جريدة الجرائد

إبراهيم شمس الدين: أذكر شيعة لبنان بأنهم شيعة اثني عشرية جعفرية لا اثني نية وزيدية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أكد أن ما يجري في نهر البارد عدوان تتعامل معه الدولة بمنطق الدولة




بيروت - صبحي الدبيسي


رأى الشيخ ابراهيم شمس الدين نجل الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان ما يجري في "نهر البارد" هو عدوان يتم التعامل معه بطريقة صحيحة ووفق منطق الدولة, مستبعدا اية علاقة لما يجري في الشمال, بموضوع توطين الفلسطينيين في لبنان, متسائلا تحت اي عنوان يمكن حماية المخيمات من اسرائيل, خصوصا واننا لم نر في السنوات الاخيرة الا تقاتلا واقتتالا واسترهانا.

شمس الدين رأى في حديث لmacr; "السياسة" ان مسؤولية الامن على كل الاراضي اللبنانية هي مسؤولية الدولة (من يسكن بيتي يجب ان يتبع قانوني), مستذكرا نص الوصايا التي وضعها والده الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في موضوع العراق, ومؤكدا ان العراق غير لبنان فاللبنانيون خاضوا التجربة وسفكت دماء كثيرة ولا يمكن ان يتحول لبنان الى عراق آخر.

وقال شمس الدين ان من ماسي العمل السياسي في لبنان, ان كل جهة اما تريد ان تضمك اليها وتجعلك منها واما ان تنفيك الى جهة اخرى على طريقة من ليس معي فهو ضدي, مطالبا الجميع بالقبول بصيغة الدولة, متسائلا كيف تُلعن هذه الحكومة وتخون, ويريدون التمسك ببيانها الوزاري وكيف يطالبون بتغييرها في مقابل عدم تغيير بيانها الوزاري, مشددا على انه كان يفترض تعيين وزراء بديلا عن الوزراء المستقيلين, مؤكدا ان هذه الحكومة شرعية ودستورية وقانونية.

وفي موضوع المبادرة الفرنسية رأى شمس الدين فيها بوادر ايجابية, محذرا من ان يتم استيلاء او تلقيح لشيء يشبه حلفا رباعيا او خماسيا, رافضا تحول البلد الى بلد لجان, مطالبا ان ينضوي الجميع تحت راية الدولة, وليس على طريقة نحن نريد دولة ولا نسمح بقيامها ونريد جيشا ونتعامل معه وكانه حرس بلدية.
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي طالب شمس الدين ان يتم في سياقه الصحيح وفي موعده ودستوريته لان الكل يخسر اذا تعذر انتخاب رئيس للجمهورية.
شمس الدين ذكر شيعة لبنان بقوله انتم شيعة اثني عشرية جعفرية سيرتكم سيرة اهل البيت ولا تقبلوا ان يحولكم احد الى شيعة اثني نية زيدية, رافضا قيام تنظيم شيعي جديد ومعتدل ليس لان الموجود جيد, بل لانه كاف ولا يحتمل اكثر مما هو, مطالبا بقيام عمل وطني عام يشترك فيه عديدون لان ليس هناك مشكلة شيعية خاصة.
وفي ما يلي نص الحوار:

* ما رؤيتكم لما يجري في "نهر البارد"?

ما يجري في "نهر البارد", ليس احداثا. فاذا وصف الامر بالاحداث نكون اعطينا الامر اقل بكثير مما هو عليه. "نهر البارد" هو عدوان يتم التعامل معه بطريقة صحيحة.. بطريقة الدولة ومنطق الدولة. بما تقتضيه اصول الدفاع عن النفس... هناك عدوان من جماعة مسلحة غير معروفة دون الدخول بالاسماء والتصنيفات... ما حصل هو عدوان على الجيش وبالتالي... هناك عدوان على الدولة اللبنانية..

التي هي اطار الناس.. العدوان ينبغي ان يواجه, وتمت مواجهته والجيش اللبناني يقوم بواجبه بما ينبغي له.. اذا كانت النهاية من هذا العدوان سريعة او ستتم قريبا اعتقد ان الجيش كمؤسسة محترفة يعرف كيف يتصرف وياخذ كل الاعتبارات بالحسبان... ويعرف ايضا ان هنالك مدنيين اسرى لمسلحين او اسرى لوضع ميليشيوي.. او اسرى لوضع عسكري, كما هو موجود في مناطق خارج المخيمات حيث هناك غلبة وتسلط.. طبعا الامر ما كان ينبغي ان يتم وبهذا المعنى غير مفهوم... وسط الدنيا, تظهر جهة ما غير معروفة, تقوم بعمل اجرامي يتبين انه دُبر في مكان ما ونعتدي على الدولة, في مكان, ولا يمكن الا ان يرد عليه من قبل الجيش.. كلما فكرنا بهذا الموضوع يتوضح بان هذا الامر كان مهيئا له. فيما يعنيني كمواطن ان هذا الامر يجب ان يحسم مهما كانت المواجهات, ومهما وضعت امامه من عراقيل بغض النظر عن النوايا التي حركته او النتائج التي يعتقد البعض انه ممكن ان يجنيها منه. هناك وضع شاذ غير طبيعي يجب ان ينتهي.. وهناك اجماع لبناني للانتهاء من هذا الامر, حتى لو سمعنا تصريحات علنية فيها لحن بالكلام.. ولحن في التعبير ولكن ضمنا هناك موافقة على انهائه.

* عندما يقال لا تنتهي الحرب في "نهر البارد" الا اذا تشكلت حكومة وحدة وطنية. ماذا يعني هذا الكلام وكيف يتم الربط بين الاعتداء على الجيش والشان الداخلي اللبناني?

اذا كان هذا الكلام صحيحا فانني لا استطيع التعليق, لان المسالة لا يعلق عليها, يفترض الا يكون هناك ربط بين ما يجري في "نهر البارد" والموضوع الداخلي. ويفترض بحسب علمي ان تكون الحكومات الوطنية تضم مواطنين من نفس البلد, وبالتالي الحكومة اللبنانية يجب ان تضم لبنانيين فقط. ليس على علمي انها يمكن ان تضم فلسطينيين, حتى يكون هناك ربط بين احداث تجري في مخيم يضم عربا ومنكوبين فلسطينيين... انا متاكد ان اهالي مخيم "نهر البارد", لا يطالبون ان يكونوا اعضاء في الحكومة او مدراء عامين او يكونوا وزراء.. وبالتالي الربط ليس له معنى, وهو غريب.. هو صيد في غير ميدان الصيد.

* هل هناك بوادر توطين على خلفية ما يجري?

لا اعتقد ذلك, ولا افهم كيف يمكن ان يتم ذلك, موضوع التوطين نتكلم عنه دائما او يستجلب دائما... بالمبدا وعلى مستوى العقيدة لا توجد جهة صغيرة او كبيرة, في حدود علمي, وفي حدود ذاكرتي, الا وصرحت انها تعارض التوطين, وهذا امر طبيعي.. وهناك اجماع شعبي ورسمي على رفض الامر والكل يتبرا منه. كيف يمكن ان تكون هناك علاقة بين دفاع الجيش في "نهر البارد" ضد بعض المسلحين الذين يختبئون في المخيم وبين التوطين? هل يريد هؤلاء المسلحين ومن يمكن ان يكون معهم او وراءهم ان يغلبوا الجيش حتى يستوطنوا لبنان رغما عن اهله? هذا الامر لن يتم, لان الاستيطان او التوطين في لبنان سيكون بين الناس... هناك رفض لهذا الامر... هل يعتقد البعض بان الاذية الاجتماعية التي يمكن ان يتعرض لها بعض المقيمين ان تغير اهليتهم ووطنيتهم العامة في موضوع المواطنة وفي موضوع الجنسية? ايضا لا اعتقد.

* الوضع في مخيم "نهر البارد" يفتح موضوع المخيمات الفلسطينية بشكل عام, والسلاح الفلسطيني بشكل خاص كما ظهر في "نهر البارد" في حين كانت القيادات الفلسطينية تقول بانها سلمت سلاحها للجيش منذ عام 1992. فلماذا كل هذا السلاح في المخيمات, وما هو رأيك في هذا الموضوع?

اولا: لا حاجة للتذكير بما اصطلح عليه في اجتماعات الحوار التي انعقدت في مقر مجلس النواب. موضوع السلاح او ما يصطلح عليه بالسلاح الفلسطيني هو من الامور التي طرحت. وانا من الان اقول بانه ليس سلاحا فلسطينيا, هو سلاح يحمله فلسطينيون واخرون الان ولكن يقيمون في امكنة عنوانها فلسطين. ولا يجب برأيي ان يكون هناك اي سلاح خارج المخيمات. ولا يجب ان نرسم او ان نقيد انفسنا بهذه الخطوط او بهذه الحدود الوهمية. التي هي داخل المخيم او خارج المخيم. اصلا لا ينبغي لاية جهة ان تحمل السلاح بشكل غير طبيعي الا في اطار الدولة اللبنانية والشرعية اللبنانية, فلسطينيون او غير فلسطينيين.. لبنانيون او غير لبنانيين, الامر محسوم والمسألة لا تتطلب النقاش او الكلام اطلاقا.. التحدث في امر غير شرعي وغير مقبول.. وغير قانوني وغير دستوري..

رأيي الشخصي انا لا افهم مع احترامي للكل, عنوان حماية المخيمات ضد اسرائيل.. كما سمعت عن لسان البعض, اي سلاح موجود يستطيع ان يحمي المخيمات من اسرائيل.. ولقد شاهدنا ذلك منذ عام 1982 وما قبل, ما هو السلاح الذي يمكن ان يحمي المخيمات. وفي السنوات الاخيرة لم نر الا تقاتلا واقتتالا, واسترهانا ربما حماية الفلسطينيين ممن داخل المخيم? نحن متفاهمون بان ليس له اية حاجة خارج المخيم وفي داخل المخيم ماذا يوجد, هل له عمل امني? انا افهم من يسكن بيتي يجب ان يتبع قانوني. انا افهم مسؤولية الامن على كل الاراضي اللبنانية هي مسؤولية الدولة. تحصل اعاقات.. تحصل قرارات.. من غير الممكن معالجتها الان.. ولكن بالمبدا ممكن.. السلاح هل يحمي الفلسطينيين من بعضهم.. هل يحمي مواطنين فلسطينيين ضد مسلحين اخرين?...

* حكي عن وجود قاعدة في لبنان, هل ترى ان ما يجري في الشمال والبقاع يؤكد على تحركات القاعدة بعد الكشف عن عدد كبير من الخلايا التي كانت نائمة في البقاع وغيرها من المناطق? وما هي المعلومات التي لديكم حول هذا الموضوع? او هل هناك مجال لعرقنة لبنان?

لا املك اية معلومة اطلاقا, الامور الامنية عادة تكون سرية. موضوع العرقنة.. هو العراق, ربما هناك محاولات لعرقنة لبنان ولكن العراق غير لبنان.. واللبنانيون خاضوا هذه التجربة وسفكوا دماء كثيرة وسقطت ارواح ودم وحزن ومرارة وخسائر هائلة واسى في كل شيء, ولا اعتقد انه يمكن ان يتحول لبنان الى عراق اخر. وان كانت جهات تحاول ربما ان تجعل من القتيل قاتلا, ولكن نحن نرفضه.

* بالنسبة لموضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فان قوى الاكثرية ترفض البحث في هذا الموضوع ما لم يحسم الجيش الوضع في "نهر البارد", والمعارضة مستعجلة لتعديل حكومي او تغيير حكومي, ما هي قراءتك لصورة الوضع?

من مآسي العمل في لبنان بالشأن العام ان كل جهة تريد اما ان تضمك اليها وتجعلك منها واما تنفيك الى جهة اخرى. على طريقة من ليس معي وفي داخلي ويأتمر بأمري فهو ضدي قطعا ويقينا. والناس استلبت ارادتها بهذا المعنى وانا لا انزه احدا. اي حكومة في لبنان يجب ان تكون حكومة وحدة وطنية ولها تفاصيل كثيرة, في الدستور وفي نمط العلاقات وكيف تتشكل.. الحكومة هي السلطة الاجرائية المكان الذي يمارس فيه اللبنانيون بكل فئاتهم.. السلطة التنفيذية الاجرائية مجتمعة داخل مجلس الوزراء.

الكل يجب ان يقبلوا بصيغة الدولة اللبنانية كي يدخل الجميع في سلطتها التنفيذية. لا احد يستطيع القول انه يريد حصة ليشارك في السلطة التنفيذية ويقول لا اقبل مفهوم الدولة بكل قواعدها.. عندما تريد ان تدخل باي نظام يجب ان تخضع لهذا النظام. وتقبل قوانينه.. وفي الدولة نفس الشيء تريد المشاركة يجب ان تقبل الصيغة... وعندما تدخل الى مجلس العمل ايضا يجب ان تقبل بنظام مجلس الوزراء وطرق اتخاذ القرارات والمشورة والاليات.. الحكومة يجب ان يكون لها برنامج عمل. وليس استكشاف البعض في الداخل... هذا لا يجوز.. مجلس الوزراء هو مقر السلطة الاجرائية وليس السلطات الاجرائية.. من يريد الدخول, عليه بقبول الصيغة? لا اعرف ايضا لماذا ربطت الاكثرية موضوع الحكومة بما يجري في مخيم "نهر البارد". وانا اعترف ان هناك امورا كثيرة لا اعرفها ولا افهمها. ان نضع شروطا للدخول.. هذا امر مستغرب الشرط عادة ان يكون للتوافق..

التوافق على الية العمل.. نضع برنامجا.. ونعمل بموجبه.. اقرا احيانا ما بين السطور هذه الحكومة التي تُهاجم وتُلعن وتُخون.. ومن يقوم بتخوينها متمسك ببيانها الوزاري. لا يريدونها كما هي.. ولكن يريدون نتاجها, يريدون توسيع هذه (اللعنية) لتصبح مباركة. وانا اسال لماذا المطالبة بتغيير الحكومة في مقابل عدم تغيير بيانها الوزاري? البيان الوزاري يتضمن اشياء بحاجة للتبدل. ايضا هناك اشياء تتطلب حوارا.. هذا الدخول مشروط.. اريدك ولا اريد منطقك, او اريد منطقك ولكن بدونك. اريد نصك ولكن بدون توقيعك. يضعون شروطا غير واضحة.. وينبغي الا يكون هناك اي شرط من اية جهة..

الضمانات هي ضمانات الوطن وضمانات الدولة.. المشكلة هناك عقل حزبي في كلتا الجهتين. ما يصطلح عليه بالمعارضة شطارتها الاعلامية اكثر بكثير مما يصطلح عليه بالموالاة... يعني كلهم موالاة في مكانين, ويضحكون علينا كلنا, الجهة التي تضع شروطا ليست مالكة للدولة حتى تضع شروطها. كلنا علينا شروط عندما ندخل الى الدولة.. التقيد بنظامها ودستورها ومؤسساتها. والا لم يبق منها الا بقية قليلة يجب المحافظة عليها والا نصبح امام انهيار كلي.. الدولة ملك الناس.. الدولة هي تقريبا الامة مع فهم هذا المعنى. ولا احد يتفلسف علي ويقول ابراهيم محمد مهدي شمس الدين يريد امة لبنانية.. لا.. ليس كذلك. الدولة بمفهومها العام يجب ان تقارب مفهوم الامة هي ملك الناس. ومصلحتهم وحقهم.. الدولة هي حق للناس وللمواطنين كما هي الحياة حق للاحياء.. والعيش الكريم حق للاحياء.. لي الحق بدولة صحيحة وعادلة وكريمة ونظام لا يتغير.. لا دولة فيها دائما استثناء ولمرة واحدة.. هذه ليست دولة.. اطلاقا.

* عندما استقال الوزراء الشيعة طرحت مسالة البدائل وقيل في حينه انه لم يعين وزراء بدائل حفاظا على سلامة البديل. هل ساوركم قلق اذا ما حصل تعيين وزراء بدل الوزراء المستقيلين كانوا يتعرضون الى خطر ما وكيف يمكن لفئة ان تستأثر بقرار طائفة لعبت دورا مهما بتاريخ هذا البلد وتمنع على البعض المشاركة في بناء الوطن?

في الشق الاول من السؤال, انا مباشرة لم اشعر ولن اشعر تحت اي عنوان بوجود وزراء بديلين عن الوزراء المستقيلين او المستنكفين لا اعرف وهذه واحدة من الاشياء العجيبة. انا شخصيا لم اشعر ان المسالة, ممكن ان تكون مسالة خطيرة ولا اعتقد ان في داخل ما سميته انت الطائفة الكريمة من اللبنانيين المسلمين الشيعة بهذا الترتيب وهذا التلازم نحن لبنانيون ونحن مسلمون ونحن شيعة. لا تنافر ولا افتراق ولا اعتقد ان احدا يمتهن القتل اداة للتعبير السياسي او للارغام. تحصل مضايقات, وكلام لا معنى له.. وتحريض من سفهاء نعم..

الامر الثاني: انا لا اعرف ولا ادعي اطلاقا في فهمي واسترجاع الذاكرة ان الدولة كان ينبغي بعد فترة ان تقوم بما ينبغي عليها عمله في هذه الحالة.. حتى يكون الامر صحيحا ومستقلا. ويقوم نصاب بالكامل.. بمعنى العملي الصحيح والعددي القائم ان هناك مستقيلين ينبغي اما ان تستقيل الحكومة او ان يستبدلوا طبقا للاليات الصالحة, هذا الامر لم يقدم عليه يقال خشية من كذا وخشية من كذا. وسألني البعض وقلت: قوموا بما عليكم ان تقوموا به... ولا يجوز تبرير عدم اقدامهم على هذا الامر كي لا يحصل كذا... الامر فيه مخالفة دستورية... كان يفترض معالجته بغير هذه الطريقة.

* لو جرى تعيين وزراء بدائل ولم يوقع رئيس الجمهورية على مرسوم تعيينهم. ماذا كان حصل بالنسبة للوزراء المعنيين?

الالية الدستورية في تشكيل حكومة وتعيين وزير تقول بتوقيع رئيس الجمهورية.. البحث في صلاحيات الرؤساء يتطلب بحثا اخر ومستقلا.. وهذا يعني ان رئيس الجمهورية يعرقل عملا ولا يقوم الا بما ينبغي ان يقوم به ويعطل نصاب كامل لحكومة ليبقى هناك حجة للبعض حتى يقول هذه الحكومة فاقدة للشرعية وينقصها كذا وكذا.. انا لا استطيع ان ادعي ان رئيس الجمهورية كان ليفعل ذلك.. لم يعرض عليه الامر ورفض. لم يجربوا ليتأكدوا بان الرئيس يرفض ذلك.. قالوا: كان سيفعل كذا هذه تعابير انشائية لا نعرف مدى صحتها كان ينبغي الاقدام على تعيين البديل وليحشر الاخرون.. في هذا البيان. انا اقول هذه الحكومة شرعية وقانونية ودستورية. كيف ما كان قول البعض او الجميع وكائنا من كان. ورئيس مجلس النواب يعلم ان هذه الحكومة شرعية وقانونية ودستورية وكل ما يدلي به من حجج وتوصيفات في غير مكانه.

* الان هل ترى عودة الوزراء امرا سليما بعد هذه القطيعة?

هذا الامر نرحب به ونحبذه كما فعلنا في المرة الاولى قالوا عندما اعتكفوا ان ابراهيم شمس الدين يسعى ان ياتي وزيرا.. قلنا لا حول ولا قوة الا بالله.. عندما اطلقنا نداءنا الشهير من مقر مجلس الوزراء الى الوزراء المعتكفين.. ان عودوا الى عملكم ومراكزكم ومشاركتكم التي انتم اخترتموها لانفسكم ايضا, غضبوا وقالوا: الشيخ ابراهيم يطلب منا العودة ونحن اتخذنا قرارنا بالاعتكاف يعني انه ضدنا. احترنا بهم. نسعى لعودتهم.. يستغربون.. الامر الصحيح نصفه بانه صحيح.. والامر غير المناسب نقول بانه غير مناسب, من اية جهة كان نحن لا نحازب احدا..

* لماذا نرفض الحوار في لبنان ونرفض اليد الممدودة ونوافق عليه في باريس?

سؤال وجيه, حلاوة الفرنسيين ربما احلى من حلاوة بعض اللبنانيين.. الاستجابة لها ربما اسرع.. في ما يتعلق بما يسمى مبادرة فرنسية. وانا مطلع على شيء منها واعتقد ان فرنسا تريد مصلحة لبنان بما هو دولة ووطن وليس بما هو فئات او حزب او احزاب.

المبادرة الفرنسية مرحب بها فرنسا دولة صديقة, الفرنسيون هم انفسهم, يقولون "فلنكن مؤدبين في التعبير عن اطروحتهم حول حجم الامال او التوقعات منها".. تقديمهم الامر هو متواضع ومحدود ويعكس حدثا في محله. ربما في الحسابات المعقدة سياسيا لا ارى هذا الامر.. الامر بحد ذاته حسن نعم. الجهات اللبنانية هنا ترفض ان تجتمع وربما لا تتمكن من الاجتماع.. الاجتماع في الخارج ربما يكون امرا حسنا. ممكن لهم.. ولكن السؤال لماذا انا وانت لا نستطيع ان نجتمع هنا ونستطيع ان نجتمع في دولة اخرى ربما يعكس احساسا بمناخ حرية اكثر في فرنسا على ما هو عليه في لبنان. حتى الان لم تصل الامور الى نهايتها نسمع تحفظات, وقبل الوصول الى الموعد, لا نرى بوادر ايجابية, خاصة فيما يتعلق بالمدعوين وحجم المشاركة, ولكن مهما يكن مستوى التمثيل وعدد الحضور واسماؤهم, تحت اي شكل من الاشكال نرفض رفضا قاطعا ان يتم استيلاد او تلقيح لشيء يشبه حلفا رباعيا او خماسيا.

الخطا الذي ارتكب منذ سنتين في الحلف الرباعي السيئ والشرير والمشؤوم, هو الذي ادى في قسم كبير منه الى هذه الازمة. اي توافق خارج الدولة وخارج الدستور هو شيء سري وخطير ومخالف لمنطق الدولة.

الكل يتشاطر ويقيم تحالفات خارج الدولة وخارج الدستور ولهذا لا ينعقد مجلس النواب حتى يتم فيه الحوار وهو مؤسسة الحوار. تعقد لجان حوار في مبنى. فاصبح البلد بلد لجان. كل جهة ترسل لجنتها الى التفاوض مع الجهات الاخرى الذين يرسلون لجانا. ما هذا الكلام? وهل يريدون التوافق على تحالف رباعي او خماسي او سداسي جديد..
نحن لسنا دولة لجان, نحن دولة مواطنين والكل اما ينضوون تحت رايتها او يريدون النفاق علينا وعلى الناس, نحن نريد الدولة ولا نسمح بقيامها. نحن نريد الجيش ونتعامل معه وكأنه حرس بلدية, او جمعية كشفية صغيرة, نريد النظام, نريد قضاء عاما ووحدة سلاح وندع السلاح والمسلحين موجودين.
هذا الامر غير ممكن ان يبقى هكذا.

* بعد كل الذي جرى, هل تتوقع نهاية سليمة للاستحقاق الرئاسي?

بصراحة لا استطيع ان اتوقع.. هناك عوامل كثيرة ولست شريكا فيها ولا مطلع عليها.. اتخيل بعض الامور ولكن لا استطيع ان اقول انني متفائل. منذ سنتين اصف الوضع كما يلي. الوضع ليس خطرا ولكنه دقيق جدا, دقيق بمعنى الوضع الامني.. الحمد لله كنت مصيبا في هذا الامر. الاستحقاق الرئاسي لمصلحة الجميع ويجب ان يتم وكيف ما كان. اعني بكيف ما كان انه يجب ان يتم بسياقه الصحيح وبموعده ودستوريته, وهنا لا يوجد خاسر ورابح. الكل يخسر اذا ما تم الاستحقاق الرئاسي.
وللبنانيين المسلمين الشيعة اقول:

انتم شيعة اثني عشرية جعفرية تذكروا وسيرتكم هي سيرة اهل البيت جميعا, لا تقبلوا ان يحولكم احد الى شيعة اثني نية وزيدية, مع احترامي لاتباع المدرسة او المذهب الزيدي, نحن شيعة اثني عشرية جعفرية ولسنا شيعة اثني نية وزيدية. وهذا اللقب اخذناه من تبعيتنا الاثني عشر وتتمثل بهم. كلهم اساتذة اثني عشر استاذا في نفس المدرسة وفي نفس التوجه وفي نفس التقدير. لا احد منهم اشطر من احد.

* حكي عن قيام تكتل شيعي معتدل ولقد عقدتم لقاءات مع عدد من علماء الشيعة, كان اخرها اللقاء الذي جمعكم بالشيخ صبحي الطفيلي. اين اصبحت هذه الاتصالات, وهل يتم الاعلان قريبا عن هذا التكتل?

زيارتي لجانب الشيخ صبحي الطفيلي هي في سياق التواصل والاستطلاع.. موقفه وموقعه نعرفهما, فهو رجل دين لمن يحرصون على صفة رجل الدين وهو امين عام سابق لحزب لبناني كبير, له وضعية, وله شأنية خاصة في منطقة البقاع لابد من الاعتراف بها, واقول شخصيا انا وعائلتي ما عانيناه معاناة كبرى من حرب الفتنة التي خيضت في التسعينات داخل اللبنانيين المسلمين الشيعة. بين تنظيم "حزب الله" وتنظيم حركة "امل".. وكان الشيخ صبحي الطفيلي على رأس تنظيم الحزب. هذا الامر عمره 18 سنة في مقتضى الاعتدال والوسطية والعلاقة مع الاخر ويتكلم كلاما يكشف فيه عن امور كنا نظنها ظنا واذ هي حقيقة. هو رجل مطلع وكان في موقع المسؤولية..

نعم زرته وكان هناك توافق على امور عديدة, اتفقنا على تشخيص, قضايا كثيرة ايضا. لم يكن الامر هو عمل جبهوي, هو استطلاع وتقارب في هذا الامر وفي هذا السياق انا لا ادعو اطلاقا الى قيام جهة او جبهة شيعية جديدة, ارفض هذا الامر ورفضته في الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف