جريدة الجرائد

إسلام آباد: أصوليات المسجد الأحمر تفوقن على الحكومة في مجال الدهاء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كتائب حفصة سجلت نقاطا لصالحها باختطاف الصينيات ثم الإفراج عنهن


اسلام آباد: جين بيرليز - نيويورك تايمز


انضمت أم عكاشة، التي ترتدي البرقع الأسود الذي يغطيها من رأسها حتى قدميها، الى مجموعة من الطالبات من مدرستها الاسلامية ليلة الجمعة وفي منتصف الليل انتقلن بالسيارة الى قاعة تدليك في العاصمة الباكستانية وقرعن الجرس.
وقالت عكاشة في مقابلة معها في القسم النسائي من المدرسة "كانت هناك حوالي 25 امراة صينية يرتدين مايوهات السباحة ذات القطعتين. وقد تفرقن ولكننا افلحنا في الامساك بخمس منهن". وقامت المجموعة، وبينهن طلاب من مدرسة للرجال، بوضع النساء الصينيات في سيارة، واعطينهن شالات لتغطية انفسهن وأخذنهن كرهائن الى المدرسة.

وتحت ضغط من حكومة باكستان القلقة بشأن الحفاظ على علاقاتها الودية مع الصين، اطلقت المدرسة سراح المدلكات الصينيات ظهيرة يوم السبت، بعد اقل من 24 ساعة على احتجازهن.

وهذه الحكاية ليست سوى الأخيرة في حملة تشنها بنات مدرسة السيدة حفصة، المدرسة الداخلية للنساء، وفرعها الرجالي جمعية الفريدية، لتثير انزعاج وحرج الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي يعتبر حليفا مقربا من جانب الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.

ويقاد مسعى الطلاب من جانب ورثة واعظ مشهور للجهاد اسمه مولانا محمد عبد الله، وقد اغتيل اواسط التسعينات في الجامع الأحمر الذي يعرف باسم "لال مسجد" المجاور للمدرسة.

وينفذ الحملة عبد الرشيد غازي (الابن الصغر لرجل الدين والذي يدير قسم الرجال في المدرسة) الحملة مع شقيقه الأكبر محمد عبد العزيز الذي خلف والده باعتباره رجل الدين الرئيسي في الجامع الاحمر. وتدير أم حسن، وهي زوجة الشقيق الأكبر، مدرسة النساء. ويتمتعون بدعم الأحزاب الدينية في باكستان، وهو عامل يمنحهم نفوذا في معركتهم ضد الجنرال مشرف.

ويعبر زعماء هذه الحملة عن اعجابهم بحركة طالبان. كما أنهم يقولون ان علاقاتهم ودية مع "القاعدة" التي يشك في ان قادتها موجودون في منطقة الحدود. وعادة ما يدين الورثة حكومة الجنرال مشرف باعتبارها علمانية ويتهمونها بالفساد والتبعية للولايات المتحدة.

ومن أجل استفزاز الحكومة نظم المسؤولون عن المدرسة اعتصاما في مكتبة الأطفال من جانب النساء المرتديات البراقع. وجرت مواجهة افراد الأمن الحكومي الذين دعوا الى فك الاعتصام من جانب المحتجين. وفي مارس الماضي اختطفت الطالبات ثلاث نساء متهمات بادارة بيت للدعارة وأبقينهن أياما عدة. وفي الشهر الماضي احتجز الطلاب ثلاثة من رجال الشرطة داخل المدرسة ولم يطلقوا سراحهم الا بعد أن هددت قوات الأمن الحكومية باقتحام المبنى.

لكن القبض على مواطنين صينيين بدا مبادرة كبيرة جدا بالنسبة لقدرات حركة استطاعت حتى الآن أن تتفوق على الحكومة في مجال الدهاء. وبعد تدخل السفير الصيني لو جاوهوي أصدر وزير الداخلية بيانيا قال فيه إن سلوك الطلبة "تجاوز كل الحدود".

وعند عصر السبت الماضي قال مولانا غازي عبد الرشيد زعيم قسم الرجال في "المدرسة" إن المدلكات تم الإفراج عنهن على أساس أن السلطات قد وعدت بإغلاق دور الدعارة في العاصمة.

لكنه دافع عن الغارة بالقول "إنه واجب الحكومة أن توقف دور التدليك. ولأن الحكومة لا تقوم بذلك، أصبح الأمر مسؤولية المجتمع كي يقوم بذلك. ونحن لا نمتلك أي خيار آخر".

وفي مقابلة جرت مع غازي، 43 سنة، وخريج التاريخ من جامعة قائد اعظم في إسلام آباد، تم الحصول على الخطوط العريضة لآرائه السياسية. فهو يرى أن الشريعة الإسلامية هي ضرورة بالنسبة لباكستان، لأن الحكام الحاليين فشلوا في خدمة الشعب.

وقال إن التفجير الانتحاري محلل إذا كان ضد الجنود الأميركيين، وأضاف "هذا يعتمد على الظروف. لكن في السوبرماركت، أنا أقول لا. التفجيرات الانتحارية ضد الجنود الأميركيين في العراق أو أفغانستان أنا أقول نعم. إنه ليس انتحارا. إنها مهمة".

وقال غازي: "قلنا إنه غير مسموح به في باكستان. هو مسموح به في أفغانستان إذا كان ذلك لمهاجمة قوات التحالف. وإذا سألونا نحن نجيب. نحن لا نأمرهم".

وفي جناح مخصص للنساء يقع بجوار غرفته قالت المديرة حسن، 38 سنة، إنها ترأس ما يقرب من 4500 طالبة تتراوح أعمارهن ما بين 7 وأوائل العشرينات. والهدف الأساسي هو لإعداد "فتيات مسلمات حقيقيات". وأساس المنهاج الدراسي هو التعاليم القرآنية حسبما ذكرت حسن.

وتنام البنات في الليل على سجاجيد مفروشة فوق أرضية الصفوف الدراسية. وتبدو بعضهن في حالة صحية غير سليمة مع بشرة مرقطة وبنية هشة. وشرحت المدرّسة أن ذلك بسبب أن الطالبات لا يدفعن أجورا، ولأن الحكومة لا تقدم لهن دعما ماليا، والمدرسة غير قادرة على توفير أمكنة نوم مناسبة للبنات.

وقالت حسن إن تلميذاتها يقدمن نموذجا. وأضافت: "الحكومة أم كسول. نحن نقوم بالأمور التي هي من اختصاصها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف