جريدة الجرائد

هل يمكن ترك حماس وشأنها؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

اليوم الاثنين يجتمع في شرم الشيخ اللاعبون الثلاثة المهمون في الشأن الفلسطيني مع محمود عباس، ابو مازن، في اعلان صريح للعالم انه رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية لا حماس ورئيس حكومتها اسماعيل هنية الذي لم يجد اعترافا من العالم إلا من ايران وسورية فقط.

وإذا قررت مصر والأردن وإسرائيل التعامل مع سلطة ابو مازن بشكل كامل، واعتبرت كلمته كلمة شرف، وقراراته رسمية، هنا يتعين على الجميع ان يترك حماس وغزة وشأنهما، ولكل حادث حديث. فالأهم ان يتفرغ ابو مازن لإصلاح أحوال الضفة وأهلها، وإصلاح حال الحكومة الجديدة الطارئة ومؤسساتها التي تعاني الكثير بسبب ما مر عليها من تنازع وأزمات.

ترك غزة للانقلابيين يعطيهم الفرصة الكافية لحسم امورهم في أي اتجاه يريدون. فليحاربوا اسرائيل حيث لا يوجد محمد دحلان ليمنعهم ولا صائب عريقات يحادثهم عن الاتفاقات الموقعة.

القرار في غزة هو في يد اسماعيل هنية ورجاله وتحت يدهم منطقة كاملة، ادعوا أنها كانت تدار من قبل "قطعان العملاء"، وقد جاء الوقت ليتفرغ الوطنيون الحماسيون لحكومتهم وأجهزتهم وأرضهم المحررة من فتح. وكل ما يمكن ان نقوله أعانهم الله على هذه المسؤولية التي قاتلوا وقتلوا إخوانهم من اجلها، فان نجحوا فنحن معهم وان فشلوا أعان الله أهالي غزة.

ولا يجدر ان يتمحور اجتماع شرم الشيخ على مشروع عمل ضد حماس المارقة لأن ذلك سيزيد من معاناة الجميع في الضفة والقطاع، بل ليتمحور لتحريك السلام الذي عطلته حماس وأفسدت ما اجمعت عليه الدول العربية بمماحكات لغوية ارضاء للايرانيين.

وحان الوقت لإصلاح السلطة الفلسطينية التي كانت دائما محل نقد في ادارتها وأدائها حتى تكسب تأييد الشارع الذي صوت ضدها عندما اقترع لحماس. والقليل صار منذ يوم الهزيمة الانتخابية حتى الآن من اجل المؤسسات وتطويرها. ولو نجحت السلطة الفلسطينية تحت ادارة سلام فياض، رجل عرف بنزاهته، وعدم حزبيته، لكان ذلك أمرا تشكر عليه حماس انها ساهمت في تخليص السلطة من مشاكلها وإنهاء الأزمة المرتبطة بإيقاف المعونات الاجنبية التي تمثل أكثر من نصف دخل السلطة.

دعوا حماس للخالق، فهي في حالة احتفال كبيرة. ستذهب السكرة وستجد ان مهمتها ازدادت صعوبة بخلاف ما تُمني الناس به، ان طرد فتح سينظف غزة. اما التفرغ لمواجهة حماس والتضييق عليها من اجل اسقاطها فهو عمليا يخدم حماس ويضر بالقضية الفلسطينية ويطيل أمد معاناة شعب شهد ما يكفيه من ضرب من كل الجهات، من الأعداء والأصدقاء والإخوة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف