«حماس» تعتقل الساعد الأيمن لممتاز دغمش في تبادل عمليات خطف مع «جيش الاسلام»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة - فتحي صبّاح
تبادل تنظيم "جيش الاسلام" وحركة "حماس" امس عمليات الخطف في قطاع غزة، في ما بدا انه توتر جديد يصيب العلاقة المتوترة اصلا بين الفريقين على خلفية قيام "جيش الاسلام" بخطف مراسل "هيئة الاذاعة البريطانية" آلان جونستون قبل اكثر من ثلاثة شهور.
وقالت مصادر الطرفين ان مسلحين من "جيش الاسلام" خطفوا نحو 12 عنصراً من حركة "حماس" في مناطق متفرقة من قطاع غزة امس، بعدما خطفت "حماس" احد كبار قادة "جيش الاسلام"، وهو احمد المظلوم (خطاب المقدسي) واثنين من مرافقيه.
وقال مصدر قريب الى "جيش الاسلام" لـ "الحياة" ان مجموعة مسلحة من حركة "حماس" خطفت "المقدسي" من منطقة السامر وسط مدينة غزة، ليل الاحد - الاثنين، بعد معركة بالاسلحة النارية. وتردد ان "المقدسي" اصيب بجروح اثناء تبادل النار بينه وبين خاطفيه، لكن مصادر الطرفين لم تؤكد او تنفي اصابة "المقدسي" الذي يعتبر الذراع اليمنى لزعيم "جيش الاسلام" ممتاز دغمش والناطق باسم التنظيم.
ويقطن "المقدسي" في حي الدرج المعروف بكثافته السكانية وسط مدينة غزة. وهو قصير نسبياً، وملتح ذي شعر طويل اسمر البشرة، ويرتدي عادةً زياً اسود يشبه الزي الشعبي الباكستاني.
وبخطف "المقدسي" ومرافقيه، يرتفع عدد الذين خطفتهم "حماس" خلال الأيام الماضية الى سبعة، فيما قتل خلال الفترة نفسها شابان من عائلة دغمش التي يتألف معظم عناصر "جيش الاسلام" منها.
وتهدف "حماس"، من خلال خطف اعداد متزايدة من ابناء عائلة دغمش او عناصر "جيش الاسلام"، الى زيادة الضغط على التنظيم كي يطلق من دون شروط الصحافي جونستون المحتجز منذ 12 اذار (مارس) الماضي.
ويطالب "جيش الاسلام" بإطلاق الاردني من اصل فلسطيني "ابو قتادة" المعتقل في بريطانيا، والذي يعتبر الزعيم الروحي لتنظيم "القاعدة" في اوروبا. كما يطالب بإطلاق معتقلين آخرين من تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" ومعتقلين في الاردن.
وتأتي محاولات حركة "حماس" للضغط على "جيش الاسلام" بعدما فشلت مفاوضات سابقة بين التنظيم من جهة والحركة والحكومة المقالة من جهة أخرى لاطلاق جونستون. وكشفت مصادر قريبة الى التنظيم وعائلة دغمش ان المفاوضات كانت اقتربت من الوصول الى نهايتها مطلع الشهر الماضي. وقالت ان هذه المفاوضات توقفت بسبب الاقتتال الداخلي وسيطرة "حماس" على غزة، ولم يتم استئنافها بسبب تصريحات اطلقها احد قادة "حماس" محمود الزهار امهل خلالها التنظيم بمدة زمنية محددة لاطلاق جونستون وإلا فإنه سيتم تحريره بالقوة، الامر الذي عطل اطلاقه.
ووجه الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم الى "المقدسي" تهمة "الضلوع في قتل الكثيرين الذين راحوا ضحية الحوادث الغامضة" في القطاع. ووصفه بأنه "احد قادة المجموعات المسلحة التي تشكل خطراً على أمن المواطن والسلم الاجتماعي ويستعملون السلاح غير المقاوم". وقال ان "هؤلاء لهم بصمات واضحة في خطف الصحافيين الاجانب وخطف ابناء حماس والعائلات، خصوصاً على يد المقدسي".
ووصف برهوم سلاح "جيش الاسلام" بأنه "سلاح الإجرام والقتل وانه لا يزال يصر على خطف جونستون ولا يريد ان يفرج عنه حتى لو كان ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني". وقال إن "هناك معلومات اكيدة وخطيرة كانت تحملها هذه الفرقة والتي منها القيام بعمليات لإرباك الساحة الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة. وربما يدلي (المقدسي) بمعلومات خطيرة من أين يتلقى الاموال ومن أين يتم دعمه وكيف يتساوق مع أي مشروع لا يخدم بالمطلق المصلحة الوطنية الفلسطينية".