هاني الحسن: مهدت الطريق للحوار بعرض ما تريده فتح من حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صفحة تيار دايتون بغزة طويت وشكلت قيادة جديدة لفتح في القطاع
مخطط أمريكي إسرائيلي لفصل الفلسطينيين عن بعضهم
إسرائيل لا تريد الاعتراف بها بل وبدورها الإقليمي الاقتصادي والعسكري
الدوحة - أيمن عبوشي
اعتبر هاني الحسن، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أن الوضع الفلسطيني بفصائله، وكل أبعاده، دخل مرحلة الأزمة الشاملة.. وقال في لقاء خاص لالراية، إن صفحة تيار دايتون جماعة محمد دحلان المرتبطة بالجنرال الأمريكي دايتون قد طويت في غزة، مؤكدا تشكيل قيادة جديدة للحركة في القطاع.
وأكد الحسن أنه أوصل رسالة إلي حركة حماس من خلال لقائه في برنامج بلا حدود تتعلق بما يجب علي حماس فعله للتمهيد للحوار مع فتح بعد سيطرة الحركة الإسلامية علي قطاع غزة. وشدد الحسن علي ضرورة انتظار بضعة أسابيع قبل الشروع في وساطة حقيقية بين الحركتين.
من ناحية ثانية، وافق الحسن علي خيار جلب لواء بدر الفلسطيني إلي الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، مذكرا بمطالبته باستحضار القوات عندما كان وزيرا للداخلية. ونفي في الوقت نفسه أن يكون قد دعا إلي كونفدرالية مع الأردن، مشيرا إلي أن صحفيا إسرائيليا قام بتحريف كلامه مقابل ثلاثة آلاف دولار.
وفي الآتي نص الحوار:
هل تعتقد أن السجال الذي شاب قيادات حركة فتح إثر سيطرة حركة حماس علي قطاع غزة، سيؤدي إلي انقسام في صفوف فتح..؟
-فتح قيادة منضبطة، وفي داخلها نقاش كبير.. والولايات المتحدة الأمريكية، تريد أن تحولنا إلي قضية اجتماعية.. وكأن المطلوب هو تأمين الرواتب، أو الأكل.. علي العكس نحن لسنا قضية اجتماعية بل قضية تحرر وطني.. والسؤال يكمن في أن التقدم أو التأخر يمكن قياسه من خلال إزالة الاحتلال.. وأنت شاهدت في شرم الشيخ أنه ليس هناك أي كلام عن إزالة الاحتلال، وأنه سيفرج عن مائتين وخمسين فتحاويا لم تلوث أيديهم بالدماء.. أي أنه قد يفرج عن مائتين وخمسين سجينا ممن تجاوزوا الإقامة في إسرائيل، أو دخلوها بدون.. إن القيادة كلها، والوضع الفلسطيني كله دخل مرحلة الأزمة الشاملة، سواء كان حماس أو فتح أو الشعبية.. أو الاقتصاد كله في الأزمة الشاملة.
ما مصير تيار دايتون..؟ أو الجماعة الفلسطينية المتمثلة في محمد دحلان، والتي ارتبطت باسم الجنرال الأمريكي دايتون.. لقد قلت في لقاء بلا حدود إنه صفحة وطويت؟
- نعم.. قلت هذه الصفحة قد طويت.
لكنها لا تزال تشاغب؟
- لقد كانت تملك السلطة والقيادة والقرار في غزة.. واليوم، حركة فتح شكلت قيادة جديدة لغزة يرأسها عضو اللجنة المركزية زكريا الأغا، وأمين سرها الأخ أحمد حلس، وأحمد نصر، وأخوة آخرون.. إذن طويت صفحة تيار دايتون في غزة.
ماذا عن الضفة الغربية.. هل هناك محاولة لحشد هذا التيار في الضفة بعد أن انتقل إليها..؟
- وجودهم في الضفة لا يعني شيئاً.. للضفة قيادتها.
إذن تعتبرون أن هذا التيار قد انتهي...؟
- أنا شخصيا أعتبر هذا التيار قد خسر.
وحدة حركة فتح.. هل هي قابلة للترميم بعد ما جري الآن..؟
- القافلة تسير يا أخي.. وهؤلاء الذين يصرخون لا يستطيعون شق فتح، فهي واحدة موحدة وحركة مناضلة ولكنهم يريدون إلحاق نار الهزيمة بها، وهي لم تهزم، وليتحمل الذين هزموا المسؤولية.
هل توافق علي فكرة أن حماس قامت بانقلاب عسكري مخطط لإقامة إمارة إسلامية في القطاع..؟
- لا.. يجب ألا نبالغ.. فمثلا، ياسر عبد ربه وغيره يهاجمون طوال الوقت، فكرة الإمارة الإسلامية، ويهاجمون قطر وإيران وسوريا.. وإذا هاجمنا كل هؤلاء.. إذن من معنا..؟ لا يمكن لحماس أن تقيم إمارة إسلامية في غزة، وفتح لن تسمح بذلك.. وفتح إذا عارضت فكرة، ودخلت المعركة فلن تستطيع حماس أن تنفذها في غزة.. المسألة أن حماس قامت بعمل أنا لا أؤيده.
من أي منطلق؟
- لأن القانون يجب أن يسود، ونحن أقمنا تجربة ديمقراطية يشار لها بالبنان.. فلماذا يتم تخريب هذه التجربة بممارسات من هذا النوع.. وسلوك حماس كان غير إسلامي.. مثل التشهير بالجثث .. فنحن كمسلمين نؤمن بالقصاص وليس الثأر، وما جري كان ثأرا من أخوة وأولاد عم.. بيد أن النقطة الأهم، أن إسرائيل والولايات المتحدة تعارضان الحوار، لأنهما يريدان أن يفصلا قطاع غزة عن الضفة.. وعندما وقع اتفاق أوسلو كانت نوايا الإسرائيليين فصل فلسطينيي الخارج عن فلسطينيي الداخل.. ولم يتمكن بالتالي أي لاجيء فلسطيني في الخارج، من التوجه إلي مدن فلسطين مثل نابلس، والمفروض أنه إذا أقمنا حكما ذاتيا فلسطينيا فاللكل الحق في أن يذهب إلي الأراضي الفلسطينية.. ثم تحولت الفكرة إلي فصل القدس عن الضفة.. وهذا حدث الآن من خلال تهويد المدينة، والفصل الأخير من المخطط.. هو فصل غزة عن الضفة.. وإذا قلنا (لا حوار مع حماس ولو بشروط) معني هذا أن نفرق غزة عن الضفة خاصة بإشراف عربي.
هناك تيار داخل فتح يتهم إيران بأنها دعمت حماس لوجستيا.. إلي أي مدي تري ذلك صائبا..؟
- تساق هذه المعلومات بينما تستعد إسرائيل وأمريكا لضرب إيران.. في سياق حملة عربية علي إيران.. لهذا أري ضرورة الحوار قبل ضربها، لأنه إذا كنا منفصلين، وحصلت الضربة فلن نتمكن من إعادة ربط الضفة مع القطاع.
كيف يمكن لقوات بدر التي يراد استيعابها في الأراضي الفلسطينية أن تكون عاملا مهدئا أو مثيرا للأزمة.. خاصة وأنك كنت قد طالبت بدخول القوات، عندما كنت وزيرا للداخلية في عهد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات؟
- هذا أمر له علاقة بالأمن وليس بالسياسة، وأنا عندما كنت وزيرا للداخلية طالبت بذلك.. أنا لا أعارض دخول قوات بدر إلي الأراضي الفلسطينية.. فهي فلسطينية، لكن لا أدري هل سوف تسمح لها إسرائيل بالسيطرة علي مدينة نابلس مثلا، إسرائيل تريد منا أن نعترف بدورها الإقليمي العسكري والاقتصادي في المنطقة، ونقبل أننا منطقة نفوذ.. يعني أن نقبل وجود قواعد عسكرية إسرائيلية في الضفة..
هل تؤيد خطوات قد تتخذ من قبل الرئيس محمود عباس، مثل حل المجلس التشريعي، والمناداة بانتخابات مبكرة..؟
- أؤيد إجراء انتخابات مبكرة، ولكن كيف ستجري من دون توافق فلسطيني..؟ وإذا كنت تريد انتخابات جديدة، فمن الضروري توحيد الموقف الفلسطيني.. ثم أدع للانتخابات التي لا يمكن أن تحصل في ظل عدم التوافق فيما يحرق هذا الصناديق وهذا يدمرها.
هل تعتقد أن حكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض ستعمر علي المدي البعيد لتمتد طويلا..؟
- أنا شخصيا لا أعتقد أنها سوف تعمر.. هم يريدون أن يمددوا لها، ولكن الحكومة مؤيدة من قبل أمريكا، وسنري إذا كانت ستضع حلا اقتصاديا ما، ولكن إن لم تضع حلا اقتصاديا كأن تفك الحصار، وتأتي بالأموال، وتنشط السوق المالي.. فلا مبرر لها.
في ظل هذا الشق الذي حصل بين حماس وفتح في غزة.. هل تري فرصة في المستقبل البعيد لعودة الشراكة بين الفصيلين ..؟
- لم لا يا أخي.. نجلس مع إيهود أولمرت.. ولا تريدنا أن نجلس مع حماس.. ونطمح للسلام مع إسرائيل..!
من هو المقصود بقرار حل الميليشيات في الضفة..؟
- المقصود به فتح.. لأن حماس غير موجودة في الضفة.
وماذا عن ما يقال إن حماس قادرة علي ترتيب وجودها في الضفة ؟
- قادرة.. ولكن حماس لا تستطيع أن تهزم فتح.
هل هناك أية بوادر للحوار بين الحركتين.. هل هناك وساطات عربية؟
- مصر الشقيقة التي وقفت بوجه إيهود أولمرت، وطالبت بحوار رسمي بين الفلسطينيين في خطاب الرئيس المصري حسني مبارك.. والملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لم يستقبل أبو مازن.. عندما ذهب إلي عمان.. لأن السعودية صاحبة اتفاق مكة.. ولا توافق علي إسقاطه، وقس علي ذلك الموقف اليمني، والموقف القطري.
علي كل حال تبقي هذه عناوين عامة للوساطات.. هل هناك وساطة حقيقية لها السبق في إيجاد المصالحة بين الحركتين..؟
- بالطبع.. الآن لابد من مرور بعض الأسابيع.. وفي مقابلتي التلفزيونية برنامج بلا حدود مهدت الطريق.. حيث قلت لحماس: خذي خطوات من جانب واحد.
ما هي هذه الخطوات؟
- أولا عليها إعادة المؤسسات الخاصة بالرئاسة، وثانيا أن تعتذر عن التجاوزات التي حدثت؟
- نقل عنك في الأردن دعوتك للكونفدرالية.. هلا أوضحت ذلك..؟
- لقد دفع لصحفي ثلاثة آلاف دولار ليكتبه علي لساني.. والحقيقة أني ألقيت محاضرة تحت عنوان لماذا لا يوجد سلام .. وقلت اكتشف الفلسطينيون والعرب أن إسرائيل لا تكتفي بالاعتراف بالكيان، وإنما يجب أن نعترف بالكيان والدور وهو دور عسكري وإقليمي، وقوة اقتصادية إقليمية.. وأنا كفلسطيني وأردني مطلوب مني أن أعترف أني منطقة نفوذ لإسرائيل، هذا هو السلام بالمفهوم الإسرائيلي.. ولذلك لا يوجد سلام واليوم إسرائيل في مأزق لأن هزيمة أمريكا في العراق وهزيمة إسرائيل المشينة في جنوب لبنان أضعفت الموقف الإسرائيلي ولذلك يجب علينا أن نرفع مستوي مطالبنا وأن نتحرك.. وقد طالبت بأمرين الأول.. أن ننشيء لجنة شعبية أردنية فلسطينية لتقاوم الضغوط للتحول إلي منطقة نفوذ.. والثاني أن علينا أن ننشيء كونفدرالية اقتصادية بين الأردن وفلسطين وسوريا وبلاد الشام ولبنان.. لأنه بدون هذه الكونفدرالية لا يوجد متنفس للاقتصاد الفلسطيني... وقلت إن الفلسطيني مخير بين أن يتأسرل أو بين أن يتعرب بالانضمام للأردن، فالخيار الأردني لدي جاء في الحديث عن حل الشراكة الاقتصادية.. وأننا لا يجوز أن نقبل الالتحاق بإسرائيل لأنهم سيعاملوننا كعمال.. بينما عندما ندخل في شراكة مع الأردن وسوريا ولبنان لاحقا سيكون لدينا اقتصاد فلسطيني قوي علي الأرض، وأخذ الليكون في الصحافة ما قلته وحرفه وقال إني أطالب بالكونفدرالية.. ولكن الكونفدرالية بين دولتين وأين هي الدولة حتي ننشئها.