سوريا أمام مفترق طرق وخيارات...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعوةٌ لمساعدة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخيارات المواجهة والسلام التي تواجه سوريا، ودعوة لسحب القوات الكورية من العراق... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية.
"التعجيل بمساعدة الفلسطينيين":
صحيفة "تورونتو ستار" دعت رئيسَ الوزراء الكندي ستيفن هاربر، ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، إلى التعجيل بإرسال مساعدات كندية للفلسطينيين، وهي المساعدات التي بلغت قيمتها في 2004-2005 إلى حدود 35 مليون دولار. الصحيفة قالت إن على كندا أن تهب لمساعدة حكومة الطوارئ التي شكلها محمود عباس بعد حل "كومة الوحدة لوطنية" وذلك كمؤشر على رغبة "أوتاوا" في دعم قوى الاعتدال، على أن يشفع هاربر هذه المساعدات برسالة واضحة تدعو للشفافية من جانب حركة "فتح".
بيد أن الصحيفة لفتت إلى ضرورة أن ينتبه هاربر أيضاً إلى المعاناة الإنسانية في قطاع غزة. وفي هذا السياق، شددت على أهمية أن تسير "أوتاوا" على خطى واشنطن التي زادت من دعمها لوكالة "الأونروا" و"برنامج الغذاء العالمي"، وغيرهما من منظمات الإغاثة الإنسانية التي ترسل المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الضروريات إلى غزة المعزولة، مشددة على أنه إذا كان من المهم ألا يذهب أي دعم كندي لنظام "حماس"، فإن على "أوتاوا" أن تعمل وتتعاون مع أطراف وسيطة من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين. كما دعت رئيس الوزراء الكندي إلى حث نظيره الإسرائيلي إيهود أولمرت من أجل التعاون مع جهود الإغاثة الإنسانية الدولية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن رداً كندياً يدعم عباس بسخاء من دون التخلي عن سكان غزة هو أفضل طريقة لإرسال رسالة مؤداها أن الفلسطينيين يمكنهم الفوز عبر احتضان زعماء مستعدين لصنع السلام.
"سوريا أمام مفترق طرق":
كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "ذا هيندو" الهندية لافتتاحية عددها ليوم الثلاثاء والتي اعتبرت فيها أن سوريا توجد اليوم أمام مفترق طرق ينطوي على مخاطر وفرص. أما المخاطر فتكمن في خلافات سوريا مع الولايات المتحدة على خلفية عدة مواضيع، ومن ذلك علاقاتها مع إيران، ودعم "حزب الله" و"حماس"، وتخلفها عن إغلاق الحدود مع العراق، وكلها مواضيع -تقول الصحيفة- تتسبب للولايات المتحدة في متاعب كثيرة. علاوة على ذلك، أشارت الصحيفة إلى المناورات العسكرية السورية والإسرائيلية المتزامنة، مضيفة أن ثمة احتمالاً لانتهاء الهدنة على جانبي مرتفعات الجولان في حال أساء أحد الطرفين حساب أو تأويل المعلومات الاستخباراتية وبادر بعمل عسكري. على أن التهديدات العسكرية ليست سوى جزء من المشكلة على اعتبار أن سوريا قد تجد نفسها أمام شبح عقوبات دولية في حال خلص التحقيق الذي تشرف عليه الأمم المتحدة إلى تورط مخابراتها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ومن جهة أخرى، رأت الصحيفة أن أمام سوريا فرصاً أيضاً، ومن ذلك إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في وقت سابق من هذا الشهر عن استعداده للتفاوض مع دمشق. كما رأت أن سوريا تتوفر على أوراق قوية، ومن ذلك حدودها مع العراق، حيث توقعت أن تنظر واشنطن إلى إغلاق فعلي للحدود السورية مع العراق نظرة تقدير، وهو ما لن يكلف سوريا شيئاً -تواصل الصحيفة- علاوة على أنه سيحول دون عبور "الجهاديين" من العراق إلى أراضيها.
حان وقت الرحيل "الكوري" من العراق:
دعت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد إلى سحب القوات الكورية الجنوبية من العراق. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالحديث عن عدد من المؤشرات التي تفيد برغبة المسؤولين في سيئول في تمديد بقاء القوات الكورية في العراق، ومن ذلك إعلان وزير الدفاع "كيم يانغ سو" أمام الجمعية العامة الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة طلبت من كوريا الاستمرار في البقاء في العراق، وتقرير "المعهد الكوري لتحليلات الدفاع" الذي يوصي بتمديد المشاركة الكورية في بلاد الرافدين من أجل تأمين فرص للشركات الكورية في الفوز بحقوق التنقيب عن النفط ومشاريع إعادة الإعمار؛ لتخلص إلى أن الأمر يتعلق هنا بسعي وزارة الدفاع إلى جس نبض الرأي العام الكوري بخصوص هذا الموضوع قبل البت فيه لاحقاً. الصحيفة رأت أن "السبب الوحيد" لبقاء القوات الكورية في العراق يكمن في حقيقة أن "سيئول لا تستطيع رفض طلب واشنطن"، وهو ما اعتبرته أمراً محيراً على اعتبار أن الولايات المتحدة نفسها تشهد معارضة قوية لفكرة بقاء القوات الأميركية في العراق. ثم تساءلت حول ما إن كانت سيئول تنوي البقاء في العراق طوال الفترة التي تريدها واشنطن في وقت يدور فيه الحديث عن رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على نحو 50000 جندي في العراق لفترة طويلة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الوقوف إلى صف حليف يسعى وراء هدف غير مبرر ليس الشيء الذي يجدر بصديق حقيقي أن يفعله تجاه صديقه، مضيفة أنه لم تعد هناك أسباب -أخلاقية أو عملية- لإجبار القوات الكورية على البقاء في بلد خطير بشكل متزايد.
الانقسام الفلسطيني:
صحيفة "ذا أستراليان" تحدثت عن حالة الانقسام في الأراضي الفلسطينية في ضوء سيطرة "حماس" على قطاع غزة بعد نحو أسبوع من الاقتتال بين "حماس" و"فتح". وفي هذا الإطار، رأت الصحيفة أن العالم بات يواجه اليوم، بعد هزيمة "فتح" في غزة، شبح تحول القطاع والضفة الغربية إلى مناطق يحكمها المسلحون الذين يقاتل بعضهم بعضاً. وقالت إنه إذا كانت "حماس" تقول إن جوهر الصراع يكمن في رغبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في التفاهم مع إسرائيل، فإن الصراع يدور أيضاً حول السلطة والنفوذ وتوزيع المناصب. الصحيفة اعتبرت أن قطاع غزة بات اليوم، بعد سيطرة "حماس" عليه، على شفا التحول إلى "ساحة أخرى من ساحات الشرق الأوسط التي تتصارع فيها قيم العالم الحديث وقيم العصور الوسطى"، مضيفة أن المثير للسخرية هو أن "حماس" وصلت إلى السلطة على إثر انتخابات حُرة وعدت فيها الفلسطينيين بتقديم خدمات أفضل من تلك التي كانت تقدمها "فتح"؛ لتذهب إلى أنه لو أن سكان غزة مُنحوا اليوم الفرصة، لصوتوا ضد "حماس" بسبب عنف الأسبوع الماضي ورفضها التفاوض مع إسرائيل الذي أفضى إلى انقطاع المساعدات الغربية عن الفلسطينيين.
إعداد: محمد وقيف