جريدة الجرائد

رسالة من دمشق إلى إسرائيل: مستعدون لوقف دعم حزب الله وحماس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اولمرت يتفقد الحدود الشمالية: لم تنعم بهذا الهدوء منذ 40 عاماً

القدس المحتلة ـ حسن مواسي
ووكالات

نقل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط مايكل وليامز الى القيادة الإسرائيلية رسالة من القصر الجمهوري في دمشق، مفادها أن سوريا مستعدة لوقف دعمها لجميع فصائل المقاومة التي تحارب إسرائيل، ومن بينها "حزب الله" و"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، ووقف تعاونها مع إيران، في حال تم إحراز تقدم في مسيرة السلام بين الجانبين. فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت لدى تفقده الحدود الشمالية مع لبنان، عن ارتياحه للهدوء الذي لم تنعم بمثله المنطقة "أبداً منذ 40 عاماً".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن وليامز أطلع المسؤوليين الإسرائيليين على انطباعات مماثلة خرج بها من المحادثات التي أجراها مع القادة السوريين خلال الأشهر القليلة الماضية، وشدد على أن القيادة السورية أبدت استعدادها لوقف دعمها، بمختلف أشكاله، لـ"حزب الله" وحركة "حماس" ووقف التعاون مع إيران، في حال تم تحقيق تقدم في عملية التسوية بينها وبين إسرائيل، وأكدت أنها لن تكون في حاجة لاستعمال "حماس" و"حزب الله" كورقة ضغط على إسرائيل بعد حلول السلام بين الطرفين.
وأشار وليامز إلى أن الشكوك التي تساور الطرفين الإسرائيلي والسوري، تصعب عليهما العودة إلى طاولة المفاوضات. وقال إن القيادة السورية أبلغته أن المفاوضات التي جرت بين إسرائيل وسوريا في العام 2000 مهدت الطريق لعقد اتفاقية، بحيث تم الاتفاق من حيث المبدأ على المسائل الرئيسية مثل المياه والأمن. ورأى أن التقدم السريع سيكون في متناول اليد في حال استؤنفت المفاوضات.
وفي الذكرى السنوية الأولى لحرب تموز (يوليو)، أعرب أيهود اولمرت خلال جولة تفقدية له للحدود الشمالية مع لبنان أمس، عن أمله في أن يتم خلق ظروف مناسبة للحوار بين إسرائيل وسوريا، مؤكدا أنه ليس لدى إسرائيل أي رغبة في دخول حرب مع سوريا وأنها تأمل في ألا يكون لدى الجانب السوري أي رغبة في قتالنا، ومستبعداً اندلاع حرب مع سوريا خلال الصيف.
كما أعرب اولمرت عن ارتياحه للهدوء الذي يسود الجبهة الشمالية مع لبنان، وقال "لم ينعم شمال إسرائيل أبداً بمثل هذا الهدوء منذ أربعين عاماً.. لاحظنا كيف يقوم المزارعون في المطلة (عند الحدود مع لبنان) بزرع أراضيهم بأمان، الأمر الذي كان مستحيلاً قبل عام.. استمعت إلى قائد اليونيفيل يقول إنه منذ 40 عاماً لم يسد هدوء كهذا في العام الأخير، وهذا ما يقوله لي السكان هنا".
ودافع أولمرت من كريات شمونه عن قراره شن الحرب، وقال إن هذا القرار "كان مبرراً، فقد كانت حرب تبين فيها كثير من الإخفاقات وكثير من المشاكل، ولكن الحكومة والسلطات الأمنية يبذلون جهوداً للتغلب على المصاعب وخلق واقع جديد أفضل.. مع حلول ذكرى الحرب، اليوم، أنا على قناعة، تماماً كما كنا في 12 تموز (يوليو) 2006، لقد قمنا بما يمليه علينا واجبنا واتخذنا القرار الصائب، بأنه يجب، وللأبد، درء هذا الخطر وإبعاده عن الحدود. وعلى الرغم من أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق الأهداف، يجب أن نجتهد بشكل كبير ونحن نجتهد بشكل كبير.. أنجزنا الكثير الكثير، لكن ما زالت الطريق طويلة أمامنا".
وفي مقابلة مع مجلة "لو نوفيل ابزرفاتور" الفرنسية، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي تزور باريس، أنها تستبعد استئناف المحادثات مع سوريا. أضافت "سوريا تواصل اللعبة الخطرة التي تلعبها في المنطقة. إنها تدعم حزب الله.. وعلاوة على ذلك، فإن دمشق التي لا تزال المركز الاقليمي لدعم الإرهاب، ترتبط اليوم بإيران في شراكة تمثل أيضاً خطراً".
وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز، وفي تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، قال "نحن نلحظ إعادة تسلح لدى حزب الله بالصواريخ بعيدة المدى وبكميات كبيرة جداً، وهو يعمل على بناء خط ثانٍ ما وراء الليطاني، وكوننا لا نراهم على الخط الحدودي، يعتبر ذلك إنجازاً، والهدوء على الحدود يعتبر أيضا إنجازاً. لكن في المقابل، يجب أن ندرك أنهم يواصلون تسلحهم وبناء التحصينات وبناء قوتهم من جديد".
إلى ذلك، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من هجمات ينفذها فلسطينيون من الأراضي اللبنانية، فيما أكد ضباط وجنود أن الجيش ليس جاهزاً لإحباط هجمات غايتها أسر جنود عند الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وأفادت صحيفة "معاريف" أمس أن الجيش الإسرائيلي أصدر تعليمات لقواته عند الحدود مع لبنان "لزيادة الاستنفار" مع حلول ذكرى الحرب. ونقلت عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إنه لا توجد توقعات بأن يحاول "حزب الله" أن ينفذ اليوم هجمات ضد إسرائيل. لكن هذه المصادر عبّرت عن خشيتها من قيام منظمات فلسطينية أو حركات مستقلة أخرى بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وحذرت من تنظيم مسيرات ومهرجانات عند الشريط الحدودي.
وصدرت تعليمات لضباط الأمن في البلدات الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان باتخاذ الحيطة. وتمت مطالبة المجموعات شبه العسكرية المسلحة المؤلفة من سكان البلدات الحدودية بالاستنفار وزيادة اليقظة استعداداً لاحتمال تنفيذ "حزب الله" هجوماً.
وذكرت صحيفة "هآرتس" إن مقابلات أجرتها مع ضباط وجنود إسرائيليين من 3 وحدات في قوات الاحتياط، أظهرت أن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لإحباط هجمات غايتها أسر جنود إسرائيليين عند الشريط الحدودي مع لبنان على غرار هجوم "حزب الله" وأسره جنديين إسرائيليين.
ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن القائد السابق لقوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان تيمور غوكسيل قوله إن الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" يقومان بالاستعدادات لحرب مقبلة تدور رحاها في جنوب لبنان، وإن هناك إدراكاً قوياً بأن هذه الحرب ستكون مختلفة عن السابقة، مثلما يدرك "حزب الله" أن الإسرائيليين لن يكتفوا بالبحث عن صواريخ الحزب من الجو بل سيقومون بغزو بري لهذا الغرض.
ويكشف كتاب جديد سيصدر عن دار "معاريف" للمنشورات عن أن مقاتلي "حزب الله" استخدموا مدافع رشاشة إسرائيلية من مخلفات الجيش الإسرائيلي بعد انسحابه من الجنوب في العام 2000، خلال الهجوم الذي نفذوه في 12 تموز (يوليو) من العام الماضي وقتلوا خلاله 3 جنود إسرائيليين وأصابوا رابعاً بجروح وأسروا الجنديين ايهود غولدفاسير وإلداد ريغف، فيما تمكن اثنان من النجاة.
الى ذلك، دعت منظمة "العفو" الدولية، ومقرها في لندن، الأمم المتحدة الى إجراء تحقيق معمق حول "جرائم الحرب" التي تعتبر أن "حزب الله" وإسرائيل ارتكباها خلال نزاعهما العسكري الصيف الفائت.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير نشرته في الذكرى الأولى للحرب "من دون تحقيق كامل ومحايد تجريه الأمم المتحدة ويلحظ دفع تعويضات للضحايا، ثمة خطر فعلي أن يعيد التاريخ نفسه". ودانت "الغياب الكامل لأي إجراء في الدولتين المعنيين كما على الصعيد الدولي، يهدف الى ملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب وانتهاكات أخرى خطيرة".
كذلك، اعتبرت المنظمة الحقوقية الدولية "هيومن رايتس ووتش" أن انتهاكات قوانين الحرب من قبل طرفي النزاع بقيت من دون تحقيق أو عقاب. وقالت ساره لي ويتسون، مديرة الشرق الأوسط في المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقراً لها "بعد مرور عام كامل لم يتعرض أي منهما للمساءلة.. التحقيقات الإسرائيلية واللبنانية فشلت، لذا على المجتمع الدولي أن يتدخل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف