رفعت السعيد محذراً من الإخوان: قد يكررون في مصر ما فعلته حماس في غزة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رئيس "حزب التجمع" تحدث إلى "السياسة": اتهم الحكومة المصرية بـ"إدخال الدين في السياسة"
ليس بيني وبين "الحزب الوطني" صفقات ... بل "صفعات" متتالية لسياساته "المتهاونة"
"حماس" تلاميذ "الإخوان"... ورغم أنهم تحت رحمة إسرائيل انظروا ماذا فعلوا بخصومهم!
حربنا ضد "الإخوان" ليست من اجل الحكومة بل لمصلحة مصر... ونرفض اعتقالهم ومحاكمتهم عسكريا
لماذا لم يعتقلوا شيخ الأزهر حين افتى بأن 77 في المئة من المصريين "آثمون"?!
ما حدث في 1977 "انتفاضة شعبية" لم يوجهها "التجمع" وعندما تكون الجماهير ناضجة ستتحرك تلقائيا
بيع مصانع الاسمنت ليس "خصخصة" بل "بعزقة" لممتلكات الشعب وسلب لمقدراته الوطنية
القاهرة- نبيل السجيني
حذر رئيس "حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي" الدكتور رفعت السعيد من خطورة "التهاون الفكري" من قبل الحكومة المصرية ازاء جماعة "الإخوان المسلمين" , منبها الى ان هذا السلوك قد يكرر في مصر ما حدث في غزة من سيطرة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) عليها, مستندا الى ان اعضاء "حماس" هم "تلاميذ الإخوان المسلمين".
ونفى السعيد في حوار اجرته معه "السياسة" ان يكون بينه وبين "الحزب الوطني" الحاكم في مصر اي صفقات "بل صفعات متتالية"! وجهها "حزب التجمع" لسياسات الحزب الحاكم.
وشدد السعيد, الذي عايش اهم احداث مصر منذ "ثورة يوليو" حتى اليوم ويعد اول رئيس حزب مصري ينتخب بغالبية الاصوات, على ان من مبادئ "حزب التجمع" رفض قيام الاحزاب على اساس ديني, مؤكدا ان "الحرب" التي يخوضها "التجمع" ضد "الإخوان" ليست من اجل الحكومة "بل من اجل مصر والاسلام".
الحوار مع السعيد تناول محاور عدة وقضايا ساخنة وهذه تفاصيله:
ثمة من ينظر الى مواقفك السياسية على انها تتعارض مع "الحزبية" .. ويقولون انك تهاجم ""الحزب الوطني"" علنا في حين تعقد معه الصفقات سرا ?
اذا كان "الحزب الوطني" ساذجا الى درجة ان يعقد صفقات معي لكي اهاجمه علنا فمقابل ماذا يعقد معي هذه الصفقة? هل لكي اؤيده سرا ?! السياسة هي ما هو معلن .
كيف تقبل التعيين في مجلس الشوري برغم ان بعض قيادات الحزب تطالب برفض مبدا التعيين وهل هو قرار فردي منك ام ان هناك متغيرات في موقف الحزب ?
اولا "حزب التجمع" اتخذ قرارا منذ العام 1993 بقبول التعيين في مجلس الشوري وقد اثير هذا الموضوع محددا في الفترة الاخيرة, وعرض على الامانة المركزية للحزب فوافقت على قبول التعيين في مجلس الشوري بالاجماع , ثم عرض على المكتب السياسي فوافق عليه ايضا بالاجماع, ما عدا ثلاثة اعضاء تحفظوا ولم يرفضوا واذا كنا قد قبلنا خوض المعركة الانتخابية في مجلس الشوري فلماذا نرفض الوجود بالتعيين?!
ثم انني لست الوحيد المعين في مجلس الشوري فهناك نائب رئيس "حزب الوفد" ولا يوجد عضو في "حزب التجمع" يتخذ قرارا سياسيا منفردا, حتى لو كان رئيس الحزب وبالتالي قبول التعيين هو قرار حزبي ولو ان الاغلبية رفضت قرار التعيين لما كنت قبلته.
ما الدور البرلماني الملموس الذي حققه "حزب التجمع" في مجلس الشوري من خلالك وهل النائب المعارض المعين يمكن ان يلعب دورا قويا تحت قبة المجلس?
اتمني ان يراجع هؤلاء الغاضبون مواقف رفعت السعيد في مجلس الشورى, فقد كانت لي معارضة حقيقة جذرية جادة وبالتالي لم تكن صفقات بيني وبين الحكومة و"الحزب الوطني", ولكنها "صفعات" متتالية لسياساته .وارد على هؤلاء ببيت الشعر القائل:
من جاش بالامل المقدس قلبه
لم يلتفت لحجارة الفلتاء
وانا اعارض بشدة ولكنها قد لا تعجب البعض لانها معارضة مهذبة جدا ليس فيها تعد على احد ولا شخصنة للمسائل, لاننا في "حزب التجمع" نرفض معارضة الاشخاص ولكن نهاجم سياسات وبرامج واولويات ولا نحمل اعضاء الحكومة المسؤولية فهم ينفذون سياسات الحزب الوطني الحاكم, ومهما يتغير الوزراء فما زال الحزب الوطني يحكم وهو المسؤول عن نتائج هذا الحكم امام الجماهير وليس الوزراء.
ومن خلال تمثيلي في المجلس كان لي دور سياسي فاعل في مناقشات مجلس الشوري وهناك الكثير من مشروعات القوانين التي قدمتها واخذ بها مجلس الشوري كما كانت لي مواقف سياسية في بعض القضايا منها الارهاب التي طالبت بضرورة عدم الخلط فيها بين الدين والسياسة, والقضية الفلسطينية ودور حماس فيها.
فوز أحمد شعبان
يقال ان هناك حملة في الاعلام الحكومي والمستقل ضد "حزب التجمع" لشق صفوفه وكسر بقية الاحزاب كيف تتعاطون مع هذه الحملة?
قد لا نكون حزبا كبيرا بقدر طموحاتنا لكننا باليقين حزب يحترم الناس ولهذا يحترموننا واقول لمن يحاولون شق صفوف "حزب التجمع" موتوا بغيظكم لن يحدث ابدا وهذه المحاولات مستمرة منذ حكم الرئيس الراحل انور السادات, الذي كان يحاول ويخطط ويدبر ويسعى لشق "حزب التجمع" ولم يحدث وهي احلام خصومنا السياسيين الذين يتمنون شق صفوف "حزب التجمع" وهدمه وهذا يرجع لوجود معيار سياسي وهو انه لا يوجد في "حزب التجمع" "اسرى حرب" فكل اعضائه لهم كامل ارادتهم ولذلك هم سياسيون فاعلون داخل الحزب ويعبرون بكامل ارادتهم عن رايهم ايا كان هذا الراي مادام يعبر عنه باسلوب محترم مهذب عبر القنوات التنظيمية .ونحن نسعى دائما الى التوافق, بمعني اننا اذا لم نستطع ان نتفق نبحث عن حلول وصياغات مشتركة ليجد كل راي نفسه وان يكون له بعض الوجود ويشعر انه حقق جزءا من ذاته داخل الحزب, كمشارك في القرار والحوار وليس التصويت فقط لذلك يلتزم العضو بالقرار .
وبعد 30 عاما من العمل معا داخل "حزب التجمع" والتعايش والاعتقال معا انصهرت هذه الاعتراضات واختفت فكرة التيارات ونشا تيار تجمعي تربي على فكرة التوافق واحترام الراي الاخر واحترام الاقلية.
يقال ان فوز مرشح التجمع كان الثمن الذي دفعه الحزب الوطني ويدللون على ذلك بان فوز احمد شعبان كان باصوات ضخمة 17 الف صوت .. فما حجم الدعم الذي قدمه الحزب له?
كيف يكون فوز احمد شعبان صفقة وقد شنت ضده اكبر حملة لاستبعاده من الترشيح من البداية وواجه ممارسات غير عاقلة منها منعه من ان يتقدم للترشيح برغم انه يحمل اربع شهادات كل واحدة منها تعطيه الحق في الترشيح الا انهم ظلوا يعوقونه للتقدم حتى اليوم السابق لغلق باب الترشيح وهذا اكسبه تعاطف الناس. واعتقد انه حظي باصوات الكثير من الاقباط الموجودين في هذه الدائرة, وذلك لان "حزب التجمع" ورئيسه يدافعان عن حقوق المواطنة وحقوق الاقباط, كما حظي بتاييد عدد من قيادات الحزب الوطني بعد اختلافهم على احقية من يتقدم للترشيح على قائمته كل هذا يفسر لماذا فاز احمد شعبان في الانتخابات? ولم نقدم له الا دعما ماليا محدودا لاننا حزب فقير, واستطاع بامكانات قليلة الفوز بعضوية مجلس الشوري .
"لكن "التجمع" ينفرد عن باقي الاحزاب المعارضة الاخرى في التصعيد الشديد والمستمر في الهجوم على "الإخوان" بالتناغم مع الحكومة ?
نحن نحارب الإخوان ليس من اجل الحكومة وانما من اجل مصر والاسلام كنا نخوض معركة ضد الارهاب في عز سطوته وعنفوانه وكانت كل الاحزاب الاخرى ترتجف وتخاف من الارهابيين وكانت عمليات الاغتيال على قدم وساق وكان هذا لمصلحة الوطن... فكيف نهاجم الإخوان بالتناغم مع الحكومة?
ولدى الحزب موقف مبدئي منصوص عليه في برنامجنا وهو رفض قيام حزب سياسي على اساس ديني منذ عام 1998 مما يؤكد ان برنامج التجمع سبق التعديلات الدستورية الاخيرة بعشر سنوات بعدم قيام حزب سياسي على اساس ديني ورفض خلط الدين بالسياسة, واستخدام الدين في العمل السياسي والانتخابي .
ولابد ان انبه هنا لخطورة ما فعله تنظيم حماس وهم تلاميذ الإخوان المسلمين عندما وصلوا الى السلطة فرغم انهم تحت رحمة اسرائيل.. انظر ماذا فعلوا في خصومهم وفي الفن والموسيقى والشعر والمراة وكنائس الاقباط هذا نموذج امامنا لما يمكن ان يحدث في مصر, ونحن نخشى على مصر ان يتكرر فيها ما حدث في فلسطين, ولهذا نعتبر ان جزءا من معركتنا اننا نقود حربا ضد الإخوان ولابد ان اقول ان معركتنا معهم مختلفة عن تلك التي تقودها الحكومة ضدهم وانا ارفض اسلوب الحكومة مع الإخوان مثل الوقوف ضدهم في الانتخابات وتقديمهم امام المحاكم العسكرية لان هذا لن يحل المشكلة .
اما حربنا معهم فهي حرب فكرية وحوار لفهم الاسلام فهما صحيحا, لان الارهاب يبدا فكرا, لذلك نحن ندين التهاون الفكري للحكومة ازاء هذه الجماعة. والغريب ان الحزب الوطني والحكومة هما اول من ينتهكون الدستور فيما يتعلق بضرورة فصل الدين عن السياسة حيث خرج علينا شيخ الازهر بفتوي تقول ان من لا يشارك في الاستفتاء على التعديلات الدستورية يعتبر اثما وبذلك جعل 77% من المصريين اثمين, اليس هذا خلطا بين الدين والسياسة, فلماذا لم يعتقلوه ويراجعوه وهل ضميره يسمح له بالحكم على 77% من المصريين بانهم اثمين, فماذا يفعل وهو شيخ للازهر?
التعديل الرابع
تسعى الاحزاب الى تطوير نفسها, ما الافكار الجديدة التي دخلت على "التجمع" بحكم التطور الزمني السياسي والاجتماعي الذي تعيشه مصر حاليا ?
برنامج الحزب الحالى هو التعديل الرابع وعنوانه المشاركة الشعبية ونحن نغير افكارنا مع كل متغير جديد وليس لدينا جمود فكرى, او تشبث بالفاظ او افكار وهناك نصوص كثيرة جرى تعديلها حتى اصبح برنامج الحزب جديدا تماما .
ما الاسباب الحقيقية وراء تراجع شعبية احزاب المعارضة ومنها حزب "التجمع" وهل الحكومة لها يد في ذلك ?
من اهم المشكلات امام "حزب التجمع" ان هناك بعض الاشخاص متخصصون في كراهيتنا عندما نخسر الانتخابات يقولون عنا حزب ضعيف دمره رفعت السعيد وافقده شعبيته واذا فزنا يقولون انها صفقة مع الحكومة والحزب الوطنى, وانا لست غاضبا منهم.واؤكد ان خط "حزب التجمع" في صعود الان, فقد حصلنا على مقاعد عديدة في الانتخابات العمالية ومجالس الشعب والشورى والمحليات والتعاونيات ونحن الحزب الوحيد الذي ضاعف اكثر من مرة وجوده في المراكز العليا في اتحاد العمال والنقابات العامة الى جانب مئات الممثلين في اللجان النقابية وهذا يوضح وجود حالة من النهوض داخل الحزب.. ثم ان السؤال هذا يجر الى التساؤل ما هو مقياس الشعبية ..هل الحزب الوطني له شعبية?
اؤكد ان المعيار الاساسي لقياس مدى شعبية احزاب المعارضة ومنها "التجمع" هو مدى احترام الجماهير لحزبنا وتعاطفها مع افكارنا وثقتها في مواقفنا .كذلك ألفت الى ان التجمع اكثر الاحزاب المعارضة المدنية شعبية واذا قلت ان الإخوان اكثر شعبية فهذه قصة اخرى, لان الشعبية والفوز في الانتخابات الحقيقية لابد ان ينتزع منها امران: المال والشعارات الدينية. واتحدى ان ينجح مرشح للوطني او الإخوان من دونهما لذلك طالبنا بضوابط قانونية لمنع تخطي حدود الانفاق المسموح به في الانتخابات.
ما موقف "التجمع", اقرب حزب لاحلام العمال.. من عمليات الخصخصة وبيع المصانع وبرنامجه للحفاظ على حقوق العمال والاسراع بالاصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد?
البيع انواع فعندما تبيع كل مصانع الاسمنت وتكتشف في العام التالى في الموازنة العامة لهذه الشركات المنشورة في الصحف ان الحد الادنى للربح 80 في المئة من اجمالي راس المال وهو ما اوجد احتكارا معاديا للتنمية في مصر فلمصلحة من هذا? انها ليست خصخصة, انها بعزقة وهذه ممتلكات الشعب لم تتوارثها الحكومة, هي ملك للشعب مثال اخر شركة الاهرام للمشروبات تكتشف ان من اشتراها باع اراضيها بمليارات الجنيهات ثم باع الاصول بمليارات اخرى ليربح بذلك ما يوازي 200 ضعف مما دفعه لشرائها, مثال ثالث عندما يتم بيع شركة اخرى و ينص عقدها على انها بيعت بmacr; 50 مليون جنيه بما لها وعليها وتجد ان للشركة وديعة في البنوك بmacr; 50 مليون جنيه مما يعني ان من اشتراها قد اخذها بلا مقابل فهل هذه خصخصة ام سرقة ام سفه واين وضعت اموال الخصخصة ?
واسال جهابذة الخصخصة الذين باعوا كل المصانع ووضعوا ايديهم على اموال التامينات الاجتماعية, وباعوا الاراضي الباقية في مصر ولم يتبق امامهم الا الواحات البحرية من اين ستنفق الحكومة بعد عامين?واقول لهم لا يمكنكم تعلم السباحة من الكتب, لكن وزراءنا تعلموا من الكتب فهم يقراون في الكتب ويطبقون ما فيه بغباء شديد لانهم لا يعيشون في الواقع ولا يدركون رد فعل الجماهير على ما يتخذونه من قرارات وهو ما يجعل اعضاء الوطني يجلسون في كل مؤتمر سنوي لهم ويسالون في مزج بين السخرية والرثاء لماذا لا تشعر الجماهير بنتائج الاصلاح ?!
"انتفاضة"
1977
اين قوة "التجمع" بين الجماهير التي ظهرت بقوة في احداث 1977 أليس ما يحدث في مصر الان اخطر ?
ما حدث في 1977كان نتيجة انتفاضة شعبية تلقائية واعتقلنا فيها ونحن لا نستطيع ان نقرر او نصدر امرا لكي تتحرك الجماهير ولا يمكن لحزب سياسي ان ياخذ قرارا نيابة عن الجماهير لكن عندما تكون الجماهير ناضجة ستتحرك تلقائيا.
ما طبيعة الخلافات داخل "التجمع" وهل هي مرتبطة بقرب انتخابات رئاسة الحزب في اغسطس?
طبعا هناك خلافات سياسية وتنظيمية وفكرية وهي مصدر قوة وصحة للحزب ونعالج هذه الخلافات اولا باول ونتعامل معها برفق ونسمح لاصحابها ان يعبروا عن رايهم من خلال القنوات الحزبية بحرية كاملة وهذه الخلافات ليست لها اي علاقة بقرب انتخابات رئاسة الحزب.
هل يتلقى "حزب التجمع" اي دعم خارجي. وما حقيقة ما اثير بعد سفر وفد من الحزب للعراق الا يعد ذلك اخلالا بموقف الحزب من قضية العراق?
لا نتلقى دعما من احد ولم يتخذ الحزب قرارا بمقاطعة العراق ووفد التجمع الذي سافر الى هناك لم يكن بغرض سياسي ولكن لحضور منتدي ثقافي فقط.
ما هي الصعوبات التي تواجهها صحيفة الحزب, خصوصا ان هناك بعض الصحف الناشئة تحاول انتزاع مكانتها ومحرريها?
قد لا تكون جريدة الحزب كثيرة التوزيع, لكنها باليقين صحيفة شريفة لا تباع ولا تشترى واذا كنت تقصد جريدة "البديل" فنحن نرحب بصدورها ولا نحتكر القارئ ولا "اليسار" ومن حقهم ان ينافسونا كما يريدون وسنتعامل معهم حتى لو اخطاوا في حقنا وسنظل دائما مظلة لليسار حتى لو هاجمنا .