إيران تفاجئ الوكالة الذرية بطلب إرسال فريق مفتشين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الوكالة تأمل بأن يكون ذلك بداية تغير في سلوك طهران
في قرار مفاجئ طلبت ايران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال فريق خاص من مفتشيها الدوليين الىطهران. وكان علي لاريجاني، كبير المفاوضين الايرانيين، قد تقدم بذلكالطلب في زيارة غير متوقعة التقى فيها بمحمد البرادعي، مدير عام الوكالة، بفيينا مساء الاحد، عقب لقائه وخافيير سولانا، مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوربي، بالعاصمة البرتغالية لشبونةيوم السبت.
ومعلوم ان لاريجاني كان قدالتقى البرادعي، وفريق من مساعديه، في اجتماع مطول عصر الجمعة، بدون ان يثمر الاجتماع عن اية نتائج ملموسة، وغادر بعده الى لشبونة، حيثاجتمع وسولانا، وذلك في نطاق السعي للوصول لحل سلمي لقضية الملف النووي الايراني، في ظل التمسك الايراني بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، وعدم الامتثال لقرارات مجلس الامن الداعية لتجميد النشاط النووي الايراني . من جانبهاابدت مصادر عليمة لـ"الشرق الاوسط" بمقر الوكالة الدولية تفاؤلهاان يكونالطلب الايراني بداية تغيير في اسلوبها الذي دأب على الممطالة في تعاملها مع الوكالة، مشددا على ان ايران لا بد ان تستدرك حقيقة القلق الذي يعتري الاطراف التي تسعى لمساعدتها بالوصول لحل دبلوماسي بدلا من العقوبات.وقالت مصادر الوكالة الدولية ان المفتشين سيتوجهون في يوليو (تموز) الى ايران تلبية لدعوة طهران في محاولة لتفهم برنامجها النووي منذ بدايته وبالتالي لمعرفة ما اذا كان يخفي اهدافا عسكرية.
واعلنت الناطقة باسم الوكالة، ميليسا فليمينغ، ان البعثة تلبي دعوة من كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني. وقالت ان "لاريجاني دعا الوكالة الى ارسال فريق الى طهران لتطوير خطة عمل تهدف الى تسوية المسائل العالقة في البرنامج النووي السابق لايران". واوضحت ان "الوكالة تنوي ارسال فريق في اقرب وقت ممكن". وتعهد علي لاريجاني مساء الجمعة بعد المحادثات الاولى التي اجراها مع البرادعي بتحديد خطة عمل في غضون شهرين مع الوكالة التي تطالب بامكانية التحقق ميدانيا مما اذا كانت لبرنامج ايران النووي اهداف عسكرية.
وفي غضون ذلك التقى لاريجاني مجددا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مساء السبت في لشبونة. ووصف اللقاء بانه "بناء جدا"، معلنا "عقد لقاء جديد بعد ثلاثة اسابيع". وتهدف اللقاءات الى تحريك المفاوضات الدولية مع طهران.
واعلن دبلوماسي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة الصحافة الفرنسية ان مهمة المفتشين تهدف الى "التفاهم حول الاجراءات الملموسة لخطة العمل وبداية تنفيذها". وقال "ان تلك المسائل العالقة حول البرنامج النووي السابق هي التي ادت الى مطالبة مجلس حكام الوكالة الدولية ومجلس الامن الدولي ايران بتعليق تخصيب اليورانيوم".
وتقول طهران انها تريد فقط انتاج طاقة مدنية لكن الغربيين يزعمون انها تسعى الى صنع السلاح النووي. واضافة للدعوات الى تعاون افضل مع المفتشين والوصول الى المنشآت، اعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خصوصا عن قلقها للغموض الذي يكتنف عدة امور في ايران.
ومما يثير قلق الوكالة العثور في بعض التجهيزات على آثار قديمة لانتشار يورانيوم عالي التخصيب والهدف من مشاريع اجهزة طرد من طراز "بي ـ 2" حديثة من الجيل الثاني لتخصيب اليورانيوم ومشاريع لقوالب كروية من اليورانيوم المعدني لتطبيقات عسكرية.
وقد وضعت ايران وهي من موقّعي معاهدة الحد من الانتشار النووي، تحت مراقبة وكالة فيينا مع مطلع 2003 بعد الحديث عن نشاطات سرية مشبوهة.
وقال مصدر في فيينا ان البعثة سيقودها اولي هينونن المدير المساعد للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤول اجراءات الصيانة.
وتأتي هذه التطورات في حين تدرس الدول الكبرى استصدار قرار جديد في مجلس الامن الدولي ضد ايران لتشديد العقوبات الصادرة بحقها. لكن طهران ما زالت تبدي عزمها مواصلة تخصيب اليورانيوم رغم مطالبة الامم المتحدة تعليقه.
واعتبر دبلوماسي رفيع المستوى قريب من الوكالة ان ايران التي تستخدم اكثر من 1300 اجهزة طرد "بي ـ "1 منذ منتصف مايو في محطة نتانز قد تقيم ثلاثة آلاف اخرى بحلول نهاية يوليو.
واكد ان تجهيزات من هذا القبيل ستمكن، اذا استخدمت في اقصى قدراتها، من الحصول على ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية في مهلة اقصاها سنة. وخلص الدبلوماسي الى القول "على الارجح اذا استخدم البرادعي لهجة ايجابية في تقريره المقبل واذا قال "اننا نحقق تقدما" في تلك المسائل، فان الاجواء ستتحسن لاستئناف المفاوضات".