس العربي مصدر متابع ومطلع أكد بان الجنرال المصري طلب إجتماعا سريعا مع القادة الثلاثة ووجه لهم نقدا قاسيا.
والقادة الثلاثة الذين خضعوا لتوبيخات الجنرال سليمان هم محمد دحلان ورشيد أبو شباك وسمير المشهراوي وجميعهم تواجدوا في القاهرة طوال الأيام الصعبة الأخيرة التي واجهت حركتهم في قطاع غزة.
وحمل سليمان القادة الثلاثة مسؤولية الإنفلات الأمني والهزيمة العسكرية في الميدان متسائلا عن الكيفية التي هزم فيها بضعة الاف من مقاتلي حماس يشكلون القوة التنفيذية للحركة ما لايقل عن عشرين الف مقاتل فتحاوي كان القادة الثلاثة يطالبون مصر بدعمهم بالمال والسلاح.
وعلم ان سليمان كان محتدا وغاضبا وهو يتساءل عن عجز الاف المقاتلين في الدفاع عن مقرات الأمن الفلسطيني في قطاع غزة متهما الوفد القيادي الفتحاوي بممارسة الخداع وتقديم معلومات مضللة للحكومة المصرية عن الوضع الميداني في قطاع غزة.
وعلمت القدس العربي بان دحلان الذي مر بعمان في طريق عودته الي رام الله تحدث لمسؤولين أردنيين عن وضع خطة طوارئ لاستعادة الأمن في قطاع غزة وتنفيذ تكتيك مضاد لحركة حماس وسيطرتها.
وداخل أروقة حركة فتح في رام الله تجري مداولات ساخنة منذ يومين تحت عنوان الدعوة لمحاكمة قادة الحركة الميدانيين في قطاع غزة.
ودحلان الذي عاد قبل ايام من القاهرة الي رام الله لا ينزل في فندق بل في الفيلا التي يملكها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية. اما ابو شباك الذي يملك شقة فاخرة برام الله فيتعرض لهجوم عنيف من اوساط فتحاوية بسبب تركه القطاع خلال المواجهات مع حماس (وهو يحتل منصب مدير عام الامن الداخلي) يحاول توضيح الاسباب التي دفعته لذلك، حيث تواجد في القاهرة من اجل الحوار.
وفي ظل ارتفاع الاصوات الفتحاوية المطالبة بمحاسبة المسؤولين الامنيين في قطاع غزة وعلي رأسهم ابو شباك الذي كان مسؤولا عن حوالي 30 الف رجل أمن انهاروا خلال ساعات وفق مسؤول امني بارز في الضفة الغربية، يسعي ابو شباك جاهدا لتبرير خطوته من خلال الاجتماع مع العديد من مسؤولي فتح والاجهزة الامنية في الضفة الغربية لتوضيح صورة ما جري في قطاع غزة.
ويري العديد من الذين يحاول ابو شباك ودحلان الاجتماع معهم او اجتمعا معهم ان الهدف من تلك اللقاءات هو خلع المسؤولية عما حصل عن ظهريهما وتحميلها للاخرين.
من جهته دعا حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح امس الي فتح تحقيق فوري وعاجل لفحص ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء الإنهيار الكبير والمدوي في صفوف الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، والتي أنفق عليها خلال السنوات الماضية ملايين الدولارات.
وكان دحلان وابو شباك من ابرز من قادوا الاجهزة الامنية وخصوصا جهاز الامن الوقائي ومقره الرئيس الذي استولت عليه حماس الخميس ورفعت رايتها الخضراء علي سطحه.
وقال عبد القادر في تصريح صحافي ان ما جري يطرح علامة استفهام كبيرة ما يستوجب إجراء تحقيق عاجل لمعرفة أسباب ما حدث، لأن ما جري هو انهيار الأذرع الضاربة للسلطة.
وأشار عبد القادر الذي شغل في السابق عضوية المجلس التشريعي عن دائرة القدس، الي أن المجلس السابق كان طالب أكثر من مرة بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية علي أسس مهنية وليس شللية، وبالتالي ما حدث كان نتيجة أخطاء إرتكبتها حركة فتح ونتيجة خلل أدي الي تشويه بنيوي وصحي للأجهزة الامنية، مضيفاً لو كان هناك أجهزة تعمل بأصول مهنية، وذات هيكلية متراصة لم كان بمقدور حماس، ولا أية جهة إنقلابية أن تهزم هذه الأجهزة.
وينتقد مسؤولون في فتح وفي الاجهزة الامنية ادارة ابو شباك للاشتباكات المسلحة مع حماس من خلال مكتبه برام الله مع علمه من قبل رجالاته في غزة بان وضعهم صعب خصوصا وان ذخيرتهم نفدت ومعنوياتهم انهارت وقادتهم جالسون في رام الله في الغرف المكيفة.
ويسخر العديد من رجال الامن من مطالبة القادة لعناصرهم بالصمود بوجه حماس بغزة، في حين فر قادتهم وزعماؤهم من قطاع غزة تاركينهم للمجهول.
اما دحلان الذي عاد الي رام الله في الايام الماضية وخلال اشتداد الاشتباكات المسلحة مع حماس في غزة فقد استقبلته العديد من الاصوات الفتحاوية المطالبة باستقالته كمستشار للامن القومي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ذلك المنصب الذي فجر خلافات واسعة مع حماس سابقا كانت فتح بغني عنها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف