جريدة الجرائد

إيران والأحلام الشاهنشاهية التوسعية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

د. عايد المنـّاع


ان تصر ايران على استمرار احتلالها وضمها للجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) فهذا امر ليس جديدا على الجمهورية الاسلامية في ايران التي يبدو ان قياداتها ممتنة لعدوها العقائدي الشاه محمد رضا بهلوي الذي استولى بالقوة القهرية على الجزر الاماراتية الثلاث لكن ان يبرر مسؤول ايراني ان هناك ادلة على ملكية الجزر الثلاث لإيران فهذا امر مثير للضحك بقدر ما هو مثير للاستغراب اما شر البلية ما يضحك فهو استخدام حسين شريعتمداري مندوب المرشد الاعلى في مؤسسة كيهان الصحافية لنفس مصطلحات النظام الصدامي المطاح به في العراق تجاه الكويت إذ ادعى شريعتمداري ان "البحرين كانت جزءا من الاراضي الايرانية وانفصلت عنها اثر تسوية غير قانونية مع الشاه المعدوم".

اذا ما سلمنا بأن شريعتمداري مسؤول رسمي وليس مجرد مسؤول صحافي وهو بالفعل كذلك فإن استخفافه بحقوق وسيادة دولتين خليجيتين وعضوين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو استخفاف بدول وشعوب الشاطئ الغربي للخليج والحق يقال ان شريعتمداري لم يترك هذا الاستخفاف للتخمين بل هو اعلن ذلك صراحة وبكل تبجح اذ قال ان حكومات دول مجلس التعاون "انشأها التدخل المباشر للقوى الاستكبارية، ولم يكن للشعوب أي دور في تعيين حكوماتها ورسم سياساتها، فهل هناك استخفاف بشعوب دول مجلس التعاون اكثر وضوحا من هذا الاستخفاف وهل هناك تدخل في الشؤون الداخلية لدول وشعوب الجوار اكثر وقاحة وبجاحة من هذا التدخل؟

لا تهمنا ولا تخيفنا حالة الانتعاش الاستعلائي التي تسيطر على اذهان وتعشش بعقول بعض القادة السياسيين والايديولوجيين الايرانيين فالدول الخليجية لديها من الامكانيات الذاتية ومن القوى الصديقة ما يمكنها من تبديد الاوهام الشيطانية وهزيمة صدام حسين في 26 فبراير 1991 واسقاطه في 2003/4/9 يؤكدان ان الجانب العربي من الخليج ليس مجرد حقول نفط واموال سائبة لكن حالة الانتعاش الايرانية تحزننا لأنها تؤكد ان عقلية تصدير الثورة والتي لم تجن منها ايران سوى استفزاز شعوب ودول الجوار وخوض حرب الثماني سنوات المدمرة وحالة من المقاطعة الاقتصادية،

هذه العقلية لم تتغير بل انها ساءت وتدهورت فهي لم تعد تكتفي بتصدير بضاعتها العقائدية وانما وحسب تصريحات شريعتمداري تسعى لتغيير الانظمة الخليجية التي ستنهار وبفعل الزلزال الايراني! بالله عليكم ما الفرق بين هذا المنطق ومنطق صدام حسين ورفاقه؟

ألا يثير هذا المنطق الايراني العدائي تساؤلات حول تسلح ايران وسعيها ا لحثيث لامتلاك الطاقة والاسلحة النووية؟ واذا كان الخليج العربي لا يتطلب غزوه أو الهجوم عليه بأسلحة نووية فلماذا تهدر ايران اموالا وامكانيات مادية وبشرية وتكنولوجية عالية التكاليف على طاقة نووية ليس هناك ما يضمن نجاتها من مصير مفاعل تموز العراقي الذي حوله الطيران الاسرائيلي الى ركام هل هناك نية أو اجندة سرية ايرانية لاعادة تجارب الامبراطوريات الفارسية السابقة والتي امتدت هجماتها الى اليونان وربما ما هو وراء ذلك؟

أليس الاستخفاف بالاشقاء والجيران المسلمين لمجرد انهم ابدوا رأيا واتخذوا موقفا لا يتناسب مع الرأي والموقف الايراني ألا يدل ذلك على ان في ايران من يبحثون عن مبررات لعدوان قادم؟
نقول للجيران الايرانيين ان من حقكم ان تعترضوا على أي موقف لا يعجبكم ولا يتفق مع مصالحكم ونهجكم لكن ليس من حقكم ان تستهينوا وتستخفوا بدول وشعوب الجوار ثم تأتون مهرولين اليها بحثا عن منافذ لصادراتكم التجارية والاخرى الفكرية والثقافية.
ونقول للحكومات الخليجية ان اضعف الايمان هو الاحتجاج رسميا على هكذا تصريحات غوغائية ومهينة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف