جريدة الجرائد

بلاخوف...ومباشرة نحو طهران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



أحمد الجار الله


العالم العربي أصبح كله في خطر بعد ان تحول الى مجال حيوي للسياسات الايرانية التي قال خامنئي امس, وهو ديكتاتور ايران المعصوم وصاحب الكلمة الوحيدة العليا فيها, إنها سياسات هجومية.
العالم العربي الآن أصبح في معظمه تحت الجلباب الايراني. فقد نجحت طهران في احتواء عناوين القضايا الكبرى التي يتمحور حولها وجدان العرب, وتشكل لهم قوة مرجعية لايمكن تجاوزها حين تفتح ملفات هذه القضايا, وتبدأ المفاوضات حولها من اجل الحل...

القضية الفلسطينية اصبحت قضية ايرانية بفضل حركة "حماس" التي فصلت قطاع غزة عن الضفة الغربية بقوة السلاح. وقضية العراق أصبحت قضية ايرانية بعد سيطرة النفوذ الايراني على حكومة المالكي, وبعد ان أصبحت ايران المعادل الوحيد للوجود الاميركي في العراق, والذي يعرف ان انسحابه من هذا البلد سيجعله لقمة سائغة لطهران لا حصة لعربي فيها. وقضية لبنان, وهي قضية حرية وسيادة واستقلال هذا البلد وقيام الدولة القادرة فيه, أصبحت مرتهنة لايران بفضل "حزب الله" والذي نجح في لعب دور حصان طروادة الذي ادخل الايرانيين في بطنه الى داخل القلعة اللبنانية.

فوق هذه العناوين تواصل السياسة الخارجية الهجومية لايران عملها في الزحف على دول الخليج وعلى مصر, بقصد توسيع مجالها الحيوي القائم على عناوين عربية, وإدخال هذه العناوين الستراتيجية في عداد اوراقها التي ستساوم عليها الغرب والولايات المتحدة حين تحين ساعة التفاوض, وسيكون لايران فيها الموقف الوازن الذي لاتستطيع القوى العظمى تجاهله.

هذا الوضع المتمثل في تحول العالم العربي وقضاياه الى نهب لإيران الا يستدعي عقد قمة عربية, على الاقل لارجاع الهوية الى قضايا العرب بعد ان أصبحت هوية فارسية?

حتى الآن لا نجد العرب يتحركون, واذا تحركوا ارسلوا عمرو موسى الى لبنان, ويبدأ هناك بالدوران حول نفسه, ويعلن فشل المهمة, لان من فاوضهم وتحدث معهم من السياسيين اللبنانيين لايملكون قرارهم, ولايمسكون به في أيديهم... المفروض, بدل هذه الاجراءات والمهمات الترقيعية التي يوكل بها أمين عام الجامعة العربية, المفروض ان تعقد قمة عربية على اعلى مستوى, وعلى جدول اعمالها بند واحد وهو كيفية اخراج ايران من القضايا العربية واعادة الهوية إليها, واجبار طهران, صاحبة السياسات الخارجية الهجومية, على الانكفاء داخل حدودها, والاهتمام فقط بشؤونها الداخلية, وعلى عدم التحرش بشؤون غيرها.

الصراع الآن ليس بين ايران واميركا, بل هو بين العرب وايران واسرائيل حول الحقوق العربية المسلوبة والمعتدى عليها, وفي هذا الجانب نلاحظ أنه كلما اشتدت صراعات طهران مع الغرب حول برنامجها النووي, نراها تحول العالم العربي الى ساحة تدير فيها وقائع هذا الصراع المدمر, بحيث تدرأ عنها الخراب والدمار, وتجعل رحى المعارك تدور في اراضي العرب الآخرين.

العالم العربي الآن مقتنع بتعرض قضاياه للنهب الايراني, باستثناء النظام السوري الذي قرر القتال ضد الصفوف العربية والانحياز الى الجانب الآخر... هذه القناعة تكفي لوحدها لعقد قمة عربية تذهب في نتائج اعمالها مباشرة الى رأس الافعى في طهران, دون مجاملات ولا مخاوف, ولا خشية من الاتهامات المعتادة...

هكذا موقف اصبح ضروريا لاستعادة الهوية العربية لقضايا العرب, واستعادة الحقوق السليبة من اسرائيل. وهناك اكثر من حافز لعقد هذه القمة, فإلى جانب اعتماد ايران للعالم العربي مجالا حيويا لمصالحها, فهي احتلت الجزر العربية الثلاث التابعة للامارات, واحتلت جنوب لبنان, ووصلت الى اقتطاع غزة, والى اشعال الحروب المتمذهبة في اعالي جبال صعدة في اليمن, وتتأهب لابتلاع العراق في اللحظة الاولى التي يغادره فيها الاميركيون, ولولا تماسك الجبهة الوطنية الداخلية لنجحت في تفجير الوضع الداخلي في مصر تحت كل الشعارات الثورجية المعروفة.

وها هي العربدة الايرانية تتفاقم في الفناء العربي بلا هوادة, وهاهم الفلسطينيون, على يد هذه العربدة, يتعرضون للقتل مرتين مرة على يد اسرائيل ومرة على أيديهم بعد ان تحولوا الى اسود على بعضهم البعض, يضاف الى ذلك زيادة التحرش بالرموز السيادية العربية, كتنظيم قوافل الارهابيين وتوجيهها نحو المجتمعات العربية الهادئة, ومحاصرة السفارة الكويتية في طهران والاعتداء على السكرتير الثالث فيها بالضرب, والتهديد باشعال منطقة الخليج اذا تعرضت لضربة اميركية...

المفروض ان يوضع حد لهذا التوسع الايراني بواسطة قمة عربية تنعقد على عجل, وتقرر التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه الاطماع التي تتوسل لاغراضها كل انواع الارهاب.

ليذهب العرب, بعد هذه القمة الى رأس الافعى في طهران, من دون خوف ومن دون مجاملة, فالدنيا هذه الايام كلها مصالح ولا وجود فيها لفرز أخلاقي بين ما هو ثورجي طاهر, وعميل أميركي غربي قذر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف