جريدة الجرائد

أنباء عن تباين بين الموقفين الفرنسي والأميركي من لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



ساركوزي يؤكد التزام فرنسا بقاء قواتها في عداد الـ"يونيفيل"
والسنيورة يقلل من التوقعات المنتظرة من مؤتمر الحوار


باريس: ميشال أبونجم


"فرنسا تكن الصداقة للبنان وكل اللبنانيين" و"الفرنسيون سيكونون أصدقاء غير مشروطين، صريحين ومن أية مآرب". بهذه اللغة تحدث الرئيس الفرنسي مع رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة الذي استقبله أمس ظهراً في قصر الأليزيه فيما تأكد في العاصمة الفرنسية أن ثمة تباينا في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا حيال كيفية التعاطي مع المرحلتين الراهنة والمقبلة في لبنان.

وبحسب مصادر متطابقة في باريس، فإن وزيرة الخارجية الأميركية التي التقت السنيورة صباحا في فندقه عبرت للفرنسيين عن مواقف "متمايزة" عن المواقف التي تدافع عنها فرنسا في لبنان والتي يمكن تلخيصها بأن الوضع يستدعي التوجه الى حكومة وحدة وطنية والتفاهم بين اللبنانيين والانفتاح على بعض أطراف المعارضة اللبنانية مثل حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون وحتى فتح حوار سياسي مع سورية أو حول مطالب المعارضة اللبنانية. ووفق ما نقله الناطق الرئاسي دافيد مارتينون، فإن ساركوزي تحدث بصراحة "وقال الأمور كما هي وبين الأصدقاء، تقال الأمور بصراحة" مضيفا أن رئيس الوزراء اللبناني "رد بالطريقة نفسها". لكن الرئيس الفرنسي حرص في الوقت نفسه على التذكير بأن فرنسا تعتبر السنيورة "ممثلا للسلطات اللبنانية الشرعية" وأن ساركوزي أراد اللقاء به سريعا "للتأكيد على دعم فرنسا له".

وكشف الناطق الرئاسي بعض الجوانب التي تدفع كلها في هذا الاتجاه الداعم وأولها تأكيد ساركوزي على "التزام فرنسا في قوة الطوارئ (اليونيفيل)" ما يعني أن القوة الفرنسية، وهي الثانية من حيث العدد، ستبقى في جنوب لبنان رغم الاعتداء الذي تعرضت له الكتيبة الإسبانية وأن لا نية لفرنسا التي أدانت الاعتداء الإرهابي، التخلي عن دورها في اليونيفيل. والأمر الثاني الذي كشفه الناطق الرئاسي أن الرئيس ساركوزي "استجاب" لطلب الرئيس السنيورة لجهة مد الجيش اللبناني بمزيد من المساعدات من غير أن يكشف عن طبيعتها وحجمها.

فضلا عن ذلك، أفادت مصادر الأليزيه أن فرنسا مستمرة في ملاحقة موضوع مزارع شبعا بالنظر لكونه عنصرا أساسيا من القرار 1701 الذي عززت بموجبه قوة اليونيفيل. وقال دافيد مارتينون إن ساركوزي تناول موضوع شبعا مع الأمين العام للأمم المتحدة في اجتماعه به أول من أمس وأن بان كي مون "سيقدم تقريرا حول هذا الموضوع قبل نهاية شهر يونيو (حزيران)" الحالي. وأخيرا، ما زالت فرنسا تسعى لجمع الأطراف اللبنانية في فرنسا في إطار مؤتمر "غير رسمي" الغرض منه تسهيل الحوار وإعادة الثقة بين الأطراف المتنازعة.

وقال القصر الرئاسي أمس إن "فكرة المؤتمر ما زالت قائمة ولكن التاريخ لم يحدد" بعد.

وكان المؤتمر قد تقرر في نهاية الشهر الحالي لكن الخارجية قالت إنه أجل من أجل التحضير الجيد لانعقاده. ولكن يبدو أن ثمة صعوبات أخرى تعترض قيامه. وبدا ذلك أمس من خلال قول مارتينون إنه "يتعين توافر الشروط لذلك لكن لا يعود لفرنسا أمر تحديدها" ما يدل على وجود خلافات أعمق حول الفائدة من المؤتمر في الفترة الراهنة.

وأمس خفض السنيورة في تصريحات للصحافة عقب لقائه ساركوزي من سقف التوقعات المنتظرة من المؤتمر فوصفه من جهة بأنه سيجمع "ممثلين من الصف الثاني" ودعا من جهة اخرى الى "عدم إذكاء توقعات لا داعي لها في هذا الشأن". غير أن السنيورة حرص على تأكيد أمرين الأول أنه "يؤيد كل المحاولات التي تقوم بها فرنسا من أجل الإسهام في جمع اللبنانيين وتعزيز فكرة التحاور والتلاقي" والثاني نفي وجود اختلاف في وجهات النظر بين باريس وواشنطن حول موضوع المؤتمر. وقال: "أنا التقيت الوزيرة رايس هذا الصباح (أمس) ولم أسمع منها أي كلام مناقض". وقد اشاد السنيورة بالرئيس ساركوزي وبفرنسا التي "ما زالت مستمرة في دعم لبنان واستقراره وسيادته وحريته واستقلاله" والتي ما زالت كذلك "تدعم حكومته المنتخبة دستوريا" وتقدم الدعم السياسي والإنمائي والعسكري لها. وأضاف متوجها لمن يراهن على تغيير في السياسة الفرنسية. "لقد لمست من الرئيس استمراره في دعم لبنان وهو لن يتخلى عن هذا الموقف وأنا سعيد باللقاء وبما سمعته من الرئيس ساركوزي بهذا الشأن".

وتناول السنيورة وساركوزي تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق ما أكده مارتينون. وفيما الرسالة الفرنسية كانت التشديد على الوصول الى مثل هذه الحكومة، فان المصادر الفرنسية رفضت الدخول في التفاصيل. غير أن مصادر فرنسية ترى أنه من الضروري بعد المحكمة الدولية الوصول الى تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع وتمهد لانتخابات رئاسية تفضي الى مرشح مقبول من كل الأطراف.

وعرض الطرفان موضوع العلاقة مع سورية. وفي موضوع الانفتاح السياسي على دمشق، قال الناطق الرئاسي إن ساركوزي "يرى أن الشروط لم تتوافر بعد من أجل استئناف الحوار على مستوى رفيع مع المسؤولين السوريين". غير أنه رفض تحديد الشروط المطلوب توافرها كما رفض القول ما إذا كانت المقاربة الفرنسية واللبنانية كما نقلها السنيورة هي نفسها. وتكتفي باريس بعد أن ألغت زيارة السفير كوسران الى دمشق عقب اغتيال النائب وليد عيدو بالقنوات الدبلوماسية العادية لإيصال رسائلها الى المسؤولين السوريين. وأكد السنيورة أن الاعتداء على اليونيفيل "لن يؤدي إطلاقا الى ما يرغب به من خطط ونفذ وهو تهديد اليونيفيل وإرهاب اللبنانيين". كما انه "لن يؤدي الى أي تغيير في الموقف الدولي وموقف الدول الـ29 التي تشارك في القوة الدولية ولن يخضع لبنان للإرهاب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف