كيف تفكر إيران؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
د. حسن مدن
في ردة فعل متشنجة على بيان وزاري خليجي كتبت صحيفة ldquo;كيهانrdquo; وثيقة الصلة بالدوائر المؤثرة في إيران مقالاً أعاد فيه صاحبه تكرار المزاعم حول تبعية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة لإيران، ثم إنه تمادى فقال إن البحرين ما هي إلا محافظة تابعة لإيران تنازل عنها الشاه في صفقة مع بريطانيا وأمريكا، وإنه ما زال من حق إيران استعادتها وضمها إليها على طريقة ldquo;عودة الفرع إلى الأصلrdquo; التي تحدث بها صدام حسين عند غزو قواته للكويت!
هذه النغمة التي تطل برأسها في طهران بين الفينة والأخرى كلما شاب العلاقات الإيرانية الخليجية شيء من سوء الفهم تشي بتفكير راسخ في العقل السياسي الباطن للقادة الإيرانيين الذين أضاعوا فرصة ذهبية بعد الثورة الإسلامية في تجاوز الذهنية التوسعية الإمبراطورية للشاه، وفي تأسيس علاقات طبيعية مع جيرانهم العرب على الضفة الأخرى للخليج.
وعلينا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء قليلاً ونتذكر أن عدداً من ldquo;آيات اللهrdquo; الذين استتب لهم الأمر بعد سقوط نظام الشاه في الانتفاضة الشعبية في فبراير 1979 كرروا نفس مفردات النظام الشاهنشاهي البائد حول الجزر الإماراتية الثلاث وحول وضع البحرين.
ولم تغب هذه النغمة عن الخطاب شبه الرسمي في إيران، إذا ما استثنينا فترة ولاية الرئيس محمد خاتمي الذي أظهر حنكة وحكمة في إدارة السياسة الخارجية الإيرانية، ونجح في إقامة علاقات طبيعية مع العالم، بما في ذلك مع المحيط الخليجي.
هذا التصعيد اللفظي في طهران حول العلاقة مع دول الخليج يأتي في وقت حرج تزداد فيه المخاطر المحدقة لا بإيران وحدها وإنما بالمنطقة كلها جراء تداعيات الملف النووي الإيراني.
ورغم وعينا بأبعاد الموقف الأمريكي تجاه هذا الملف وصلته بالنهج المغامر والمقامر للإدارة الأمريكية الحالية، إلا أن الطريقة التي تدير بها طهران أمر هذا الملف تقدم ما هو كاف من المبررات للدوائر التي تضمر الشر لإيران.
ويأتي الكلام عن موقف إيران من الجزر الإماراتية الثلاث وحول البحرين دليلاً آخر يضاف على تخبط السياسة الخارجية الإيرانية في وقت هي في أمس الحاجة للتفاهم مع محيطها.