هل دخل محمد الخلايلة شقيق الزرقاوي وآخرون مخيم البارد؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
معلومات عن جهاز أمني عربي يقتفي أثر بعض المطلوبين في بلاده
عمر ابراهيم ـ البارد
الهدوء النسبي الذي شهدته محاور المواجهات في مخيم البارد على مدى ساعات النهار أمس، صاحبه جو من الغموض اكتنف مصير المفاوضات السياسية القائمة بشأن حل هذه الأزمة، وسط معلومات عن بوادر خلافات داخلية بين الفصائل والقوى الفلسطينية تتجاوز في بعدها الخلاف على آلية الحل إلى ما هو سياسي ويندرج في إطار الصراعات الفلسطينية.
ويأتي هذا الغموض، في وقت تواصلت فيه الاجتماعات والاتصالات على أكثر من صعيد بهدف إيجاد حل سريع يجنب المخيم تداعيات الخيار العسكري، من دون أن ترشح أية معلومات عن أجواء هذه اللقاءات، وما إذا كانت الفصائل والقوى الفلسطينية قد تمكنت من بلورة صيغة تسهم في حل هذه المعضلة، ترافق ذلك مع معلومات عن وجود جهاز امن عربي داخل المخيم ومجموعات مسلحة لا تنضوي تحت لواء اي فصيل فلسطيني.
وأفادت معلومات خاصة لـ"السفير"، أن جهازاً أمنياً تابعاً لإحدى الدول العربية، نشط في الآونة الأخيرة داخل مخيم البارد، وكثف جهوده في اقتفاء أثر اشخاص من فتح الإسلام مطلوبين لدى الاجهزة القضائية لتلك الدولة، مرجحة أن يكون شاكر العبسي ومحمد الخلايلة (شقيق أبو مصعب الزرقاوي) من بين هؤلاء الأشخاص الذين يجري العمل على معرفة تحركاتهم ومصيرهم.
وكانت معلومات تحدثت في وقت سابق عن احتمال ان يكون الخلايلة (أردني الجنسية) قد دخل الى المخيم برفقة مجموعة على رأسها حمزة القبطي (يمني الجنسية) المطلوب للقضاء السعودي بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة والتحضير لأعمال مخلة بالأمن.
وإذا صحت هذه المعلومات وتلك المتداولة عن وجود مجموعات داخل المخيم تعمل لحساب جهات معينة أو لحسابات شخصية، فإن أزمة البارد تكون قد دخلت في نفق مظلم سيزيد من تعقيدات هذه القضية ويصعب من فرص التوصل إلى حل سلمي، ما تزال الآمال معقودة عليه لتجنيب ما تبقى من المخيم مزيداً من الدمار والخراب ولتسريع عودة النازحين الى ديارهم.
وبهذا الخصوص، أجرت رابطة علماء فلسطين صباح امس اتصالاً هاتفياً مع قيادة فتح الإسلام، بعد انقطاع استمر لعدة أيام بسبب الأوضاع الأمنية والتباينات السياسية بين الفصائل والقوى الفلسطينية.
وقال عضو الرابطة الشيخ محمد الحاج لـ"السفير" أن الاتصال كان إيجابياً، وقد أبدت فتح الإسلام تجاوباً كبيراً، وأعلنت عن موافقتها على وقف إطلاق النار، واستعدادها لاستكمال المشاورات بشأن المبادرة.
ورداً على سؤال قال: "نحن ننتظر ما سوف يتمخض عن الاجتماعات والاتصالات السياسية التي تجريها القوى والفصائل الفلسطينية، وعلى ضوئها ستقرر مسألة الدخول الى المخيم لعقد لقاء مع قيادة فتح الاسلام".
وبانتظار ما سيصدر عن تلك الاجتماعات والاتصالات من أجواء يستدل من خلالها على ملامح المرحلة المقبلة، فإن ما تم تسريبه بالأمس من معلومات كشف عن وجود كم هائل من الخلافات والتباينات في وجهات النظر بين أعضاء فريق التفاوض الفلسطيني، الذين انزلق بعضهم على ما يبدو في أتون الصراعات الداخلية في محاولة لتصفية حسابات سياسية وفرض أمر واقع على الأرض، مستفيداً من المناخات السياسية المحلية والاقليمية.
وكانت الفصائل والقوى الفلسطينية اجرت على مدى الـ48 ساعة الماضية سلسلة اتصالات وعقدت اجتماعات عدة مع قيادات سياسية لبنانية وفي ما بينها بقيت بمعظمها بعيدة عن الإعلام، وتركز البحث فيها على سبل معالجة هذه الازمة، إضافة إلى تشكيل القوة الأمنية التي ستوكل اليها مهام الدخول الى المخيم واستلام امنه، بعد الحصول على ضوء أخضر من قيادة الجيش اللبناني.
وأفاد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في لبنان رامز مصطفى لـ"السفير" أن القوة الأمنية ستتشكل مناصفة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن قوى التحالف، ويمكن اعتبارها جاهزة للقيام بالمهام المنوطة بها، لكنه أشار إلى أن هذا الأمر "يحتاج إلى قرار من الجيش وإلى تهيئة الظروف الميدانية عبر استكمال المفاوضات السياسية"، نافياً ما تردد عن نية حركة فتح المركزية اخذ مسألة الدخول الى المخيم على عاتقها الشخصي بمنأى عن مشاركة باقي الفصائل، خصوصاً بعد المعلومات التي تحدثت عن قيام قيادة فتح في البداوي بتجهيز عناصرها بالسلاح والعتاد، ومعتبراً أن هذا الامر لا يمكن ان يتم ولن يؤدي الى نتيجة على الأرض.
وبالعودة إلى التفاصيل الميدانية في البارد، فقد شهدت محاور المواجهات في مخيم البارد ليل أمس الأول اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني بعد قيام عناصر فتح الإسلام بعمليات تسلل باتجاه مبنى التعاونية ومستشفى ناجي العلي عند المحور الشمالي الشرقي، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، واستمرت حتى الساعة الثالثة فجراً، تخللها قصف مدفعي تركز على تجمعات لفتح الاسلام عند تخوم المخيم، كما استهدف الواجهة البحرية ومحيط جامع خالد ابن الوليد، في وقت واصل الجيش تعزيز مواقعه العسكرية وشوهدت آلياته تنقل المزيد من العتاد والأسلحة، في حين عمل عناصره على تدعيم المواقع بالسواتر الترابية وأكياس الرمل، خاصة عند المدخل الشرقي لجهة بلدة المحمرة.
وعند الساعة السابعة من صباح أمس وقعت اشتباكات مماثلة عند المحور الجنوبي الغربي، تخللها اطلاق قذائف الـ آر.ب.ج والهاون، وتحديداً عند جسر البارد القديم لجهة بلدة بحنين جنوباً، والذي يعتبر من النقاط الاستراتيجية بالنسبة للجيش كون السيطرة عليه ستساهم في تضييق الخناق على فتح الإسلام داخل المخيم والحد من تحركاتهم في تلك المنطقة التي يستخدمونها لشن هجمات على الجيش.
وبعد اشتباكات استمرت نحو الساعتين تقريباً، تراجعت حدة المواجهات وانخفضت وتيرة القصف المدفعي بشكل غير مسبوق، وخيم جو من الهدوء على مختلف محاور المواجهات في مشهد افتقده المخيم على مدى الـ 37 يوماً الماضية من عمر الأزمة، واستمر الحال على ما هو عليه حتى الساعة الثالثة عصراً، حيث عاودت المدفعية قصفها بشكل متقطع لعدد من مواقع الحركة عند المحورين الجنوبي الشرقي، كما استهدفت أحياء: سعسع، الصفوري، جسر البارد القديم ومحيط جامع خالد ابن الوليد، تخللتها مواجهات بالأسلحة الرشاشة في محيط مستشفى ناجي العلي ومبنى التعاونية، وشوهدت جرافات تابعة للجيش تدخل المخيم من جهة بلدتي المحمرة والعبدة.