دمشق تعدّ لاستقبال موسى بـ «انفتاح» ولندن تواصل الضغط عليها ...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إجماع لبناني على دعم مبادرة الحوار الفرنسية وجنبلاط لا يمانع في مواكبتها إقليمياً
بيروتـ الحياة
أنهى الموفد الفرنسي إلى لبنان السفير جان كلود كوسران أمس تسليمه الدعوات إلى أطراف طاولة الحوار للمشاركة في الندوة الحوارية التي دعت إليها وزارة الخارجية الفرنسية في ضاحية سان كلو الباريسية من 14 إلى 16 الجاري، في محاولة لإعادة الثقة بين هؤلاء في ظل انقطاع الحوار المباشر والتواصل بينهم.
وإذ كرر كوسران تأكيده ان اللقاء في سان كلو هو "للحوار بين اللبنانيين ويشارك فيه الفرنسيون كمنظمين"، حرص على طمأنة من يجب إلى انه "ليس من تنافس" بين مبادرة بلاده وبين المبادرة العربية.
وتوزعت لقاءات كوسران بين زيارات لأقطاب لبنانيين، ولقاءات لممثليهم في مقر السفارة الفرنسية في بيروت طوال نهار أمس، وحصل من كل فريق على أسماء ممثليه في الحوار، على ان تستكمل أسماء بعضهم في غضون ساعات.
وأيد جميع الذين التقاهم كوسران المبادرة الفرنسية، وهو شدد على ان اللقاء ليس مؤتمراً دولياً، لكن رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط قال في تصريحات الى وكالة "رويترز: امس: "علينا الانتظار الى ان تكون الظروف الإقليمية مواتية للبنان المستقبل"، وأن "اتفاقاً بين الأطراف الخارجية" من شأنه حل الصراع السياسي المحتدم في لبنان.
وأضاف جنبلاط رداً على سؤال عن المبادرة الفرنسية: "إذا تمكن الفرنسيون من خلال اتصالاتهم بالإيرانيين من تنظيم حوار لبناني في باريس، وإذا اجتمعت القوى الإقليمية الفاعلة وراء الكواليس في مكان ما، واتفقت على الاستقرار في لبنان، فلم لا؟".
لكن جنبلاط اتهم سورية وإيران و "حزب الله" بالوقوف وراء حال الفوضى في لبنان "بعدما أخفقوا في إطاحة حكومة فؤاد السنيورة بوسائل أخرى".
وحمّل سورية مسؤولية المواجهة التي بدأها تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، معتبراً ان "دمشق تتلاعب بالجماعات الجهادية مثل فتح الإسلام". وتابع ان "سورية ستفعل أي شيء لزعزعة استقرار لبنان كي تقول للمجتمع الدولي انظروا، اللبنانيون غير قادرين على ان يحكموا أنفسهم، ونحن الوحيدون القادرون على فرض الأمن في لبنان".
وتابع جنبلاط ان لبنان "هش وفيه ديموقراطية متعددة الطوائف، ومملوء بالحياة وفيه حرية لمزاولة الأعمال التجارية وحرية الصحافة"، وأن "حزب الله وداعميه الإقليميين يتحدون ذلك وفقاً لبرنامجهم الذي لا يقيم وزناً لسيادة الدولة اللبنانية". واتهم الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالسعي إلى إضعاف وجود قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في الجنوب لأنه "يريد استخدام المنطقة لمزيد من المغامرات ضد إسرائيل". لكن جنبلاط استبعد مخاوف من اندلاع الصراع مجدداً. وذكر ان إيران "لا تريد ان يخوض حزب الله أعمال عنف طائفية بين السنّة والشيعة في لبنان، من شأنها ان تلحق الضرر بصورة نصر الله كبطل في مقاومة إسرائيل، في العالم الإسلامي. الإيرانيون لا يعبأون بشأن لبنان، لكنهم ما زالوا مهتمين بصورة نصر الله".
إلى ذلك (يو بي آي)، أكد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاولز ان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 الخاص بلبنان لا يزال يشكل أولوية قصوى لحكومة بلاده. وقال هاولز المسؤول عن الشرق الأوسط أمام مجلس العموم (البرلمان) رداً على أسئلة النواب ليل الثلثاء: "نحض السوريين والأطراف الأخرى على تحويل الكلام على الرغبة في إحلال الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط إلى حقيقة واقعة، من خلال بذل افضل ما يمكنها لدعم السلام في المنطقة والتوقف عن مساندة جماعات الرفض و "حزب الله" المدعوم من إيران، والعازمة على التسبب في الخراب والفوضى".
وأشار هاولز إلى ان بلاده "مارست وما زالت تمارس الضغوط على الحكومة السورية كي تعمل على إحلال السلام في لبنان وإخلاء سبيل الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله، وعليّ أن أعترف بأننا لم نحقق مقداراً كبيراً من التقدم في هذا المجال". لكنه أضاف: "على الأقل بدأنا المحادثات والتقت وزيرة الخارجية السابقة (مارغريت بيكيت) وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش مؤتمر عقد اخيراً وحشرته كي تكتشف موقف سورية من استمرار دعمها الفصائل الفلسطينية الرافضة والغياب الواضح لتعاونها في السعي إلى إيجاد الجنديين الإسرائيليين وإعادتهما إلى بلدهما، ونريد ان نسمع جواباً من السوريين حول ذلك".
وشدد الوزير البريطاني على ان لندن "تريد إقامة علاقات طيبة مع سورية لأنها تدرك الدور المهم الذي يمكن ان تلعبه في إحلال السلام في الشرق الأوسط، وحتى الآن لم يكن ردها مساعداً، لكننا سنحض الحكومة السورية على تغيير موقفها وممارسة دورها في التعاون من اجل إحلال السلام في المنطقة، وضمان عودة الجنديين الإسرائيليين إلى بلدهما".
وينتظر ان تستقبل دمشق الأحد المقبل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في إطار الاتصالات التي يجريها بناء لقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بتكليفه ووفد عربي رباعي من اجل السعي الى العودة الى الحوار بين اللبنانيين والمساعدة على ضبط الحدود اللبنانية - السورية من تهريب السلاح والمسلحين. وقالت مصادر سورية لـ "الحياة" ان دمشق ستستقبل موسى "بانفتاح".