الأسد يهدد بـ ’’حرث لبنان’’ وصواريخ الكاتيوشا أول الغيث
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت - "السياسة"
دمشق - خاص
كشفت مصادر موثوقة لـ "السياسة" ان الرئيس السوري بشار الاسد مستاء جدا من مقررات الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بعد ان نقل اليه وزير خارجيته وليد المعلم موقف السعودية ومصر الحازم بشأن رفض التدخل السوري في لبنان ودعم دمشق فصائل ارهابية لزعزعة الامن فيه. وقال الاسد حرفيا "سيرون كيف سأحرث لبنان".
وتنفيذا لكلام الأسد قامت مساء امس عناصر تابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة التي يرأسها احمد جبريل باطلاق صواريخ كاتيوشا عيار 107 معدلة في ايران اصاب اثنان منها مستوطنة كريات شمونة في شمال اسرائيل.
وقالت المصادر ان هناك ما يزيد على ثمانين صاروخا معدة للاطلاق على دفعات وذلك لتحريك الجبهة مع اسرائيل واشعال الوضع بعد معلومات عن ان الجيش اللبناني بات قاب قوسين او ادنى من انهاء ازمة مخيم نهر البارد والقضاء على عصابة شاكر العبسي.
وكشفت المصادر ان هناك استنفارا للجيش السوري على الحدود السورية - اللبنانية من جهة البقاع بالتزامن مع ما تردد عن تأهب في صفوف منظمتي "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية" في مواقعهما في البقاع.
وقد اهتزت الساحة الجنوبية اللبنانية امس على وقع اطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا باتجاه مستعمرة كريات شمونة في شمال اسرائيل, وقد سقط صاروخان في المستعمرة المذكورة فيما سقط صاروخ ثالث بالقرب من موقع لقوات "اليونيفيل" في بلدة حولا في جنوب لبنان, وعثر على صاروخ رابع قرب بلدة العديسة لم يستخدمه المسؤولون عن اطلاق الصواريخ بعدما تعذر عليهم اطلاقه.
ويعتبر هذا الحادث الاول من نوعه منذ توقف الحرب التي شنتها اسرائيل في يوليو من العام الماضي ضد لبنان, وقد سارع "حزب الله" الى نفي اي مسؤولية له عن الحادث, فيما وجهت اصابع الاتهام نحو جماعات فلسطينية موالية لسورية, وهو الاحتمال الذي رجحته مصادر امنية لبنانية استنادا الى تحقيقات اولية وشهود عيان تحدثوا عن سيارة او سيارتين مدنيتين اقلتا المسلحين والصواريخ الى حيث تم اطلاقها.
وحملت اسرائيل ايضا جهات فلسطينية مسؤولية الحادث, ونقل عن مسؤول اسرائيلي يرافق رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي يزور الولايات المتحدة ان الفلسطينيين هم الذين يقفون وراء اطلاق الصاروخين على كريات شمونة وانهم كانوا يحاولون استثارة رد عسكري اسرائيلي, لكن اسرائيل لن تنجر وراء ذلك.
وعلى الرغم من الاستهداف المباشر للصواريخ والذي طال شمال اسرائيل فإن ثمة استهدافا اخر بحسب بعض المراقبين وهو النيل من امن واستقرار لبنان وتشتيت اهتمام الجيش اللبناني الذي سارع الى تعزيز دورياته ونقاطه الامنية في محيط اطلاق الصواريخ وعلى بعض الطرقات المؤدية من والى الجنوب بحثا عن السيارة المشتبه بنقلها الصواريخ والمسلحين الذين اطلقوها.
ومن الجنوب اللبناني الى الشمال يبقى الهم الامني واحدا حيث يواجه الجيش فلول عصابة شاكر العبسي في مخيم البارد للاجئين الفلسطينيين. وقد افادت المصادر الامنية اللبنانية ان عناصر الجيش بسطوا سيطرتهم على اكثر من 90 في المئة من الجزء الجديد من مخيم نهر البارد وهو ما ادى الى انكفاء مسلحي العبسي باتجاه الجزء القديم من المخيم وهو الجزء الذي سيواجه فيه المسلحون عقبة فقدان التحصينات وهو الامر الذي يؤشر الى اقتراب نهاية حسم المواجهة والقضاء على المسلحين او لجوئهم الى خيار الاستسلام.
وكان الجيش اللبناني استطاع خلال الايام القليلة الماضية فرض السيطرة على محيط موقع التعاونية وموقع صامد اللذين اصبحا في حكم الساقطين بايدي الجيش ولم يعد امام افراد عصابة العبسي غير موقع الاونروا الذي تواصل مدفعية الجيش استهدافه كآخر الحصون علما ان بعض المعلومات تحدثت من داخل المخيم ان عددا من عناصر "فتح الاسلام" لجأوا الى بعض الاحياء التي كان يسيطر عليها تنظيم "فتح" بقصد استخدام من تبقى في المخيم من المدنيين كدروع بشرية يحتمون بها ويؤدي مقتلها الى تأليب الرأي العام ضد اجراءات الجيش الذي يصر, وفق ما اعلن قائده العماد ميشال سليمان امس ان لا مجال امام المسلحين الا تسليم انفسهم لمحاكمتهم عن التعرض لعناصر الجيش.
وفيما تبدو اجواء مخيم البارد متجهة نحو حسم وشيك كما تتوقع بعض الاوساط الامنية اللبنانية, فإن اتجاهات الوضع السياسي المحلي المأزوم لا تبدو محسومة وهي بانتظار مبادرة الوفد العربي الذي يرأسه امين عام الجامعة العربية عمرو موسى والذي يصل غدا الى بيروت للبحث في حل للازمة المتمادية والتي ازدادت حدتها مع اغتيال النائب في كتلة "المستقبل" وليد عيدو قبل ايام وتراجع موضوع توسيع الحكومة الى درجة ثانية وثالثة بعد اجراء الانتخابات الفرعية التي اقرتها الحكومة في الخامس من اغسطس المقبل لانتخاب بديلين للنائبين المغتالين عيدو وبيار الجميل.
وعلى الرغم من التطمينات التي يوحي بها موسى واعلان الافرقاء اللبنانيين قبولهم بأي مبادرة للحل تأخذ في الاعتبار هواجسهم فإن لجوء الطرفين لاسيما المعارضة الى تصعيد المواقف من شأنه ان يضع العراقيل امام نجاح مسعى موسى والفريق العربي المرافق.
وقد برزت امس حملة منسقة بين بعض اطراف المعارضة يبدو انها تهدف الى رفع سقف تصعيدها ومطالبها وجاءت هذه الحملة منسقة بين التيار العوني الذي اعلن تراجعه عن المشاركة في الانتخابات الفرعية ما لم يوقع مرسوم الانتخاب رئيس الجمهورية وبين "حزب الله" الذي استنفر اكثر من مسؤول فيه ليعلن ان لا موقف له من مرسوم الانتخابات رغم قراره المبطن بالوقوف ضدها وان المطلوب بالنسبة اليه حكومة الوحدة الوطنية والا فلا انتخابات رئاسية, وهذا يعني حكما الاتجاه الى خيار الحكومة الثانية وهو الخيار الذي دعا اليه القيادي في حزب البعث السوري الوزير السابق فايز شكر الذي دعا لحود الى "قرار جريء" على هذا الصعيد.
فيما تولى نواب حركة "أمل" التأكيد على "وحدانية" خيار الحل والمتمثل بحكومة الوحدة الوطنية, علما ان هذه المواقف تكاملت مع ما حمله رئيس الجمهورية في جعبته امس الى لقائه البطريرك نصر الله صفير في بكركي.
اما قوى الاكثرية فقالت كلمتها وحددت خيارها باجراء انتخاب بديلين للنائبين الراحلين عيدو والجميل واعطاء الضمانات التي تطمئن قوى 14 اذار لمنح المعارضة الثلث المعطل في تشكيلة الحكومة واجراء انتخابات رئاسية في موعدها, وهي عناوين تختصر الازمة السياسية برمتها وتشكل مفتاحا لحل التعقيدات القائمة وانخراط الجميع في مشروع الدولة.
وما بين الاكثرية والمعارضة برز امس موقف لافت للبطريرك صفير في عظته بقداس الاحد حيث انتقد ذهاب كل فريق الى تفسير الدستور على هواه وتحميله ما لا يحتمل حتى ان بعضهم لم يتورع عن زج البطريركية المارونية في المعترك وهي على مسافة واحدة من الجميع مستغربا ان يكون هناك في الوطن من يجرؤ على التفكير بحكومتين ورئيسين ولبنانين كأننا نسينا ما حدث سابقا من تجربة مرة لا تزال قائمة في الذاكرة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف